جحا هي شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور و مجتمعات مختلفة. وجحا اسم لا ينصرف لأنه معدول من جاح، مثل عمرو من عامر ويقال: جحا يجحو جحواً إذا رمى. ويقال: حيا الله جحوتك. أي وجهك الميداني، مجمع الأمثال، موقع الوراق، الصفحة
وفي الأدب العربي، نسب حجا إلى أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية. وهو أقدم شخصيات جحا والنكات العربية تنسب له. وفي الأدب التركي، نسبت قصص جحا إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاش قي قونية معاصرا الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له.
شخصية جحا
إختلف الرواة والمؤرخون في شخصية جحا. فصوّره البعض كمجنون أو أبله. وقال البعض الآخر إنه رجل بكامل عقله ووعيه وإنه يتحامق ويدّعي الغفلة ليستطيع عرض آرائه النقدية والسخرية من الحكام بحرية تامة. أجتمعت كلها على أن له حمار يشاركه قصصه. وقي أشد حالات البلاهة، تجد عنده حب و تقدير للفكاهة.
بعض من نوادره
1-حمام فوق المئذنة:
دخل الحمام يوماً و كان السكون فيه سائداً فأنشأ يتغنى فأعجبه صوته فحدثته نفسه بأنه لا يجوز أن يبخل بنعمة صوته البديع على إخوانه المسلمين. مما أسرع ما خرج من الحمام قاصداً الجامع حيث صعد إلى المئذنة و بدأ ينشد بعض التسابيح في ساعة أذان الظهر ، فاستغرب المارة هذا الأمر و كان صوته خشناً مزعجاً فناداه أحدهم قائلاً: " ويحك يا أحمق ! مالك تزعج الناس بهذا الانشاد بصوتك المزعج و في مثل هذه الساعة ؟" فأجابه من أعلى المئذنة: يا أخي لو أن محسناً يتبرع لي ببناء حمام فوق هذه المئذنة لأسمعتك من حسن صوتي ما ينسيك تغريد البلابل!
2-الحمار المخللاتي:
أخذ جحا يبيع مخللاً ، وقد ابتاع أدوات المخلل مع حمار المخللاتي، فكان الحمار يعرف البيوت التي تشتري منه ، وكلما نادى الشيخ : مخلل ......مخلل كان الحمار ينهق في تلك الأزقة المزدحمة ويغطي بنهيقه صوت جحا، فغضب منه. وذات يوم وصل إلى محلٍ مزدحم ، وأخذ الشيخ ينادي : مخلل مخلل، فسبقه الحمار إلى النهيق. فالقى جحا له المقود على عاتقه وحملق بعينيه، وقال: أنظر يا هذا أأنت تبيع المخلل أم أنا؟؟
3-سباق مع الصوت:
كان جحا يوماً يؤذن ويذهب مسرعاً ، فسألوه عن السبب فقال: أريد أن أعرف إلى أين يصل صوتي.
4-اللغط والغلط:
ترافق قاض وتاجر في الطريق مع جحا ، فقال القاضي لجحا: من كثر لغطه كثر غلطه فهل غلطت يوماً وأنت تعظ؟ فقال جحا ببداهة: نعم صادفت مرة أن خرج مني قاض في النار بل قاضيان في النار، ومرة أخطأت فقلت أن التاجر بدل الفاجر لفي جحيم فأخجل الاثنين.
5-جحا والخروف
كان جحا يربي خروفا جميلا وكان يحبه ، فأراد أصحابه أن يحتالوا عليه من أجل أن يذبح لهم الخروف ليأكلوا من لحمه فجاءه أحدهم فقال له : ماذا ستفعل بخروفك يا جحا ؟ فقال جحا : أدخره لمؤونة الشـتاء فقال له صاحبه : هل أنت مجنون الم تعلم بأن القيامة ستقوم غدا أو بعد غد.!! هاته لنذبحه و نطعمك منه فلم يعبأ جحا من كلام صاحبه ، ولكن أصحابه أتوه واحدا واحدا يرددون عليه نفس النغمة حتى ضاق صدره ووعدهم بأن يذبحه لهم في الغـد ويدعوهم لأكله في مأدبة فاخرة في البري وهكذا ذبح جحا الخروف وأضرمت النار فأخذ جحا يشويه عليها ، وتركه أصحابه وذهبوا يلعبون ويـتنزهون بعيدا عنه بعد أن تركوا ملابسهم عنده ليحرسها لهم ، فاستاء جحا من عملهم هذا لأنهم تركوه وحده دون أن يساعدوه ، فما كان من جحا إلا أن جمع ملابسهم وألقاها في النار فالتهمتها .
ولما عادوا إليه ووجدوا ثيابهم رماداَ .
هجموا عليه فلما رأى منهم هذا الهجوم قال لهم : ما الفائدة من هذه الثياب إذا كانت القيامة ستقوم اليوم أوغدا لا محالة؟
6-العجل وأمه:
دخل عجل مزرعة جحا..... وأخذ يعبث بالمزرعة..... ويأكل البرسيم وفي هذه اللحظة دخل جحا المزرعة وقام بضربة....ولكن العجل فر منه وحينئذ فكر جحا ثم قال: لابد انه عائد إلى أمه .. ذهب جحا إلى حيث تقيم الام فوجد العجل واقفاً تحت رجليها وهو في حالة ذعر وخوف......أخذ جحا العصا وأخذ يضرب الأم حينئذ صاح صاحب البقرة محتجاً على جحا وقال: وماذا فعلت البقرة حتى تضربها؟؟؟
فقال جحا: حينما لا تحسن الأم تربية إبنها فأنها تستحق الضرب .
---------
منقول
[b]