للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلمقابسة  قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 93 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 93 زائر

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    مقابسة  قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     مقابسة قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع

    اذهب الى الأسفل 
    2 مشترك
    كاتب الموضوعرسالة
    د.هدى قزع
    أديبة
    د.هدى قزع


    الاقامة : الأردن
    المشاركات : 16
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    مقابسة  قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع Empty
    مُساهمةموضوع: مقابسة قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع   مقابسة  قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع Icon_minitime28.09.11 2:20

    مقابسة قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد :

    بقلم : هدى محمد قزع .

    س: وصف ربنا عز وجل في آياته العظيمة الأيام بأنها معدودة وبأنها معدودات ، فأين موضع ذلك الوصف في كتاب الله ، وما الفرق بينهما؟

    ج: جاء وصف الأيام في سورة البقرة ، الآية رقم 80 ، بأنها معدودة ، وفيها قال ربنا عز وجل:

    "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ".

    وهذه الآية جاءت حكاية على لسان اليهود ، واتخذ الوصف فيها صيغة المفردة المؤنثة "معدودة" .وأما في الآية رقم 184 ، من سورة البقرة فقد وصفت الأيام على أنها معدودات ، إذ قال أعز قائل:

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ "

    وفي سورة آل عمران ، الآية رقم 24 ، وصفت الأيام على أنها معدودات أي بصيغة الجمع المؤنث ( جمع قلة) ، إذ جاء فيها:

    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) سورة آل عمران.

    إذن الموصوف واحد في الآيات الثلاث، ويظل السؤال القائم ما هو الفرق في المعنى بين الوصفين؟

    وقبل الإجابة عن هذا السؤال ، أحب الاستعانة ببعض أقوال المفسرين الذين تنبهوا إلى هذا الفرق وحاولوا إيجاد مخارج تأويلية له ، ومن ثم أجد أنه من الضروري أن أضعها تحت عين الفحص والتدقيق لأخرج منها بوجهة يطمئن لها القلب والعقل معًا.

    وأبدأ بتفسير الطبري (310هـ) إذ قال فيه : " وإنما قيل"معدودة" وإن لم يكن مبينا عددها في التنزيل، لأن الله جل ثناؤه أخبر عنهم بذلك وهم عارفون عدد الأيام، التي يوقتونها لمكثهم في النار. فلذلك ترك ذكر تسمية عدد تلك الأيام، وسماها"معدودة".ثم اختلف أهل التأويل في مبلغ الأيام المعدودة التي عينها اليهود، القائلون ما أخبر الله عنهم من ذلك فقال بعضهم:-عن ابن عباس و السدي وأبي العالية والضحاك أنها أربعون يوما (1). وعن قتادة والضحاك عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل(2). ، وعن ابن عباس : أنها الأجل(3) ..وقال آخرون في ذلك : ... عن ابن عباس قال: إنها سبعة أيام(4) ، و عن مجاهد في قول الله:(قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة)، قال: كانت تقول: إنما الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوما(5). ... قال مجاهد: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة من الدهر. وسموا عدة سبعة آلاف سنة، من كل ألف سنة يوما(6).

    ويلاحظ أن الطبري يميل إلى أن وصف الأيام بالمعدودة يشي بأنها غير معينة في نفسها ، وقد كان لعدم التعيين في سياق هذه الآية مدلول فكري ونفسي ، يكشف عن نفسية اليهود المريضة ، واضطرابهم النفسي إذ انهم لا يثبتون على عدد ما من أيام العذاب فيما كانوا يدعون ، إذ هي تارة 7 ، وأخرى 40 ...إلخ ، وأحسب أن عدم ثبات اليهود وكذبهم في هذه الآية ينسحب على مواقف أخرى لليهود ولا يقتصر على سياق هذه الآية .

    أما المدلول الفكري فيتجلى بحكمة الرب إذ جعل لسان اليهود ناطقًا بكذبهم وافترائهم على الله ، إذ هم يدعون لفظًا بأن عذابهم غير معين ، وهم في أنفسهم يخفون عددًا لأيام العذاب ، من هنا ترك الرب الحكيم تسمية عدد تلك الأيام وسماها معدودة.

    فإذا انتقلنا إلى تفسير الطبري للآية 184 من سورة البقرة ، فإننا سنجده يفصل القول بتأويلات المفسرين ، ويختار رأيًا واحدا وهو أن يكون معنى "أيامًا معدودات" شهر رمضان كله(7) .

    ولعل هذا الرأي يبصرنا بأن وصف الأيام بالمعدودات يعني أنها معينة بنفسها ، وتدل على عدد معين.

    وفي تفسيره للآية رقم 24 من سورة آل عمران قال :" يعني جل ثناؤه بقوله:"بأنهم قالوا"، بأنّ هؤلاء الذين دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم بالحق فيما نازعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما أبوا الإجابة إلى حكم التوراة وما فيها من الحق: من أجل قولهم: "لن تمسنا النارُ إلا أيامًا معدودات" = وهي أربعون يومًا، وهن الأيام التي عبدوا فيها العجل = ثم يخرجنا منها ربنا، اغترارًا منهم ="بما كانوا يفترون" (8).

    وقد أشار إلى أن مذهبه في تفسير هذه الآية يماثل ما قاله أهل التأويل من مثل ما حكي عن قتادة ، والربيع (9).



    ويستطيع المرء أن يستبين بأن الطبري لا يقيم فرقًا واضحًا بين وصف الأيام على أنها معدودة أو على أنها غير معدودة ، إلا على سبيل تعيين العدد في نفسه من عدمه ، فالمعدودة لا تدل على عدد معين بنفسه ، أما المعدودات فهي محددة بعدد معين بنفسه .

    وما أن ننتقل إلى تأويل آخر حتى يتضح الفرق القائم في فهم كتاب الله عز وجل لدى المفسرين ، فمثلًا لو اطلعنا على ما رآه الراغب الأصفهاني( 502هـ) ، سنجد أن قول الله حكاية على لسان اليهود:{ إلا أياما معدودة }:

    يعني أنها : " قليلة لأنهم قالوا نعذب الأيام التي فيها عبدنا العجل" (10).

    وهذا يعني أن الراغب يلتفت إلى جانب آخر وهو القلة التي يوحيها وصف الأيام بأنها معدودة، إضافة إلى جانب التعيين وهو أيام عبادتهم للعجل.

    أما تفسيره للآية رقم 184 من سورة البقرة فهو يوافق الطبري ، ويزيد على قوله: " وقوله : { واذكروا الله في أيام معدودات } فهي ثلاثة أيام بعد النحر ، والمعلومات عشر ذي الحجة . وعند بعض الفقهاء : المعدودات يوم النحر ويومان بعده ، فعلى هذا يوم النحر يكون من المعدودات والمعلومات "(11).

    وهذه الزيادة تقوي أن وصف الأيام بالمعدودات هو معين لها بعدد معين بنفسها.

    وسيأتي الزمخشري(538 هـ) من بعده ليؤكد على كلامه ويقول: "ومعنى ) معدودات (موقتات بعدد معلوم أو قلائل"(12).

    فإذا يممنا بحثنا إلى تفسير فخر الدين الرازي( 606هـ) سنجد رؤية تأويلية جديدة أشد إغراقًا في الجانب اللغوي، إلا أنها لاتفيد في بيان الحدود المائزة بين وصف الأيام بالمعدودة أو بالمعدودات إلا في الإشارة إلى الالتزام بالمشهور الشائع لغويًا وهو ما يعدّه أصلا ( أي الوصف الذي جاء في سورة البقرة ) ، وتسويغ النادر على أنه فرع لهذا الأصل ( أي ما جاء في سورة آل عمران ) .

    وفي هذا يقول : " ولقائل أن يقول لم كانت الأولى معدودة والثانية معدودات والموصوف في المكانين موصوف واحد وهو (أياماً ) والجواب أن الاسم إن كان مذكراً فالأصل في صفة جمعه التاء يقال كوز وكيزان مكسورة وثياب مقطوعة وإن كان مؤنثاً كان الأصل في صفة جمعه الألف والتاء يقال جرة وجرار مكسورات وخابية وخوابي مكسورات إلا أنه قد يوجد الجمع بالألف والتاء فيما واحده مذكر في بعض الصور نادراً نحو حمام وحمامات وجمل سبطر وسبطرات وعلى هذا ورد قوله تعالى فِى أَيَّامٍ مَّعْدُوداتٍ و فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ فالله تعالى تكلم في سورة البقرة بما هو الأصل وهو قوله أَيَّامًا مَّعْدُودَة وفي آل عمران بما هو الفرع" (13).



    هذه هي وجهة الرازي الخاصة ، ولكنه لا يكتفي بها ، بل يستحضر تأويل الزمخشري من جديد ، وكأني به عليه موافقًا :إذ يقول :" في قوله مَّعْدُوداتٍ وجهان أحدهما مقدرات بعدد معلوم وثانيهما قلائل " (14) .

    فإذا طالعنا تراث الحرالي(المتوفى: 638هـ) في التفسير ، فسيتضح لنا وجهة أخرى في التأويل قائمة على الفرق بين معدودة ومعدودات بعداد الكثرة والقلة ، إذ قال في تفسير إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً: "والعد اعتبار الكثرة بعضها ببعض، واقتصر على الوصف بالمفرد لكفايته في هذا المعنى، بخلاف ما في آل عمران" (15) .

    وهذا يعني أن معدودة في سورة البقرة جاء وصفًا مفردًا مؤنث ، وهو يعني الكثرة ، على خلاف معدودات في سورة آل عمران التي جاءت في صيغة الجمع وتعني القلة .

    وأحسب أن هذه الوجهة في حاجة إلى رجع النظر والتمحيص لغة ومعنى ، ولا دليل عليها والله اعلم.

    ولا يزيد أبو حيان الأندلسي (745هـ ) على أقوال سالفيه إلا القليل ، فهو وإن بدا محورًا للفظ إلا أن المعنى ظل واحدًا إذ قال:

    "وصفة الجمع الذي لا يعقل تارة يعامل معاملة الواحدة المؤنثة وتارة يعامل معاملة جمع الواحدة المؤنثة . فمن الأول : ( إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ( ومن الثاني : ) إِلا أَيَّامًا مَّعْدُوداتٍ ( فمعدودات : جمع لمعدودة . وأنت لا تقول : يوم معدودة ، إنما تقول : معدود ، لأنه مذكر ، لكن جاز ذلك في جمعه" (16).

    ولا أغالي في الرأي إن قلت إنه يردد صدى مقولة الأصل والفرع التي أيدها فخر الدين الرازي .

    وإني وجدته مقلدًا لوجهات المفسرين في ذكره لعدد الأيام المعدودة (17)، ولكنه يضيف عليها قوله: "وكانت اليهود تزعم أنهم لا يعذبون إلا أياماً معدودة ، وبعضهم يقول يوماً واحداً ، وبعضهم عشراً"(18).

    وهذا يشي بقلة الأيام لا تعيينها.

    ولا أغفل عن وجهة لأبي حيان أراها ضرورية في تحديد وجهة تأويلية لوصف معدودة إذ قال: قال : " أراد بقوله : معدودة ، أي قلائل يحصرها العدّ ، لأنها معينة العد في نفسه " (19).

    وهذا القول يضيف تفسيرًا جديدًا لمعدودة ويكشف الحجاب بوضوح ، فمعدودة : تعني القلة وأنها معينة العدد في نفسها ، وهذه وجهة لمسناها عند غيره بشكل غير ظاهر ، ولكنه آثر أن يبين عنها بجلاء، وهذا ما يسجل له.

    ويختار برهان الدين البقاعي (885 هـ) تعبيرًا آخر على وصف الأيام المعدودة بأنها قليلة ، وهو الانقضاء، ذلك أن " كل معدود منقض" (20) .

    وغريبة هي وجهة ابن جماعة ( 790هـ) ،التي ينقلها عنه السيوطي(911هـ) ، إذ يخالف فيها المألوف عندما يجعل اليهود طائفتين مع أن المتعارف عليه أنهم طائفة واحدة ، ويعد معدودة جمع كثرة :

    " قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً} وفي آل عمران {مَعْدُودَاتٍ} قال ابن جماعة: لأن قائل ذلك فرقتان من اليهود إحداهما قالت: إنما نعذب بالنار سبعة أيام عدد أيام الدنيا والأخرى قالت إنما نعذب أربعين عدة أيام عبادة آبائهم العجل فآية البقرة تحتمل قصد الفرقة الثانية حيث عبر بجمع الكثرة وآل عمران بالفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة" (21) .



    ويفجؤنا الألوسي ( 1270 هـ) بوجهته الأسلوبية التي ترى بأن الفرق بين وصف الأيام بالمعدودة تارة وبالمعدودات تارة أخرى هو ضرب من التفنن في التعبير والقول، ولكن هذه الوجهة لا تخلو من الخلل إذ أدت بصاحبها إلى الزلل ، فهو عدّ معدودة مفردة ، ومعدودات صيغة جمع ، ثم قال: "وخص الجمع لمعدودات في آل عمران لما فيه من الدلالة على القلة كموصوفه"، وهذا يعني أن معدودة دلالة على الكثرة ، ومن هنا لا فائدة من قوله " تفننا في التعبير" ، والمفسر وقع في التناقض من حيث لا يدري.

    إذ قال:" وجاء هنا معدودات بصيغة الجمع دون ما فى البقرة فإنه معدودة بصيغة المفرد تفننا فى التعبير وذلك لأن جمع التكسير لغيرالعاقل يجوز أن يعامل معاملة الواحدة المؤنثة تارة ومعاملة جمع الإناث أخرى فيقال : هذه جبال راسية وإن شئت قلت راسيات وجمال ماشية وإن شئت ما شيات وخص الجمع هنا لما فيه من الدلالة على القلة كموصوفه وذلك اليق بمقام التعجيب والتشنيع " (22) .

    أما ابن عاشور (1393هـ ) فقد سعى لمجاوزة ما تناقله الكثير من المفسرين من قبله ، إذ قال في تعقيبه على تفسير أبي حيان:

    " الوجه في الوصف الجاري على جمع مذكر إذا أنثوه أن يكون مؤنثا مفردا، لأن الجمع قد أول بالجماعة والجماعة كلمة مفردة وهذا هو الغالب، غير أنهم إذا أرادوا (23)التنبيه على كثرة ذلك الجمع أجروا وصفه على صيغة جمع المؤنث ليكون في معنى الجماعات وأن الجمع ينحل إلى جماعات كثيرة، ولذلك فأنا أرى أن معدودات أكثر من معدودة ولأجل هذا قال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} [البقرة:80] لأنهم يقللونها غرورا أو تعزيرا، وقال هنا: {مَعْدُودَاتٍ} لأنها ثلاثون يوما" (24).

    إذن لقد كان ابن عاشور جريئًا في مخالفته للمفسرين حينما قال : "أرى أن معدودات أكثر من معدودة" ، وأما معدودة فهي تدل على القلة ، ولها دلالات متصلة بسياق الحال والقائل ، إذ تدل على غرور اليهود .

    وفي قوله كثير من الحق فيما يتصل باليهود وغرورهم ، ولكن من الصعب إيجاد مخرج له في حكمه الذي خالف فيه المجموع دون وجه حق يذكر .



    هذه بعض الوقفات على عتبات المفسرين وآرائهم ، وهي تظهر مدى التناقض الذي وقع فيه بعض المفسرين ، إضافة إلى أنها تقلل من قوة الرأي الذي كثيرًا ما تداوله المفسرون وهو القائل بأن معدودة تدل على الكثرة ، في حين أن معدودات تدل على القلة، ويطمئن قلبي إلى أنه لا فرق بين معدودة ومعدودات من حيث دلالتهما على القلة ، وإنما يفترقان في الاستعمال ، ولهذا الاطمئنان القلبي مدعم عقلي في كتاب الله عز وجل :

    فكيف يمكن أن نغفل قوله تعالى : " وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ"(يوسف: 20) .وقوله تعالى :"أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ"(البقرة 184)وقوله: وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (سورة هود ، الآية رقم 8).



    أما إن قال قائل لي وكيف نصف الأيام بالكثرة إذن؟ أقول لهم ما قاله الزجاج فيما نقله عنه فخر الدين الرازي :

    "وقوله سنين عدداً ظرف الزمان وفي قوله عدداً بحثان الأول قال الزجاج ذكر العدد ههنا يفيد كثرة السنين وكذلك كل شيء مما يعد إذا ذكر فيه العدد ووصف به أريد كثرته لأنه إذا قل فهم مقداره بدون (25) التعديد أما إذا أكثر فهناك يحتاج إلى التعديد فإذا قلت أقمت أياماً عدداً أردت به الكثرة (26).

    إذن إن أردنا وصف الأيام بالكثرة قلنا : أيامًا عددًا ، هذا ما أميل إليه ، ولكن الأمانة العلمية تقتضي الكشف عن رأي



    لا يتفق مع هذا الميل وهو رأي القرطبي (671هـ )الذي قال فيه :

    و" عَدَداً" نَعْتٌ لِلسِّنِينَ، أَيْ مَعْدُودَةً، وَالْقَصْدُ بِهِ الْعِبَارَةُ عَنِ التَّكْثِيرِ، لِأَنَّ الْقَلِيلَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى عَدَدٍ لِأَنَّهُ قَدْ عُرِفَ. وَالْعَدُّ الْمَصْدَرُ، وَالْعَدَدُ اسْمُ الْمَعْدُودِ كَالنَّفَضِ وَالْخَبَطِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ:" عَدَداً" نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ. ثُمَّ قَالَ قَوْمٌ: بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى عَدَدَ تِلْكَ السِّنِينَ مِنْ بَعْدُ فَقَالَ:" وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً" (27) .

    وتظهر مخالفته لي بعدّه معدودة الصفة البديلة لنعت السنين بعددًا ، وبهذا يستوي عنده قولنا سنين عددا ومعدودة، وهذا ما لم أجده بعد محاولة فهمي للمقصود، إذ وجدت أننا إذا قلنا أيامًا معدودة ، أو معدودات ، أردنا بهما : القلة .

    أما الفرق الوحيد القائم فيظهر في الاستعمال :

    إذ إن ﴿مَّعْدُودَة ﴾ تدل على عدد غير معين ، وهذا ماحكاه الطبري ، أبو حيان ، أما معدودات فإنها تدل على عدد معين، أي أنها معيَّنة العدِّ في نفسها وهذا ما حكاه الزمخشري والرازي والراغب الأصفهاني، والله وحده يعلم السر وما يخفى.

























    الهوامش:

    (1) انظر: أبو جعفر الطبري ، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق :أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، ط1، 2000 م،ج2:ص274، 275، 276.

    (2) انظر: المصدر السابق ، ج2، ص275/ 276

    (3) انظر : المصدر نفسه ،ج2، 275/ ج2، ص276

    (4) انظر : نفسه، ج2 ، ص276./ ج2، ص277.

    (5) انظر: نفسه، ج2، ص277.،

    (6) انظر : نفسه، ج2، ص277.

    (7) انظر: نفسه، ج3، ص412.

    (8) نفسه ، ج6، ص292.

    (9) انظر: ج6، ص293.حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه"، أما"أبناء الله"، فإنهم قالوا: إن الله أوحى إلى إسرائيل أن ولدًا من ولدك، أدخلهم النار، فيكونون فيها أربعين يومًا حتى تطهرهم وتأكل خطاياهم، ثم ينادي منادٍ: أن أخرجوا كل مختون من ولدِ إسرائيل، فأخرجهم. فذلك قوله:( لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ) [سورة آل عمران: 24] نفسه، ج10، ص151.

    (10) الراغب الأصفهاني،أبو القاسم الحسين بن محمد ، المفردات في غريب القرآن تحقيق :محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، لبنان، ص324.

    (11) المصدر السابق ،ص325. ومثل ذلك أيضًا قوله تعالى :﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ﴾(البقرة: 197) ، وأشهر الحج معلومة لدى الجميع .

    (12) الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر الخوارزمي ، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، تحقيق : عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي – بيروت ، ج1، ص251.

    (13) الرازي ، فخر الدين محمد بن عمر التميمي الشافعي، مفاتيح الغيب ، دار الكتب العلمية ،بيروت ، 2000 م، ج3، ص130.

    (14) المصدر السابق، ج5، ص63.

    (15) الحَرَالِّيُّ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنٍ التُّجِيْبِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ ،تراث أبي الحسن الْحَرَالِّي المراكشي في التفسير، مستخرجة من: تفسير البقاعي "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، تصدير: محمد بن شريفة، تقديم وتحقيق: محمادي بن عبد السلام الخياطي، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي – الرباط ، 1997 م ج1، ص234.

    (16) أبو حيان الأندلسي ، محمد بن يوسف ، تفسير البحر المحيط ، دار الكتب العلمية ، لبنان/ بيروت ، 2001 م، ط1، تحقيق :عادل أحمد عبد الموجود و علي محمد معوض، ج2، ص39.

    (17) انظر المصدر السابق: ج1، ص444 ، 445.

    (18) المصدر نفسه ،ج1، ص207.

    (19) نفسه، ج1، ص445.

    (20) برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، تحقيق : عبد الرزاق غالب المهدي ، دار الكتب العلمية - بيروت - 1995 م: ج1، ص177.

    (21) جلال الدين السيوطي ، عبد الرحمن بن أبي بكر، الإتقان في علوم القرآن ، تحقيق :محمد أبو الفضل إبراهيم ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1974 م ، ج3، ص393.

    (22) الألوسي، محمود أبو الفضل، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، ج3، ص111.

    (23) ابن عاشور ، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسي ، التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور ، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت/ لبنان، ط1، 2000، ج2 ، ص159.

    (24) المصدر السابق ، ج2، ص160.

    (25) الرازي ، فخر الدين ، مصدر سابق ، ج21، ص70.

    (26) المصدر السابق ،ج21، ص71.

    (27) القرطبي ،أبو عبد الله محمد بن أحمد الجامع لأحكام القرآن ، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش ،دار الكتب المصرية – القاهرة، ط2، 1964، ج10، ص336.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    مقابسة  قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع Empty
    مُساهمةموضوع: رد: مقابسة قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع   مقابسة  قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع Icon_minitime29.09.11 1:05

    موضوع رائع ومفيد جدير بالقراءة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    مقابسة قرآنية ( أيامًا معدوة ـ وأيامًا معدودات) تعددت الأوصاف والموصوف واحد/هدى قزع
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: ملتقى الكتاب والمبدعين-
    انتقل الى: