شخصية المولود البكر
هناك الكثير من الأعمال الخطرة في المجتمع لايمكن للمواطن العادي أن يقدرها حق قدرها ولا يمكن لأي شخص أن يمارسهابسهولة.. كالعمل في الشرطة أو الإطفاء. ولا يمكن أن يمارسها سوى أشخاص لديهم القدرة على الزج بأنفسهم في مكامن الخطر من أجل إنقاذ الآخرين حتى لو كلفهم ذلك حياتهم نفسها.
هؤلاء الأشخاص يشبهون ذلك الشخص الذي يحتل موقع البكر في العائلة، والذي يتحمّل الجزء الأشد مشقة في الأسرة قبل الأب أو الأم في الكثير من الأحيان.. فمن هو المولود البكر؟
ليس هو الولد الأول في العائلة فقط، بل هو كل أخ يصغر أخاه أو أخته التي قبله مباشرة بأكثر من خمس سنوات.
المولود البكر له أنواع:
- فهناك المولود البكر الذكر الذي له إخوة ذكور أصغر منه وشخصيته تماثل شخصية مدير عام قاس يمسك بزمام الوضع، قادر على تحقيق مآثر في الحياة، ولكنه غير قادر على تفهم النساء بشكل جيد.
- وهناك المولود البكر الذكر الذي لديه أخوات بنات أصغر منه، فيكون في الغالب أكثر عاطفية مع الجنس الأخر، ويعتقد بأن النساء بحاجة إلى عطفه ومساعدته وحمايته.
- وهناك البكر الذكر الذي لديه أخت أو عدة أخوات أكبر سناً منه، وهذا النوع يعطي النساء حق قدرهن أكثر من سابقيه.
- الابن الوحيد هو أيضاً مولود بكر.
ماهي صفات المولود البكر؟ ولماذا يعامل على نحو مختلف عن الأبناء الآخرين؟
يعمل كثير من الآباء على النظر إلى أولادهم البكر على أنهم أكبر سناً مما هم عليه في الواقع ويأملون منهم أن يكبروا بسرعة وأن يضربوا في سلوكهم مثالاً جيداً لإخوتهم. وما يساعد الأهل على تلك النظرة هو أن الأولاد البكر مهيؤون كقاعدة عامة لأن يصبحوا استكماليين أو شبه استكماليين، فهم يرسمون حياتهم وفق غايات محددة! وهم منظمون تنظيماً رفيعاً، ويعرفون كيف يصلون إلى الضفة الأخرى، وهم يتمثلون في سلوكهم شخصية الحامي أو المدير المشرف، لذلك تجدهم يبالغون في الشعور بالمسؤولية عن إخوتهم الأصغر أو عن الأعمال المنوطة بهم في البيت أو العمل، منطلقين من الأمور الكبيرة كإدارة العمل إلى الأمور الصغيرة كرمي القمامة مثلاً، ويدركون غالباً مايتطلبه أي وضع ثم ينغمسون فوراً في أتون العمل. ويتميزون بالاحتراس الدائم والجرأة في اقتحام المخاطر بالوقت نفسه، كما أنهم يمتلكون زمام المبادرة.
ورغم أن المواليد البكر يحبون أن يستكملوا أعمالهم إلى درجة الكمال في أي عمل يقومون به ويكونون شاعرين بالرضا عن كل إنجازاتهم إذا بذلوا في الموضوع كل طاقاتهم، إلا أنهم قد يتحولون إلى استكماليين مثبطي الهمة. أي أن ذلك البكر غير الراضي مطلقاً عما حققه ويعتقد أن بإمكانه إنجاز أي أمر قام به على نحو أفضل، مهما كانت الجودة التي تم بها عمله، مما يعطيه شعوراً بالإحباط. ومثال عليه تلك الكلمات التي قالها ليوناردو دافنشي: (لقد أسأت أمام الله إلى الجنس البشري لأن عملي لم يصل إلى المستوى الذي ينبغي الوصول إليه)، هذا الرجل الذي رسم لوحات خالدة مثل العشاء الأخير والموناليزا. وهذا مثال على استكمالي مثبط الهمة غير حقيقي، لأن ليوناردو أنجز عدداً هائلاً من المآثر. أما الاستكمالي المثبط الهمة الحقيقي فهو غير قادر على إنجاز شيء لأنه يخاف من الإخفاق مما يشل حركته ويجعله عاجزاً عن أداء أي عمل على الإطلاق. إن هذه الحالة من الممكن أن تحدث لأي فرد في العائلة بأي مستوى كان، ولكنها تحدث للابن البكر بفارق كبير عن النسب الأخرى.
ماهي الخطوات التي يمكن أن تريح الابن البكر من المبالغة في الشعور بالمسؤولية؟
لكي يخفف الأولاد البكر عن أنفسهم بعض الضغط الذي يتعرضون له نتيجة مبالغتهم في إحساسهم بالمسؤولية يجب عليهم أن يتعلموا هذه الخطوات:
1- تمرن على أن تقول لا، للآخرين ولنفسك، مع الاحتفاظ بالود والتهذيب ولكن بصرامة.
2- تعلم أن تترك الأمور غير منجزة، رغم أن هذا متعب للولد البكر لأن لديه الرغبة في إنجاز مايجب إنجازه دون تأخير.. ولكن التركيز على الأشياء الإيجابية ربما يريح بعض الشيء.
3- انتظر 24 ساعة قبل أن تهم بالمبادرة، فربما تجد نفسك بعد فترة التفكير غيرَ قادر على إنجاز ماتطوعت للقيام به.
4- تعلم أن تجهر بما في نفسك ولا تغضب دون أن تصرح بتعبك وتوقعك بأن يتحمل كل أفراد العائلة نصيبهم من العمل.
5- خفف من اهتمامك بالتفاصيل ومن ميلك الفطري للدقة والصرامة، لأن هذا سيجعلك تقوم بجميع الأعمال بنفسك وسيتكل عليك الآخرون.
6- خصص وقتاً للاسترخاء والراحة. وبدلاً من أن تسأل نفسك: ماذا يجب أن أفعل اليوم؟ اسأل نفسك: ماذا أرغب في أن أفعل اليوم؟
7- لا تضع في عنقك طوقاً لا يمكن نزعه إلا بشق الأنفس، فتحديد الأهداف وتنظيم اللوائح بالأوّليات أمر إيجابي، ولكنه يصبح سلبياً حين تستعبدك هذه اللوائح كلياً، لذلك يجب ترك حيز للمرونة.ويجب أن تكون اللوائح لخدمتك لا العكس.
8- اكتشف نفسك وما تريده حقاً من الحياة، وأعطِ نفسك بعض الوقت، وفكر: هل أنت تلعب الدور الذي يرغب فيه أي شخص آخر غيرك، أم أن هذا ماتريده فعلاً؟
9- لا تهتم بما يفكر به الآخرون تجاهك، وتعلم أن أصدقاءك يجب أن يحترموا ما أنت عليه، وليس لأنك الأجمل أو الأذكى أو الأنجح.
10- تعلم أن تضحك على أخطائك، فأنت كائن بشري. وكل الكائنات البشرية ترتكب أخطاء أو حماقات غبية أحياناً. وبذلك تتخلص من مشاعر القلق التي تنتابك لتصل إلى الكمال