أراه كثيرا في الحياة.......


شامخا بأنفه،مليئا بالكبرياء والفخر والهموم، يحدثك عن مواهب بداخله دفينه، وأفكار بعقله جاهزة لتغيير وجه الأرض، وطموح بقلبه سيقلب الطاولة فوق جميع المتأنقين الذين يخدعوننا ليل نهار على شاشات التلفاز بحجة كونهم خبراء.....

أراه في كل يوم وفي كل مكان، وأظنكم رأيتموه كذلك أعزائي.....

ذلك الشخص الذي يرى في نفسه ما لا يراه الآخرون، ولا يتورع عن الصاق التهم بالغير كي يبرىء ساحته من أي نقص أو عيب لديه......

فزوجته موهوبه في اجهاض الأحلام، ومجتمعه أرض خصبه للنصب والفساد، والبيروقراطية التي تنتهجها الدولة سبب احجامه عن تنفيذ أهم وأخطر مشروعاته....

قائمة مليئة بالمبررات التي تقف عائقا أمام تميزه المزعوم.....

وهذا الصنف من البشر حمل ثقيل على البشريه، ومصدر من مصادر بلائها.....


صنف لا ينظر في المرآة بتفحص، فيقوم الاعوجاج والعيب الذي فيه، وانما يستمرىء القاء تبعة فشله على الحياة وسكانها....

فاذا ما ابتلتك الحياة بصديق فألفيته من هذا الصنف، فطلقه بالثلاثة طلاقا لا رجعة فيه ولا محلل.....

ولاأهم من هذا أن تنأى بنفسك أن تكون من هذا الصنف وأدعوك لأن تراجع كلماتك وسلوكك كي لا تنجرف الى هكذا فخ....

حذار أن تتهم الحياة بأنها تضطهدك، أو الأيام بأنها تعبث معك، أو الكون يتحداك....

انظر للمرآة، حاسب نفسك، قف أمام أخطائك وكبواتك، اياك أن تتعثر فلا تنظر الى سبب عثرتك، وتضع حلا ينجيك من تكرار العثرة مرة ثانية.....

داوم على تذكير نفسك دائما بأن الحياة أكبر منا وبأننا مع ذلك قادرون على مصالحتها ومجاراتها عندما لا تعاكسنا، ونتعامل معها كتعامل الأنداد أو الأعداء....

العظماء الحقيقيون ينظرون الى أنفسهم ، يطالعون المرآة ، يكاشفون النفس ويعاتبونها ، لكنهم أبدا لا يلقون بفشلهم على الحياة.....

فكن عظيما يا صديقي وانظر في المرآة جيدا ، ولا تلقي بهمومك على كاهل الحياة......

ف كثيرا ما رأيت عصفورا يطير وراء نسر وفي اعتقاده أن النسر يفر منه......


دعاء87