للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلشعائر الموت ومعتقداته في المشرق العربي القديم 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6018 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 192 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 192 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    شعائر الموت ومعتقداته في المشرق العربي القديم Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     شعائر الموت ومعتقداته في المشرق العربي القديم

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    .
    زائر
    Anonymous



    شعائر الموت ومعتقداته في المشرق العربي القديم Empty
    26082011
    مُساهمةشعائر الموت ومعتقداته في المشرق العربي القديم


    الطقوس الجنائزية في العصور التاريخية:
    كانت الطقوس الجنائزية تعتبـر ذات أهمية لدى الناس في المشرق العربي، فقد ساد الاعتقاد أنه إذا لم تقدم القرابين للموتى سواء الطعام أو الماء أو إقامة الشعائر على الأموات في يوم الندب، فسوف تخرج أرواح هؤلاء الموتى المحرومين بهيئة أشباح، تعكر صفو حياة الأحياء وتعيث فساداً وشراً. فإحدى التعاويذ المقروءة على نص مسماري تقول على لسان إنسان يبدو إنه ضحية مرض أو شأن سلبي فهم منه أنه يعاني من شبح تقول:
    «سواء كنت شبح شخص غير مدفون، أو كنت شبحاً لم يلق عناية لائقة، أو شبح الميت الذي لم تقدم له القرابين الجنائزية أو الذي لم يسكب له الماء..» (32).
    كما أن أحد النصوص يتحدث عن «أن الأشباح الشريرة تخرج من القبر من أجل الحصول على الطعام والماء». (33)
    ولقناعتنا الآن /في العصر الذي سوف تسود فيه الروح العلمية/، بأن حالة المرض أو الحمى أو كل ما كان يصيب الإنسان، كانت تفسر تبعاً لحالة البنية الدماغية لديه ومدى تطورها، لذا فان تعليله المعتمد على اعتقادات طقوسية، جعلته في حالة مرضه سواء العضوي أو النفسي، يلجأ إلى الإشارة بإصبع الاتهام إلى الأرواح الشريرة. وهذا ما استمر ولو بشكل أقـــل حتى حياتنا المعاصرة وعند بعض شرائح المجتمع ولاسيما التي لا تملك المعرفة العلمية. وتتحدث النصوص أيضاً عن شخص ابتلي بمرض ما /وحسب اعتقاده بروح شريرة/ حيث يتضرع إلى أرواح الموتى من عائلته لينقذوه فيقول بحس وجداني عالٍ:
    «يا أرواح عائلتي، يا أرواح أبي وأمي وأجدادي وأخي وأختي وكل أهلي وأقربائي.. كنت أقدم إليك القرابين الجنائزية وأسكب الماء لك وأبذل العناية لك وأبجلك.. قفي الآن أمام شمش وجلجامش واعرضي قضيتي واحصلي على قرار رأفة بحقي.. ليتسلم نمتار الروح الشريرة التي في جسدي وأعصابي وليمنعها نيدو من العودة ثانية، خذي هذه الروح إلى أرض اللاعودة ودعيني أنا خادمك، حياً.. سأقدم الماء البارد لشربك فامنحيني الحياة لأغني بمديحك» (34). وثمة رسالة من حاكم ترقا «التابعة لماري» إلى ملك ماري زمري ليم، يشير فيها الأول إلى أن الإله دجن طلب بوساطة الكاهن /ماخو/ إقامة الشعائر الجنائزية لروح يخدون ليم والد زمري ليم، حيث يبدو أن زمري ليم انقطع عن إقامة الشعائر لوالده المتوفى(35). وهاهو آشور بانيبال يذكر في أحد نصوصه: «لقد قمت بإعادة الشعائر التي تشمل الطعام والشراب المقدم لأرواح الموتى الملوك، والتي كانت مهملة، وأنجزت كل ما هو حسن للإله والإنسان، للميت والحي» (36).
    وكان موعد إقامة الشعائر والطقوس يختلف بين المدن، ففي بابل مثلاً، كان يتم في التاسع والعشرين من كل شهر، حيث يعتقد أن أرواح الموتى تتجمع في ذلك اليوم والقمر محاقاً. وكان هذا اليوم يوصف /بيوم سكب الماء. يوم القرابين الجنائزية، يوم الكآبة، يوم الندب/، وفي إيبلا كان يتم في الشهر الحادي عشر من السنة وهو شهر عشتار، أما العيد السنوي لإقامة الطقوس فكان يتم في شهر آب في بابل وفي آشور كان يتم تقديم الطقوس في شهر شباط. وينبغي الإشارة أيضاً إلى أن الطقوس الجنائزية كانت تقام أيضاً لإرضاء الآلهة ولاسيما آلهة العالم السفلي.
    فقد جاء في أحد النصوص: «انك تقدم القرابين الجنائزية من أجل الحقل الذي لاينتج.. ومن أجل الأقنية التي لاتجلب الماء.. إنك تقدم القرابين لآلهة العالم السفلي» (37).
    ومن طرائف الأمور أن إحدى الوثائق الأكادية التي تعود للألف الثالث ق. م تذكر أن من يُتبنى، عليه أن يلتزم بتقديم القرابين إلى روح متبنيه بعد موته حيث جاء في النص:
    «في حياتي تقومين بإطعامي وحين أموت تقدمين لي القرابين الجنائزية». (38)

    الحرمان من الدفن كعقاب مجتمعي ضد الأفراد في الحروب:
    شكـّل الحرمان من الدفن عقاباً لمن لا يمتثل للقانون في مدن الدول آنذاك، إضافة إلى أن الانتقام خلال الحروب، كان يركز على نبش أضرحة ملوك الأعداء. ففي الأدعية كان يقال: «عسى أن يتهاوى جسده ولا يدفنه أحد» (39).
    «وعسى ألا يدفن جسده في التراب» (40). لا بل أن أحد القوانين الآشورية يذكر: «إذا أجهضت امرأة حامل نفسها فيجب أن يحاكموها وإن أدينت توضع على الخازوق ولا تدفن، وإذا ماتت أثناء الإجهاض فيجب أن توضع على الخازوق لا تدفن جثتها» (41).
    وعلى مسلة تعود إلى أمير لجش آي ـــ أناتم، وتؤرخ حوالي 2600 ق. م، ثمة صور منقوشة تصور انتصاراته على أهل مدينة «أوما»، حيث يظهر القتلى مكدسين على الأرض، وجنود أمير لجش يسيرون فوقها، وقد نقشت رسوم النسور على المسلة وهي تطير من ميدان المعركة، حاملة بمناقيرها ومخالبها رؤوس وأيدي القتلى من الأعداء (42). ويؤكد ذلك نص يصف فيه الأمير حربه وانتقامه فيقول: «بتصرف»:
    «ذبحت جيش أوما في مدينتهم.. وتركت أجسادهم في السهل للطيور والوحوش، لتلتهمها ومن ثم كومت هياكلهم خمسة أكوام في خمسة مواضع منفصلة». (43)
    وتذكر حوليات آشور بانيبال، أنه في حربه ضد العيلاميين، خرّب أضرحة ملوكهم، وأخرج عظامهم ونقلها معه إلى آشور كأسلوب انتقام: «لقد نبشت قبور ملوكهم السابقين والمتأخرين الذين لم يخافوا من هيبة آشور، والذين أقلقوا أسلافي من الملوك، لقد نبشتها وعرّضت هياكلهم للشمس وأخذت عظامهم إلى بلاد آشور، لقد فرضت الإزعاج على أرواحهم وقطعت عنهم قرابين الطعام وسكب الماء». (44)
    ومن الطريف في هذا المجال، ما فعله«مردوك ـ بلادان» حين تمرد على الملك سنحاريب، فعقب فشل تمرده، أخرج هياكل أسلافه وفر بها بعيداً، لخشيته من أن يلحق سنحاريب الأذى بها. (45)

    التوابيت:
    مع بداية العصور التاريخية، كانت الجثث تدفن بعد لفها بحصر من القصب. أو تدفن الجثة في قبر مبطن بالحصر، وهذا ما أكدته مواقع أور ـ تل صوان ـ كيش.
    كما استعملت التوابيت الخشبية في كيش. وعثر على توابيت طينية في موقع خفاجة.
    وشاع الدفن في الجرار الفخارية في المشرق العربي، كما استعملت السلال في دفن الأطفال. وعثر على توابيت فخارية تشبه «طشت الغسيل»، حيث كانت تغطى بجذوع النخيل أو أغطية فخارية أو طينية. ففي موقع الأنصاري قرب حلب «2400 ـ 1600 ق. م» عثر على مقبرة تشبه مقابر بلاد الشام من الناحية المعمارية، ومن ناحية المرفقات الجنائزية، ولاسيما مقابر قطنة والسلنكحية وتل برسيب وإيبلا.. وحوى أحد القبور، على هيكل عظمي لامرأة داخل جرة كبيرة لها فوهتان. (46)
    وفي ماري شاع الدفن داخل الجرار الفخارية خلال الألف الثاني قبل الميلاد، وقد عثر على جرتين كبيرتين كانت فوهة كل منهما مقابلة للأخرى. وكان ممن أهم المرفقات الجنائزية، ثلاثة أقنعة لرجال مرد، مع زوائد متطاولة تمثل الأذنين وقد ثبّت القناع على صدر الميت(47). والجدير ذكره أن الأقنعة هذه عثر عليها في مواقع عديدة في الجناح الشرقي للمشرق العربي وفي أوغاريت.

    شعائر الموت في إيبلا:
    تقول مرغريت يون: «من البحر المتوسط وحتى الفرات يلاحظ استمرار العديد من مظاهر الأثاث الجنائزي للمدافن». (48)
    فإيبلا لا تشذ عن هذا الأمر. ويبدو بشكل عام أن شعائر الموت ومعتقداته وبدءاً من السيادة العمورية على مدن المشرق العربي القديم قد تجانست ضمن معايير معينة وضمن نظام واحد مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف البيئة الخاصة بين مدينة وأخرى.
    فقد عثر في إيبلا على مقبرة ملكية أمورية تعود للألف الثاني قبل الميلاد، وحول هذا يقول باولو ماتييه: «إن هذا التقليد الإيبلائي يعود إلى فجر التاريخ وقد شاع هذا التقليد /ويقصد المقبرة الملكية تحت القصر الملكي وفي قلب المدينة/ في جنوب الرافدين منذ منتصف الألف الثالث ق. م، كما في أور». فقد ظهرت تحت أرضيات القصر الغربي مقبرة ملكية هي عبارة عن أربعة مدافن(49)، أهمها مدفن الأميرة ومدفن سيد الماعز ومدفن الخزانات.
    مدفن الأميرة يعود لحوالي 1800 ق. م، أما مدفن سيد الماعز فيؤرخ 1750 ق. م، وفي هذا المدفن عثر على تميمتين من العاج إحداهما، تشي بطقس جنائزي، حيث أنها تتألف من سلسلتين من الصفائح العاجية الرقيقة، وقد حوى المشهد الأول منها على وليمة جنائزية مؤلفة من رجل عاري الرأس، يمسك بعصا، ويجلس رواء منضدة مليئة بأرغفة الخبز، ويقف أمامه عدد من الخدم ورجل وامرأة عاريين، أما المشهد الثاني فيتألف من قردين في حالة ايتهال أمام ثور، ومن شكل ثانوي لرجل يحمل فأساً. وقد فسر ماتييه هذا المشهد مستنداً على أبيات من شعر أوغاريتي تتعلق بالإله «كيريت»، حيث يتولى الابن الأكبر والإبنة الكبرى مهمة مراسم دفن والدهما الملك المتوفى. ففي المشهد الأول يكون الملك هو صاحب الوليمة الجنائزية، ومن ثم تنسخ روحه بعد الوفاة في شكل ثور يبتهل له القردان. ويشير ماتييه إلى تفسير هذه المشاهد وفق أسطورة تموز. (50)
    الجدير ذكره أن مدافن تلك الفترة تتشابه مع مثيلاتها في أريحا في فلسطين وجبيل في لبنان.
    وقد دلت المقبرة الأمورية في إيبلا على ظاهرة عبادة الأجداد أو عبادة الملوك /ماتييه/(51)، ونحن نعتقد أن الظاهرة هنا، لا تعبر عن عبادة الأجداد بالمعنى القبلي، لأن نظام إيبلا السياسي شهد ملوكاً مختلفين ولا يشكلون علاقة أسرية متوارثة، وبالتالي فنحن أميل للأخذ بتقديس الملوك بعد موتهم.

    شعائر الموت في أوغاريت:
    تم اكتشاف الكثير من المدافن في أوغاريت، حيث توضعت تحت أرضيات المساكن. فالبيت الأوغاريتي بشكل عام، يحتوي طابقه الأرضي على مركز للأعمال الحرفية أو المنزلية والمستودعات ويكون مفتوحاً على الشارع. وثمة طابق ثانٍ، مخصص لسكن العائلة، وربما يوجد طابق ثالث ثم السطح. أما تحت الطابق الأرضي فيتوضع مدفن العائلة ويكون لها باب إلى الشارع مباشرة إضافة إلى ارتباطها ببقية أجزاء المنزل. (52)
    عثر في أحد المدافن ضمن المنازل، على مرفقات جنائزية تضم بيوض النعام، كانت تستورد من مدن المشرق العربي الأخرى. كما كانت القبور تحوي على الأسلحة والحلي. وعثر في القصر الملكي على مدافن ملكية كبيرة تعود لحوالي 1400 ق. م، وحوى أحد القبور على منحوتة لموسيقي يعزف على صنجين.(53)
    وقد تم قراءة أحد النصوص الأوغاريتية التي تتحدث عن أرواح الموتى «الابوم»، ويبدو أنها مرتبطة بعبادة أو تأليه الموتى /ربما الملوك/، أو إقامة شعائر جنائزية في ما يسمى بالمرزح.
    ويبدو أن المرزح كان على شكل مؤسسة اجتماعية، تعنى بالطقوس الجنائزية التي تقام في دار مرزح لبكاء الأموات، وربما استذكارهم. حيث يقتسم الخبز ويشرب النبيذ للتعازي بالأموات. وفعل رزح، يفيد بمعنى السقوط إلى الأرض. وقد افترض جوناس جرينفلد أن ثمة توافقاً بين المرزح وبين طقس كيسبو الرافدي، فالمدعوون إلى الوليمة يكونون الأجداد وأرواح الموتى(54). ويبدو أن المرزح كان يشمل وليمة جنائزية، يتم عبرها دعوة أرواح الأجداد لذكراهم والتبرك بهم. وفيما يعاصر أوغاريت نميل نحو أريحا في فلسطين، حيث أدت المكتشفات الآثارية، إلى العثور على مدافن شبيهة ببقية مدافن بلاد الشام، ولكن الشيء الجديد هنا، هو أن المرفقات الجنائزية جديرة بأن نطلق عليها اسم أثاث جنائزي، فقد حوى أحد المدافن على أثاث «مناضد وطولات وكراسي خشبية» حيث استلقى الميت وسط الغرفة، على سرير بالقرب من طاولة، محملة بقطع من أدوات مهنية، استخدمها الميت في حياته /حيث كانت مستعملة/. ويبدو أن الأثاث الجنائزي هذا كان تشبهاً بالمدافن المصرية. (55)


    العالم السفلي عند المشرقيين القدماء:
    يتألف العالم السفلي حسب أحد النصوص الآشورية، خلال فترة السيادة الأمورية على المشرق العربي 2000 ق. م، إلى أن الأرض تقسم إلى ثلاث طبقات:
    الأرض العليا = أرصيتو إليتو «بالأكادية»، الأرض الوسطى = أرصيتو قبليتو، الأرض السفلى، /العالم السفلي/ = أرصيتو سبليتو.
    أما مداخل العالم السفلي، فهي القبر وأيضاً مدخل يقع عند مغيب الشمس.
    وفوق العالم السفلي /الذي يتوضع في الطبقة الأخيرة تحت الأرض/ كانت تمتد مياه العمق، وثمة نهر يؤدي إلى العالم الأسفل يطلق عليه بالأكادية نهر /عبر/، وهو يحيط بالمدن. وباعتقاد أجدادنا آنذاك، أنه لا يمكن العبور للموتى بهذا النهر والوصول إلى أسوار مدينة الموتى، إلا بعد إقامة الشعائر الجنائزية وتقديم القرابين لآلهة العالم السفلي، عبر نهر عبر. لهذا كانت المرفقات الجنائزية ترفق بسفن ونماذج منها، إضافة إلى قطع نقود سوف يأخذها المسؤول عن عبور الموتى للعالم السفلي.
    كان الاعتقاد بشكل عام في المشرق العربي، أن شهر شباط هو شهر لأخذ الأموات، حيث يكثر الموت /وهذا الاعتقاد مازال مستمراً في عصرنا الحديث/ وكان يسمى /بشهر نهر عبر/، حسب الوثائق الآشورية.
    وورد في أحد النصوص المشرقية العائدة للألف الثاني ق. م: « دعهم يعبرون نهر العالم السفلي ولا يعودون» (56).
    ومن أسماء العالم السفلي وصفاته، فإننا نلاحظ مدى تشابه الكلمات الأكادية مع الكلمات العربية، فالقبر في الأكادية: قبرو، وأرض الموتى = أرصيتو ميتوتي. وأناس سفليون «في العالم الأسفل» نجدها في الأكادية: نسي سبلاتي. وخربة أي مقبرة نجدها في الأكادية: خربو. (57)

    شعائر الموت عند الآراميين:
    دفن الآراميون موتاهم بطرق الدفن العادي، حيث دفنت الجثث داخل قبور مبنية على شكل غرف. كما كانوا يحرقون الجثث، والذي يبدو أنه تقليد لطقوس أناضولية لا تمت بصلة لذهنية الموت في المشرق العربي القديم.
    ولا بد هنا من الإشارة إلى أن شواهد القبور هي ابتكار آرامي بامتياز، استمر إلى عصرنا الحاضر. ففي شمأل، عثر على شاهدة قبر ارتفاعها متر ونصف، وتمثل مشهد مائدة تجلس اليها سيدة ترتدي ثياب الاحتفالات، وأمامها طاولة تحوي أصنافاً من المأكولات، وخلف المرأة وقفت الوصيفة وبيدها الأولى مذبة، وبيدها الأخرى سكين. (58)
    ويعتقد الدكتور علي أبو عساف بأن هذا المشهد يصف تصويراً لعقيدة الحياة في العالم السفلي. (59)
    بالإضافة إلى شواهد القبور ظهر لدى الآراميين ابتكار التماثيل الجنائزية، حيث عثر عليها في عدة مدافن آرامية، ففي جوزن تم اكتشاف تمثالين لامرأتين جالستين وتمثال لرجل وامرأة يجلسان على مقعد واحد. وقد اتسمت هذه التماثيل بالتعبير الواقعي لحالة الموت، حيث العيون مغمضة وتوحي الشخوص بالجمود، دلالة على أنهم أموات.
    وفي تل حلف عثر على تماثيل للموتى توضع كشاهدة قبر، وانتشرت الكتابة تحت قوس شاهدة القبر وعلى أسفل ثوب الميت. فمثلاً عثر على شاهدة قبر لكاهن /سن/ المتوفى، حيث نقرأ أسفل الثوب على الشاهدة:
    «سن ـ أرز ـ ابني» كاهن سن هو متوفي وهذه صورته وقبره. وينتهي النص بلعن كل من يسيء إليه. (60)
    وبشكل عام لم يظهر عند السوريين القدماء تفكير ما بوجود حياة بعد الموت، ولعل المرفقات الجنائزية من طعام وشراب وسفن ونقود إلخ، بالإضافة إلى الشعائر والطقوس الجنائزية، كانت تتم لتهدئة روح الميت، وجعله مطمئناً أولاً، وثانياً، من أجل ابتغاء مرضاة آلهة العالم الأسفل كي تعتني بالميت في العالم الآخر / السفلي.
    وهذا ما جعل السوريين القدماء يعملون للحياة ومن اجل الحياة والمجتمع أكثر ما كانوا يشغلون تفكيرهم بالموت وعالمه. وهذا ما تبدى معنا منذ ما قبل التاريخ مروراً بالعصور التاريخية وحتى مملكة تدمر في القرون الميلادية الأولى والتي سمت المدافن ببيت الأبدية.
    ولعلنا نختم بحثنا هذا بمقولة العالمة الإيطالية غابرييلا ماتييه:
    «لم يكن السوريون غير مهتمين بمسائل ما بعد الحياة أو الوجود وإنما كانوا أقل استعداداً ليوم الموت، وهذا ما عرفناه من بقايا قبور مدمرة في سورية مثل إيبلا.
    السوريون يصورون مكان الموت والقبر وحياة العالم الأسفل كمكان حزين، مكان حداد، مكان دخاني رمادي.. الموت عند السوريين بشكل عام نهاية مفتوحة للحياة» (61).

    الهوامش
    (32) حنون. مرجع سابق.
    (33) المرجع السابق نفسه.
    (34) المرجع السابق نفسه.
    (35) المرجع السابق نفسه.
    (36) المرجع السابق نفسه.
    (37) المرجع السابق نفسه.
    (38) المرجع السابق نفسه.
    (39) المرجع السابق نفسه.
    (40) المرجع السابق نفسه.
    (41) المرجع السابق نفسه.
    (42) أندريه بارو. سومر. ت: سليم التكريتي ـــ عيسى سلمان. بغداد. وزارة الثقافة. 1978.
    (43) حنون. مرجع سابق.
    (44) المرجع السابق.
    (45) المرجع السابق.
    (46) الحوليات الأثرية السورية. مجلد 33 ـــ 1983
    (47) بارو. مرجع سابق.
    (48) الحوليات الأثرية السورية. مجلد. 29 ـــ 30/1979 ـــ 1980
    (49) ابلا. مرجع سابق.
    (50) المرجع السابق.
    (51) المرجع السابق.
    (52) الحوليات. 92 ـــ 30. مرجع سابق.
    (53) المرجع السابق.
    (54) المرجع السابق.
    (55) برينتيس. مرجع سالق.
    (56) حنون. مرجع سابق.
    (57) المرجع السابق.
    (58) د. علي أبو عساف. الآراميون. دار الأماني. 1988
    (59) المرجع السابق.
    (60) المرجع السابق.
    (61) مجلة البناء اللبنانية. حوار مع غابرييلا ماتييه. 21/10/1989.

    مراجع البحث الأخرى
    • د. سلطان محيسن. المزارعون الأوائل. دار الأبجدية. 1994
    • سيغموند فرويد. الطوطم والتابو. ت: بوعلي ياسين. دار الحوار. سورية. 1985
    • بيتر فارب. بنو الإنسان. ت: زهير الكرمي. عالم المعرفة. 67/1983. الكويت.
    • أشلي مونتاغيو. البدائية. ت: جابر عصفور. عالم المعرفة. 53/1982. الكويت.
    • جاك كوفان. ديانات العصر الحجري الحديث. ت: سلطان محيسن. دار دمشق. 1989
    • ايف كوبنز. افريقيا وقصة الإنسان. ت: سلطان محيسن. دار شمأل. دمشق. 1996
    • الميثولوجيا ونشوء المعتقدات القديمة. مجموعة باحثين. ت: حسان اسحق. الأبجدية. 1993.
    • د. خالد ـــ أبو غنيمة. أساليب الدفن في العصور الحجرية. دراسة. جامعة اليرموك.
    • Exposition syro - éuropeenne d’archéologie - Paris 1996.
    • Syrie terre de civilisations. 1999. quebec.
    • انطون مورتكات. تموز. ت: توفيق سليمان. دار المجد. سورية 1985.

    بقلم الدكتور بشار خليف
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    شعائر الموت ومعتقداته في المشرق العربي القديم :: تعاليق

    لا يوجد حالياً أي تعليق
     

    شعائر الموت ومعتقداته في المشرق العربي القديم

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: @ مقالات و أقــلام حـــرة ..أضف مقالك هنا ..شارك بقلمك-
    انتقل الى: