.. زائر
| | فروخ - ثعلبة - أبو يزيد البسطامي ( ثلاث قصص ) | |
فروخ - ثعلبة - أبو يزيد البسطامي ( ثلاث قصص )
"القصة الأولى :
( قصة فروخ والد الإمام ربيعة الرأي , وهي مشتهرة بين الناس ولاتثبت ) والقصة بإيجاز كان فروخ أبوربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية و( ربيعة ) حمل في بطن أمه وخلف عندها ثلاثين ألف دينار . فقدم المدينة المنورة بلده بعد سبع وعشرين سنة ,فنزل ودفع الباب برمحه فخرج ربيعة وقال يا عدو الله أتهجم على منزلي , فقال لا ولكن أنت رجل دخلت على حرمتي فتواثبا حتى اجتمع الجيران , فبلغ الخبر مالك بن أنس والمشيخة فأتوا يعينون ربيعة ….
فقال مالك أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار , فقال الشيخ هي داري وأنا فروخ مولى بني فلان , فسمعت امرأته كلامه فخرجت وقالت هذا زوجي وهذا ابني الذي خلفه وأنا حامل به , فاعتنقا جميعاً وبكيا . ثم دخل فروخ البيت وقال أخرجي المال الذي عندك وهذه أربعة آلاف دينار معي , فقالت : المال دفنته وأنا أخرجه بعد أيام .
ثم خرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته فأتاه مالك والحسن بن زياد وأشراف المدينة وأحدق الناس به , فقالت أمه لزوجها فروخ اخرج فصل في المسجد , فخرج فصلى … فنظر إلى حلقة وافرة فأتاها فوقف عليها فنكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره وعليه قلنسوة طويلة , فشك أبوه فيه , فقال من هذا الرجل ؟ فقالوا له : هذا ربيعة بن عبد الرحمن … فقال لقد رفع الله ابني .
فرجع إلى البيت , وقال لامرأته : لقد رأيت ابنك على حال ما رأيت أحداً من أهل العلم عليها , فقالت : أيما أحب إليك : ثلاثون ألأف دينار , أو هذا الذي هو فيه من الجاه ؟ فقال بل هذا . فقالت : إني أنفقت المال كله عليه . فقال والله ما ضيعته .
( وقد روى هذه القصة الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وسكت عنها وكذلك ابن خلكان في وفيات الأعيان )
وقد أبطلها وكشف زيفها الإمام الناقد البصير الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام عند ترجمة ربيعة الرأي , فقال :
حكاية معجبة لكنها مكذوبة لوجوه :
1- أن ربيعة لم يكن له حلقة ذلك الوقت بل شيوخ المدينة وعلى رأسهم الفقهاء السبعة .
2- لما كان ربيعة ابن سبع وعشرين كان مالك فطيماً أو لم يولد بعد .
3- أن القلنسوة لم تكن خرجت للناس بعد وإنما أخرجها المنصور فما أظن أن ربيعة لبسها وإن كان ففي آخر عمره وهوابن سبعين
4- كان يكفيه في السبع والعشرين سنة ألف دينار أو أكثر لا ثلاثين ألفاً !!!!!!!.
كذلك نقدها العلامة عبد الرحمن المعلمي في تعليقه على كتاب ( الأنساب ) للسمعاني ,لوجود بعض المتهمين بالوضع في إسنادها ولمنافاتها للواقع . وأشار السمعاني نفسه لذلك عندما صدرها بقوله (وحكي ) لتضعيفها .
القصة الثانية :
(قصة ثعلبة بن حاطب ) التي يرويها بعض المفسرين كسبب لنزول آية في سورة التوبة وهي ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانامن فضله لنصدثن ولنكونن من الصالحين ) . والقصة بإيجاز :
أن ثعلبة سأل رسول الله أن يدعو الله أن يرزقه مالاً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مثل نبيك ,فإنني لو شئت أن يسير معي مثل أحد ذهباً لكان ذلك , فقليل تؤدي شكره خير من كثير يشق عليك, فقال لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه , فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة المال . فاتخذ غنماً نمت وكثرت فضاقت به المدينة فنزل بواد خارج المدينة وجعل لا يحضر للجماعة إلا الظهر والعصر ثم كثر ماله فصار لا يحضر إلا الجمعة ثم كثر ماله حتى صار يتخلف عن الجمعة فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر خبره فقال ويح ثعلبة .ثم لما أرسل النبي عماله لجباية الزكاة قال مروا على فلان وفلان وعلى ثعلبة … ففعلوا فقال لهم ثعلبة ما أظن هذه إلا أخت الجزية وامتنع عنها فجاء العمال وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم , فقال هلك ثعلبة وأنزل الله الآية السابقة فسمعها بعض أقارب ثعلبة فخرج إليه وقال ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا , فجاء ثعلبة وعرض على النبي صدقته فقال : إن الله أمرني أن لا آخذها منك , ثم لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء بصدقته أبا بكر فقال كيف آخذها ولم يأخذها النبي منك وأبى أخذها , ثم لما قبض أبوبكر جاء بها عمر بن الخطاب فلم يأخذها لذات السبب , ولما قبض عمر جاء عثمان فرده كصاحبيه ثم توفي ثعلبة .
وقد طعن بها الحافظ ابن حجر في الإصابة . وابن الأثير في أسد الغابة .والعلامة المحقق عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على الأجوبة الفاضلة . كذلك طعن في رواتها عدد من العلماء الحفاظ المتقدمين , فضلاً عن الانتقادات الموجهة للقصة وهي :
- أنها تعارض أصلاً ثابتاً في الدين وهو قبول التائب ما لم يغرغر .
- مهما يكن فليس ثعلبة شراً من عبد الله بن أبي بن سلول زعيم المنافقين الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن عشرته لأنه رحمة للعالمين فكيف يرد ثعلبة ؟؟؟؟ !!!!!!!
القصة الثالثة :
وهي ما اشتهر بين الناس عن أبي يزيد البسطامي وقصته المزعومة مع راهب الدير الذي سأله أسئلة كثيرة … ماالأول الذي لاثاني له ……….. إلى آخر القصة . وقد عجبت لذكرها لديكم في باب ( كيف أسلموا ) منسوبة لشاب سعودي يعيش في أمريكا عندما دخل إلى الكنيسة برفقة صديقه المسيحي فنرجو الانتباه لهذا . وقد نبه على تلفيق القصة أستاذنا المحقق الدكتور نور الدين عتر فسح الله في مدته . وجزاكم الله كل خير , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ( أحمد مصطفى العلوان _ سوريا _ معرة النعمان ) |
|