. زائر
| موضوع: العاشق الشهيد : شعر : مختار الكمالي 02.03.09 3:17 | |
| العاشق الشهيد : شعر : مختار الكمالي
العَاشِقُ الشَّهيد (إلى مَن أحبَّ الفُرات لحدِّ أن عاش فيه إلى ظافر العاني رحمه الله) شِعر : مُختار الكَمَالي وَ مرَّةً قالَ أبي : بأنَّني في يومِ مَولديْ قَدْ كانَ لي قَلبانْ ! فَواحِدٌ بينَ ضُلوعي كَانْ ! وَ وَاحِدٌ مُجَاوِرٌ لِبَلدَتيْ دُمُوعُهُ لِأَجلِهَا .. نهرانِ يجريانْ ! مَا عَادَ فِي القلبِ من شيءٍ لِآلاءِ إلَّا الذي كَانَ فِي أيامِ أَهوَائِي تِلكَ الكِتاباتُ كَمْ خَطَّ اليراعُ بِهَا نَبضَ المَشَاعِرِ بَينَ الحَاءِ وَ البَاءِ مُذ بِدئِهَا كانَ لا يخفى على أحدٍ أنَّ الرَوِيَّ بِهَا روحي و أعضائي ! و أَنّني بِغَرامِي كُنتُ مَجْمَرَةً نيرانُها طُهرُهَا , لَو رُمْتَ أخطائي ! وَ كَانَ عِنديْ نَديمٌ .. عَاشِقٌ .. دَنِفٌ يبكي هَواهُ فأبكي حَدَّ إغمائي ! يا مُلهمي , يا فُراتَ الشِّعر , يا وَلَهِي يا مَنبعي وَ دوائي , أنتَ يا دائي ! يَا مَن عَرفتُكَ طِفلاً , شَاعِراً , وَ فَتًى أجري إليكَ .. فتجري بين أحشائي ! أدري بأنَّكَ وَ الأيَّامُ قَد أَكَلَتْ مِن قَلبِكَ القَلبَ تبقى جِدُّ مِعطَاءِ تبقى تُمِدُّ رُبى أهلي بأجنحةٍ بِهَا تَطيرُ إلى عَلياءِ عَلياءِ أدري بأنَّكَ تعطي ألفَ مَكْرُمَةٍ أَقَلُّهَا قدرتْ أنْ تُدْنِيَ النَّائي وَ تمنحَ الأرضَ - عُمرَ الأرضِ- بَهجَتَها لِيَشْمَخَ النَّخلُ بينَ الطِّينِ و الماءِ ! لكنْ سألتكَ , عَفواً مِنكَ , مَعذِرَةً يا مَن يدايَ تراهُ خيرَ حِنَّاءِ فيمَ ابتلعتَ بني أُمِّي مُغَافَلَةً لَمَّا عُشِقْتَ و لم تقنَعْ بإيماءِ أنَّا نريدكَ أمَّاً , منبعاً , و أباً وَ نبتغيكَ لَنَا نوراً بظَلماءِ قُلْ .. إنْ عَشِقتَ بني عَمِّي أَتأخُذُهُم و لا تفكِّرُ في عفوٍ و إغضاءِ ؟ قل لي .. أَجبني .. ألا تعنيكَ عِشرتُهم ؟ أَمَا تَهُمُّكَ كَفٌّ جِدُّ خَضراءِ ؟ مِن كُلِّ شَيخٍ , وَ طفلٍ شَامخٍ , و فتًى مُتيَّمٍ فَيكَ حَتَّى كُلِّ عذراءِ ! أَمْ أنَّ قلبكَ لم يقنع بعاشقهِ فَجئتَ تَأخُذُ - من أهلي - أَحِبَّائِي ؟! وَ جِئتَ تدفعُ للمجهولِ مركبهم بِلا شراعٍ .. و تدنو حَيثُ إبكائي! يا رائياً -رُبَّما- ما لا أراهُ أنا من عين رأيكَ لا من عينِ آرائي هَل كُنتَ تَعلمُ لمَّا جِئتَ تأخذهم أنَّ الغَريقَ شَهِيدٌ أيُّها الرَّائي ؟! عُذراً فُراتُ وَ أنتَ الخيرُ مَولائي مِن يومِ آدمَ حتَّى قبلَ حوَّاءِ ! ما كنتُ أعتَبُ لكن هَكَذا وَجَعي أبقى أراهُ -وَ ظلِّي- بينَ أفيائي أبقى ألاحقهُ -في كُلِّ منعطفٍ- عَلِّيْ أنالُ بهِ ما طالَ إغرائي مِنْ كُلِّ مَظلومةِ الجفنينِ , ظالمةٍ ميَّادةِ القَدِّ مثلَ الرِّيمِ حَوراءِ وَ الآنَ أرحَلُ مِنِّي دُونَمَا أَمَلٍ فأنتهي برحيلي قبلَ إنهائي ! لَامَانِ إنْ قُلتُهَا مِن بَعدِمَا أَلِفٍ و جئتُ مِن بَعدِهَا بالرَّابعِ الهاءِ كفى بهِ شَرَفاً , أنِّي ختمتُ بذكـ ـرِ اللهِ قافيتي , إذ رُمْتُ إعلائي ـــــــــــــ دمشق
|
|