القدس والثقافة : بقلم: محمود ابو الهيجاء

زائر

القدس والثقافة : بقلم: محمود ابو الهيجاء

عندما تتحزب الثقافة على نحو الامزجة الشخصية، ودوائر المعارف المحلية، ويصبح لها أمين عام ونائب للامين العام ولجنة مركزية او ما شابه ذلك، تغيب الثقافة حينذاك بابسط تعريفاتها ومفاهيمها، وفي هذا السياق يجري توليف الاوهام كمشاريع ثقافية لكن بالطبع بدوائر الحزب المغلقة على بعضها البعض، التي يرشح اعضاؤها بعضهم البعض لقيادتها بقصدية عالية في الاقصاء والتهميش لكل من هو خارج هذه الدوائر حتى لو كان من القامات العالية في المشهد الثقافي.
سأعترف انني لست من هذه القامات العالية حتى لا يقال بانني اثير هذا الموضوع لغايات شخصية، او لأن ذلك الاقصاء يطولني كما يطول آخرين كثيرين، والاهم من ذلك انا لست من الباحثين عن مواقع النجوم في كل هذه المسألة، لكن القدس عاصمة الثقافة العربية وقد باتت في عامها، ما زالت دونما اسماء كبيرة يعرفها المشهد الثقافي العربي والعالمي وما زالت السنة الثقافية المقدسية الفلسطينية لم تقلع كما ينبغي وكما تستحق جوهرة التاريخ والحضارة الانسانية ومعجمها الثقافي الثري، القدس مدينة السماء والسلام والآلام معا.
قلنا ذلك قبل اليوم والذي حصل ان غياب تلك الاسماء الكبيرة تواصل، بل ثمة الآن من يريد اختطاف العام الثقافي الى دوائره الحزبية الضيقة، اعني تلك الدوائر الاقصائية ليتصدر المشهد وحيدا بأعضاء حزبه واوهام مشروعه الثقافي.
لا أريد ان اقترح شيئا في كل هذا السياق غير امر واحد، ضرورة المراجعة لهذه المسألة ونحن في بدايات عام القدس عاصمة للثقافة العربية، المراجعة التي بجرأة النقد والاعتراف يمكنها ان تضع مسيرة العام الثقافية على طريقها الصحيح والمؤثر وبالطبع شكرا لكل اصحاب المبادرات والتطلعات والاجتهادات، لكن القدس تستحق اكثر واكثر ما تستحق ان نقولها اليوم بكل فلسطينيتها وفلسطينييها وبكل عروبتها وعربها وبكل انسانيتها لعلنا نقول شيئا من خطابها الثقافي والتاريخي والحضاري والاهم تطلعها الثابت نحو الحرية والسلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :