غزة- فلسطين الآن- خاص-
ولا زالت الايام تكشف سماسرة الارض و القضية
كشفت وثائق رسمية صنفت بالسرية للغاية ولأول مرة عن قيام جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة ما قبل عملية الحسم العسكري منتصف يونيو الماضي بعمليات تجسس وتنصت وزرع أجهزة الكترونية صغيرة الحجم في أماكن دقيقة يستخدمها الرئيس عباس في مكاتبه وغرفه الخاصة جدا رغم علمه بذلك ، وذلك بهدف التحكم في كافة الأجهزة الأمنية وقياداتها، والشخصيات الاعتبارية في السلطة الوطنية بمن فيهم الرئيس عباس الذي أصبح بذلك مسلوب الإرادة لا يستطيع فعل شيء وخاضع خضوعاً تاماً أمام عمليات هذا الجهاز الخفية حيث كانوا يسجلون عليه كل صغيرة وكبيرة ، والتي كانت نتائجه واضحة مؤخراً من خلال خضوع الرئيس عباس خضوعاً تاماً لعمليات الابتزاز هذه على سبيل المثال في تعيين المدعو رشيد أبو شباك مديراً للأمن الداخلي رغم معارضة أطراف داخلية في حركة فتح لهذا القرار ، وكذلك تعيين المدعو محمد يوسف شاكر دحلان مسئولاً عن الأجهزة الأمنية.
الوقائي..تاريخ أسود
عملية التجسس التي ذكرناها لم تكن وحدها من أعمال هذا الجهاز ، فلقد تشعبت كثيرا كثيرا في حين وصلت لابتزاز شخصيات اعتبارية ووطنية مقابل الحصول على مصالح شخصية ضيقة، وتشكيل فرق الموت التي رأسها المجرم نبيل طموس بعد قدوم السلطة لقطاع غزة ، وكذلك اعتقال المجاهدين وتعذيبهم ، ومحاربة المقاومة وملاحقة المقاومين ، وسرقة أموال الضرائب على المعابر الفلسطينية في غزة والتي تغلغل فيها الفساد إلى حد كبير ، إلى ان أصبحت نظرة الشارع الفلسطيني لهذا الجهاز نظرة حقد وكراهية فقد كان ينتظر الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه ساعة التخلص من هذا الجهاز ( الأمن الوقائي ) ، إلى أن جاءت ساعة الخلاص ، حيث اتخذت حكومة إسماعيل هنية الشرعية قراراً بحله .
حقيقة الوثائق
الوثائق التي كشفت هذه الفضيحة الجديدة لهذا الجهاز ( الأمن الوقائي ) ، كانت عبارة عن تكليف مباشر من رئيس جهاز المخابرات العامة لما يسمى طاقم الفنية الخاصة بالقيام بعمليات فحص لمكتب الرئيس عباس والمكاتب المجاورة له ، وفي الوثيقة الأولى حيث كشف هذا الطاقم في الوثيقة الأولى ( قطعة بلاستيك ملصقة بأسفل كرسي الرئيس عباس ملصق بواسطة (علكة ) ، فيما أوضحت نفس الوثيق أنه تم العثور على نفس القطعة في أول السطر الجنوبي من المقاعد في مكتب الرئاسة .
( للإطلاع على وثيقة رقم 1 مكبرة)
(للإطلاع على وثيقة صور أجهزة التنصت مكبرة)
أما الوثيقة الثانية فتظهر أن ما يسمى بـ (طاقم الفنية الخاصة ) وبتكليف من رئيس جهاز المخابرات العامة قد كشف في مكتب الرئيس عباس الخاص جهاز تنصت أسفل طاولة التليفونات في غرب شمال مكتبه ، ويشير الطاقم الذي كشف هذا الجهاز انه عبارة عن جهاز مايك ( لاقط ) موصل بأسلاك ومفتاح .
وتكشف نفس الوثيقة أنه تم العثور على جهاز تنصت آخر داخل كرسي ( الكنب ) بجوار التليفونات الموجودة في غرفة الاستراحة للرئيس عباس .
( للإطلاع على وثيقة رقم 2 مكبرة)
( للإطلاع على وثيقة صور أجهزة التنصت مكبرة )
عدنان ياسين والجاسوسية
قضية التجسس هذه تجعلنا نعود بالذاكرة إلى الوراء لعمليات التجسس التي قام بها المدعو عدنان ياسين الذي حمل صفة رئيس شعبه في سفارة دولة فلسطين في تونس وضلوعه في قضايا تجسس خطيرة ، حيث تم تزويده بأجهزة تنصت وتسجيل لوضعها في مكتب محمود عباس في تونس الذي كان يشرف على ملف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي آنذاك ، والتي عثر عليها في الكرسي الشخصي لمحمود عباس ، وبحسب اعترافات أحد قيادات فتح آنذاك أن بطارية الجهاز من النوع المتطور وهي صالحة لمدة 5سنوات ومثبت باتجاه محطة استقبال مزروعة في الأراضي التونسية ، كما أن جهاز الإضاءة الذي كان موضوعا على مكتب ( محمود عباس) يحتوي على جهاز تسجيل تتم تعبئة بطاريته بشكل أوتوماتيكي بحكم توصيل السلك الكهربائي في المكتب .
كان ياسين مسئولا عن أشياء كثيرة ومتشابكة بحكم وجوده في مكتب المنظمة في تونس على مدى 23عاماً وقد تجمعت بين يديه أشياء ومهام متراكمة من إصدار شهادات الميلاد وحتى شهادة الوفاة و الإشراف على تكفين الموتى ودفنهم إلى علاقته بوزارة الداخلية والجمارك , وما ينتج عن ذلك من معرفته بدخول وخروج كل ضيف على القيادة الفلسطينية سواء كان ذلك في السر أم في العلن.
وتشير العديد من التقارير أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يدقق في تقارير أولية وصلته عن نشاط المدعو عدنان ياسين من أجهزة الأمن التونسية وكان من بين الأشياء التي تسلمها تسجيلات لمكالمة هاتفية عبر أجهزة تنصت .
وتؤكد ذات التقارير الأمنية أن المدعو عدنان ياسين لعب دوراً بارزاً في إعطاء معلومات لجهاز الموساد الإسرائيلي لاغتيال ثلاثة قادة بارزين في قبرص وهم (أبو حسن محمد بحيصي ، حمدي سلطان ، مروان كيالي ) بعد أن غادروا تونس متوجهين إلى قبرص للإشراف على تنظيم عدد من الخلايا العاملة داخل الأراضي المحتلة ، وقد أعتبر اغتيالهم في حينها بأنه من أبرز الضربات الموجعة التي تلقاها جهاز القطاع الغربي داخل حركة فتح ، ولم يستبعد مسئول في اللجنة المركزية لحركة فتح أن يكون نشاط ياسين لمصلحة الموساد امتدت سنوات طويلة .
عدنان ياسين لم يكن ليصل إلى هذا المستوى من التعامل مع الموساد على استعمال أجهزة متطورة وحبر سري ورسائل بالشفرة لو لم يكن مر قبلها في مراحل عدة ، ولهذا فان ربط اسمه بقضايا أخرى مثل اغتيال" عاطف بسيسو " رجل الأمن الأول والابن المدلل للرئيس عرفات ، والذي وصفه الرئيس ياسر عرفات برجل الأمن القومي ، واغتيال (أبو جهاد خليل الوزير ) ليس مستبعدا ، لأنه كان من القلائل جداً الذين يطلعون على تحركات المسئولين الفلسطينيين بحكم إشرافه ومعرفته بأسماء المسافرين ورحلاتهم .
جبلة كوم