المرأة بين العقل الأصلي والكفاح لمحاكاة الإبداع !

زائر

مقدمة :

قبل الشروع في تفاصيل – وجهة النظر – أقول وكتوطئة ملازمة لبداية حوار عقلاني يستند على عقل محض وعلم نير وبيان واضح وحجة دامغة ودليل معرفي ، وذلك للوصول للحقيقة التي تسعى لإبراز الجانب الشخصي بعيدً عن الترهات والهرطقة وإلقاء الاتهامات الجزافية للنيل من المرأة أو إعلاء الرجل ووضعه في برج عاجي ، أقول وبصراحة أنني لا أسعى للتقليل من الجنس الآخر مطلقاً أو تهميشه أو استنقاصه أو أياً من ذلك . لذلك أدعو الجميع قبل بدء الحوار أن نكون منصفين مع أنفسنا وأن نفكر بشكل عقلاني يليق بمثقفين قادرين على الاستماع لوجهات النظر وإن كانت مخالفة لهم .

تعاني المرأة سابقاً ولا زالت وربما ستظل تعاني من افتقدها لملكة الإبداع وانطفائها واضمحلالها من المكون العقلي المكتسب ، ولا يمكن لأي مطلع على التاريخ إلقاء اللوم فقط على المرأة بهذه المشكلة التي واجهتها طوال القرون التي عاشتها ، فهناك مسببات أدت لذلك الانطفاء والانعدام في ملكة الإبداع ، إلا أن المرأة بشكل عام كائن منتج للإبداع لكنه ليس بالشكل المباشر ، والنتيجة الإبداعية ليست من صنع عقلها وإنما لديها القدرة على التحوير .

والتحوير ليس بحد ذاته إبداعاً ، فالقول بالتحوير يصفه الآخرين "بالإلهام" الحسي أو المعنوي ، وليس عيباً أو خلل أن لا تمتلك ملكة الإبداع في العقل الفطري ، فهذه هبة إلهية يمنحها الله من يشاء من عباده ، والرجل كذلك كائن يفتقد للإبداع في العقل الكلي (الجمعي) ، ومثلما ينطبق على المرأة ينطبق على الرجل ، فالرجل أيضاً لديه قدرة على التحفيز لكنها في الأصل سلبيه وذات اتجاه واحد إلا أنه قد يأخذُ عدة أشكال وطرائق ، أما المرأة فهي ثنائية التأثير و"الإلهام" مجازً ، فتجد المرأة – المفردة - تحمل كل معاني الإنسانية في المقابل لا تستطيع أن تمتلك عدة مزايا وخصائص في آن واحد .

والمرأة لو لم تمتلك هذه الخاصية لربما منحها الله "هبة" الإبداع في العقل الفطري وذلك للموزانة الطبيعة للإنسجام الإنساني ومن مبدأ العدالة الإلهية ، وهنا أفتح قوس وأقول ( كل امرأة لديها خاصية التحفيز للإبداع ؛ وفي المقابل المرأة كائن قادر على المحاكاة الإبداعية لا الإبداع الفطري). أي شكل إبداعي أنتجه الإنسان هو يمر بآليات التفكير قبل الإنتاج ، ولنسعى لتقريب الصورة في المخيلة أكثر ؛ (الآليات النفسية) أو (القواعد النفسية) التي ينطلق منها هذا المبدع ليخلق إبداعه ، هناك فرق بين الأدوات وبين الوسائل التي استخدمها (المبدع) وفرق بين الآلية ، آلية الوصول للغاية النهائية على المستوى النفسي ، كذلك لا يمكن إنكار أن الرجل هنا انتهازي في حين وصادق في حين آخر ، فهو يستغل وجود المرأة بشكل فج ليمتلك خاصية الإبداع المكتسب ، أو يمكننا القول (ليبتدع) ، والمفارقة واضحة بين (المبدع) بالفطرة و(المبتدع) المكتسب ، فالمبدع مثلاً يمتلك خاصية الإبداع في العقل الأصلي ، لكن المبتدع يصارع لإبقاء المحاكاة لديه عالية المستوى ويمكنه من خلالها الإنتاج (الإنتاج الإبداعي) ، ومن أهم الفروق وأكثرها جوهريةً وعميقً ، "الباعث النفسي" بين المبدع بالفطرة والمبتدع الذي سعى جاهداً أن يحاكي الإبداع .

الإبداع هو القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار ، والإبداع عالم واسع وكبير ومعقد ومتشعب ولا يمكن أبداً تعريفه بهذه البساطة ، لكن ذلك للتقريب . ويمكننا قياس المفارقة بين الرجل والمرأة بالمقارنة خلال الزمن. إذا لو أخذنا على سبيل المثال كل حقل معرفي أو علمي أو أدبي أو فني فإننا سنجد تفوق عقل الرجل في مجال الخلق الفكري والتطوير الفكري أكثر منه مقارنة بعقل المرأة ، ومن يقول بأن المرأة تفوقت على الرجل في مجالات أخرى ، فقوله صحيح لكنه يأخذ شكل الاستمرارية في الدوران حول النفس ، إلى أن يأتي عقل قادر على الخلق من جديد ، ليوسع حجم الدائرة أو يغير مسارها في الاتجاه أو ينتقل بها لمستوى أعلى في الدوران ، ولابد أن نتصور جيداً أن المرأة كائن ممزوج بالصورة الطاغية في عقل الرجل ، وقادر على الترميز ونقل الإيحاءات بسهولة وسلاسة وعذوبة ، ولديها المرونة التلقائية التي تخضع المتلقي لإطلاق حكم تتداخل فيه الرغبة الغريزية التي من خلالها تؤدي إلى تعطيل العقل جزيئاً لتفسد الحكم بوجه عام ، أو لتعطيه نقص في مصداقيته ، وهو ما اسميه بالتوهم (الإبداعي) وهو القدرة على التوغل في فسيولوجية الجماهير وإعطاء حكم لم يبلغ ذروته ، نخلص بالقول (أن جميع البشر لديهم القدرة على المحاكاة الإبداعية، في المقابل نعتبر المحاكاة ليس إبداع أبداً) بل هي تمثيل اعتباطي نشأ من عقل ظاهر وواعي مدركً لكيفية الأفكار الكمية عاجز عن التغلغل في أعماق الأفكار نتيجة التماثل والتماهي فقط في الشكل ، ولابد لنا القول بأن المحاكاة تفتقد لسيكولوجية الإبداع التي تعتبر منشأ الإبداع كالصراعات في العقل الباطن والمخلية والانفعال العاطفي والانسجام النفسي والقدرة على تحديد الأنا والآخر وغيرها إلخ ..

في المقابل المرأة كائن يمتلك الشعور بالإبداع أكثر من الرجل (الشعور بالمنشأ الإبداعي) ويعد ذلك من أكبر المحفزات للإبداع إذا كان الإبداع يعنيها بعينها ، فعندها تتحول المرأة لقوة جارفة وحضارة باهرة وأسطورة حقيقة قادرة على إحياء الملكة الإبداعية لدى الرجل لتتجلي في أبهى صورها وأعنفها وأكثر عظمة وعنفوناً لكسر القيود وتخطى الحدود وتحطيم الأصفاد العقلية ، ولعمري أن المرأة لو كانت تعي الحافز الذي تقدمه للرجل في الإبداع وخلق شيء من عدم ، لأيقنت أن الدور الذي لاعبته في المسلسل الإبداعي والنتاج العقلي البشري عبر الزمن هو إبداع بحد ذاته ، ولا يستطيع أعظم المبدعون في التاريخ من الرجال الإتيان بمثله .
...........
فَيِلـسُوفَ آلصَــحَراء

المرأة بين العقل الأصلي والكفاح لمحاكاة الإبداع !

المرأة بين العقل الأصلي والكفاح لمحاكاة الإبداع ! :: تعاليق

المرأة بين العقل الأصلي والكفاح لمحاكاة الإبداع !

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة