للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلالصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5811 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 28 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 28 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    زائر
    زائر
    Anonymous



    الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد Empty
    مُساهمةموضوع: الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد   الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد Icon_minitime01.08.11 1:30


    لا يُسمّي حسن حميد الأشياء بأسمائها فهو يقص الحكاية من البداية، حين لم تكن للأشياء أسماؤها الحالية. و لمّا كانت الحكاية موجعة فقد كان له من الصبر و الأناة ما جعله يحوكها في لغة قديمة خالية من التحليل السياسي المباشر و إن كانت في قلب اللحظة الواعية بتمام صفائها و قدرتها على رد الهجوم دون انتظار ما لا يأتي..فماء النهر يجري و لا يبقى من دنسه شيء و الأجنة تموت قبل الولادة فينقطع بموتها كل أمل للغرباء.

    يستحضر حسن حميد القضية الفلسطينية قبل 1948 فيقدم شخصية سليمان عطارة اليهودي الذي أخفى دينه و اخترق النسيج الاجتماعي بالتخطيط على المدى الطويل فبدأ حمّالا بالأجرة حتى صار صاحب المعصرة التي كان ينقل لصاحبها حاجياته على عربته بعد أن استخدم كل الوسائل الشرعية و اللاشرعية لإركاعه...ثم يأتي يعقوب، بطل الرواية و الذي خرج معه الوجود اليهودي من دائرة المسكوت عنه فيجد مساندة لامشروطة من سليمان عطارة أولا لأنه يهودي سبقه إلى التواجد في المنطقة و ثانيا لأنه يريد أن يشترك معه في المصلحة التي ستحصل له من تواجده في المكان..


    علّل يعقوب وجوده في القرية بحراسة الجسر العتيق و هذا ترميز للقدس الشريف الذي يمثل جسرا دينيا و سياسيا "فالجسر منذ الأزل لم يحتج إلى حراسة، و لم يضمنه أحد" ص 71. كان مجيء يعقوب إيذانا بمرحلة جديدة في المنطقة كلها (الشرق الأوسط) "أجابه يعقوب، و دونما شرح طويل، أنه حارس الجسر و ضامنه و أنه سيحرس الجسر و يضمنه بموجب صك الحراسة و الضمانة الممنوح له من السلطان و سارع يعقوب و بحركة مضطربة، و أخرج من بين ثيابه لفافة ورق راح يفتحها أمام نظر الرجل و حرص حرص شديدا على أن يريه الخاتم و التوقيع" ص 69
    كان الوجود اليهودي ممهورا بختم سلطاني (بريطانيا العظمى) و مباركة عربية "مرحبا بك أيها الجار، أنا شاهين وكيل المعصرة، أرسلني سيدي (سليمان عطارة) لأطمئن على وصولك فحقّ ضيافتك علينا" ص70
    في ذلك الوقت بدا كل شيء شبه طبيعي و لم يكن هنالك ما ينبئ بالتطورات السريعة المتلاحقة التي تعملقت كزرع شيطاني في زمن قصير بمساعدة "امرأة عجوز، طويلة القامة، نحيلة كعود الخيزران، تتوكأ على عصى أطول منها، ثيابها سوداء، ووجهها طويل ناشف، و شعرها الأبيض منفوش كجزة صوف" ص115 هكذا يقدّم الكاتب أمريكا في الرواية، شخصية عالمة بكل شيء تسيّر الأحداث عن قرب تارة و عن بعد طورا، معروفة عند بعض الشخصيات (يعقوب، سليمان عطارة)و مجهولة عند بعضها(سمعان المعماري، العبوسي) توصي كل واحد على حدة بخدمة يعقوب و مساعدته على بناء الخان (الكيان الصهيوني) فيهبّ كل منهم بما أوتي من قوة تحت وطأة الخوف تارة و الأساس الديني تارة أخرى "كان الخان يقوم قَوْمة الجمَل ! عندما وصلت العجوز الطويلة الناحلة بشعرها الأبيض الكثيف، و عصاها الطويلة ذات العقد. وصلت و بين يديها زجاجات الشراب التي أخذتها بنات يعقوب منها بهدوء شديد، و أحطن بها، و قد ذهل سمعان المعماري بمرآها، و بهت سليمان عطارة و يعقوب. و لم تمض لحظات فقط حتى كانت العجوز تبارك الخان..و مثلما جاءت العجوز فجأة، غابت فجأة، و عاد الحديث المتداخل و الصاخب، و صوت تكسير الحجارة و نقلها إلى الخان الذي أخذ يستوي كما شاء يعقوب و أراد !! "ص242

    حدث كل هذا و القيادة غائبة عن المكان فلا سلطة سياسية حقيقية تنظم المكان و لا سلطة دينية تحمي المقدسات و تطالب بإطار قانوني و إداري يحميها من الانتهاكات التي توالت و صارت موضوع جدل قانوني تطور ليأخذ طابعا سياسيا فيما بعد ينتصر للأقوى و قد تمثلت السلطة الفلسطينية في شخصية رحمون " كان لائذا بظل جدار واطئ لأحد الكروم، جدار من حجارة بازلتية سوداء بعضها يشدّ بعضها الآخر كي لا تقع أو تميل، بعدما أعياه الركض الطويل و الطواف المتعب في الأزقة و الزواريب و البراري الواسعة التي يدّعي رحمون ملكيتها له وحده..حين مرّ يعقوب و بناته بمحاذاة رحمون، صرخ بهم و أطال التحديق إليهم..فوقف يعقوب و بناته و حمارهم و كأنهم مخلوق واحد و قد راحوا جميعا ينظرون إلى رحمون. بدت معالم الرعب و الخوف واضحة على وجه يعقوب و بناته، و رحمون ينظر إليهم نظرات طويلة، سائلة، مستغرب!! و يعقوب يفرك بيديه و قد جحظت عيناه و بناته من خلفه كالقنافذ ينتظرون ماذا سيقول رحمون و بماذا سيجيب أبوهن!! و دونما كلمة واحدة لا من يعقوب و لا من رحمون و لا من بناته. مشى موكب يعقوب الصغير مرة ثانية بعدما استدار رحمون، و عاد إلى ظل الجدار البازلتي الأسود و تمدد قربه و غطى عينيه بذراعه اليمنى و كأنه غارق في نومه منذ أمد بعيد" ص 79/78
    هذا الموقف الذي كان على رحمون أن يضطلع به و تنازل عن دوره فيه هو ما يعيبه الكاتب في الحقيقة على الماضي فقد كان بإمكان الكل (السلطة الفلسطينية و الدول العربية)أن يضطلع بدوره في الوقت المناسب و يوقف هذه المجزرة التي دامت أكثر من ستين عاما و لكن التدخل للأسف كان سلبيا. و هكذا أنجز يعقوب مشروعه في القرية مع مرور السنين و رحمون هو رحمون "و حين تجاسر رحمون و اقترب كثيرا من الخان و نادى، خرج إليه يعقوب و عاد به فنظر إلى بنات يعقوب نظرات حائرة قلقة عطشى أيضا و من دون مقدمات قال رحمون: (مبروك يا يعقوب) !
    و مضى كمن أصيب بحرق لا يلوي على شيء" !!

    و أخيرا ينتهي الأمر برحمون إلى وضع مؤلم أفرزته استكانته من جهة و الإيقاع المرجلي للاستيطان اليهودي في المنطقة "و الحق إن رحمون عمل سايسا للنساء الغريبات اللواتي جئن إلى يعقوب من القرى البعيدة و اللواتي عدن و معهن حملهن..كان يعقوب يؤجل المواعيد مع النساء و الرجال معا تحت حجة عدم مناسبة البرج و مواتاته في ذلك اليوم و يقتنع الجميع...لم يضطر يعقوب و لا مرة واحدة للمجيء بعصمان حين يغيب رحمون لأسباب غامضة (بالمناسبة كان رحمون يغيب من أجل أن يرتاح من شقاوة العمل و قسوته)" ص264/263

    تغيّر مشهد القرية منذ وصول يعقوب و بدأت "المستوطنات" تنتشر كفطريات سامة "بدا بيت يعقوب الحجري الواسع و بيت سليمان عطارة و جوديت الحجري الواسع أيضا، و غرفة عصمان القريبة تماما من الطرف الشرقي للجسر تجمّعا سكنيا جديدا تماما في كل شيء، نسيجا آخر في المنطقة" ص254 و نتج عن التقدم اليهودي ظهور السجون التي امتلأت بالأهالي، أصحاب المكان الأصليين "و ظلت غرفة عصمان، على سبيل المثال مكانا للخوف و القسوة و الأسرار و الوحدة المطلقة فلا أحد يقترب منها أو ينوي دخولها. إنها مكان للشراسة فقط أو قل إنها مكان للحجز، مكان، الداخل إليه لا يعرف متى يخرج منه" و من مفارقات هذا الوجود قول يعقوب و هو الوافد الجديد "يكاد قلبي يحترق يا سليمان و أنا أرى هؤلاء يروحون و يجيئون من فوق الجسر دون أن يدفعوا شيئا" ص239 و قد نتج عن ذلك أن حدث ما أراده يعقوب "اقتربوا من الجسر و شرعوا يحفرون حفرة واسعة جدا، من أجل إقامة دعامة كبيرة ثابتة من الحجارة لكي يستند إليها طرف الجسر الشرقي بحيث يصير الجسر ثابتا من طرفه الغربي، و متحركا من طرفه الشرقي، و أن يُربط هذا الطرف الشرقي بحبل و يعلق في الهواء، بحيث لا يمرّ فوقه إلا من يدفع أو من يرضى عنه يعقوب، و حينئذ يشد الحبل فينزل الطرف الشرقي و يثبت فوق الدعامة الكبيرة فيمرّ من يمرّ و بعدئذ يُرفع طرف الجسر الشرقي مرة أخرى، و يظل معلقا في الهواء لا ينزل مرّة أخرى إلا بالدفع أيضا" ص251/250

    هكذا يقدم حسن حميد القضية الفلسطينية "هذاالكتاب في
    سبعين صفحة (سبعين سنة) كلها غير مقروءة عدا أسطر قليلة..و هي أسطر ساح حبرها و أصابها العفن" ص267 و إن من وظيفة الكتابة مساءلة التاريخ و ترميم ثغرات الوعي بكشف المسكوت عنه و صنع حلول للحاضر و المستقبل..

    يتشكل الخلاص في الرواية بصورة واضحة عبر الكتابة إذ يبدو الكاتب ك"دون كيشوت" و لكنّه لا يستسلم لعبثية مصيره، هذه العبثية التي تشارك فيها السلطة السياسية بشكل كبير(رحمون) بل يقاوم بأشكال متعددة و لا يفتح طريقا لخلاص صوفي أو مثالي مبتور عن واقعه كما يفعل أغلب الروائيين العرب بل ينتقم من شخصية يعقوب (المستعمر) بكل ما أوتي من وسائل الابداع و لا يعتبره قدرا حتميا لا مناص منه فقد بتر نسبَهُ و نسب بناته و قتل في يعقوب الزوج و الأب و الانسان من خلال أسلوب السخرية و أنهى حياته على يد أحد الأهالي و لم يترك هذه المسؤولية بيد القدر أو السياسة أو الشخصية نفسها (الانتحار)..إن كتابة حسن حميد معاصرة تحمل على عاتقها مسؤوليتها الحضارية و تثبّت الرواية الفلسطينية في مكان عال من الصعب اختراقه.


    كوثر خليل
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    زائر
    زائر
    Anonymous



    الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد   الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد Icon_minitime01.08.11 1:33

    صورة اليهودي في رواية
    "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد

    هل تتعلق الكتابة ببناء المعنى؟ هل تتعلق هذه الوظيفة الأثيرة بتلوين الأشياء و إعطاء القبيح و السيء و اللاعقلي بُعده الفني الذي يرفعه إلى أعلى المراتب و يثبّته في أفكارنا على الشكل الذي أراد له الفنان/الكاتب أن يكون؟أم أن هذا النشاط الغامض من أنشطة الإنسان ينجم من شيء آخر يحدد وظيفته و يجدد مساره في كل مرّة.

    إن الكتابة تتعلق في وظيفتها الأساسية فضلا عن وظائفها الأخرى بمساءلة البدايات و بهذا تضفي علينا الدهشة التي ننتظرها من الفن فنُتِمّ القصيد و القصة و الرواية حتى رمقنا الأخير بحثا عن الأصيل فينا و الحقيقي و رغبة ملتهبة منا في الارتواء من منبع الوعي علّنا نجيب عن أسئلتنا فنقلع مسامير صليبنا واحدا تلوالآخر...


    مشهد لغوي مبذول يتفتق فيه الإيروس ضاريا تارة ,رقيقا حانيا تارة أخرى. نساء مختلفات تخترق التجارب الجنسية معهن شغاف الرواية، أجساد طرية يغلي فيها مرجل من الشباب و الجمال و تنقاد طورا للجنس كماهية و تارة للمال كسبب و كمنتهى و لا أدري هل إن الإمعان في وصفها و هتك أسرارها انتقام لاشعوري و مقصود في آن للأرض المغتصبة علما و أن الجسد موضوع الرواية جسد يهودي متمثلا في بنات يعقوب (نانا/جوديت/ميمونة/دينة) فقد أمعن الكاتب في جعل هذا الجسد يقترن اقترانا آليا بالدنس و لهذا جعل مشاهد الاغتسال تتكرر بشكل لا محدود خلال الرواية و كأن الجسد يتطهر من الوسخ و من الخيانة في آن ليعود إليه فيتكرر مشهد الاغتسال مرة أخرى، هذا الاغتسال الذي يعطي فرصة ثانية للكاتب للانتقام بوصف المفاتن و ترهلها بفعل الزمن و فعل البشر.


    يعرض الكاتب إلى وصف "نانا" ابنة يعقوب التي باعها أبوها لتاجر و قبض ثمنها ليجد التاجر "بضاعته" مع عشيقها في مشهد من الدنس المزدوج "و لكم فوجئ و ذهل حبن رأى (نانا) زوجته برقيق شبابها و بحذائها الفضي الغالي هي من يبحث عن (أيوب) بين العنابر، و في المستودعات، و اصطبلات الخيول، كانت غير مكترثة بالروائح النتنة و لا بالمشاهد غير المستحبّة للروث و المياه الآسنة و لا بالأوساخ المرمية هنا و هناك، كانت تمرّ بها و كأنها لا تراها..و كم ذهل السيد حين رأى (نانا) تهبط بجسدها الطري الناعم فوق أجمة الشوك الواخزة الإبر..غير عابئة لا بالشوك و لا بالمكان"ص177


    بل يمعن الكاتب أكثر في تقديم صورة بنات يعقوب تارة كثلاثي للجنس لا ينفصل مع نفس الشخص و في نفس اللحظة بتبادل الحراسة و المسرّة كما فعلن مع (رحمون): "و لم يدر رحمون كيف تبادلت الأختان و لمرات عدة مواقع الحراسة و ملاصقته..دهش بأن المخلوق الأنثوي الذي أحبّ صار اثنين..رأى المخلوق الأنثوي الجميل و قد عاد إليه بزي آخر و جمال آخرو بهيئة أخرى..و غاب و إياها في توحد نادر حتى جفّت ملابسها..و لم يكن ذلك المخلوق الأنثوي سوى الأخت الكبرى ابنة يعقوب التي عادت لتوّها من القرية، متعبة..حلمت كما حلمت أختاها و بذلك تساوت مع أختيها بالتعب و المسرّة الكاملة" ص105/106/107/108 و لكن لا يفوت الكاتب مشهد رحمون الذي "رمى جسده في النهر و اغتسل طويلا" ص107


    يتكرر المشهد بلذة أقل و لكن بتركيز أكثر على لهفة بنات يعقوب على المال فيفضح تواطؤهن الضمني مع أبيهن على تقديم جمالهن من أجل المال حتى و إن كانت الطريدة رجلا مُسِنّا كاريكاتوريّ الشكل و الحركة: "و لكم تمنّت كل واحدة منهن لو كان بمقدورها، و دونأن تؤذي مشاعر سليمان عطارة(وهو يهودي)، لو تمسح لعابه السائل من زاوية فمه اليمنى إلى أسفل ذقنه، و الذي يبدو كمجرى ماء صغير، تتلامع صفحته وسط شعيرات ذقنه النابتة فوق وجهه الأحمر شديدا للتّوّ...بل كم تمنت كل واحدة منهن لو كان بمقدورها أن توقف رجفان يديه كلما حرّكهما، أو كلما تناول بهما شيئا" ص 194/195و في هذه الصورة سخرية مزدوجة من الرجل و بنات يعقوب في آن.


    يتشكل النص كتابة نازفة رغم السخرية اللاذعة التي يلهب بها ظهور شخصياته فالسخرية ركن من أركان الأسلوب والمضمون في الرواية و قد اتخذت الشق الجسدي بصفاته و حركاته كما تناولت جانب الأفكار و الشخصية و تبدو شخصية يعقوب مثالا منمّطا لشخصية اليهودي التي يجمع بين كل صفاتها قاسم مشترك واحد هو الذُل فالقصر و العرج صفتها المادية الظاهرة و شعورها بالانبتات و عدم الانتماء يجعل شكلها يرتبط في مواضع عديدة بهيئة الحيوان (استدارا نحوها منكمشيْن ص 115/ خطواته أشبه بخطوات الكنغرص64/ الجلسة الفنفودية ص88/ و حدثهم عن زوجته راحيل التي شجعته طول حياتها على الانحناء لها حتى بات يمشي أمامها و أمام الناس على أربع ص83) كما يقدم الكاتب صورة بنات يعقوب في شكل لا يخلو من السخرية(يمشين كالأسيرات لا يلتفتن و لا يتكلمن ص64).


    إن الكتابة عند حسن حميد تمثل بوابة للمقاومة لأن الكاتب لا يثق بالحل السياسي (انظر مقال: الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِحسن حميد-كوثر خليل) و لهذا فهو يقاوم تارة عن طريق الهدم(السخرية) و طورا عن طريق البناء(حفظ التاريخ عن طريق اللغة) و هكذا فقد اكتسى الجنس في الرواية بعدا جديدا عن طريق الايهام و المراوغة من الكاتب فهو انتقام من العيار الثقيل غير مسبوق في الكتابة العربية لأن الكاتب يتحرر من الجنس كمحرّم ليوجهه كسلاح اغتصابا باغتصاب و انتهاكا بانتهاك.


    تشكل قصة جد يعقوب مع رب السماوات نوعا من المقاومة في الأدب و هي تتصل بهذه اللعنة الأبدية التي لحقت باليهود بسبب انتهاكهم لمبادئ القانون الطبيعي و السماوي إذ "رماه الربّ بلمحة واحدة في السماء الأولى"ص 113 عقابا له بعد أن شكاه الناس و الزمان بسبب مسألته المتواصلة و إذا هو يصّعد في السماء الأولى دون مساعدة رغبة منه في بلوغ السابعة ليصفح عنه الرب فيحتال على كاهن السماء الأولى كما كان يحتال في الدنيا و كذلك يفعل في السماء الثانية حتى السابعة و لكن حين يصل لا يأخذ الرب بعين الاعتبار وساطة ملك السماء السابعة فيأمر ب"تعليق الجد على مسمار خشبي راح يتغذى يوما بعد يوم من جسد الجد الذي يسارع إلى ترميم الثغرات التي يحدثها المسمار" ص 114


    يقدم حسن حميد بَديلا عن الهدم بالبناء تفاعلا و تواصلا مع بلده البعيد المحتل ففهرس الكائنات يوقظ اللغة من سباتها و يشخّصها أوصافَ مرسَلة لأعمال نساء قريته ينتشرن "عناقيد" يغسلن و ينسجن و يصنعن الخبز فتضجّ لمشهدهن آلاف اللوحات في خيال الكاتب و تنتشر روائح الأرض بمائها و نباتها و عطر أجسادها فيعود طفلا لا يَذْْكُرُ إلّا ساعة الفطام الرهيبة المتزمنة في لاشعوره و لاشعور آبائه و يعكف كالملهوف يبحث عن أيّ أثر يؤدي إلى الماضي و يثبّته في الشعور و يحفظه فيمشي على بساط من المسرّة الكونية تارة و يتعثر على سراط من الحديد المصهور تارة أخرى و

    لهذا تبدو الرواية كمتحف مصطلحي لأسماء الأشجار و النباتات (العلّيق، النجيل، الدريهمة، الكلخ، البندورة، القثاء، الفليفلة، الخيار، البطيخ، البلان الشوكي، القصب، التين، الرمان، العنب، السنديان، الطيون، الشومر، النعناع البري، الغار، الحلفا، البلوط،البطم، الخروب السعد، البربير، الصفصاف، الطرفا، الزعرور، الدلب، السدر، السلبين، الحواكير، الكينا، الزيزفون، الحور، الزيتون، الشاي الخشن، القمح ، الشعير، العدس، الحمص ، الدوالي...) و الأماكن (التربة الحمراء، المعصرة، المصبنة، طواحين الماء، حوامات المياه الحلزونية، المقلع، المقاثي، المصاطب، الأسيجة، الجسر، النهر، الصخور، الأسطحة، الأزقة، جدول صغير، الدروب الملتوية الضيقة، الحجارة البازلتية السوداء، غابة النهر، النبع، الزواريب، البراري الواسعة..)و الأشياء (ابريق الزيت النحاسي، الفرنية، القفف المصنوعة من أعواد القصب، الجِِرار، الدِلاء، البلطة، الخيش، النعل، براميل الزيت، جزات الصوف ، أكواز الذرة الصفراء، المؤونة...)إنها دفاع عن الوجود و البقاء من خلال اللغة و هذه الطريقة في الكتابة تجعل من الرواية فنّا على جانب كبير من الأهمية لقدرتها على استيعاب كمّ هائل من الأسماء و الأوصاف و السرد تتيح للكاتب مساحة كبيرة لوصف الواقع او خلق واقع متخيَل مفارق..

    لهذا نجد الكاتب يعاقب يعقوب من داخل ذاته إذ تسأله ابنته مستنكرة :"و كيف لا تعرف أسماء الأمكنة و النباتات و الأسماء يا أبي و هي لنا؟ و كيف تكون لنا و نحن لا نعرفها؟" ص 112 سؤال يفضح اللاشرعية بطزاجة لحظة الكتابة و ضراوتها و يشرّع لعدم الاعتراف. في حين تظهر في مكان آخر من الرواية "المصاطب..التي يرمي الأهالي فوقها التعب و الأحاديث و الحكايات القديمة و الذكريات و التي يخطبون فوقها لأولادهم و بناتهم أو يعقدون صفقات البيع و الشراء و المبادلة، تلك المصاطب المنارة بالفوانيس أو ضوء القمر و التي فوقها يتوارثون تاريخهم و تاريخ أجدادهم من قبل" ص111

    كوثر خليل
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في رواية "جسر بنات يعقوب" لِِحسن حميد
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: مختارات وقراءات أدبية :: فضاء القراءة الأدبية-
    انتقل الى: