للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلوثائق : حصار بيروت(1-2)  610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 190 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 190 زائر

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    وثائق : حصار بيروت(1-2)  Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     وثائق : حصار بيروت(1-2)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    متابعات
    مختارات
    متابعات


    المشاركات : 1292
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    وثائق : حصار بيروت(1-2)  Empty
    مُساهمةموضوع: وثائق : حصار بيروت(1-2)    وثائق : حصار بيروت(1-2)  Icon_minitime25.07.11 0:14

    الجزيرة

    أسعد طه: بيروت عام ألفٍ وتسعمائة واثنين وثمانين، وبيروت ليست مدينة وحسب، وإنما مكان محفور في ذاكرتنا الجماعية ووشم منقوش في مخيلتنا المشتركة، السلام عليكم.

    صحيح، فقد كانت مركزاً من مراكز النهضة العربية وفيها تشكَّلت نواة المجتمع المدني الحديث بجمعياته العلمية والأدبية والسياسية المستقلة، ومنها تجددت النهضة في الستينات والسبعينات تاركةً بصماتها في المشهد العربي الحديث. بيروت التي اتجه إليها الفدائيون بعد ذاك الأيلول الأسود، بيروت التي عاد قابيل وهابيل للتناحر فيها باسم الطوائف والقبائل، بيروت التي انقضَّ عليها الجيش الإسرائيلي حتى يقضي على مقاومتها كيف أمكن ذلك؟

    الاجتياح الإسرائيلي للبنان

    نبيل إسماعيل (مصور صحفي): الصبح بكير الساعة خامسة بيدق الباب حدا من الجريدة قال: إنه رئيس التحرير عنده معلومات بتقول إنه الدبابات الإسرائيلية اجتاحت الجنوب، لازم نمشي على بكير خمسة ونص كنت أنا وإحدى المحررات اللي بالجريدة بالسيارة نتجه جنوباً، ما نلحق نوصل لمحل إلا لما تكون الدبابات الإسرائيلية سبقتنا، (النَبَطيَّة) خلال ساعات كانوا آخدين المنطقة كلتها هناك المنطقة كلاتها هناك، صرنا محتارين من رجع عم بنتسابق نحنا وين للدبابات، كان فيه اجتياح غريب الشكل جحافل من الدبابات كلياتهم كانوا قادمين، كُنَّا عم نضطر نرجع.. نرجع صورنا اللي صورناه واللي كان أبرز شيء لإلي بهاداك الوقت هو هجرة الناس وهربة.. والناس اللي هاربين من الجنوب باتجاه المناطق الآنية، كل 15 عيلة، 20 عاية ببيك أب صغير ما عارفين حالهم بده بيروح، فيه إرباك عام وقتها لأول يومين تلاتة أيام بالساحة ما بنعرف، أرجع على الجريدة، سلَّم الصور، اسأل رئيس التحرير شو هيصير إلي، ما حدا بيعرف. يمكن يكفوا، يمكن ما يكفوا، عم بيحكوا بس بأربعين كيلو متر لقبل صيدا. رجعنا رحنا راحت صيدا راح شو يا جماعة؟ قالوا يمكن بس للدمور ممنوع يفوتوا على بيروت فيه قرار دولي، بأصدق أنا، أطلع أصور، شوية وصلنا شو القصة يا جماعة؟ راحت.. راحت الدمور. قالوا بس على خالدة شوية راحت خالدة. كل ها المناطق هايدا سقطت بسرعة بالنسبة لإلنا وبدأ الحصار على مدينة بيروت. وقت يبلش القصف ما كان ينتهي أبداً؟! أصوات مرعبة ما نعرف إذا كان قصف أو أصوات، ما نعرف شو عم بيصير. الآلة العسكرية الإسرائيلية كانت أكبر من مدى تصورنا إنه بيقصفوا، تُفهم اتنين عم بيقاتلوا بيقوسوا على بعضهم بس طيران وقصف وبوارج ومدفعية ومارينز وإلى ما هنالك والناس ببيروت ما كان عندها شيء. بعد ما أرجع أنا من التصوير من جولتي اليومية على المحاور نرجع كان بدأت بهاذاك الوقت الدبابات الإسرائيلية والجنود الإسرائيليين يمنعوا دخول الخضار والمي على.. على بيروت حتى الخبز، كان لابد من عملية تموين، فبقيوا ناس بالجريدة بيشتغلوا بالأرشيف بنات واللي بيشتغلوا على السنترال وبعض المحررات تحولوا إلى ناس عم بيشتغلوا بالمطبخ، خاصة اللي بيشتغلوا بالأرشيف كانوا، صاروا يروحوا الصبح كي يؤمِّنوا بعض العلب التون أو السردين إذا لقوا شيء مهرب تهريب على بيروت ويجيبوه يطبخوه من شان إحنا عشية ناكل، كنا ناكل وقعة واحدة بس وننام قليل كتير مش إنه إجا الليل وقفت المعارك خلاص (دووا) وتكَّسوا ومشيوا لأ، كانوا الليل أصعب من النهار وقتها، كان القصف الليلي أصعب كتير ما كنت تعرف شو عم بيصير، لأنه كل شيء عتم ببيروت وأنتِ مضطرة تمشي بسيارتك والطيران فوق منك، كان كتير مرعب. إلى حين يوم أنا وبعض الزملا قررنا نشوف للإسرائيلي هذا الرعب إحنا عايشين فيه، يوم كانت بيروت محاصرة قررنا نفوت نشوف هذا اللي عم نخاف إحنا منه، هذا اللي رعبنا طول سنين واللي جاي يقتلنا. طلعنا بسيارة تاكسي مسلحين بكاميراتنا وأنا وقتها كنت أشتغل في (فر رانس) بوكالة اسمها (Associated press) فخزقت كل شيء بيَمُت صلة لجريدة السفير شلته وحملت بس بطاقة (Associated press) إنه هايدي وكالة أميركية ربما تحمين وكوني أنا بأشتغل بجريدة السفير. وفعلاً اجتزنا منطقة حي السلوم وطلعت باتجاه الشويفات وهاديك المنطقة تأجي على مثلث خالدة حتى أشوف شو عم بيصير هناك يعني وإذ بآلاف وآلاف السيارات اللي مُحاصرة بالمثلث، شو بده تجي على بيروت، شو بده طار على بيروت الكل خاضع للتنبيش. لحظة وصولنا إلى هناك زميلي قدام عم بيسوق وأنا قاعد على يمينته.. على اليمين واتنين مصورين ورا، دغري M 16 براسي وبراسه على الارض كما تكون خليت أحد أخدونا لعند واحد اسمه الميجور (خاكي) اعتقلنا أربع مرات.. أربع ساعات –Bardon- اعتقلونا أربع ساعات وبعد منها إجا شخص طرقنا محاضرة بالديمقراطية الإسرائيلية وبالنزاهة الإسرائيلية وإنه إسرائيل بريئة وإنه ها دول مُخربين هم اللي عملوا هيك. أكيد ده كان كذب كتير يعني، وبعدين أفرجوا عنا وطلبوا منا ما نصورش.


    القصف الاسرائيلى على الجنوب
    دافيد هيرست (صحفي بريطاني): أذكر أنني أمضيت يوماً أو يومين مع المقاتلين الفلسطينيين في مُخيم صبرا وشاتيلا قبيل خروجهم من بيروت، ولا يمكن أن أصف مدى حسرتهم، كانوا ممزقين بين قرار الخروج الذي تم اتخاذه من قِبَل القيادات وبين ما حققوه من سيطرة كاملة على تلك المنطقة، ذلك أنهم كبَّدوا الإسرائيليين خسائر فادحة عند دخولهم إلى بيروت الغربية. كنت أرى في وجوه هؤلاء المقاتلين البسطاء تحسراً بالغاً، وكان يوم خروجهم مأسوياً، كانوا يجوبون بيروت الغربية ويطلقون الرصاص وكأنما هم ينفصلون عن البلد الأم، ولذا جعلوا من خروجهم انتصاراً. أذكر ما شاهدته في ذلك اليوم من انفصال الفلسطينيين عن إخوانهم في بيروت، وعلى طول كورنيش المزرعة كنت ترى هؤلاء يصنعون من خروجهم نصراً حتى ينسوا تلك الطريقة المهينة التي كانوا يغادرون بها بيروت. وقُرب بيتي في عين المرايسة كنت ألتقي بالمقاتلين الفلسطينيين، كانوا يبدون في منتهى الأسف وخلف هتافاتهم بالنصر كانت تختفي الحسرة، كان يجلس إلى جانبي مقاتل دورزي، قال لي شيئاً لا أنساه، قال بالحرف الواحد: "لقد انتهينا من أمرهم الحمد لله وأخيراً خرجوا". ساءني ما قاله ذلك المقاتل وساءني أكثر أنه كان صديقاً لي وأخاً للمقاتلين في بيروت الغربية.

    أسعد طه: دعونا نستعرض معاً شريط هذه الأحداث الأليمة من خلال شهادات بعض من عاصروها من رجال السياسة والحرب عَلَّنا نجد بعض الإجابات في اختلاف الآراء وبين السطور.

    [ضيوف البرنامج]

    - وليد جنبلاط، قاد الحركة الوطنية اللبنانية التي كانت تؤيد الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان.

    - كريم بقرداني، محامي ونائب رئيس حزب الكتائب اللبناني، كان قريباً جداً من بشير الجميل.

    -جورج حاوي، زعيم الحزب الشيوعي اللبناني سابقاً، وأحد صانعي الأحداث في الحرب الأهلية اللبنانية.

    -شفيق الوزان، مسلم سُنِّي كان يشغل منصب رئيس الوزراء خلال الاجتياح الإسرائيلي.

    -مَنْح الصُّلح، أحد أبناء آل الصلح صانعوا استقلال لبنان، مثقف وكاتب قومي، عمل مستشاراً للرئيس سركيس.

    -أحمد جبريل، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة).

    -نايف حواتمة، أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

    -فاروق القدومي، أحد مؤسسي حركة فتح، ينتمي إلى التيار الناصري.

    -اللواء محمد فوزي، وزير الحربية المصري السابق، كلفه الرئيس جمال عبد الناصر بالإشراف المباشر على توقيع اتفاق القاهرة عام 1969م.

    [عرض مختصر للأحداث في بيروت]

    تتابعت أحداث بيروت هكذا: في عام 69 يُعقد اتفاق القاهرة، الذي يُشرِّع العمل الفدائي المنطلق من أرض لبنان.

    وفي منتصف عام 76 تقع أحداث مخيم (تل الزعتر) الشهيرة.
    وفي نوفمبر تشرين الثاني من العام التالي يقوم السادات بزيارته الشهيرة إلى القدس.
    وفي العام التالي تجتاح إسرائيل لبنان، وهو الأمر الذي يتكرر في عام 82 الذي يشهد شهرُه التاسع اغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية بشير الجميل، فاجتياح إسرائيلي لبيروت الغربية وبداية مجازر المخيمات، ثم انتخاب أمين الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية، وفي الأسبوع الأخير من ذات الشهر يبدأ خروج الفدائيين من لبنان، وكذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من بيروت الغربية.

    المقاومة الفلسطينية وأسباب الاجتياح الإسرائيلي


    الدبابات الاسرائيلية تجتاح بيروت
    أسعد طه: كيف أمكن هذا؟ مدينة النهضة العربية تلتهب بنار الفتنة، يحاصرها العدو الصهيوني وينذر أهلها بالإبادة إن لم يتعاونوا معه للقضاء على المقاومة الفلسطينية، هذه المقاومة التي جعلت من بيروت خيمتها الأخيرة؟ كيف تمكن العدو الإسرائيلي من الفدائيين ومن قدرات لبنان والأمة العربية؟

    جورج حاوي (رئيس الحزب الشيوعي اللبناني سابقاً): للحرب الأهلية اللبنانية أسباب عدة، الداخلي والخارجي، وفي أسبابها الداخلية عناصر متعددة، تبدأ بتأزُّم الوضع الاقتصادي الاجتماعي، لتمر بتأزم الحياة الديمقراطية اللبنانية في ظل نظام سياسي محتجر يكرس الامتيازات الطائفية باسم الموارنة على حساب جماهير الموارنة والمسيحيين والطوائف الأخرى، ولحساب قلة من المتسلطين من أبناء العائلات أو أصحاب النفوذ المالي والإقطاعي. ذلك إذن تفاقم وأدى إلى لقاء عوامل انفجار في المجتمع اللبناني مع عامل النهوض الفلسطيني بعد أحداث الأردن وضرب المقاومة الفلسطينية في الأردن انتقل الثقل الأساسي للصراع إلى لبنان ووجد في لبنان.. أقول: الأرض الخصبة.

    نايف حواتمة (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين): عندما وجدنا أنفسنا في بيروت جنوب لبنان بعد أيلول الأسود في أغوار الأردن وفي عَمَّان درجة التفاوت في النضج أيضاً سحبت نفسها –مع الأسف- لسنا كلنا الذي تعلم الدروس، نحن قدمنا قراءة نقدية شاملة صدرت في كتاب عنوانه (أيلول الأسود ودروسها خلاصات ونتائج). نشرناه ثم قدمنا مراجعة نقدية لسياسة الجبهة الديمقراطية وتكتيكاتنا في المجلس الوطني الفلسطيني في يونيو 71 الذي انعقد بالقاهرة، ولم يقدم أي فريق فلسطيني مثل هذه المراجعة النقدية، بل كان ذهولاً عاماً ومناقشة لنا: كيف تكشفون كل هذا الغسيل أمام الجميع وأجهزة الإعلام؟ قلنا: نحن نبني علاقتنا على قاعدة ديمقراطية مع الجماهير فقوتنا الأساسية هي مع الناس، مع المناضلين ومع الذين يتفهمون قضايانا.

    أحمد جبريل (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة): خرجنا من الأردن مهزومين، تركن الأرض الملائمة والمناسبة للتحرير عمقنا للتحرير، عارف كيف فكان ما فيه أمانا إلا أن نجلس في قاعدة انتظار هي سوريا ولبنان، وسوريا نظام قوي لا نستطيع أن نمارس أو يمارسوا هؤلاء الناس كما كانوا يمارسوا في الأردن فذهبوا إلى لبنان كنظام ضعيف هناك، فتم وضع ثقل في لبنان. لكن كُرر نفس الخطأ العسكري كنا موجود على تماس.. كنا موجودين على تماس مع العدو بين جبل الشيخ ورأس الناقورة نتيجة للضربات العسكرية وإغارات المدرعة للعدو في منطقة العرقوب أول مرة. وتاني مرة ثم في منطقة (بنت جبيل) سبب انكفاء للمقاتلين إلى داخل القرى ثم إلى داخل المدن الصغيرة ثم إلى بيروت وكانت النهاية في عام 1982م الاجتياح.

    كريم بقرداني (نائب رئيس حزب الكتائب اللبناني): وأعتقد هنا أن الفلسطينيين لم يعني لم يلحظوا كفاية أنهم تجاوزوا خطوط حُمر كثيرة داخل المجتمع اللبناني وأصبحوا بالنهاية استعداءهم سهلاً.

    أسعد طه: كانت البداية مع نكسة 67 المأساوية، فالفلسطينيين يبحثون عن مأوى وجبهة لدى بلدان الجوار من الأردن إلى سوريا ولبنان. وبلدان الجوار ما فتئت تعاني من اضطرابات عِضال منذ قيام الكيان الصهيوني، ففي لبنان توالت الأزمات الحكومية بحثاً عن صيغة توُفق بين وجود المقاومة الفلسطينية من جهة، وسيادة الدولة اللبنانية من جهة أخرى.

    وفي الوقت الذي كان يؤمن فيه فريق من اللبنانيين بضرورة المقاومة ويضع تجاوزات بعض الفلسطينيين جانباً، كان فريق آخر يغالي ويطالب بطرد من سماهم بالغرباء. والحق أن الخلاف حول وجود المقاومة الفلسطينية كشف عن أزمة في بنيان الدولة اللبنانية، هذه الدولة التي قامت على أساس ميثاق وطني تمت صياغته قبل الاستقلال عام 1943م، وهو الميثاق الذي رسم تمثيل الطوائف في الدولة ووزع بناءً عليه مناصبها الرئيسية. لكن التوازن الطائفي المُعتمد تغير مع مرور الزمن، ولم تكن إثارة الأزمات حول شرعية وجود الفدائيين على الأرض اللبنانية سوى مؤشر للحاجة إلى مراجعة هذا الميثاق الوطني. لكن بانتظار حل الأزمة الداخلية وجب اللجوء إلى حكم خارجي تمثل في الرئيس جمال عبد الناصر.

    اللواء. محمد فوزي (وزير الحربية المصري السابق): جبت إميل، قائد الجيش اللبناني هنا في مكتبي في القاهرة، وجبت ياسر عرفات وقعدتهم جنب بعض وعملت عملية تنظيمية وتنسيق بين قوتين واحدة منهم كاشة والتانية نشطة بس على تواجد على أرض لبنانية، والبند الأخير كان في الاتفاقية عدم المساس بالسيادة اللبنانية. فنظمت العملية بالشكل اللي يبقى فيها إيجاد مقاومة موجودة في الحدود اللبنانية لأول مرة.

    فاورق القدومي (رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية): وهنا بدأ دور لبنان أيضاً إحنا في عَمَّان يعني استوعبنا الحركة الوطنية، أما في لبنان قلنا لا بلاش استيعاب للحركة الوطنية، خليها تعمل معنا بالتوازي. فكانت الحركة الوطنية اللبنانية تعمل معنا بالتوازي، وساعدنا كما قلت.. المرحوم عبد الناصر عندما عُقد هذا الاتفاق اللي هو اتفاق 69 مع لبنان.

    شفيق الوزان (رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق): هذا.. هذا الاتفاق صار فيه شيء من التخلي عن السيادة اللبنانية عملياً، وإن كان بعد كل بند مع حفظ السيادة اللبنانية. وكان الموضوع إنه إعطاء الفلسطينيين (Corridor) ممر إلى الأرض المحتلة. وكان أصبح هناك اللي بيقولوا (فتح لاند) أي أرض فتح. وبدأت تشتغل بالفعل المقاومة الفلسطينية بلبنان.

    كريم بقرداني: صار الخلاف حول هل هيحق للفلسطينيين القيام بعمليات من خلال الحدود اللبنانية أم لا؟ المسيحيين كانوا يقولون لأ، المسلمين كانوا يقولون.. يدعمون.

    فاروق القدومي: وبدأ إخوتنا في لبنان أيضاً يدخلون المقاومة ويشكلون منظماتهم، مثلما تشكلت أفواج المقاومة اللبنانية اللي هِيْ أمل، كان رحمة الله الشيخ الصدر هو الذي شكل هذه القوات، ساعدناه كثيراً في تشكيل هذه القوات.

    نايف حواتمة: نحن في الجبهة الديمقراطية بنينا علاقتنا في إطار العلاقات الفلسطينية اللبنانية على ذات القاعدة التي ناضلنا من أجلها على الأراضي الأردنية، أيْ.. أيَّ تعارضت على الأرض اللبنانية بين القوى الفلسطينية.. بين قوى فلسطينية وقوى لبنانية يجب حلها سلمياً وبهدوء وإخضاعها للتناقض الرئيسي مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل أرضاً الفلسطينية ويوجه ضرباته الموجعة الدامية.

    أحمد جبريل: حاولنا أن نقوم.. أن نوقف هذا التراجع، عارف كيف؟ وعرفات واجهنا بقوة النار. افتعل الاشتباكات والقتال مع كل من الفصائل الفلسطينية، نحن الجبهة الشعبية والديمقراطية تآمر علينا.. على داخل هذه الفصائل لشراء بعض الضمائر المهزوزة، لعمل انشقاق في كل فصيل من هذه الفصائل.

    اتفاق القاهرة عام 69، أثاره وموقف الحكومة اللبنانية منه


    القصف الاسرائيلى على الجنوب
    أسعد طه: لم يقدم إذن اتفاق القاهرة الموقع في الثالث من أكتوبر تشرين الأول عام 69 أي مخرج للأزمة اللبنانية-الفلسطينية، فقد شَّرع هذا الاتفاق عمل الفدائيين على الأرض اللبنانية، واشتد عود المقاومة على اختلاف فصائلها، وانحرف بعضها عن الهدف الأساسي لوجودها.

    ولم يَطَل الوقت حتى دخلت المقاومة دائرة الصراع اللبناني الداخلي وأصبحت أحد عناصره فلم تتأخر الحكومة اللبنانية عن توجيه النقد لاتفاق القاهرة كونه يشكل انتقاصاً من سيادة الدولة وتعدٍ عليها.

    شفيق الوزان: مع الزمن جى صف.. صف ها الاتفاق مدخل لتركيز يعني تواجد مسلح وأكثر من مسلح، يعني فقدت الدولة سيادتها حقيقة على المناطق. هون بلشت الأصوات تكبر، مش بس في المنطقة التي كانت تسمى شرقي، لأ حتى في الجنوب، حتى في الجنوب يعني الأهالي صاروا معرضين لاحتلال مباشر إلهم.
    صحيح.. صحيح يعني همّ مع المبدأ، وإنما مش مع التصرفات والتجاوزات.

    أحمد جبريل: لما عرفات ومن معه يطلب الانكفاء أمام الضغط الإسرائيلي إلى القرى، عارف كيف، اللبنانية ويتركوا هؤلاء في القرى يعبثون كما يشاؤون عارف كيف، يتدخلون في أمور الأسرة، يزوجون، يطلقون، يخطفون، ثم ينكفؤوا إلى المدن الصغيرة النبطية، وصور، وصيدا، ويصبحوا هم الحكام يسجنون كما يريدون، يعبثون في القيم، في الأخلاق، في كل المواضيع. ما أتت عام 82 إلا كنا في وضع محزن.

    منح الصلح (مستشار الرئيس اللبناني السابق إلياس سركيس): وبدأت في أول الأمر كحوادث فردية ثم انتشرت، وخصوصاً بعد أن أصبح هناك تصادم بين الثوب اللبناني العسكري، والفلسطيني المقاتل.

    كريم بقرداني: كان الاعتقاد السائد بأن هذه الحرب سيحسمها الفلسطينيون خلال أيام، يعني كانوا يقولون كانوا.. كان فيه اعتقاد إنه المنظمات الفلسطينية الجيدة التدريب والتجهيز، كانوا يعتقدون أن بإمكانهم دخول المناطق المسيحية خلال أيام. يعني ما كان في اعتقادها. هلا ردة الفعل كمان كانت كبيرة عند المسيحيين التفت حول هذه القوة النظامية التي سرعان ما تحولت إلى قوى شعبية واسعة، ومن ثم إلى ميليشيا قامت على القوات اللبنانية. أنا برأيي القوات اللبنانية هي نتاج الحرب وليست أسباب الحرب.

    منح الصلح: فلما جاءت هذه الحرب جاءت ككارثة لم تكن منتظرة، والأساس –لنكن صرحاء- الأساس هو أن حجم القضية الفلسطينية كان أكبر من أن يتحمله لبنان وحده، بالكاد الدول العربية كلها تتحمل حجم القضية الفلسطينية، ولكن في فترة من الفترات حُمل لبنان وحده كل أثقال هذه القضية، وكان هذا الشعور موجوداً عند جميع العرب، كانوا جميعاً يعرفون أن الحجم أكبر من الساحة اللبنانية، وكان الفلسطينيون كلهم يقرون بذلك. ولكن العز العربي مع الأسف كان يفضل أن تبقى القضية الفلسطينية كلها تعيش في لبنان ولبنان وحده.

    أسعد طه: لقد اعتبرت الحكومة اللبنانية أن العالم العربي والدولي قد ترك لبنان وحيداً، وأن الفلسطينيين يتجاوزن الاتفاق المبرم معهم. أما القادة المسيحيون فلم يتأخروا في التأهب لما اعتبروه دافعاً عن مناطقهم وعن مقاتلة ما سموه: بالخطر المحدق بوجودهم. ومن جديد عاد اللبنانيون للبحث عن حكم خارجي لتسوية الخلافات، وكانت الجارة سوريا خارجة للتو من حرب 73، لكنها لم تتردد في التدخل، وبعد زيارة إلى دمشق عاد الرئيس سليمان فرنجية المسيحي ورئيس الوزراء رشيد كرامي المسلم ببرنامج عمل يدعو إلى تجديد الميثاق الوطني اللبناني. لكن الحرب استمرت بل استعرت، فتدخل الجيش السوري فعلياً في لبنان في بداية شهر يونيو/حزيران عام 76، ثم تولى تدخل الأطراف العربية من ليبيا إلى العراق مروراً بالسعودية وانتهاء بإيران، بين من شارك في القتال وبين من حاول لعب دور الوساطة أو شارك في تشكيل قوات الأمن العربية.

    شفيق الوزان: أنا فتحت خط مع الإخوة السوريين لما شفت التقاتل يحصل بين بعض قواهم والقوى الفلسطينية والوطنية، فكان يعز على نفسي العربية أن أرى إنه إخوان عرب وجيراننا بسوريا يتقاتلون بالرصاص أو بالكلام ونحن تربينا في نشأتنا الصغيرة على عناوين: بلاد العرب أوطاني من الشام إلى بغداني من نجد إلى اليمن إلى مصر فتطواني.

    أحمد جبريل: إحنا كان رأينا واضح وجبنا الليبيين وإجى عبد السلام جلود إذا بتذكره قعد 40 يوم لنجد حل بيننا وبين السوريين.

    جورج حاوي: الدخول السوري أنا هكذا لم يحصل بدون موافقة إسرائيل، وقد تولى تأمين هذه الموافقة الملك حسين كما أذيع لاحقاً.

    أحمد جبريل: الإسرائيلي لما بدأ يئن من هذه الضربات الفدائية النوعية الموجعة الاستشهادية استنجد بالقوات المسيحية الانعزالية اللي في الداخل.

    جورج حاوي: كانت قد بدأت فعلاً ملامح الحل الداخلة في رعاية سورية عندما قفز الجانب الذي استعان بسوريا إلى إسرائيل وعقد معها حلفاً غير مقدس ضد سوريا وضد المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية وهنا كانت خطورة الأحداث اللبنانية.

    أحمد جبريل: أنا كنت أحكي له ياسر عرفات من فيه عاقل بيقول: ثورة حتى النصر، والإسرائيلي جنوبه والانعزالي خلفه، وبدنا نقاتل السوري، والبحر ورانا. بتقول ثورة حتى النصر!! معناه إنتو وين ماشيين أنتو؟! أنتو معناه عم بتقودونا إلى بالنهاية إلى العجز الكامل لتقولوا ليس أمامنا إلا الاستسلام.

    جورج حاوي: في ذلك الوقت كانت تحضر زيارة السادات للقدس كان يحضر خرق لاتفاق الرياض والقاهرة بانحدار أكثر من قبل الموقع الرسمي المصري، ومع توقع أن سوريا لن توافق على مثل هذه الزيارة.

    إقامة اتصالات سرية لإسرائيل في المنطقة


    إحدى الدبابات الاسرائيلية تجتاح بيروت
    أسعد طه: لم تكن الدولة العبرية بعيدة عما يحدث في لبنان، فقد كانت تسعى إلى إقامة اتصالات سرية بهدف إيجاد حلفاء جدد لها في المنطقة، تبادلهم الدعم وتتلاقى مصالحها وإياهم. وبدت الحرب الأهلية اللبنانية وكأنها محرقة تتأجج مع تدخل كل طرف إقليمي جديد. محرقة تفتت لبنان يوماً بعد يوم وتفتك بالمقاومة الفلسطينية أكثر فأكثر. وجاءت زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 77 لتحدث شرخاً عميقاً في الصف العربي ولتشجع الكيان الصهيوني على البحث عن المزيد من الحلفاء. وبدا قادة المعسكر المسيحي المتطرف في لبنان وكأنهم المرشحون الطبيعيون للتحالف مع إسرائيل، كونهم كانوا يعتقدون أن مسؤوليتهم هي تحرير مناطقهم من الوجود الفلسطيني والسوري وفي تلك المرحلة –من الوجود اللبناني غير المسيحي أيضاً. وبناءً عليه اجتاحت القوات الإسرائيلية الجنوبية اللبناني في الرابع عشر من مارس/آذار عام 78، في إطار ما أسمته بعملية الليطاني، لتقيم حزاماً أمنياً لمسافة عشرة كيلو مترات بحجة حماية شمال إسرائيل من هجمات الفدائيين المنطلقة من الجنوب اللبناني، وللفور أدان مجلس الأمن الدولي هذا الاعتداء، وأصدر القرار 425 مطالباً إسرائيل بالانسحاب الفوري وغير المشروط من لبنان، لكن القرار الأممي ظل دون ضغوط أميركية ودولية أو حتى عربية، وبالتالي لم يأبه الكيان الصهيوني مجدداً بالقرار الدولي.

    أحمد جبريل: بدؤوا يشنوا علينا حرب كما قلنا في الداخل في بيروت وأرادوا أن يحتلوا بيروت، واحتلوا مخيم (ضبي) والكرنتينا النابعة وبرج حمود عارف كيف.. ومن ثم تل الزعتر عارف كيف، فاضطررنا نحن في الجبهة الشعبية للقيادة العامة أن نسحب مقاتلينا إلى بيروت.

    شفيق الوزان: وأنا بالواقع يعني متمسك وما زالت حتى هذه اللحظة متمسك بقضيتهم إلى أبعد الحدود، وإنما كنت عم بأحس كيف نحنا حتى في المنطقة الغربية كان أحدنا لا يستطيع أن يتحرك دون أن يبدي التحية.

    منح الصلح: وجود الفلسطينيين في لبنان كان دليل أن اللبنانيين ذهبوا بعيداً جداً في تبني البعد العربي.

    شفيق الوزان: وطبعاً نحنا بلبنان كنا نعيش بمخابرات العالم كلها على أرضنا والصراعات كلها على أرضنا، الصراعات الدولية على أرضنا، الصراعات الإقليمية عل أرضنا، الصراعات العربية على أرضنا، الصراعات الداخلية على.. على أرضنا.

    أسعد طه: لم تزد خسارة الأرض من تماسك الصف اللبناني أو العربي، ولم يشكل هذا الخطر دافعاً للحكومة اللبنانية أو للحركة الوطنية كي تهب وتتدارك الكارثة، كما لم تفعل المقاومة الفلسطينية. وبدأت الخلافات تظهر بين فصائل المقاومة مع انتشارها على كامل الأراضي اللبنانية ووصلوها إلى العاصمة بيروت. كما ساهمت تصرفات الفدائيين فينمو شعور عام في الصفين المسيحي والمسلم، يحمل الفلسطينيين مسؤولية الحرب القائمة، فاتسعت دائرة الصراعات، وشرعت بعض الأطراف المتقاتلة تدرس مجدداً إمكانية الاعتماد على العدو الإسرائيلي للقضاء على عدوها الداخلي.

    وليد جنبلاط (قيادي في الحركة الوطنية اللبنانية): أتى إلى لبنان الوسيط الأميركي (فيليب حبيب) وترك رسالة واضحة لجميع الفرقاء بأنه إذا تم مجدداً أي –إن صح التعبير- مناوشة عسكرية مع إسرائيل أو أي اعتداء بالمفهوم الأميركي لإسرائيل.. فسيجري اجتياح كبير.

    كريم بقرادوني: هل كان حزب الكتائب يعلم بالاجتياح الإسرائيلي؟ جوابي أن الحزب كمؤسسة لم يكن على علم بهذا الاجتياح. لكن بشير كشخصية سياسية مع فريقه كانوا يتداولون هذا الموضوع.

    جورج حاوي: إذن عندما طرحت قضية العدوان على لبنان -وهذه قصة يعني أخذتها من.. من شاهد عيان- وجرى التباحث في اجتماعات في بيروت حضرها شارون شخصياً و(إيتان) و(أوري لوبراني) وإلى آخره مع الشيخ بشير الجميل آنذاك قائد القوات اللبنانية و(فادي فرام) رئيس الأركان أو كان يعني في إطار هذا.. كان قوات اللبنانية، والوزير الراهن في الحكومة اللبنانية الأستاذ إيلي حبيقة.

    كريم بقرادوني: جرى اجتماع واحد في شباط/فبراير 1982م في بيت بشير الجميل ضم أرييل شارون وإيتان.. فول إيتان ومجموعة عسكريين، وكان من الجانب المسيحي موجود بشير جميل، بيير جميل وكميل شمعون مع قيادات من القوات اللبنانية.

    جورج حاوي: عندما سئل شارون عن حدود خطة العدوان فقال 40 كيلو متر، قال له بشير الجميل هذا لا يكفي نريد أن يصل.. أن تصل قواتهم إلى هنا وأشار على الخريطة وهذه الـ "هنا" كانت بعبدة أي مركز دراسة الجمهورية والمتحف أيضاً.

    كريم بقرادوني: في هذا الاجتماع جرى شيء مهم أن أرييل شارون حاول أن يأخذ قراراً من القيادة المسيحية بالمشاركة في هذه الحرب، وكان كميل شمعون وبيير الجميل، وهنا أيضاً بشير متحفظين، لأنهم شعروا بأن قرار الاجتياح متخذ في مطلق الأحوال، وأن إسرائيل لا تعمل اجتياحاً من أجل سود عيون المسيحيين أو اللبنانيين، وأن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بعملية عسكرية إلا من أجل خدمة المصالح الإسرائيلية دون سواها. وكانوا يشعرون بأن هناك نوع من رغبة في استغلال الوضع الفلسطيني والصراع الفلسطيني –المسيحي واستمرار الحرب الطويلة التي بدأت بالـ 75 في لبنان من أجل جعل فئة من اللبنانيين ليست تدخل فريقاً محارباً ومقاتلاً ضد فريق آخر هو الفريق المسلم وضد الفلسطينيين معاً.

    جورج حاوي: شارون لم يكن ينفذ قراراً صهيونياً فقط، الحالة الثورية التي نشأت في لبنان في التحالف بين المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية والسورية شكلت حالة لا تهدد.. إسرائيل فقط أعني تهدد بمعنى بمواجهة مخططات إسرائيل، بل تهدد أيضاً التسوية العربية الإسرائيلية المذلة وتهدد الأنظمة الرجعية العربية، وبالتالي كان التدخل الإسرائيلي تدخلاً بأداة إسرائيلية بمشاركة لبنانية يمينية تمثلت في دور معين في (العدوان) بتغطية أميركية ودعم أميركي وبتمويل عربي.

    أسعد طه: وهكذا بدأ العد التنازلي ولا أحد يجهل أن إسرائيل تحضر لاجتياح رابع للبنان بالتواطؤ مع فريق مسيحي متطرف من اللبنانيين. ولا أحد يستطيع أو يريد أن يحرك ساكناً، فعلى الصعيد الدولي ضاق ذرع الدول الكبرى من لبنان وعنفه الذي لا ينتهي، خاصة بعد اغتيال السفير الأميركي عام 76 والسفير الفرنسي عام 81. أما على الصعيد العربي فإن الحرب تشتد ضراوة دون أن يتمكن الجيش السوري أو قوات الردع العربية من وضع حد للاقتتال، وهي ظروف مناسبة تهيئ لإسرائيل شن هجومها الواسع. كان الهجوم بقيادة أرييل شارون الذي أخذ على عاتقه مهمة الاتصال المباشر بالقادة المسيحيين المتطرفين وإقناع الكنيست الإسرائيلي بضرورة توسيع الحزام الأمني المقام في الجنوب اللبناني، دون أن يتعرض إلى مخطط الوصول إلى العاصمة اللبنانية واجتياحها.

    وليد جنبلاط: كنا نتوقع الاجتياح، لكن في الدقة في الوقت كيف، أمر آخر. لكن كنا.. نتوقع اجتياح لكن.. لم نكن –أعتقد- ما من أحد منا كان يتوقع اجتياح بهذا الحجم الذي أوصل القوات الإسرائيلية إلى حصار بيروت ثم الدخول إلى بيروت.. لأن، كنا ربما.. نتوقع اجتياح من حيث كانوا آنذاك يتحدثون عن مسافة 40 كيلو متر، 40 كيلو متر من الحدود الإسرائيلية، لكن طبعاً الحدود الإسرائيلية ليست خطاً مستقيماً، فأربعين كيلو متر من إصبع الجليل شيء وأربعين كيلو متر.. من لمطلي شيء آخر مثلاً أو من غيرها من الأماكن.

    جورج حاوي: جاءنا يوماً دكتور سمير صباغ وهو حي يرزق نتمنى له يعني كل الصحة، كان ممثلاً للمرابطون، أخبرني أنا والرفيق محسن إبراهيم.. قال: كنت عند السفير الفرنسي في Resedance depan يعني (قصر الصنوبر) اللي هو الآن مقر السفير الفرنسي، قال: السفير الفرنسي أكد لي أن الاجتياح الإسرائيلي سيصل إلى بيروت. قال: خرج معي إلى الباحة وأشار إلى هنا أي إلى المتحف فلم تعد الأمور مجرد توقعات.

    كريم بقرادوني: وضعنا خطة تبناها بشير شخصاً بالحقيقة وهو الذي سوقها بأن نتكلم مع الفلسطينيين والسوريين ونعملهم باحتمال جدي باجتياح. وكان عرض بشير واضح تماماً وقد اجتمع بالحقيقة.. مع.. مع في بيت العقيد جوني عبده، الذي كان آنذاك رئيس المخابرات العسكرية اللبنانية اجتمع مع العقيدة محمد غانم، الذي كان آنذاك رئيس المخابرات السورية في لبنان صارت مجموعة اجتماعات في بيت جوني عبده كما جرت مجموعة اجتماعات مقابلة في بيت بشير مع القيادات الفلسطينية.
    وهذا تم تقريباً ما بين نيسان وآيار، وكان كلام بشير في غاية الوضوح، كان بشير يقول: أن هناك عملية اجتياح ستتم، وأن القرار متخذ وأن إسرائيل تتهيأ.. تنتظر فقط الفرصة أو الذريعة، وكان يقول للفلسطينيين وللسوريين: أنا أقترح عليكم أن نتفق فوراً على إعلان تطبيق اتفاقيات القاهرة –يعني- إنهاء العمل.. العمل العسكري الفلسطيني بداخل لبنان، تطبيق الهدنة أي وقف العلميات العسكرية على الحدود مع إسرائيل ونحن فوراً نقف معاً لنطالب بحكومة اتحاد وطني نشارك كلنا فيها، وإذا ما قامت إسرائيل بمحاولة اجتياح نكون صفاً واحداً لنقول لا، ونذهب إلى الأمم المتحدة والعالم لنطالب بوقف هذا الاجتياح.

    ولبيد جنبلاط: حاولنا.. حاولنا نجس نبض السلطة اللبنانية.. السلطة، مين السلطة اللبنانية كانت سركيس، لكن السلطة الفعلية كانت بشير السلطة الفعلية كانت بشير، لأنه أميركيون والسلطة اللبنانية جوني عبده وسركيس كان مشروعهم بشير باينة، فكان فيه وفد رسمي معروف مع، كان مع.. كان فيه وقتها ألبير منصور، دكتور ألبير منصور، مروان حميدي و.. نسيت الشخص التالت، القتوا.. التقوا بممثلي القوات، محاولة جس نبض إلى أين بشير.. إلى أين بشير ما اتفقوا. كان المهم إنه يعني: انصاعوا لشروطنا ونحكي بعدين، شروطهم شو؟ جيش لبناني، قوات لبنانية في الجبل، الحرب ماشية في الجبل كانت بلشت مناوشات وبعدين نحكي طبعاً هم كانوا بموقع قوة، نحنا حاولنا نشوف نجرب نلاقي نافذة، ما لقينا نافذة من أجل ذلك خرجنا من بيروت قبل اجتياح بيروت.

    إسرائيل تجتاح لبنان من جديد في 82

    أسعد طه: في السادس من يونيو حزيران عام 82 اجتاح العدو الإسرائيلي الأراضي اللبنانية في إطار ما سماه (سلام الجليل)، ولتحقيق هذا السلام الإسرائيلي جيشت الدولة العبرية ما لا يقل عن 100 ألف جندي تقدموا بأسلحتهم الثقلية إلى صيدا التي بقيت محاصرة، بينما تابعت القوات الإسرائيلية التقدم نحو العاصمة بيروت، وفي الوقت نفسه شنت الطائرات الإسرائيلية هجوما واسعاً قصفت فيه مواقع الجيش السوري في البقاع لشل قدرته العسكرية، فكان الاجتياح براً وبحراً وجواً. وبدا واضحاً أن مخطط العدوان يتعدى الحزام الأمني في الجنوب اللبناني إلى خلق واقع لبناني يرجح كفة المعسكر المسيحي المتطرف وزعيمه الحليف بشير الجميل.

    جورج حاوي: عندما كنا في غرفة العلميات في ذلك المساء، وكان أبو عمار وأبو جهاد وأبو الوليد والكل وكان.. نحنا اللبنانيين وكان معنا حسن النقيب من العراق وآخرين. عندما جاءتني برقية من رفاقنا في الجنوب تقول: أن إسرائيل تخطت صيدا، قال أبو عمار: ده مش ممكن لا مستحيل، وبدأ يتصل بالحاج إسماعيل ويقول ويكذب كل ما يجريه من اتصالات، والحاج إسماعيل كان في ذلك الوقت منشغلاً في الخروج من صيدا آخذاً معه القوى الوطنية، بدلاً من أن يكون هناك موقف تعزيز القتال الداخلي ضد إسرائيل كما فعلنا في بيروت.

    أحمد جبريل: هذه الأحداث التي حدثت وأنا أريد أن أثبت للتاريخ أن هذه الأحداث قسم منها. صنع باليد سواء في الأخطاء العسكرية في الأخطاء السياسية أو في الممارسات والعلاقات مع المجتمعات اللي كنا موجودين حولها عرفت كيف، مش معقول هذا الشعب اللبناني في الاجتياح يقابل الإسرائيليين في الجنوب بالأرز والورد.

    وليد جنبلاط: يعني الأخبار أخذت تتوالى وكنت أظن أن الاجتياح قد يكون محدود الجنوب ثم يعني أخذت تتوالى الأخبار فقلت لزوجتي آنذاك الأولاد احملي تيمور واذهبي إلى.. فلنذهب فلنخرج من (شومان) وتوجهت شخصياً إلى المختارة، وصلت إلى المختارة وقالوا لي الإسرائيليون في.. على مشارف قرية مزرعة الشوف قصة طويلة.. في المختارة بقيت ثلاثة أيام أعتقد، ثلاثة أيام وكأنها ثلاثة قرون، كنا ننظر في الليالي وفي النهارات على القوافل الدبابات والملالات الإسرائيلية التي تمر للوصول إلى بيروت أو للصعود إلى الجبل.. جبل المعصر والنزول إلى البقاع.

    جورج حاوي: ثم وصلت إلى الناعمة.. إلى خالدة، وهناك كانت العقدة الرئيسية في الدفاع وطوقت بيروت لتصل إلى العقدة الأخرى في الدفاعات التي أقمناها على المتحف.

    وليد جنبلاط: كان همي إخراج أكبر كمية ممكنة من السلاح إلى منطقة (المتن) إلى الخلف، لأنه كانت تقدمت القوات الإسرائيلية واجتاحت وكانت مع الأسف أيضاً بعض الفصائل الفلسطينية الرسمية عم بتنسحب، طب في هذا الجو من الانسحاب الشامل ما كنت لوحدي فيني نقاتل.

    جورج حاوي: سوريا كانت في موقعين، تقاتل معنا في بيروت عبر فرقة أو يمكن كتيبتين أو أكثر من الجيش السوري. أنا لا أريد مزايدة كانوا أكثر منا قتالاً جزء من صمودنا باسم القيادة المشتركة القوات الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية على خالدة على..، وانسحبوا أيضاً مع الذين انسحبوا.

    وليد جنبلاط: وكانت قد شكلت في بيروت ما يسمى هيئة الإنقاذ الوطني هيئة الإنقاذ الوطني وكان الإلحاح من هؤلاء: عرفات، علي الشاعر، مروان حمادة، الحركة الوطنية، أن ألتحق بهيئة الإنقاذ الوطني، أرسلت لهم: طيب جاهز لكن أنقذوني من المختارة من الحصار. وهكذا كان أتى مروان في.. لست أذكر اليوم بالتحديد، لكن كان يوماً شهيراً، لأنه حمل في طياته ملابسات تاريخية كبيرة. في هذا اليوم أتى شيمون بيريز إلى المختارة، وكنت.. كنت موجوداً في باحة القصر وأتى رجل مدني برفقة عسكريين طبعاً وقال.. وعرف عن نفسه وعرفته أنه شيمون بيريز، جلسنا مدة نصف ساعة، قلت له: لماذا هذا.. يعني هذا الاجتياح، قال: نحن لمحاربة الإرهاب، جاوبته: ليس.. ليس بهذه الطريقة تحاربون الإرهاب، هناك قضية فلسطينية عادلة.

    أسعد طه: وهنا بدأت المحنة محنة بيروت التي كان عليها أن تدفع ثمن الخلافات الطائفية وتجاوزات بعض فصائل المقاومة. ومرة أخرى بعد ذلك الأيلول الأسود كان على المقاومة الفلسطينية أن تشد الرحال. ولكن هذه المرة إلى الشتات، إلى حيث لا مستقر. ولكن كيف تم خروجها من لبنان؟ وهل كان ذلك فعلاً الحل الوحيد لإنهاء المحنة التي عصفت ببيروت؟ أم هو نتيجة حتمية لتواطؤ نظام بشير الجميل مع الكيان الصهيوني؟ ذاك ما سنعمل على بيانه في الحلقة المقبلة، السلام عليكم.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    متابعات
    مختارات
    متابعات


    المشاركات : 1292
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    وثائق : حصار بيروت(1-2)  Empty
    مُساهمةموضوع: رد: وثائق : حصار بيروت(1-2)    وثائق : حصار بيروت(1-2)  Icon_minitime25.07.11 0:16

    الجزيرة

    2

    السلام عليكم.. كان أن اندلعت الحرب كاشفة عن انشقاقات بالغة، لا في لبنان وحسب وإنما في كل أطراف الصف العربي، ولم يتأخر العدو الصهيوني عن انتهاز الفرصة ليجد له حلفاء في لبنان، فيقوم باجتياحه ويصل إلى العاصمة بيروت. هذا ما تعرضنا له في الحلقة الماضية، واليوم سنتابع معاً محنة بيروت، بيروت التي تعرضت خلال ثلاثة شهور لأطنان من القذائف وسط انقسام العالم الخارجي بين موافقة أميركية وعجز عربي تخلله انعقاد دورات طارئة وتشكيل لجان متابعة. ثلاثة شهور وبيروت تخوض وحيدةً هذه الحرب التي اعتبرها البعض آخر المواجهات المباشرة بين المقاومة العربية والمشروع الصهيوني.

    مواطن لبناني: زتَّوا مناشير أول مرة وإنه أساس إنه اللبنانيين اللي ببيروت يغادروها ما حدا استجاب ما.. من بيغادر بلده.

    سيدة لبنانية (1): أكثر شي الواحد بيتذكر بالحصار هو اليوم الطويل للقصف، اليوم كان فيه (نيوجيرسي) عم تقصف من البحر وكان المدافع من التلال المحيطة ببيروت كانت عم بتقصف، وبنفس الوقت كان الطيران، فكان يقدر إنه القذائف اللي كانت تنزل بالدقيقة حوالي 95 ألف قذيفة، وفعلاً كنا عم بنشعر إنه القذائف مثل الشتا كانت علينا.

    سيدة لبنانية (2): فكانوا عم بيرشوا بالناس بشارع "الحمرا" يا اللي قدام الفرن عم بيشتروا بشكل كتير صعب وصفه، الناس عم بتقع هيك وهيه إلا اللي قدر يخبي له بزاوية معينة، وكان منظر كتير بشع، الخبز مع الناس طلعت أكلة شهية لها الاجتياح الصعب اللي عشناه.

    سيدة لبنانية (3): كنا نتعشى على ضو القنابل المضيئة يا اللي كانت تزتها إسرائيل حتى تستكشف بالليل، كنا نقعد على الشباك ونحط عشانا على الشباك على ضوء القنابل المضيئة!!

    مواطن لبناني (2): كانت الأصوات.. التفجيرات توصل المواطن إلى حالة من الانهيار العصبي تجاه ضخامة القصف.

    مواطن لبناني (3): انضربت الخزانات البناية فنزل هاي المي كلياته مخلوط مادة فسفورية.. وهذه قذايف فسفورية بيسموها، مع المي نزلت ونزلت علينا، فلما ركضنا ونزلنا وبعدنا عن المي صرنا نولع لحالنا ثيابنا، فاضطرينا نشلح ثيابنا بوقتها من شان ما نولع يعني!!

    مواطن لبناني (4): فيه 3، 4 بنايات دمرت بقنابل فراغية، نزلت بمن فيها، فيه عندنا.. فيه واحد صاحبي راح يجيب خبز لعيلته كان أخته و ولادها ومرته وولادها الأربعة، رجع كي يجيب الخبز وإجى لقى البناية كلها على الأرض ما فيه حدا منها زمط طيب أبداً بما فيها عليته وعيلة أخته.

    سيدة (1): النسوان عم بتطبخ، الشباب والصبايا عم بيوزعوا الأكل على الكمائن، ناس عم بتفوت معلومات عن الهجانين على الكمبيوتر، يعني كل واحد كان إله دور، فعلاً اللي بقيوا ببيروت كلهم كانوا متضامين وعم بيشكلوا حالة معينة من.. من المقاومة بس بشكل آخر.

    مواطن لبناني (5): افتقدنا للأدوية أكثر شيء والحليب وغذاء الأطفال هذا اللي كان مؤثر علينا، كنا نحاول نهربه أو نشوف مين وين انباع فيه سوبر ماركت أو محلات موجودة فيها كنا نشتريها ونساعد بعض، كان التضامن كتير قوي، خاصة للناس اللي ظلوا ببيروت كان خيارهم يظلوا رغم كل الظروف الصعبة ورغم كل الظروف القاسية بس كنا عايشين –بأتذكر هلا- إنه بمرحلة خوف وقلق وتوتر كبير، وأنا برأيي.. أنا واحد من الناس اللي ما بيتذكرها إلا.
    بكوا بيس.

    مواطن لبناني (6): أنا رأيي اللي بقيوا ببيروت كلهم كانوا حاسين بالموت إنه الموت جاي، ما عندهم أمل إنه يعيشوا، فكانوا عم بيعيشوا حياتهم بعفويتها وبحقيقتها، يعني كانوا متجردين كتير بهذا المعنى، فكنت تشوف الناس على حقيقتها 100%، ما أنه.. ما أنه مضطر يمثل ولا يمالق ولا شيء، ما إله مصالح لقدام مع حدا، إنه هلا بكرة ميت.

    حصار بيروت والمفاوضات لإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان


    خروج الفلسطينيين من لبنان

    أسعد طه: في هذه المرحلة شكلت الأطراف المتنازعة ما أطلق عليه "هيئة الإنقاذ الوطني"، لكن هذه الهيئة سرعان ما تفككت لاختلاف مواقف أعضائها بين مؤيد لوجود المقاومة الفلسطينية ومعارض عنيد لها، ومن ثم تم اللجوء إلى حكم خارجي أرسلته الولايات المتحدة الأميركية. لكن مواقف المبعوث الأميركي (فيليب حبيب) عبرت عن تحالف إسرائيلي-أميركي عازم على اقتلاع المقاومة الفلسطينية من لبنان، ممثلة برئيس الوزراء شفيق الوزان من توحيد الصف اللبناني الفلسطيني لمواجهة العدو الإسرائيلي.

    وليد جنبلاط (قيادي في الحركة الوطنية اللبنانية): هيئة الإنقاذ كانت تضم بشير الجميل شخصياً و فؤاد بطرس و شفيق الوزان كان رئيس وزراء آنذاك، مصري المعلوف ومين بعد؟ نبيه بري، اجتمعنا ثلاثة مرات فيما يسمى "هيئة الإنقاذ الوطني". وعندما رأيت أن مهمة هيئة الإنقاذ الوطني كانت –إذا صح التعبير حسب ما لخصته شخصياً- "دفن الوجود المسلح الفلسطيني في لبنان"، خرجت من الهيئة. بعد فشل هيئة الإنقاذ بعدها تابعت السلطة اللبنانية.. تابعت السلطة اللبنانية المحادثات عبر شفيق الوزان والفلسطينيين، يعني ترتيب –إذا صح التعبير- لإخراج الفلسطينيين من لبنان، وهذا الأمر استغرق عدة أشهر، يعني من حزيران إلى أيلول، وكانت تتخلل هذه الـ.. هذا الأمر حفلات القصف الهائلة التي كان يقوم بها الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع القوات على بيروت.

    شفيق الوزان (رئيس الحكومة اللبنانية السابق): وصارت مفاوضات متعبة، سواءً فيما بين الفلسطينيين بذاتهم، وأنا حضرت أكتر من اجتماع بين القادة، اتسمع اللي عم بيقولوه حتى لأستوعب وإنما أنا لا أقرر شيء، هم يقررون ويبلغوني نتيجة القرار فأحمله إلى (حبيب)، وهو يحمله بعدين إلى الإسرائيليين.

    جورج حاوي (رئيس الحزب الشيوعي اللبناني سابقاً): كانت المفاوضات تجري بالواسطة كان هناك ضابط وطني لبناني العميد خريتم ينقل مقترحات فيليب حبيب الذي ينقلها عن الإسرائيليين، خريتم كان ينقلها للحكومة اللبنانية لشفيق الوزان ، ولكن كان ينقلها للقيادة الفلسطينية.

    وليد جنبلاط: إذا عدنا إلى معنويات أهل بيروت كانت هائلة، كانت هائلة، لا أنسى هذاك النهار الأطول من القصف ابتداء بـ 12 بالليل وانتهى بتاني يوم الساعة 5، وقبل أن.. يعني قبل الـ 5 دقائق كل شوارع بيروت كانت مليانة من الناس، عم بيهنوا بعضهم ويقولوا: "حمد لله على السلامة".

    جورج حاوي: كان البعض يريد من خلال تشديد الحصار والقصف.. والقصف ودك بيروت 12 ساعة بالطيران أكثر من مرة، مع حرمانها لقمة العيش والماء والكهرباء والمازوت والبنزين وسوى ذلك، كان يريد ليس خروج الفلسطينيين.. قبل أن يوقعوا صك الاستسلام.

    كريم بقرادوني (نائب رئيس الكتائب اللبنانية): كان هناك تناغم تام، في كل مرة.. في كل مرة يتصلب الفلسطينيون في المفاوضات كان من جهة الإسرائيليين يقصفون، من جهة تانية يمنعون إما الطحين إما المياه.

    شفيق الوزان: ما استخدموا علينا شخصياً، استخدموا على الشعب، قام الشعب علينا، هو اللي يضغط علينا، فأصبح المطلب مطلب شعبي ولا هو في الأصل إسرائيلي وهو يؤذينا ويؤذي قضيتنا.

    كريم بقرادوني: كان هناك تناغم بين القصف العسكري والضغط على الناس، كانت هذه وسيلة من وسائل (فيليب حبيب) و(آرييل شارون)، وخاصة فيليب حبيب اللي كان الذي يدير مفاوضات مع الفلسطينيين، وبذات الوقت يدير المفاوضات مع الإسرائيليين.

    شفيق الوزان: وفيليب حبيب طبعاً عم بيمثل دولته في التوجهات وفي كذا، وإنما فيه رغبة إنه يخلصوا من الوجود الفلسطيني العسكري في بيروت في تلك المرحلة.
    أسعد طه: كانت المعركة تهدف إلى إثارة الشارع اللبناني ضد المقاومة الفلسطينية والقوى اللبنانية المساندة لها، وكانت الوسيلة التي استخدمها الإسرائيليون وحلفاؤهم هي تعزيز الشعور لدى المواطنين بأن القصف اليومي لن يتوقف إلا بخروج من سموهم بـ (المخربين) في هذه الظروف بدأت كل من الحكومة اللبنانية والحركة الوطنية وحتى المقاومة الفلسطينية بالتأكد من أنه لا مفر من الاستسلام حقناً للدماء. وبدأ القادة الفلسطينيون يبحثون عن صيغة اتفاق تحفظ ماء الوجه وتضمن سلامة ما تبقى من قواهم.

    فاروق القدومي (رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية): حقيقة الأمر يعني بالنسبة إلى لبنان نحن نعرف إنه هناك من يعارض الثورة الفلسطينية، وهي قيادات لها علاقات غربية، ولكن الشعب اللبناني يعني شعب عربي أصيل، احتضن هذه الثورة حقيقة، ضحى الشعب اللبناني، مئات الآلاف من الشهداء سقطوا مع.. مع الشهداء الفلسطينيين، الجنوب كله، شوف الجنوب قد إيش تعرض إلى هذه الهجمات إلى هذا الدمار، يعني صحيح أنَّا لم نقصر في إنه نقدم ما يمكن أن نقدمه، ولكن الشعب –بالفعل- اللبناني قدم الشيء الكثير للثورة الفلسطينية، والآن هذه المقاومة –التي تراها- الباسلة للشعب اللبناني. طبعاً دائماً أصحاب السلطة هم أصحاب السلطة، مصالحهم هي مصالح ضيقة وفردية، في كل البلاد.

    منح الصلح (مستشار الرئيس اللبناني السابق إلياس سركيس): عمَّ الشعور في لبنان في ذلك الوقت وفي بيروت بنوع خاص أنه ما دام هناك تنقل فلسطيني داخل بيروت فمعنى ذلك أن بيروت معرضة للضرب المتواصل والمشتد، وهذا خلق بالنهاية تذمراً ثم رفضاً للوجود الفلسطيني.

    شفيق الوزان: نحن كدولة لبنانية لم نطلب منهم الخروج، بلغونا بواسطة فيليب حبيب إنه الشيء ما بينتهي إلا بخروج كل القوى غير اللبنانية من بيروت، أصبح هون يا بدك تقبل أو ما بدك تقبل، حاولنا إن ما نقبل، كان القصف علينا لمدة 24 ساعة من المدفعية بجبال (عدي) ومن البحر من الشاطئ هو قرب الشوران ومن الجوا بالطيران يعني الناس اهترت اهتزاء كامل.

    منح الصلح: أنا أعتقد أنه لم يكن مفر من الخروج، كان ذلك أهون الشرور على جميع الأطراف، لأن الفلسطينيين يتضررون كثيراً عندما يقال أنهم: يحاربون بالعرب الآخرين لا بأنفسهم.

    وليد جنبلاط: كانت حساباتنا نحن كحركة وطنية الاستعداد لمواجهة اليمين اللبناني.. الاستعداد لمواجهة اليمين اللبناني، وكانت حساباتي الخاصة الحماية الجبل، حماية الجبل أي وصلة (جزين) سوق الغرب.

    جورج حاوي: من جهتنا كنا ندرك أن نسبة القوى مع ما نعرفه من تواطؤ.. من.. من تغطية أميركية، العدوان أميركي كان، بس ما نعرفه من تواطؤ عربي رسمي مع العدوان، أن في النهاية أفضل ما يمكن أن نصل إليه هو أن تخرج المقاومة الفلسطينية من بيروت دون أن تضطر لتقديم تنازلات تمس جوهر القضية الفلسطينية.

    شفيق الوزان : وكان فيليب حبيب سألني –بعد ما تمت اجتماعات بين الفلسطينيين وإعلان رغبتهم إنه لأ.. هم بينسحبوا سألني: طيب هل معك يا فلان تعهد خَطَّى منهم بالانسحاب؟ قلت له: لأ.. ما طلبت منهم. قال لي: ما بيصير، لازم يجي. ها الجولة كانت من أصعب الجولات، من أصعب الجولات إلي مع الفلسطينيين في البداية، بس لأن أقنعهم إنه أنتوا أعطونا.. أعطونا كتاب، هلاّ الشيء ما كان يتم.. القادة الفلسطينيين اللي تبين فيما بعد من.. من الكتابات اللي كتبوها ببعض الصحف أو بعض المجلات أو بعض الكتب، كانوا عَمَّال (يغدوا) الوقت.

    كريم بقرادوني: الضغط اللبناني كان مرات في غير وقته، يعني كان يريد أن يمسك أيضاً بتوقيت خروجه حتى يبقى مفاوضاً لتأمين الخروج، بس أنا قناعتي أن أبو عمار وحتى منذ البداية أن الخروج حتمي، وبدأ يحسن شروط الخروج.

    شفيق الوزان: أذكر أنه آخر جلسة عملوها إخواننا الفلسطينيين عند الرئيس..، كان أبو إياد و هاني الحسن و عرفات وكذا، أنا ما كنت حاضر ها الاجتماع.. أنا ما كنت حاضر، لأنه هذا كان اجتماع شعبي مش اجتماع رسمي. أنا اللي فهمته إنه اجتهد اشتد الجدال فيما بيناتهم، والأهم أتى من تقي الدين الصلح قال لهم: أنا بدي أطرح سؤالين، إن واحد منهم إجابة نحن ما بنحط إيدنا بها القصة لخروج الفلسطينيين، أما إذا كان ما فيه إجابة، بدنا نلاقي الجواب منكم.

    قال له: هل لديكم سلاح حتى الآن لم تستعملوه ضد إسرائيل وأنتم تنتظرون استعمال هذا السلاح لتغيروا من موازين القوى؟ طبعاً قالوا: له لا. قال له: طيب.. سؤال تاني: هل أنتم موعودون من جهة دولية أو جهة إقليمية إنها بتخوض الحرب معكم على أي مدى تطورت؟ قال له: لا. قال له: وعلى شو بدكم تقتلونا؟! وعلى شو بدكم تهدمونا؟! اكتفوا من التمن اللي دفعه لبنان لحَدَّيت هّلا، وشوفوا أنتو كيف بتتابعوا القضية، ونحن معكم. وانتهى الاجتماع، وأتاني تليفون من صائب بيك قال لي: الإخوان كانوا عندنا، وتفاهمنا إنه يقدموا الكتاب اللي مطلوب منهم إنه القادة الفلسطينيين والمقاتلين بيغادروا بيروت.

    أحمد جبريل (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة): وكان في النهاية للأسف اتفاقهم مع فيليب حبيب بغيابنا إحنا وباتفاقات سرية هو إخراج كل الفلسطينيين المقاتلين من كل لبنان، مو بس من بيروت.. من كل لبنان، وإخراجهم إلى المنافي. إحنا رفضنا يومتها، قلنا: نعم نحن خسرنا بـ 82، خسرنا هذه المعركة، ولكن لم نخسر الحرب.

    أسباب خروج المقاومة من لبنان، وما ترتب على ذلك


    ياسر عرفات
    أسعد طه: بدت المعركة خاسرة منذ البداية، لكن المقاومة حاولت الصمود أطول فترة ممكنة لتتمكن من التفاوض من موقع القوة. وكما كان لكل فصيل من المقاومة حساباته الخاصة في الحرب، كان أيضاً فصيل حساباته الخاصة في التفاوض. لكن القرار النهائي كان بيد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات. فما الذي دفع به للقبول بتسليم السلاح والخروج من بيروت في تلك الأثناء؟

    منح الصلح: أعتقد ثلاثة عناصر: أولاً: المدفع الإسرائيلي.
    ثانياً: تكاثر عدد اللبنانيين المطالبين لعرفات بالخروج.
    ثالثاً: وجود رأي عام عربي رسمي يقول أن هذا هو الحل.

    وليد جنبلاط: الحساب الاستراتيجي للأسف مع عرفات كان مقابل الخروج من لبنان لابد أن أعطى شيء في فلسطين، هذه كانت حسابات عرفات آنذاك والتي أدت –فيما أدت- إلى هذا الكيان الهَشَ أو السلطة الهَشة الفلسطينية الحالية، هذه كانت حسابات عرفات.

    منح الصلح: كان ياسر عرفات يعتقد –كما تبين هذه الكلمات- أنه إذا حَوَّل لبنان إلى جحيم فإن ذلك سيخيف أميركا باعتبار أميركا تغار على هذا البلد الديمقراطي، وبالنتيجة تتدخل لإجراء مساومة معه.

    وليد جنبلاط: وكان يريد أيضاً –هذا رأيي- إضعاف الاحتضان السوري، طيب، عندما دخلت.. عندما دخلت إسرائيل ضربت الفلسطينيين طبعاً لكن أيضاً ضربت سوريا، وسوريا آنذاك سنة 82 منيت بخسائر فادحة، وعرفات لم يخرج من بيروت إلى دمشق، خرج من بيروت إلى أثينا، كمان بالحسابات السياسية إلها.. إلها تأثير، الفصائل الموالية لسوريا حتى جورج حبش ذهب إلى دمشق، جورج حبش إذن مش غلطان، أما عرفات ذهب إلى أثينا كله بالسياسة بتلعب دور.

    كريم بقرادوني: طبعاً، أبو عمار كان مصراً على أمرين: الأمر الأول.. أن الخروج العسكري لا يترجم بالهزيمة، هايدا أمر كان مُصر عليه.

    اتنين: أن يستطيع أن يؤمن.. يضمن هذا الخروج، لأنه كان متخوفاً.. إن في البحر وإن في البحر، يعني ما كان عند ضمانات خاصة وأنه الإسرائيليين قادرين على.. كانوا يعملوا عملية برية ويقتلون كل.. القيادات الفلسطينية دفعة واحدة والكوادر، أو يعملون عملية بحرية.

    جورج حاوي: في هذا السياق عندما نضجت الظروف وأخذنا أكثر ما يمكن أن يؤخذ، فلتسقط المزايدات جانباً، لم يكن بالإمكان أن ينجح ياسر عرفات في أي نقطة إضافية في اتفاق الخروج من بيروت، بما في ذلك في شكل السلاح وحجم سلاح الصغير والمتوسط والـ (7.B) والخروج بكرامة قدر الإمكان، بعضهم في الشاحنات إلى دمشق وهو في الباخرة إلى أثينا، بعدما أن أرسلنا الرفيق نجيب عبد الصمد من قيادة حزبنا إلى اليونان للاتفاق مع الحزب الشيوعي اليوناني (وبابا أندريو) آنذاك لاستقبال عرفات كأحد المخارج بعد ما رفضت الأنظمة العربية استقباله.

    شفيق الوزان: مر بذهني بلحظات شو ذنبي أنا.. شو عامل يا زمن حتى يكون أنا اللي عمال استلم هذا الكتاب من الفلسطينيين إذا بدهم يظهروا؟!! قمت إلى غرفتي، كنت أضع المصحف الكريم في جرّار أمام سريري ألجأ إليه للسكينة وراحة النفس في ظروف صعبة. أخدت هذا المصحف ورحت عند عرفات أمام الحاضرين، قلت له: يا أخ عرفات أنت سلمتني كتاب أنت كتبته، وأنا أسلمك كتاب رب العالمين، وعهدي شرفاً ووطنياً أن أرعى الفلسطينيين الباقين كما أرعى اللبنانيين.

    تم الاتفاق في النهاية على أن يتم الأمر بحراً، لأنه كان ذلك مضمون من أميركا ومن فرنسا ومن إيطاليا، ولما تحقق الخروج بهذه السهولة للأفواج اللي كانت آخذة على جدول الخروج مركزها تبدل بعض الأفواج اللي كان المفروض تظهر من غير البحر إنهم لأ ليظهروا بالبحر.

    انتخاب بشير الجميل رئيساً للبنان وعلاقته بإسرائيل

    أسعد طه: كان خروج المقاومة الفلسطينية حلقة جديدة من حلقات المحنة العربية التي صار مركزها بيروت، وكانت مقدمات هذه الحلقة قد بدأت حين شرع بشير الجميل في تسلق سلم رئاسة الجمهورية، وعقده لقاء مع وزير الدفاع الإسرائيلي شارون في شهر يناير/كانون الثاني من عام 82 في بيروت الشرقية لبحث هذا الأمر. بشير الجميل كان يعلم أن مشروع بناء وطن لبناني بمعزل عن المحيط العربي لن يتحقق إلا بمساعدة خارجية، ففضل أن يرشح نفسه في ظل حماية الدبابات الإسرائيلية.

    كريم بقرادوني: بشير هو رئيس عصابة تحول إلى رئيس جمهورية، يعني هناك عدة وجوه لبشير الجميل، بشير كان يعتبر أنه الحل في إقامة دولة مسيحية إنه كل ها المسألة يعني موقف الكتائب وموقف بيير الجميل الذي كان يتكلم عن صيغة التعايش في إحدى.. في إحدى المهرجانات يعني خطابات بشير قال: "الصيغة قبرتها وسأضع حراساً على هذا القبر كي لا تقوم". يعني كان واضحاً.. وفعلاً. وكان بشير في طرحه يذهب من التقسيم إلى نوع من الفيدرالية، أنه لبنان بصيغته الحالية التعايش الإسلامي –المسيحي غير ممكن، وهذا مصدر توتر مستمر، وبالتالي يجب إن يكون عندنا الجرأة الفكرية والسياسية أن نقول أن هناك دولتين، ممكن لهاتين الدولتين أن.. تجدا صيغة كونفدرالية أو فيدرالية، ولكن يجب الاعتراف بوجود ثقافتين وحضارتين ومجتمعين وكل ذلك. يعني هذه نظرة.. بدأ بشير.. فلسفته السياسية انطلقت من هذه النقطة بالذات هلا.. هذا بشير الأول يعني بشير الميلشياوي عندما بدأ وكان على يمين الجميع يعني بتطرفه، ولهذا السبب هذا الذي قاده إلى إسرائيل طبيعياً، يعني عندما تريد.. أن تكون.. تقيم مشروع دولة مسيحية الحليف الطبيعي لكم هو الدولة الدينية الأخرى التي هي الدولة اليهودية.

    شفيق الوزان: أنا كنت رئيس للحكومة، ولم أتدخل بانتخابات بشير الجميل، ونصحت أكثر من مرة بعدم انتخابه، وكان رأي البعض خلاف ذلك حتى من بعض المسلمين اللي اشتركوا في انتخابه.

    منح الصلح: لقد كنا في المؤتمر الإسلامي ضد انتخاب بشير الجميل، نحن كمؤتمر إسلامي كنا ضد انتخاب بشير الجميل، وبقينا على هذا الموقف.

    وليد جنبلاط: وتمسكنا بهذا الموقف وعارضناه كحركة وطنية ولم يعني إلى آخر لحظة، طبعاً لم نستطع عملياً أن نضغط على جميع النواب، لأن النواب كانوا في حالة شتات وضغوط مالية وسياسية وأمنية، لكن يعني هذا كان موقفنا الأساسي.

    منح الصلح: ذهب اثنان لمقابلته بعد أن انتخب كجزء من عملية خلق مناخ جديد والخروج من المحنة التي كان فيها لبنان موجودة.

    أسعد طه: انتخب بشير الجميل في الثالث والعشرين من شهر أغسطس/آب رئيساً للجمهورية اللبنانية، وأعيد انتشار الجيش السوري في لبنان وفق اتفاق عقده فيليب حبيب مع ياسر عرفات والرئيس السوري حافظ الأسد. وكان قد سبق ذلك موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع في الثاني من شهر أغسطس/آب على مشروع قرار يدعو إلى موقف إطلاق النار في بيروت، ورفع الحصار عنها، ودخول المراقبين الدوليين إليها. وبدأ خروج الفدائيين من بيروت في الواحد والعشرين من شهر أغسطس/آب مع وصول القوات متعددة الجنسيات إليها. لكن خروج المقاومة بدا مذلاً للجميع. للفدائيين الذين أجبروا على الخروج مجردين من أسلحتهم وهي رمز هويتهم، تاركين خلفهم لاجئين في مخيمات دون حماية. وللدول العربية حيث خرج قسم كبير من المقاومة الفلسطينية في ظل حماية أجنبية وعلى متن سفن أجنبية ماضين إلى الشتات. ومذلاً كذلك للبنان لأن خروج الفدائيين مثَّل انتصاراً للتيار الذي يتزعمه بشير الجميل المتحالف مع العدو الصهيوني.

    كريم بقرادوني: أنا أعتقد أن أبو عمار منذ اللحظة ومنذ بدء الحصار كان قد قرر الخروج، ولكن كان يريد أن يأتي هذا الخروج بموافقة أكبر عدد من تنظيمات فلسطينية وأكبر عدد من تنظيمات لبنانية، حتى لا يبدو هذا الخروج ترك أي.. ترك الحلفاء اللبنانيين، لا يؤدي هذا الخروج إلى شرخ داخل المنظمات الفلسطينية.

    وليد جنبلاط: عندما خرجت أول قافلة من الفلسطينيين.. أول قافلة مسلحين فلسطينيين بالاتفاق اللي تم بين السلطة اللبنانية وعرفات، وآنذاك خرجت من بيتي وذهبت للقاء تلك القافلة، وأطلقت النار وداعاً.

    جورج حاوي: يوم الاتفاق على خروج عرفات لأنه كانت قد سبق ذلك قوافل ذهبت باتجاه دمشق كنا منذ الصباح الباكر في الشوارع تحولنا.. تحولنا.. وليد جنبلاط، نبيه بري، أنا مثلاً، إلى أطفال، إلى أطفال يملأ قلوبنا الغضب وعيوننا الدموع وإرادتنا الرغبة في الانتقام والتحرير.

    كريم بقرادوني: أنا أعتقد أن خروج الفلسطينيين في تلك المرحلة كان في المسار الطبيعي للأمور، أكثر من ذلك هذه.. هذا إدعاء من قبلي قد لا يكون في محله، ولكن أعتبر أن الفلسطينيين وصلوا في مرحلة ما إلى المأزق الكامل، يعني لم يكن باستطاعتهم أن يكلموا ولم يكن باستطاعتهم أن يتراجعوا وأعتقد خروجهم من لبنان كان حلاً ما، وخروجاً ما من مأزقهم، لأنه الاستمرار كان غير ممكن في ظل الاجتياح، وبالتالي.. وبالتالي أعتقد أن كان خروج الفلسطينيين هو الخروج أيضاً من مأزق فلسطيني ما.

    شفيق الوزان: وأذكر أنني حين ودعت عرفات على المرفأ كنت أقنعت رئيس الجمهورية إنه الحكومة اللبنانية تودعه وداع رسمي، وأصريت على أن يكون مشترك معي بالوداع وزير مسيحي، وإن صار اعتراض على ذلك من البعض إنه رئيس الوزارة يحجب أي وزير يعني لما رئيس الوزارة بيودع ما فيه لزوم لآخرين. قلت لهم: لأ، نحن ما إنا بظرف بروتوكولي، نحن في ظرف تاريخي، دولة فلسطين ستكون بعد سنة.. بعد عشرة بعد عشرين بعد تلاتين، والشعب الفلسطيني مثل الشعب اللبناني مسيحي ومسلم ويمكن غيره كمان.

    كريم بقرادوني: أرسل الرئيس سركيس جوني عبده ليودعه، جوني عبده قال له.. للرئيس عرفات.. قال له: يا أبو عمار، أنا حامل رسالتين: رسالة من الرئيس الحالي إلياس سركيس ليودعك ويحمل لك صداقته وعاطفته، ورسالة ثانية من الرئيس المقبل أمين الجميل يقول لك بأن الفلسطينيين المدنيين هم في ذمته و في حضن الدولة اللبنانية.

    وليد جنبلاط: بفضل هذا الجندي المجهول الفلسطيني يعني صمدنا –صمدنا على عشرات السنوات- عشرات السنين ضد المواجهة الإسرائيلية- اليمينية اللبنانية. هناك دم فلسطيني اندفع في لبنان يجب ألا ينسى الوطني اللبناني قيمة هذا الدم الفلسطيني في جبل صميم، في الضاحية، في رأس النبع في الجنوب، في كل موقع. يعني إساءة للتاريخ للنضال المشترك.

    أسعد طه: بعد أسبوع واحد من انتخابه رئيساً للجمهورية دُعي بشير الجميل للقاء رئيس وزراء الكيان الصهيوني (مناحم بيغن) في (نهاريا). وبدا واضحاً أن إسرائيل ما أرادت إلا أن تجعل من لبنان محمية إسرائيلية ودرعاً يحمي حدودها الشمالية.

    كريم بقرادوني: 31/آب نهار شهير جداً لأنه نهار خروج الفلسطينيين من لبنان، ودخول القوات الدولية إليه، وذهاب بشير بأول أيلول إلى (نهاريا) إلى إسرائيل.
    اتصل بي وقال لي مازحاً: إذا ضعيتني خلال 24 ساعة لا تسأل عني!! استغربت، وصل.. وصل بشير إلى (نهاريا) كان باستقباله (رافول إيتان) (أرييل شارون) كل المجموعة، جلس وبدأ الوقت يتأخرلم يصل (بيغن)، وتأخرت بيجن تقريباً 40 دقيقة عن الموعد المحدد.

    جورج حاوي: بشير الجميل خرج متوتراً من اجتماعه مع بيجن في نهاريا رافضاً أو محاولاً الرفض.. لم يكن يستطع أن يرفض. الذي يأتي به العدو يصبح رهناً بـ..، ولكنه كان يريد أن يملي عليه معاهدة فوراً وهذا كان يريد أن يتنفس قليلاً لينارو مع صائب سلام مع الإسلام.. مع..، خرج مثيراً للشكوك لدى إسرائيل.

    كريم بقرادوني: ترك بشير هناك وعاد وقال لي.. وهو.. يعني وكان أخبرني.. قال لي: لأ.. الحل الوحيد هو أن.. تذهب إلى سوريا وتبلغ القيادة السورية بأنه: فور تسلمي سدة الرئاسة أنا مستعد للذهاب إلى دمشق للتفاهم وسوريا على كيفية انسحاب الجيش الإسرائيلي والسوري والمنظمات الفلسطينية من لبنان.

    أسعد طه: بدت الأزمة دونما مخرج، فالرئيس المنتخب لم يستطع أن يكون الجندي المطيع لإسرائيل حتى لا يفقد ما تبقى من ماء الوجه بعد ما قدم نفسه كرجل الإنقاذ الوطني.

    اغتيال بشير الجميل ومذبحة صبرا وشاتيلا


    مجزرة صابرة وشاتيلا
    وفي اليوم الرابع عشر من سبتمبر/أيلول يلقى بشير الجميل حتفه في انفجار عبوة ناسفة في مقر المكتب السياسي لحزب الكتائب في بيروت الشرقية، فثارت ثائرة إسرائيل التي فقدت حليفاً لها، وانتابت رغبة الانتقام الميليشيات المسيحية المتطرفة.

    وليد جنبلاط: في هذه الليلة عندما كنت موجود في دمشق جاء خبر مقتل بشير، عندما جاء خبر مقتل بشير –كي نكون كتير صريحين- يعني.. يعني شعرت.. شعرت بارتياح، شعرت بارتياح وبـ.. وبأن الأمل لم يفقد.

    منح الصلح: قتل بشير الجميل لأنه كان مرفوض من جهات لبنانية هي أكثرية اللبنانية، ربما هذا هو السبب، السبب هو أن هناك من كان يتصور أن رئاسة لبشير الجميل كانت ستضر بلبنان، هذا مع العلم أنه كان له أنصار كثيرون أيضاً في لبنان. ولكن كان رجلاً مختلفاً فيه بشدة، وعلى هذا الأساس قامت جهة أو فرد باغتياله.

    جورج حاوي: أنا أعتقد أن اغتيال بشير الجميل دخل ضمن دائرة الإذن الإسرائيلي الأميركي.

    كريم بقرادوني: بشير الذي راهن عليه الإسرائيليون بأن يكون هو بطل التقسيم أصبح –قبل وفاته وفي لحظة استشهاده- بطل التوحيد!! والصحافة في اليوم الثاني.. كل الصحافة بمجملها كتبت بشكل عام أن بشير هو شهيد لعشر آلاف و452 كيلو متر مربع أي شهيد "وحدة لبنان". طبعاً هذا الأمر لم يرتح إليه الإسرائيليون أعتقد، وعندما نزل أرييل شارون إلى المجلس الحربي وحرض القوات اللبنانية كان هذا الأمر يدخل في هذه الاستراتيجية القديمة المستمرة التي تقوم على ضرب اللبنانيين فيما بينهم، حتى لا تستقيم الصيغة اللبنانية، وأعتقد أن الدافع الأساسي لأرييل شارون في تلك اللحظة هو خلق حرب أهلية جديدة فلسطينية –مسيحية، كي يستطيع هو أن يتحكم بالاجتياح ويترجم اجتياحه العسكري إلى صيغة سياسية ما.

    وليد جنبلاط: أعتقد عندما قتل بشير أتى شارون إلى (بكفيه) واجتمع بالشيخ بيير و أمين وبأعتقد اتفقوا على اجتياح بيروت بها اللحظة.. أتصور، أنا ما عنيد الوقائع بالتحديد بس بأعتقد بها اللحظة.. بها الليلة اتفقوا على اجتياح بيروت.

    جورج حاوي: نحن أخذنا قراراً جريئاً في ذلك اليوم، وفرضنا على فدائي في الحركة الوطنية هو الدكتور ألبير منصور –بصفته نائب وبصفته مسيحي وكاثوليكي- أن يذهب إلى (بكفية) لحضور دفن رئيس الجمهورية آنذاك بشير الجميل ولمعرفة الأجواء. عاد مساءً واجتمع معنا أنا و ومحسن إبراهيم ثم ذهبنا لإخبار وليد جنبلاط.

    قال ألبير منصور: إسرائيل داخلة.

    وليد جنلاط: يعني وجودهم ببيروت ما طول، يعني عندما بدأت أول عمليات المقاومة في بيروت بشارع "الحمرا" ثم... السمعان كانوا.. كانوا.. حملوا مكبرات الصوت وقالوا لأهل بيروت: نحن مش مطولين. بما ما معناه نحن ما تعتدوا علينا، خافوا وظهروا.. فلوا.

    كريم بقرادوني: لم يكن هناك أي مبرر لأن تطلب إسرائيل عسكرياً من القوات اللبنانية المشاركة في.. في اجتياح 1982م، ولكن المبرر كان سياسياً هو: خلق.. ضرب العلاقة المسيحية الإسلامية بشكل نهائي. طبعاً القيادة المسيحية – بما فيهم بشير- وعى تماماً هذه.. هذا المطب أو هذه الخدعة الإسرائيلية، وفهم أنه لا يمكن أن يكون رئيس جمهورية لبنان وأن تكون بيروت عاصمة هذه الجمهورية إذا هو شارك في تدمير عاصمته أو شارك في ضرب شعبه. وكان هذا أمر أخزى.. وقع.. أوقع الإسرائيليين في ورطة، بمعنى أنهم لم يستطيعوا يحققوا أهدافهم السياسية وإن حققوا أهدافهم العسكرية. يعني نجح الاجتياح عسكرياً، لكنه لم ينجح سياسياً بفك الارتباط نهائياً بين داخل لبنان وبتقسيم لبنان.

    وليد جنبلاط: أنا بأعتقد كان هدف اجتياح العاصمة اللبنانية، وكان شارون وبشير الجميل متقفين على الترهيب والتهويل والتطويع و.. وإخراج أكبر كم ممكن من الفلسطينيين من لبنان بأي ثمن. هلا فيليب حبيب لاحقاً في إحدى المحطات قابلته في واشنطن اعتبر حاله مخدوع.

    أسعد طه: لم تكن جنازة بشير الجميل قد انتهت بعد حين عمد رفاقه من القوات اللبنانية –تحت حماية إسرائيل- إلى ارتكاب مجزرة ضد الفلسطينيين لا تمحى من الذاكرة، إنها مجزرة "صبرا وشاتيلا". ومهما يكن من أمر الاختلاف حول مرتكبيها فإن الهدف منها كان القضاء نهائياً على الوجود الفلسطيني في لبنان، وكأن اجتياح بيروت الذي طال حتى القصر الجمهوري في "بعبده" منذ شهر يونيو/حزيران وخروج المقاومة بعدها لم يكونا كافيين –بنظر الكيان الصهيوني- للانتهاء من أمر المقاومة.

    جورج حاوي: عندما كان الكولونيل –نسيت اسمه- الأميركي يغادر بيروت على ظهر السفينة عائداً إلى بلاده.. القوات الأميركية التي كانت.. الأميركية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية، جاءت لتؤمن الانسحاب، قال: إننا عائدون. في هذا السياق كان أيضاً عملاء أميركا في لبنان والقوات اللبنانية- كانت مزدوجة الولاء منها لإسرائيل ومنها لأميركا ومنها ما هو مشترك –تحضر لمجازر، قد لا يكون بالتحديد تلك المجزرة، جاء اغتيال بشير الجميل- وقد يكون للحدث علاقة بهذا الأمر أيضاً- مناسبة للانطلاق فوراً في تنفيذ مجزرة ضد صبرا وشاتيلا.

    كريم بقرادوني: ينزل أرييل شارون إلى المجلس الحربي.. يدخل..، كانت كل هذه القيادة تبكي، يقول لهم ما خلاصته. أنتم لستم برجال شارون أنتم نساء تبكي، لو كان بشير بينكم وقتل أحدكم ماذا كان يفعل؟ هل كان يجلس باكياً كالنساء أم كان يقوم يفعل فعلاً أساسياً للثأر، أنتم غير جديرين ولا تستحقون بشير الجميل. هذا خطاب يعني هذا كلام سمعته من أكثر من جهة من مصدر كانت هذه خلاصته، وطبعاً بعد ذلك قال، وهنا تبدأ تختلف الروايات، من هذه النقطة تختلف الروايات، أنه استدعى إيلي حبيقة واتفقوا على فتح طريق لترك القوات تنزل إلى مخيم صبرا-شاتيلا وغيرها. ولكن لا شك مما لا شك فيه أن التحريض الأساسي والتفكير الأساسي بالمجزرة كان من قبل آرييل شارون.

    منح الصلح: إيلي حبيقة خضع لنقد ذاتي وقدم.. وقدمه.. وقبل هذا النقد الذاتي، ولا أريد أن أقول الآن إذا كانت هذه التبرئة محقة 100% أم لا.

    وليد جنبلاط: يستطيع أن يدافع عن نفسه إيلي حيبقة لكن أستطيع أن أجيب إيلي حبيقة بالكتاب للصحافي الشهير الإسرائيلي الملتزم يسارياً "أمنون كابليوك"، وأستطيع أن أجيب إيلي حبيقة بأيضاً مقالات عديدة في الغرب منها جريدة محترمة اسمها (تيمون ياشك ختيان) لا.. يعني هذا موضوع فيه خلاف جذري، فيه خلاف جذري، لازم يعطي للتاريخ.. لحقائق التاريخ بعدها، يعني و تجربته الشخصية إيلي حبيقة معي مش كتير مشجعة، كان لابد من يمكن من مجزرة صبرا وشاتيلا للوصول إلى مزيد من النزوح الفلسطيني مثل ما عملوا في الماضي بدير ياسين، ما كمان هايدا بالعقل اليهودي مزيد من الدم مزيد مجازر بيخوف،وكاد أن يحصل هذا الأمر. وبالنسبة لبشير سياسياً مزيد من تطويع بيروت الغربية، مزيد من تطويع بيروت الغربية، ما تبقى من صمود في بيروت الغربية عند السياسين، لأنه بيروت الغربية طبعاً معنوياتها كانت كبيرة، بس كان لابد من تطويعها.. إنه أنا حاكم.

    أسعد طه: محنة بيروت بدت وكأنها جاءت لتكشف عن الضعف الذي نخر جسد الأمة العربية حتى فشلت سائر الأعضاء في التداعي بالسهر والحمى وبالتماسك والتآلف للدفاع عن الخيمة الأخيرة للمقاومة في بيروت، بل كان الرضوخ لسلام غير عادل. السلام عليكم.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    وثائق : حصار بيروت(1-2)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: فضاءات فلسطين والعرب-
    انتقل الى: