القاهرة - نسرين الرشيدي
تزعجها الادوار الرومانسية, وترى في الأدوار التي ستمنحها اياها الثورة فرصة للتخلص منها بعد أن حصرتها ملامحها وشكلها الهاديء الحالم, في هكذا أدوار الفنانة أميرة العايدي أكدت في حوارها مع "السياسة" أنها خاضت تجربة صعبة وشاقة, من أجل التواجد المتميز مع كبار الفنانين في ثلاثة من المسلسلات التي تعرض خلال شهر رمضان المقبل, والكثير من التفاصيل تكشف عنها في اللقاء التالي:
لماذا حصرت نفسك في قالب الرومانسية?
ربما يرى المخرجون أن ملامحي وشكلي رومانسي, ورغم أن الرومانسية شيء جميل الا أنني لست سعيدة بذلك, وأتمنى أن أقدم شخصيات قريبة من الشارع المصري, مثل بنت البلد, والفتاة الشعبية, وبعد الثورة تحدث معي بعض المخرجين عن أدوار بعيدة عن الرومانسية, تحمسوا لي فيها, وأنا بانتظارها.
تشاركين في رمضان بثلاثة مسلسلات, هل احتاج منك ذلك الى مجهود كبير للفصل بين الشخصية التي تقدمينها في كل منهم?
لا أنكر أن مشاركتي في ثلاثة أعمال دفعة واحدة خلال رمضان كان أمرًا صعبًا وشاقًا, خاصة ان كل عمل يختلف عن الآخر, وكل شخصية لها أبعادها وطابعها, الا أنني أشعر بالسعادة لتواجدي في تلك الأعمال القوية وأعتقد أنها ستدعم اسمي بين الجمهور بشكل قوي ومميز.
ماذا عن الأدوار التي تظهرين فيها من خلال تلك المسلسلات?
"نونة المأذونة" عمل اجتماعي كوميدي من نوعية الحلقات المتصلة المنفصلة, وأجسد من خلاله شخصية شقيقة نونة المأذونة, وأتسبب لها في العديد من المشكلات, أجسد دور امرأة مطلقة, وتسعى للزواج من جديد, وهنا تستغل عمل شقيقتها كمأذونة في البحث عن عريس, وتورطها في المشكلات. أما في "عريس ديلفيري" فاجسد دور زوجة سابقة للفنان هاني رمزي, تزوج منها في فرنسا, وبعد مرور السنين تظهر مرة أخرى فتشكل عائقًا كبيرًا في حياته, وتتسبب له مشكلات كثيرة.
البعض قد يرى أن تقديم دورين في اطار من الكوميديا وخلال موسم واحد تكرار واستهلاك للفنان?
لا أعتقد ذلك, لأن كل منهما مختلف عن الآخر ففي "نونة المأذونة" أقدم كوميديا الموقف, بتجسيد شخصية مجنونة, كل هدفها الزواج, وشخصيتي في "عريس ديليفري" الى حد ما رومانسية, والكوميديا هنا تعتمد على دور هاني رمزي, فهو الذي يقع في المشكلات.
قلت أن "نونة المأذونة" من نوعية الحلقات المنفصلة المتصلة فهل معنى ذلك أننا سنشاهد كل يوم قصة مختلفة?
صحيح, فالعائلة ثابتة, وكل يوم سيكون قصة حدوتة مختلفة, نعيشها من خلال المأذونة وحكايات الزواج والطلاق, اضافة الى انه في كل حلقة تقريبًا ضيف شرف من كبار النجوم منهم الهام شاهين, أحمد السقا, خالد صالح, وايمي سمير غانم, وغيرهم.
ماذا عن مسلسل "البيت" ودورك فيه?
هو مسلسل اجتماعي, يناقش قضايا مختلفة, منها الفتنة الطائفية, والعلاقة بين المسيحيين والمسلمين, وأقدم من خلاله دور مسيحية تدعي "عايدة" ولها صديقة مسلمة تربت معها هي شادية, تجسدها حنان مطاوع, وتتم مناقشة المشكلة من خلال علاقة الفتاتين ببعضهما, حيث نشأتا في بيت واحد بمنطقة شبرا, ويتعرض المسلسل الى تلك القيم والمبادئ التي تحكم البيت, وتدعو للتماسك, فلا فرق بين مسلم ومسيحي, ما يمكنهم من التغلب على كافة المشكلات التي تواجههم.
هل العمل يلقي الضوء على الأحداث الأخيرة في مصر ويتعرض للفتنة الطائفية?
لم يناقش العمل الأحداث الأخيرة, لكنه قريب من الواقع ويناقش الفكرة دون الوقوف على حادث بعينه, وهو يعيد للأذهان كيف كان الشعب بطوائفه يتميز بالترابط في الماضي, فلا نسمع كلمة مسلم ومسيحي, أحداث العمل تبدأ مع الستينات, ويبرز قوة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وقتها, ثم تتصاعد الأحداث لتناقش كيف تدهورت الأحوال فيما بعد مع محاولات الفتنة بينهما, في أواخر التسعينات, وهي الفترة التي أخذت الأزمة فيها شكلا خطيرًا, وكادت تخرب "البيت" الذي نعني به مصر. والعمل يحمل الكثير من المعاني والرموز التي تدعو للتفكير وأرى أنه سيكون حالة مختلفة.
كيف تعاملت مع الشخصية المسيحية?
تعاملت من منطلق احساسي لأنني على أرض الواقع لدي أصدقاء مسيحيين, ولا اشعر بأي فرق بيننا, كما تربطنا علاقة محبة وود, ودائمًا أشاركهم أعيادهم, وهم كذلك.
أين أنت من السينما?
لست بعيدة عنها خاصة أنني دخلتها كبطلة, ولكن تجاربي بها معدودة, فقد قدمت نحو خمسة أفلام كان من بينهم فيلمان مع الفنان أحمد أدم, وفيلم "غاوي حب" مع محمد فؤاد, وكانت تجارب جيدة, وقد سعدت بها كثيرًا. وأشعر أن الأيام المقبلة في السينما ستكون الفرص أكبر, وأفضل لأن الأمر أصبح مفتوحًا أمام الجميع, وليس مغلقًا على نجوم بعينها, وسيساعد ذلك على تميز الكثير من الفنانين, وانتاج الأفلام التي تعتمد على البطولة الجماعية.
ــــــــــــــــــ
من
ايلاف