hekjni@g زائر
| | في مسألة الذات والهوية .. ؟ | |
في مسألة الذات والهوية ... ؟
إن تصاعد وتكاثر موجات الأسئلة المترادفة عن الذات و الهوية , لا تقود الباحث نحو الأمام بقدرما تشده نحو الوراء ليتعرف ويفهم بعد استطلاع وعلم ودراية ومعرفة كافية شاملة بالأسباب التي قادت إلى هذا السؤال القديم الجديد والملح في طبيعته عند الخاصة من المهتمين ...! وللإجابة على هذا السؤال يتطلب الإجابة عن جملة من الأمور منها طبيعة الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والثقافي منذ الاستقلال الموهوم قبل أكثر من نصف قرن وحتى اللحظة التي تستمر فيها بعض الأمور شبه المرضية ,الموروثة والمكتسبة وهي ذات مناشئ أيديولوجية مختلفة في معظمها,ومن أعراض هذه المرضيات تلاشي ضعف البعد الوطني وضعف الولاء للوطن في ساحة الحراك المتقدم ذكره , ليحل محله وبوضوح الولاء للدين والطائفة والمذهب والحزب والقبيلة والعشيرة والعرقية وصولاً إلى الأشخاص وهذا الأمر نلحظه على الساحة العربية عموماً بإيقاعات وسمات وأشكال متباينة الأهداف والوسائل والمناهج والثقافات, رافق ويرافق ذلك أمر خطير لم يميز أفراد المجتمع دينياً أو قومياً أو ثقافياً وغير ذلك وهو في تعاظم مستمر منذ عقود طويلة أسست السياسات الامبريالية النهبوية وطبيعة الأهداف والمهمات المرسومة للكيان الصهيوني في المنطقة عندما نتحدث في المساس بالهوية العربية بدءاً من دول الطوق المحيطة بهذا الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) حتى أقاصي المشرق والمغرب العربي, الأمر الذي وصل به الحال إلى تهديد حتى المنظومة الثقافية القيمية والأخلاقية الموروثة للنيل من حالة الولاء للأمة والوطن الأكبر بحيث يلعب الفقر والإفقار دوره الخطير في هذه المسألة دور البوتاسيوم في التفاعلات الكيماوية ,ليصير( المرء عبد حاجاته ) وولي من ينفي عنه الفقر وذل الحاجة والسؤال , وبالشعور أو اللاشعور, أو بحسن نية أو سوئها , وبقصد أو بغير قصد, تحت ضغط وإكراه الحاجات والفقر الذي قال فيه الإمام علي (ع) : ( الفقر مدهشة للعقل , منقصة للدين, داعية للمقت ) و ( كاد الفقر أن يكون كفراً ) و ( الفقر الموت الأكبر), ليغيب البعد الوطني والولاء له بعد أن تكون غابت ولاءات و أشياء لا تقل أهمية وخطورة عن غياب الولاء للوطن والانتماء له بصفته وكما قال القائد الراحل حافظ الأسد يوماً : ( الوطن هو المعشوق الأول , فلنحب وطننا كما نحب ذاتنا, لأن الوطن هو ذاتنا , ولا حياة إنسانية بدون وطن , ولا وجود إنساني بدون وطن ...! ) ولكن الأدهى والأنكى هو توجه الكثير من المجتمعات نحو السماء بحثاً عن خلاص عن مشاكلهم ومنغصات عيشهم ولعبت الجمعيات والتيارات والحركات والأحزاب الراديكالية والتنظيمات الدينية المتطرفة وغير المتطرفة من أصولية وسلفية وصوفية إلى اقتناص اللحظة لضم الكثير من الكثير من هؤلاء الباحثين عن الخلاص في السماء إلى أطرها و حظائرها وكونتوناتها الطائفية والمذهبية وما شابه / مستغلين سلبيات الأنظمة العسكريتارية والديكتاتورية وفعلاً ضمت الكثير إلى سراياها وكتائبها و فرقها وفيالقها من أولئك العاطلين عن العمل والأمل بفعل البطالة وضغط الحاجات في تلك المجتمعات وعجز الأنظمة الرسمية فيها والمعنيين في هذه الدول عن رسم وإيجاد حلول منتجة للتصدي لظاهرة البطالة والفقر والعجز وفشل السياسات الاقتصادية المتبعة في التصدي لجملة أمور وتحديات من أهمها البطالة فاقتصاد السوق الليبرالي المرتكز بشكل كبير على القطاع الخاص الذي وبطبيعته لا و لم ولن يشأ أن يعمل على هذا الأمر الذي لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد فمهمته وهمه الربح وليس غير الربح السريع والكبير بأقل التكاليف وأقصر الأزمان والواقع والتاريخ والأرقام تثبت ذلك إضافة لفشل الإجراءات الاقتصادية المتعاقبة في الدول التي شهدت وتشهد تحولاً وتحويلاً وانفتاحاً في سياستها وأنظمتها وقوانينها الاقتصادية وخصوصاً في العقد الأخير ,والتي أعلنت مبدية عجزها عن مواجهة ظاهرة هجرة العقول والخبرات ضحايا البطالة , أو مد يد العون إلى أفواج العاطلين عن العمل الذين يموتون غرقاً في البحار وعلى أعتاب وشواطئ الدول الأوروبية المتقدمة كموتهم جوعاً وذلاً في أوطانهم , رافق ويرافق ذلك تحديات داخلية وخارجية محدقة تتربص الدوائر بأمن وسلامة واستقرار هذه الأوطان والمجتمعات معاً ,الأمر الذي يبقى معه الحديث عن الهوية والذات والوطن ضرب من ضروب الترف الفكري والبطر الثقافي وبحث عن ضائع مفقود لا صورة ولا صفات تذكر له وتعرف في المكان والزمان , لتشابه الاتجاهات والحلول عندها وتساويها طالما فيها الخلاص المنشود , ولن يبقى عندها للهوية معنى أو طعم تحت ضغط ووطأة الحاجة للقمة العيش والمسكن والدواء والكساء ..........؟1
حكمت الجنيدي hekjni@gmail.com
عدل سابقا من قبل متابعات في 15.07.11 0:09 عدل 1 مرات (السبب : تنسيق) |
|