إن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة وإن الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي هو صراع وجودي بمعنى أنه لا يمكن قيام دولة فلسطينية في ظل وجود الاحتلال الصهيوني، لذا لا بد من تحرير فلسطين من الصهيونية ولقيام دولة فلسطينية لابد العمل من أجل تحقيق الهدف المرحلي المتمثل بعودة اللاجئين والهدف الاستراتيجي المتمثل بإزالة الاحتلال وتحرير كامل التراب الفلسطيني.
تحرير فلسطين ليس بالأمر السهل فهو يتطلب منا العمل جاهدين من أجل تحقيق مطلبنا العادل، فعلينا أن نعمل على استيعاب التاريخ والتراث العربي وتاريخ الشعوب الأخرى وتجاربها الثورية ودراسة الواقع بشكل عميق لنتمكن من رسم الإستراتيجية كما علينا أن ندقق ونتفحص جيدا الإطارات المكونة لقوى الثورة التي لابد من تتمتع بالحزم والثبات وطول النفس والقدرة على تحمل أعباء النضال، وعلينا أن نعمل قدر المستطاع للارتقاء بمستوى الوعي ولا ننسى أهمية التنظيم وكذلك العمل الجاد.
إن الشعب العربي الفلسطيني جزء لا يتجزأ من قوى التحرير الوطني الديمقراطي العربي وإن الكيان الصهيوني يشكل تهديدا مباشرا ومستمرا لأمتنا العربية وهو السبب الرئيسي لكل ما تعاني منه الأمة العربية من تمزق وفقر وتخلف واضطهاد ولنتخلص من كل مآسي الأمة العربية علينا التخلص من الصهيونية وأنجح الطرق لذلك هي الحرب الشعبية إن للحرب الشعبية خصائص وظروف خاص بها ولكن هناك قواسم مشتركة أيضا والتي يصاغ بناءا عليها الإستراتيجية العامة للثورة.
إن الثورة الفلسطينية هي أصعب وأطول الحروب التي قادتها الشعوب في التاريخ الحديث وهي أيضا أغناها تجربة فقد عانت الكثير من التآمر، لنكن دوما على يقين بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وأن مواصلة القتال ولا يمكن لنا أن ننكر أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك عدد قوي بالنسبة إلينا وكذلك جيش محترف مجهز ذو خبرة وإن سياسة هذا الاحتلال معتمدة على الهجوم السريع والفوز السريع وهو الأمر الذي يتطلب منا العمل بسياسة كسب الوقت لتفتيت قواه فقد أثبت التاريخ أن حرب المقاومة الطويلة الأجل تزيد العدو ضعفا وعلينا أيضا استغلال الوقت في تعبئة وتعزيز قوى المقاومة لإنهاك العدو وتحويل ضعفنا على قوة.
في تاريخ الثورة الفلسطينية كان لجبن الوجهاء الفلسطينيين وعدم قدرتهم على قيادة الجماهير في الصراع ضد الصهيونية والسياسة البريطانية عامل أساسي في إفلات زمام الأمور على سبيل المثال الحاج أمين ورفضه لعرض (شكيب وهاب) القائد الثوري السوري "بضرورة تنظيم عصابات للقيام بحملة ثورية يمكن أن تستمر لفترة لا تقل عن عام."فرد عليه الحاج أمين قائلا "أن ذلك لا يعتبر ضروريا في الوقت الحاضر"، وقد ثبت أن من يجرؤ على النضال ضد العدو الاستعماري المسلح ومن يجرؤ على شن حرب شعبية ضد الاستعمار والاضطهاد هو من سيجرؤ على إشعال الثورة وهذا ما يوضح الثوري الأصيل من الثوري المزيف.
إن هذا الإحباط في الساحة ليس وليد انتصارات عسكرية صهيونية ضد المقاومة بل هو من سبب الممارسات العربية ضد المقاومة، عند إشعال الثورة لا بد من التأكد من أنها يقظة وأنها قد جاءت في الوقت المناسب وهي على معرفة بحالة الجماهير وقد استغلت الفرصة المناسبة وتسير على مبدأ أن الكفاح المسلح هو المهمة الضرورية وأن الأمور السياسية هي مظهرية فقط وأن اتجاه النضال العسكري ببوصلته نحو النضال السياسي هو من أسوأ ما تعانيه حروب التحرير الشعبية.
لنجاح الثورة الفلسطينية لابد من استغلال حرب العصابات وعدم إهمالها والتي تقول بأن "الشعب الذي يقهره غيره لا يستحق الحياة"، وإن من أساسيات نجاح الثورة أيضا الحصول على المبادأة وتحقيق المفاجأة وقوة الحشد وخفة الحركة وبساطة المخطط لاستراتيجي والتعاون والتنسيق وتوحيد القيادة، إن من المهم للغاية استغلال الإضرابات وتحويلها إلى عصيان مدني ليصبح أكثر تصميما وقتال لا يعرف الخوف ولا الكلل.
لتحرير فلسطين علينا القتال بكل الطرق الممكنة لنبث الرعب بين قوات العدو و أفنائها كنسف الجسور الصالحة وتخريب الطرق وقطع أسلاك التلفونات العسكرية وحرق الغابات والمخازن لتحويل الأرض التي يحتلها العدو إلى جحيم لا يطاق فمضايقة العدو تؤدي إلى تقلصه فتجمعه فانسحابه، وعلينا التأكد دوما من أن معاقل الفدائيين ورجال المقاومة ومعسكراتهم أمنة ومريحة أم لا ولنذكر دوما انه ما ضاع حق ورائه مطالب وأن العدو هو العدو ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن الشعب قادر على انتزاع النصر عن هو أصر وأراد وأن هذا ليس من الأحلام بل على أرض الواقع.
بقلم: ريتا رضوان عيد