أجيران جيرون مالي مجير هاج العماد الأصفهاني الطرب لمّا رأى صلاح الدين يوسف بن أيوب يتجه نحو دمشق فلمّا وصل حمص قصده فيها وقد تسلّم قلعتها .قال العماد: وكنت نظمت قصيدة في الشوق إلى دمشق والتأسف عليها ثم جعلت مدح السلطان مخلصها وهي طويلة أولها: أجيران جيرون مالي مجيـر | | سوى عطفكم فاعدلوا أو فجوروا |
ومالـي سوى طيفكم زائـر | | فلا تمنعــوه إذا لم تــزوروا |
يـعز علــي بأن الفــؤاد | | لديكـم أسيــر وعنكم أسيــر |
وما كنت أعلم أنـي أعيـش | | بعد الأحبّــة إنــي صبــور |
وفت أدمعـي غير أن الكرى | | وقلبـي وصبـري كل غــدور |
إلى ناس باناس لـي صبـوة | | لها الوجـد داع وذكـرى مثيـر |
يزيـد اشتياقـي وينمـو كما | | يزيـد يزيـد وثـورا يثـــور |
من بردى برد قلبي المشـوق | | فــها أنا من حــرّه مستجـير |
وبالمرج مرجو عيشي الذي | | على ذكـره العذب عيشي مرير |
فقدتكـم فـفـقـدت الحـياة | | ويـوم اللـقاء يكـون النشـور |
تطاول لسؤلـي عند القصير | | فعن نيـله اليوم باعـي قصـير |
وكن لي بريدا بباب البريـد | | فأنت بأخـبار شوقــي خبـير |
متى تجـد الري بالقريـتين | | خوامـس أثر فيــها الهجــير |
ونحو الجليجل أزجي المطي | | لقد جـلّ هذا المـرام الخطـير |
ترانـي أنيـخ بأدنى ضمير | | مـطايا بـراها الوجا والضمـور |
وعـند القطيـفة المشتـهاة | | قطـوف بها للأمـاني سفــور |
ومنها بكـوري نحو القصير | | ومنـية عمـري ذاك البكــور |
ويا طيـب بشراي من جـلق | | إذا جاءنـي بالنجــاح البشـير |
ويستبشر الأصدقـاء الكـرام | | هـنالك بـي وتوفـى النــذور |
تـرى بالسلامـة يوما يكون | | بـباب السـلامة منـي عبـور |
الأصفهاني: عماد الدين محمد بن محمد بن حامد: (519/1125 ـ 597/1201): فقيه شافعي مؤرّخ، ولد بأصفهان ونشأ بها، قدم بغداد تفقّه بالنظاميّة على ابن الرزاز، أتقن الخلاف وفنون الأدب، ولّي النظر بالبصرة ثم بواسط لابن هبيرة، انتقل إلى دمشق سنة 562/1167 في عهد نور الدين زنكي، حضر مجلس أبي الفضل الشهرزوري، سيّره نور الدين إلى بغداد رسولاً أيام المستنجد، ولمّا عاد فوّض إليه التدريس بالمدرسة النوريّة، قصد صلاح الدين بالديار المصريّة، وأنشده المدائح وصار من جملة المعدودين عنده، صنّف: (خريدة القصر وجريدة العصر) في نحو عشر مجلّدات، وذيلاً على كتاب زينة الدهر هو (الفتح القسي في الفتح القدسي) في مجلّدين، و(البرق الشامي في سبع مجلّدات، وله ديوان شعر كبير في أربع مجلّدات، توفي بدمشق ودفن خارج باب النصر .
______________________________________________________
__(1) شذرات الذهب ج 4 ص 332 لابن العماد الحنبلي . (2) طبقات الشافعيّة ج 2 ص 354 للأسنوي. (3) وفيات الأعيان ج 2 ص 495 لابن خلّكان . (4) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ص 803 حاجي خليفة . (5) الروضتين في أخبار الدولتين ج 2 ص 371 عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي .