أنيسة درويش
ولدت الشاعرة أنيسة درويش في قرية - المالحة قضاء القدس - بفلسطين سنة 1940.
وقد صدر لها العديد من الدواوين الشعرية باللغة العربية الفصحى, ودواوين أخرى بالعامية.
يعتبر شعر أنيسة من الشعر الرقيق المعبر.. دواوينها الشعرية هي:
صفعات وقبل..
وأهون عليك, وقد صدر سنة1992.
ستر الليل, وقد صدر سنة1994.
الندى الجبلي يعرق 1995.
من منكم حبيبي 1996.
رقصة الجبل 1998.
رقصة الجليد 1999.
ومن دواوينها بالشعر النثري, أو الرسائل النثرية, واللغة العامية
أنيسيات
نومة على خد الشعر
من ملف رسائلي
تسابيح
تقول أنيسة درويش من قصيدة لها بعنوان (نار):
كنت أعلم أنك نار حارقة
قلت أتقي بدفئك شر البرد
وإذا لهيبك يحرقني
ويوقفني عن الحركة
وفى قصيدة لها بعنوان (لست أخي) تقول أنيسة:
كم مرة كنت معك
ووشوشت أصابعي أصابعك
وأرعشت رسائلي ما معك
تخشى شموخي أن يصد وأردعك
وتذوب كفي في يديك لأقنعك
أي ملك
قلها بربك كي أدوخ وأترعك
وأكون لك
لن أمنعك
ما كان لي
دوما كان القرار لك
نورت كل مواني
توهت أنت مواجعك
تقول أنيسة في قصيدة لها بعنوان (قرابين):
في الجب ضيعي الدليل
وأنت ظل المستحيل
تمد لي حبل الوريد, فأعتلي
خشب الصليب
وأنت مسمار الحديد
تدمي أصابعي مذبحي
من الوريد إلى الوريد
معظم قصائد (أنيسة درويش) وجدانية حتى لكأنها تنشغل بهموم قلبها أكثر مما تلتفت إلى هموم وطنها ومعاناة إخوتها ممن وقعوا تحت الاحتلال الصهيوني الذي يعد بحق أسوأ إرهاب عرفه التاريخ, ولا أدرى كيف تفعل أنيسة هذا ابنة الانتفاضة وكل شهيد يقع هو ابن عمها.. ودمه يرغل في دمها.. وفى قصيدة لها بعنوان (كبة) وأرى فيها ملمحا وطنيا تقول أنيسة:
هذه البلقيس تتعرى فوق خيال الماء
هذا الهدهد الذي ما جاء
في لمح النفاق هوت عصا سليمانهم
وكب النفيس..
وفى قصيدة لها بعنوان (صلاة) تقول أنيسة:
ماذا أقول
تخدرت كلماتي
واحمر من خجل
صمت
يضج بذاتي
إن كنت تسمع
ما يحول بخاطري
فاركع
وردد بالأناة
صلاتي
وفى مقطوعة (ضبابية) تقول أنيسة:
كم أحاول
أن أحس السم شهدا
في كؤوس من شراب
وأماني مروجا
في حقول من سراب
وأنا فرخ لبوم
تاه في عش الغراب..
وتقول في قصيدتها التي بعنوان (أجراس التيه):
هش ش ش
وغابت الكلمات
لم أنطق
وأجراس الهوى نقرع
لم أفزع
أنا في التيه
من سبقوا إلى محرابه ركع
ولم تنطق
صلواتنا تتلى من الأحداق
في أعماقنا.. تسمع
ولى في التيه برهاني
ألا فاخشع
ولم تنطق أنا السلوى وأنت المن
في صحرائه يزرع
تقول أنيسة درويش في قصيدة لها بعنوان (خوفو):
بخور في الأزمان يفوح
يصحو خوفو
هتك التحنيط
ضوءا والروح
يشق الرمل
ينقل أقدام الدن
خببا وتجول..
تتابع موسى والرحل
مسافة عمر
جسد يمطر
راعية خبأها دفتر
يقلبه الريح
حروف السطر تبوح
زهرا في السفح المقمر
سنابل يحصدها منجل
دك التابوت
هرم أكبر
وفى قصيدة لها بعنوان (فلسطين في القلب) تقول:
عد إلى الماضي تذكر
صبية في الحي تخطو
تمشى الهوينا
تتبختر
شعرها المحموم يلثم وجهها
تسقيه من خمر الخدود
يتخدر
ومن من غادة حسناء تجرأت
تنازعها عرش الجمال
أو في دروب العشق
تظهر
لم ندر إن كانت
تدور الشمس دورتها أم أنها من لحظها
تجرى إلى المغيب
تتعثر..
أما في نهاية القصيدة, فتقول:
تبقى على العهد
رغم المشيب
تأبى مع الأيام
تكبر
وفى قصيدة لها بعنوان (قد يعاد) تقول أنيسة:
يا سيدي.. أنا لا أعود إلى الرماد
لا أهاب الليل
جئت من عمق السواد
كنا صغارا ننمو على حلم
لنجمع الأيام في بحر وفى غاب
ورغم قطعان الذئاب
لم لا ينام الصحو منك على العذاب
لم لا تنسى المخالب في الحقيقة
وترى الذي أرى في ليل حلما قد يعاد؟
يا سيدي عذرا
كم كنت جاهلة
فالليل قبل أن يغشى رمادك
كحل القلب السواد