الحرية هي حق الإنسان في أن يفعل كل ما تسمح به الشرائع
مونتسكيو
روح الشرائع - مونتسكيو _ الترجمة الأصلية الكاملة في مجلدين
قد يضع العالم كتاباً واحداً في حياته، وقد يكتب ذات الكتاب عدة مرات، وهذا ما صنعه مونتسكيو في "روح الشرائع" الذي أخذ يفكر في موضوعه منذ شبابه فجمع مواده مع الزمن، وقابل بينها وبين الحقيقة في أثناء رحلاته، وهو لم ينقطع عن وضع هذا الأثر العظيم قاضياً وفيلسوفاً. وقد تم إعداد مونتسيكو لمواد "روح الشرائع" الغزيرة سنة 1744، حين انزوى في لابريد ليضع صيغته بلا انقطاع، فلما كانت سنة 1747 أمكنه أن يفكر في طبعه. وفي سنة 1748 طبع الكتاب في جنيف، وكان عنوانه في الطبعة الأولى "روح الشرائع، أو الصلة التي يجب أن تكون بين القوانين ونظام كل حكومة والطبائع والإقليم والديانة والتجارة إلخ". فأضاف المؤلف إلى ذلك: "مباحث جديدة عن القوانين الرومانية حول المواريث وعن القوانين الفرنسية والقوانين الإقطاعية"، وكتاب "روح الشرائع" مؤلف من واحد وثلاثين باباً موزعاً بين ستة أجزاء، فيشتمل الجزء الأول على ثمانية أبواب يعالج فيها أمر القوانين وأشكال الحكومة. ويشتمل الجزء الثاني على خمسة أبواب تعالج فيها التدابير العسكرية مع أمور الجباية. ويشتمل الجزء الثالث على ستة أبواب تعالج فيها الأوضاع والطبائع واتباعهما لأحوال الأقاليم. ويشتمل الجزء الرابع على أربعة أبواب تعالج فيها المسائل الاقتصادية. ويشتمل الجزء الخامس على ثلاثة أبواب تعالج فيها القوانين الرومانية والفرنسية والإقطاعية، ويعد البابان الأخيران من هذا الجزء ذيلاً للكتاب.
وقد اختلف في أي الموضوعات أهم من غيرها في الكتاب، فرأى بعضهم مباحث فصل السلطات ورأى آخرون مباحث تأثير الأقاليم ورأى فريق ثالث أمور الأديان ورأى فريق رابع مسائل الاقتصاد، فمع ما لكلٍ من هذه الموضوعات الأربعة من أهمية خاصة. يظهر أن هنالك شبه إجماع على كون مباحث فصل السلطات الثلاث، الاشتراعية والتنفيذية والقضائية، أهم ما في الكتاب لما كان لها من التأثير البعيد المدى.
وبالإجمال يمكن القول بأن كتاب "روح الشرائع" هو سفر مونتسكيو السياسي الرائع، ولم يؤلف في الغرب ما يفوقه، وهو "أعظم كتاب فرنسي في القرن الثامن عشر". فهو جامع لفلسفة الاشتراع وحكمة التاريخ والفقه الدستوري، وهو سفر تحليلي، وهو في موضوعه أكثر الكتب تأثيراً في الأزمنة التي جاءت بعده ولم يظهر مثل واضعه كاتب مثّل في التاريخ السياسي دوراً مهماً، فقد استوحته دساتير فرنسة منذ ذرّ قرن الثورة الفرنسية، وكان له الأثر البالغ في وضع دساتير العالم حتى يومنا هذا. ومن الواضح انتحال الدساتير الأمريكية لمبادئه في فصل السلطات على الخصوص، وكتاب "روح الشرائع" هو الأثر الذي عُدَّ به مونتسكيو واضع علم السياسة وعلم الاجتماع في الغرب
http://www.4shared.com/document/AGc4NfAr/__-_.html