للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلقراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي  610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5822 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 22 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 22 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    قراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي  Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     قراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    دعاء كام
    زائر
    Anonymous



    قراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي  Empty
    13062011
    مُساهمةقراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي

    تجليات المكان وجمال السرد
    قراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي
    كتبها
    حاتم عبد الهادي السيد
    رئيس رابطة الادباء العرب


    يحيلنا الروائى / أشرف نبوى فى روايته " باكوس " الى عبق الأسكندرية ، الى بحرها المتوسط الساحر ، والى عبق تاريخها ، وجماليات المكان المرتبطة بطيبة أهلها وبساطتهم ، وهو يتحّلقون حول مسجد "المرسى أبو العبا س" ، أو يتنزهون على الكورنيش ،، ويأكلون المحارات
    والترمس ، أو يتجمعون على المقاهى لسرد التفاصيل اليومية ، بلغة اسكندرية غاية فى الروعة والجمال والتى تشى بعبقرية المكان والانسان .
    هذا ويلعب المكان دور البطل فى) رواية باكوس (،ويتجلى ذلك – بداية – من العنوان ، ومنذ البداية يدخلنا الراوى الى تفاصيل الأحداث لنتشابك مع المكان بشخصياته وأحداثه وبتجلياته الشعبية وأناسه البسطاء ، حيث الصحبة الجميلة ، والنبش فى حكايات الماضى ، والتنزه على الكورنيش ، وفى سوق باكوس وأناسه الشعبيين الحالمين البسطاء. وأحسب أن / أشرف نبوى / الراوى قد أراد لنا أن ندخل
    الى أحداث الرواية مباشرة ، فى محاولة أولى منه لاشراك القارىء فى انتاجية الأحداث من خلال الواقعية السحرية ، أو السرد السيميائى الساحر الذى يحيلنا الى موضوعة الأحداث ، وتفاصيلها "الزمكانية" التى تتشابك فيه مدلولات المكان بالزمن حيث البحر والمقهى والسوق وحكايات السمر والذكريات مع : "مصطفى" و "كريم" ،بين "لوران" و"محطة فيكتوريا " ، أو عند شاطىء الحسناوات على الكورنيش الذى كان كريم يطرب لرؤية بنات الأسكندرية بالمايوهات وبالبنطلون الجينز ، والبلوزة الصارخة الأنوثة ، وبالضحكة السكندرية الصافية ، الا أن اتصال " راشد " – أو المعلم - راشد غنام –- بمصطفى عن طريق الهاتف ، قد أحال مسيرة السرد الى جهة مغايرة ومكان مختلف أيضاً .هذا ونلحظ الدقة لدى الكاتب فى وصف الشخصية وعلاقاتها بالآخرين ، كما نلحظ سلاسة الوصف وفطريته أيضاً ، وهذه الجمالية والبراعة نجعلنا ندلل الى انسيابية السرد ، مع جمالية الموضوع ، خاصة اذا كان الحديث يتعلق بفترة الشباب، وذكريات الحب القديم ،والصحبجية ، يقول :
    راشد غنام صديق عمر لمصطفي ، فقد تقابلا للمرة الأولي في المدرسة الثانوية ، أعجب مصطفي بأخلاق وشهامة ابن البلد التي كان يتمتع بها راشد ، أما راشد غنام فقد كان بقلبه طاقة حب كبير لكل من حوله وكان يبعثر مشاعره علي الجميع وكثيرا ً ما كانت تلك المزية توقعه في مشاكل خاصة مع الجنس الناعم ، لكنه لم يتوقف يوما ً عن حبه للجميع حتي بعد ان توفي والده ووجد نفسه يغير طريقه من
    الأدب والصحافة إلى الصناعة والأعمال ، ظل راشد بنفس القلب الشفيف والنظرة الباسمة والتي اكتست بخبرة السنين وقسوة الأيام فزادتها جمالا ً وعمقا ً ، لذا ورغم سفر مصطفي وانشغال راشد بأعماله وتوسيع تجارته ومصنعه إلا ان الصلة بينهما لم تنقطع يوماً ، وكأنا حريصين كلاهما علي اللقاء كلما سنحت فرصة بعودة مصطفي من غربته في إجازة ، وكانت دوم ا ً لقائتهما تجمع بعض أصدقاء الماضي ، ويتخللها الكثير من الحكاياوالذكريات ، وأخبار أصدقائهما التي كان يعرف معظمها راشد بحكم تواجده وصلاته وعلاقاته .
    ولنا بداية أن نعّلق لتد خل الراوى العليم وتسيير الأحداث لوجهات متغايرة ، فالراوى يوجه الحدث هنا
    وليست الأحداث تتداعى تلقائياً ، وهذه أسلوبية تشاركية من الراوى – ربما لاشراك القارىء أيضاً ، الا أنها تشاركية تفيد فى الاختصار فى التمهيد لماهية العلاقة بين المعلم راشد وصديقه مصطفى ، وربما تجىء الجمل الحوارية بعد ذلك لتضيف بعداً حميمياً للسرد لسد الفجوة بين القارىء والمتلقى ، ولاقحام القارىء عنوة فى الدخول الى الأحداث ليعيش مع أبطال المجموعة فى قلب الحدث ، وفى هذا حنكة كاتب حصيف ، وبراعة سارد ، وراوى عليم ، بماهية الذات التشاركية للكاتب والقارىء معاً .
    يبدأ السارد بالحكى بين مصطفى الذى غاب عن الأسكندرية بسبب ظروف عمله بالخليج العربى ، فنراه
    شغوفاً لمعرفة تفاصيل وأخبار الأصدقاء والجميلات ، ويبدأ المعلم راشد فى اخباره عنهم وتتوالى الحكايات وتتنامى معها هارمونية السرد الي أفق واقعى مجتمعى ، لحياة هؤلاء البسطاء ولن نقول الهامشيين بالطبع ، يقول :
    بقي مصطفي يسرد أخبار الغربة وراشد ينفث دخان الشيشة ويهز رأسه مبستما ، وكلما لاح في ذهن مصطفي اسماً من أسماء اصدقاء الماضي كان يسأل عنه راشد بشغف ، وراشد يستفيض في سرد ما يعرفه من تفاصيل ، وهو منتشياً بأنه الوحيد الذي بيده الخيوط جميعها ، أما مصطفي فقد كان يشعر بهذا ويفهمه جيد ا ً لذا لم يترك شخصاً ممن كان تربطه به معرفه أوصداقه إلا وسأل عنه ،
    وقد كانت ابتسامه راشد وبشاشته تشجعه أكثر وأكثر، فاستجمع مصطفي شجاعته وسأله عن سميه فأخذ راشد نفساً عميقاً قبل أن يعتدل في جلسته وينظر لعيني مصطفي ثم يساله : انت لسه بتحبها يا درش ؟ لكن مصطفي وبدلاً من أن يجيبه نظر إلى الأفق بعيداً وسرح بخياله ، بحكمة وطولة بال أولاد البلد انتظره راشد قلي ً لا ثم نقر باصبعه فوق الطاولة ، فانتبه مصطفي واجابه بصوت خفيض ما كاد راشد يسمعه : لا أدري لكني أجدني دوما ً مشدودا ً لمعرفة أخبارها أولاً بأول ، رد راشد :
    أصدقك القول أنا لم أسمع عنها منذ ما يقرب من سنة ،وآخر أخبارها انها رزقت بطفل من زوجها بعد سنوات من الحرمان ، وقد صادفتهما في أحد الاسواق ، ابتسمت لى ولم تسلم علي ، أما زوجها فهو جلف وأظنها خافت من وقوعها في مشكلة أو جدل معه ، المهم اني مضيت في طريقي ،وبعدها سمعت من رفيق ة عمرها ناديه انها بعد زواجها تعيش حياة هادئ ة ومستقرة ، لكنها غير سعيدة ، لم يفوت مصطفي الفر صة فسأله عن ناد ية وكيف حالها هي وزوجها ، فاستطرد راشد : لا يختلف الأمر كثيرا ً فهي بعد فراقها هي ونادر تزوجت بصديق عمره وقد لمناها جميعا علي ذلك ولكنها كانت معاندة وأظنك تعرف قصتها ،وهي تعيش الآن في ملل حياة من لا بديل لديه الا هذا الزواج التعس ، ثم أكمل هل تذكر سامية فقلت: ومن ينسي قصتها هي وفؤاد ؟ فقال : ولكنك لا تعرف ما حدث لهما بعد زواجهما باربع سنوات هذا وتتنامى مسيرة السرد من خلال الحوار الحميم فتظهر قصة عواطف ، ونادية ، وسامية ، وفكرى الجزار وغيرها من الحكايات ، وكل ذلك يأتى من مشهدية لجلوس فى المقهى الذى يمثل واحة متسعة لاجترار البوح والذكريات .
    هذا وتتوالى الحكايات فى متوالية سردية أشبع بعقد منتضم فى تسلسلل متتابع ومهارة مبدع ، فها هو كريم وزوجته شربات التى يحاول اخوتها اكل نصيبها فى الميراث لطمعهم ، بينما نشاهد مصطفى تعاوده الذكريات وتتوالى عليه فيهم أن يلاحق فتاة البحر أو فتاة الليل التى خرجت من البحر نصف عارية بالمايوه ، الا أنه يتذكر أيامه الأولى فلم يرتكب معصية مع انه عرف الكثير من البنات ، ولم يشرب الحشيش الا مرة واحدة كذلك ، الا أن احاديث المعلم راشد قد جعلته لا يركن الى الراحة فنراه يهم بشراء أحد المحلات فى سوق باكوس فيذهب لكريم وتقابله شربات زوجته بترحاب ، ويخرج الصديقان الى احداث جديدة فى سوق باكوس حيث الطبقات الاجتماعية من الجزارين والبقالين وباعة الخضار واسلوب السوق الشعبى ولغته الدافئة الالغازية وقصص كثيرة تحدث مع هؤلاء البسطاء هناك .
    هذا وتبدأ تفاصيل الرواية فى الفصل الثانى بأحداث جديدة تغير مسيرة السرد وتدخلنا الى الحكاية الرئيسة حيث يشترى مصطفى محلا ويصفى أعماله فى الخارج ويلتقى بجارته مرام فى البوتيك تلك البنت المكافحة الرائعة الجمال ونلحظ تعلق مصطفى بها وتعلقها به كذلك بعد رفضها لكثير من الخطاب الذين أغراهم جمالها ، الا أن رحلتها للكفاح لم تترك لها مساحة للرومانسية والحب ، الا أن ظهور مصطفى قد بدأ يعيد لها ذلك الشعور المفتقد .ويشرع الكاتب فى سرد تفاصيل السوق كاملة مع المعلم صالح عنتر الجزار ، ومرام صاحبة بوتيك الملابس المجاور ، وغيرها من الشخصيات الثرية التى يحفل بها السوق ( سوق باكوس ) ، وربما كان سفره الى الخليج قد أفقده الكثير من ملامح عشقه للحياة الشعبية ، لذا نراه يحاول أن يستعيد ذلك بتصفية حساباته فى الخارج وشراء محل فى سوق باكوس والتعرف الى الشخصيات الشعبية ،
    يقول : كان مصطفي دوماً يشعر براحة حين يتمشي في سوق باكوس وهو يتذكر أيام طفولته ووالدته تأخذه معها كلما ذهبت للتسوق ، يتذكر محطة الترام المواجهة لسوق السمك ، وبائعات الخضرة اللواتي كن يحضرن من ريف " أبيس" القريبة من الأسكندرية ويفترشن الرصيف لبيع ما لديهن من خضرة طازجة ، يتذكر زحمة السوق ورائحة عرق البسطاء المختلطه بصياح البائعين في مناداتهم الصارخة ومحاولاتهم البائسة في جذب الزبائن ،
    كم اشتاق مصطفي لرائحه الكعك الساخن الذي يخبز في زاوية شارع السوق الرئيسي ليوزع علي البائعين السريحه لبيعه علي شاطيء البحر للسهاري والعاشقين ،وإلى كوب من عصير القصب الذي كان يتزاحم عليه البسطاء ليروي عطشهم واطفاء لهيب الحر ، انتبه مصطفي إلى أنه أمام محل العصير ، تنهد وهو يمد يده ليشرب كوب العصير الذي وجده أمامه بعدما دفع ثمنه ، شعر بسعادة وطعم العصير في فمه يعود به من جديد لأيام شبابه ، وتذكر كيف كان يصر علي شرب عصير القصب ، ويرفض تناول عصير المانجو الذي كانت تفضله معظم البنات اللواتي خرجن معه ، كانت أصوات الباعة مع أصوات أبواق السيارات تمثل سيمفونية جميلة تعيده إلى الجذور وتزرعه من جديد في أرض الوطن بعدما اقتلعته الغربة بقسوتها ، أما هذا الكرنفال اللوني المتمثل في الوان ملابس البائعين والبائعات والمتسوقين فكان في عينيه أجمل من أفضل لوحات متاحف العالم التي زارها أو قرأ عنها ، لم يكن يضاهي هذا الجمال الذي ينبض حياة في عين مصطفي أي جمال آخر الا جمال بحر الأسكندريه الذي كان يعشقه صيفاً وشتاء . انها تجليات المكان الساحر والتى جعلته يترك المال والحياة الرغيدة ليعود الى حيث الصدق والحب ، الى الفطرة والبساطة فى عالم نقى ، حالم بسيط ، الا أنه عالم مكتنز بتفاصيل وحكايات وذكريات ، أى انه العودة للتاريخ ، للمكان ، كى لا تضيع الهوية ويذوب فى العالم المتشعب ، المتسع الغريب عن بيئته وسلوكياته ، وعن عادات وتقاليد أهله الذين ترعرع فى وسطهم ، فغدا المكان هو الحنين والذكرى التى تشده الى الأسكندرية . انه الوطن الذى كان يتوق اليه ، حتى مع مباريات كرة القدم للمنتخب القومى التى يشاهدها ، لأنها تنمى لديه الحس الوطنى كذلك .
    هذا وتظهر بعض الشخصيات الفرعية كشخصية طلعت وزوجته سمرة ابنة خالة مصطفى وكريم واخت شربات كذلك شخصية صباح التى دخل زوجها حامد السجن وترك لها طفلين لتربيهما ، كما يعرض لدور شكرى الجزار ذلك الصديق القديم لمصطفى والمعلم راشد والذى بدأ تفاصيل ظهوره جلية بدعوة مصطفى لمرام التى يود خطبتها لتناول الطعام فى مطعمه الفاخر ، كما يظهر موت طلعت من جراء شرب الحشيش وجلسات أصدقاء السوء ، وهكذا تظهر شخصيات وتختفى دون أن تكون لها تأثيرات جوهرية فى مسيرة السرد ، لكنها تكشف عن جوانب عديدة وتضىء بعض الأنحاء والجوانب الانسانية ويظهر ذلك من سلوك " شربات " زوجة كريم ، وهى تناول صباح وسمرة بعض النقود ، كما يقدم لهما مصطفى بعض مساعدة لأطفال أبناء ابنة خالته ،وهكذا تكشف تفاصيل السرد عن بعد انسانى للشخصيات ويظهر ذلك فى
    موت طلعت . كما تظهر شخصيات ثانوية جديدة لتؤدى دوراً تكميلياً أو تشاركياً لتجسيد الأحداث ولربما
    لتأكيد الواقعية وزخم السرد مثل شخصية : رفعت السبعاوى ومسعود عبدالحميد ، وجمال ومنال ومحيى
    وغيرهم .وتبدأ الرواية فى التع ّ قد بوفاة طلعت وتحمل مصطفى لمسئوليات كثيرة ، ويتدخل شكرى الجزار ليصبح واحداً من العائلة ، وتتأجل خطبة مصطفى لمرام ، ويبدأ مصطفى فى تجهيزات ديكورات المحل لعمل " سيبر" – محل للكمبيوتر - بينما يقرأ الفاتحة مع أم مرام ، ويبدأ فى اعداد شقة الزوجية بعد أن يسافر لتصفية أعماله فى الخليج ، كذلك وتتوالى الأحداث فيسافر ، ويخرج حامد من السجن ، ويطلب شكرى الجزار يد سمره ، ويتم افتتاح السيبر بع ودة مصطفى ، وتظهر عواطف حبيبته الأولى التى تصر على مقابلته وهكذا تتوالى الأحداث فى تتابع درامى ممتد الى أن يستقر فى النهاية ليتزوج بعد أن هدأت هذه الأحداث والمشاكل وكان من حقه أن يستمتع قليلا بسعادة مع حبيبته مرام :
    حين أغلق باب الغرفة ما كانت تتصور للحظة الذي حدث بينهما ، فهي ورغم كل شيء لم يمر بخاطرها انها ستسلم جسدها له في لحظات وترتمي بين أحضانه وهي تقبله قبلة حا رة ، هي نفسها لم تصدق وهي تعيش أجمل لحظة انتظرتها طويلا ، لكن الحدث كان أكبر والشعور الذي شملها كان أعمق من أي احساس بخجل أو رفض أنثوي كان يعانق دلالا ً في احيان كثيرة ، حين وجدت نفسها بين يديه وعينيه تكاد تخترق جسدها ، لملمت خجلها وطوحته بيديها في ركن الغرفة وبدت بجسدها المرمري أمامه كحلم اغريقي تجسد في بهاء، أغمضت عينيها وهو يقترب منها في هدوء ،تركت نفسها كريشة في يد عازف ، يفعل بها ما يشاء ، كانت تنتظر بشغف تلك المعزوفه التي طالما حلما بعزفها، كان شوقه الجارف لمرام وحبه الذي تنامي بسرعة حتي ملك عليه نفسه يحركانه فامطتي معها سحب المتعة وأمضي معها أجمل اللحظات ، ثم احتضنها برقه وهو يقبل غرتها ويحيطها بذراعيه قبل أن يغيبا في سبات عميق .
    هذا وتتغاير تفاصيل الرواية فنشاهد الكاتب وهو يوجه انتقاداته للمجتمع من خلال ظلم رجال الداخلية وقتلهم لجمال الذى يعمل فى " السيبر " بعد تلفيق تهمة تعاطى مخدرات له، وكأنه يجسد الحادثة الشهيرة لابن الأسكندرية الذى قتل قريباً بنفس الطريقة ، وهو بهذا يؤرخ للحدث الآنى منتقداً الظلم الاجتماعى من جهة ، ومؤكداً على واقعية أحداثه واستلهام شخوصه وأحداث .
    روايته من الواقع المعيش ، يقول : حين عاد مصطفي كان الحزن بادياً عليه ، استقبلته مرام بلهفة وهي تسأله مجدداً فدمعت عيناه وهو يقول لقد قتلوه ، قتلوا جمال يا مرام ، فشهقت وهي تدق صدرها
    بيدها وتسأل : من هم الذين قتلوه ؟ فنظر مصطفي الي الأرض وهو يقول الظلمة ، زبانية الداخلية ، وليتهم اكتفوا بهذا بل انهم يتهمونه بأنه مدمن وان ادمانه هو الذي قتله بعد أن حاول مقاومه رجالهم ، وهذا ما لم يحدث بشهادة الشهود ، دمعت عين مرام وشعرت بغصة في حلقها ، بقي مصطفي أياما لا يستطيع أن يذهب الي السايبر وظل متابعاً لقضية جمال ، وقد شعر ببعض الارتياح حين وجد علي النت من ينتصر لجمال.
    هذا وتتوالى مسيرة السرد لذكر الحياتى واليومى وأدق التفاصيل ، ومع اسهاب الوصف الا أنه جاء قوياً غير مترهل ، بل يتتابع هارمونى السرد لديه بتصاعد الأحداث وتفاقم المشاكل ، الا أن الكاتب كان معنى بسرد تفاصيل المكان لتتسق تفاصيله مع الأحداث ليقدم لنا "حى باكوس" وناسه وأهله وعادات أهل الأسكندرية الطيبين ولهجتهم ، من خلال قصة مصطفى ومرام وأصدقائه وأقاربه. انها حياة مكان وشخصيات وعوالم سكندرية فى بحرى ، استطاع الروائى / أشرف نبوى أن بجسدها بصورة أكثر اشراقاً وسموقاً فجاء سرده متماسكاً ليس به ترهل ، بل وجدنا اكتنازاً فى الوصف مع عمق فى التصوير وجودة فى احكام لغته ، أو لعبته السردية التى انتضمت فيها حبات عقد السرد لتشكل قلادة ذهبية ، أو ياقوتة جميلة ، ليضعها على جيد الحسناء باكوس كما وضعها مصطفى على رقبة مرام الصارخة الجمال .ان / أشرف نبوى يكشف عن كاتب مثير للجدل بتفاصيله المتداخلة وبكثرة شخصيات الرواية التى قد تجعل الأمر يختلط على القارىء لأن ذلك قد استدعى منه وصف أحداث ومواقف كثيرة ، متداخلة ومتعرجة من خلال الشخصيات الفرعية ، الا أن هارمونى السرد بدا متيناً وهو يسير فى طريقه الخطى ليرتفع بنا الى ذروة الاثارة بمجىء النهاية المفتوحة للرواية .. والتى تجعلنا نؤكد على أنه قد أراد وصف ، أو اقتطاع جزء من مسيرة حياة في زمان ومكان محدد – الزمان الآنى – ليحيلنا الى الأسكندرية ،إلى باكوس ، الى ذلك العالم الشعبى الرصين ، بسرد مكتنز غاية فى الروعة والتصوير والسهولة والسلاسة التى تنم عن كاتب يعرف تفاصيل السرد ، ويحاول أن يتميز ، وأن تكون له بصمته الخاصة ، كما كان كان هنا مميزاً فى روايته باكوس الرائعة. اننا نثمن تجربة الكاتب ، ونشد على يديه مؤكدين أننا أمام مبدع يعد بالكثير ، وهو يحدد منذ البداية فرادته وتميزه ، اذ المحلية دليل العالميه ، فاذا كان نجيب محفوظ ، واحسان عبدالقدوس ، ومحمد جبريل ، وبعض الكتاب الآخرين قد بد ا المكان فى رواياتهم بطلا يجسد الأحداث ، فان الروائى الرائع الجميل / أشرف نبوى –فيما أحسب – قد استطاع أن ينحى شكلا جديداً ، باشراكه القارىء فى الأحداث من خلال سيميائية السرد ، وروعة الوصف وسهولته وفطريته وسلاسته وطزاجته أيضاً ، كما استطاع أن يظهر لنا الهامشيين فى المجتمع السكندرى ، بل وكل الطوائف الاجتماعية الا أن المكان هو البطل الذى تتمحور عنه كل الموضوعات ، وتسقط لديه كل الأيديولوجيات لنقف عند روائى أراه مجدداً وان اعتمد على مسيرة التراث السردى أيضاً ، الا أن جماليات السرد تبدت فى عفويته ، وعدم التكلف الذى جعلنا نتدافع مع روايته حتى آخر سطر فيها. يبقى / أشرف نبوى يجدل للذات والمكان تفاصيله ،ويعكس لنا آلام وآمال الواقع الذى يرصده ، كما يقتطع لنا مساحة من عمر الزمان ليسجل تاريخ المكان لباكوس للأسكندرية الرائعة بأحيائها الشعبية وبشاطىء بحرها الساحر، وجمال بناتها وهن يخرجن من البحرد يزغردن مع الشمس المشرقة للكون والعالم والحياة.



    عدل سابقا من قبل متابعات في 14.06.11 14:27 عدل 1 مرات (السبب : تحرير)
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    قراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي :: تعاليق

    لا يوجد حالياً أي تعليق
     

    قراءه في رواية باكوس للروائي المصري أشرف نبوي

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: @ مقالات و أقــلام حـــرة ..أضف مقالك هنا ..شارك بقلمك-
    انتقل الى: