في اليوم العلمي الثاني عشر لمركز اللغات في العاصمة الأردنية عمان ضمن فعاليات اليوم العلمي الثاني عشر لمركز اللغات في العاصمة الأردنيّة عمان استضاف المركز ندوة عن أدب المرأة في الأردن, وقد شاركت الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان في النّدوة عبر الحديث عن تجربتها الإبداعيّة في الكتابة،وقالت في معرض تقديمها لشهادتها الإبداعيّة :"أعتقد أنّه من المتوقّع أنّني سوف أقدّم ورقة تقليديّة على شاكلة تلك الأوراق التقليديّة الكلاسيكيّة التي يقدّمها الأدباء تحت بند شهادة إبداعيّة يتكلّمون فيها عن تجاربهم الإبداعيّة في الكتابة في ضوء بعض المعطيات الحياتيّة والمعيشيّة والنّفسيّة،ويبدأون فيها بعبارة:وُلدت في العام الفلاني...،وينتهون بعبارة :وهاأنذا الآن بينكم...ولكن لأنّني مولعة بالخروج عن الشّكل التقليديّ الرّتيب لأنّ في هندستي الوراثيّة خطأ جيني فادح يتمثّل في النّزوع إلى عدم النّزوع،ولأنّ في نفس يعقوب ما فيها ،فاسمحوا لي أن بأخرج عن متوقعكم لحجة مقدّسة في رأيي،وهي وجود الكثير من تلاميذي في هذه القاعة،ولهذا السّبب تفصيل وتسويغ أجمله في تلك الحرب التّدافعيّة التي أستمتع بها في كلّ فصل مع طلبتي،فيكرهونني ابتداء بسببها،ثم يكتشفون أنّهم خسروا جولة إستراتيجيّة في معركة الحبّ،وأنّ
عليهم أن يحبونني كما أحببتهم دائماً وأبداً،فكما تعلمون جميعاً إنّ هناك مفردةً إجباريّةً من مفردات مادة مهارات الاتصال تتلخّص في بند التحدّث الفرديّ،وقد جنحتُ منذ فصول عدّة إلى أن أجعل عنوان هذا التحدّث هو من أنتَ أو من أنتِ؟ لقناعتي الرّاسخة بأنّ معرفة الذّات وتلمّس جغرافيتها،والنّزول عند منابعها هو أجمل سياحة،وأجدى رحيل،وأقدس صلاة،ولكم أن تتخيّلوا كم تقودنا هذه السّياحة إلى تواصل وتحاب وتقارب فضلاً عن تجاذب وتفاعل؛ لأنّ العرى البشريّة تتوثّق عندما نقف عند ملامح ذوات الآخرين في أقرب صورها.
لن أطيل عليكم في تفصيل هذا الإستراتيجيّة،ولكنّني أقول لكم إنّ خلاصة الأمر أجملها في أنّ السّحر في كلّ نهاية فصل ينقلب على السّاحر،ويسألني طلبتي بحسّهم الفضوليّ والنقّدي النّافر بعد فصل كامل من استفزاز كوامن صمتهم: من أنتِ؟ فأقول لهم: احدسوا. فأصمت ويصمتون،فلا أعرف ما حدسوا،ولا يعرفون من صمت خلف صمتي.هذا الفصل ألحّ طلبتي عليّ بسؤالهم الوليد بين التمنّي وسلطة المعاملة بالمثل،وكان عليّ أن أقول لهم من أنا.والآن سأقول لهم من أنا،وعليهم أن يفكّروا مليّاً أيّ علامة أستحقّ على تحدّثي بين أياديهم هذا المساء.
طلبتي الأحبّة الذين أجدّد معرفتي لذاتي في كلّ فصل عبر ترنيمة الحياة التي يعزفونها على وتر قلبي المسكون بالنّاس وبحكاياهم،لن أحدّثكم عن تفاصيل معلوماتيّة سيريّة تستطيعون أن تجدوها في كلّ مكان عنّي إن أردتم ذلك،ولن أحدّثكم عنّي من زوايا تعرفونها عني أكثر من غيركم بحكم اقترابكم مني حدّ التّخوم بحكم دراسة فصل أو أكثر معي،ولكنّني سأحدّثكم من المنطق الذي أجيده في هذا الحياة،وهو منطق القصّة،فأنا لا أفهم الوجود إلاّ بهذه الطّريقة،دون قصّة أنا بلا لغة أو طريقة أو تاريخ أو مستقبل أو أداة أو حجة أو مهارة،لكم أن تلخّّصوني- إن شئتم- في عبارة المرأة الحكاية،وأفضل طريقة لأحدثكم عن الحكاية هي أن أحكي لكم عن سناء الإنسانة والمبدعة- أن كنتُ مبدعةً- بمنطق الحكاية،من منطلق أنّ أفضل طريقة لتعليم صنع الحلوى هو صنع الحلوى".
وقد قدّمت الشعلان تجربتها الإبداعيّة الخاصة عبر لوحات حكائية أسمتها " تقاسيم". ومن أجواء هذه اللوحات السّرديّة قالت الشعلان:" الطّفلة الصّغيرة تحقّق كلّ ما تحلم به بمنطق الحكاية،فتهب وتحرم وتنتقم وتعشق وتبكي وتضحك وتنسى وتتذكر وتمرض وتشفى وتزور وتهجر بمنطق القصة،حتى أنّها تنتقم بالقصة؛فالذين تكرههم تحيك لهم حكايا شريّرة،والذين تحبّهم تصنع لهم حكايات ذات تغريبات هلاليّة وقصائد طلليّة". كما عرضت الشعلان على الجمهور في نهاية مشاركتها فيلم بانورامي عن تجربتها الإنسانيّة والإبداعيّة.
وقد قدّم الرّوائي الأردنيّ هاشم غرايبة الشعلان كما أدار النّدوة حول أدب المرأة في الأردن.وقال إنّ الشعلان من رموز الأدب النسويّ في الأردن،وهي على الرّغم من حداثة سنّها قد استطاعت أن تكون ذات حضور كبير ومؤثر في الإبداع الأردني،فضلاً عن إصدارها الكثير من المنجزات القصصية والنقدية والروائية والمسرحية وفوزها بأكثر من 47 جائزة عالمية عربية ومحليّة.
وقد قرأ د.محمد شريدة في الندوة قصيدة عن رؤيته للمرأة،في حين استعرض د.أسامة شهاب في ورقة عمل متخصّصة ستة نماذج روائيّة متخصصة من التجارب النسائية الأردنيّة الرّائدة،وفي الختام تحدّث الأستاذ الأكاديمي تيسير أبو عودة عن التجربة الروائية عند الأديبة الأردنية فادية الفقير.