هذه السنه تختلف عن السنين السابقه ببزوغ أمل جديد على الأمه العربيه و على الشعب الفلسطيني الذي تحتضنه هذه الأمه و ذلك بانطلاق الثورات الشعبيه في جميع أنحاء العالم العربي مطالبة بالحريه و الديمقراطيه و إنهاء حكم الفرد و طائفته و بطانته و وضع السلطه في يد الشعب. هذا هو التطور الذي كنا نرجوه منذ زمن بعيد أو على الأقل إصلاحات بهذا الإتجاه و لكن الشعب لا يرضى بأنصاف الحلول بل يريد تغييرا جذريا. و بهذه الجراءه المدهشه للجميع قال الشعب كلمة الحق بدون مراوغه أو مجامله و بهذا عبّر عن أصالته و تصميمه على أخذ زمام الأمور بيده و الرجوع إلى المربع الأول مربع الكرامه و تقرير المصير. و إذا كان الشعب العربي في مطلع هذا العام قد حدّد و رسم معايير تاريخيه جديده فهي تنطبق أيضا على فلسطين, و هي في الواقع ليست جديده بل كانت متلطّخه بالتبعيه و الخنوع و الخيانه. فمتى إعترف الشعب الفلسطيني و الآباء و الأجداد بشيئ إسمه إسرائيل و قد رفضوا قرار التقسيم الغاشم عن حق و نرفضه اليوم أيضا . فمن له الحق بأن يعطي أرضنا لشعب دخيل غريب و يخرجنا بعد ذلك منها ؟ و إذا كان حلم اليهودي هو الرجوع إلى أرض ديانته و أنبيائه عن دوافع دينيه فلماذا يحتاج إلى دوله و يسلحها ب 200 قنبله ذريّه ؟ و أين تنتهي حدوده على أي حال ؟ الفرات و النيل ؟ إنها معركة الإراده بيننا و بينهم و قد حققت كسبا كبيرا بالثورات الشعبيه و التي نريد أن ندعمها و نعلي بنيانها فهي مستقبل و مصلحة كل عربي و الأجيال القادمه أيضا في عام النكبه 63 نتذكر و نعمّق في القلوب فلسطين الآباء و الأجداد و نعلن عن إرادتنا بأنها لنا و لا نرواغ أو ننتقي الكلمات حتى تسوغ لمسامع بعض الآخرين و نكون بصراحة الشعب الذي لم يقل صلّح أو عدّل أو إرحم بل قالها مدويّة : إرحل !و إنّا على العهد لمقيمون
*
ثلاثة وستون عاماً مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بقيام كيان "إسرائيل" على أرضه، وخروجه من دياره؛ ليعيش نكبات أصعب وأقسى في بلاد الشتات واللجوء. أجراس النكبة تدق في قلوبنا وأذهاننا، والفلسطينيون يحصون ما تعرضوا له من نكبات وعذابات، ويحلمون بوطن حر، ولكننا نعيش نكبة توازي بجراحها خروجنا من أرضنا.. نكبة الالتفاف على الحق الفلسطيني والتنكر له، ونكبة تهجيره مرة أخرى من بلاد اللجوء العربي إلى منافي الدول الأجنبية.
منذ تاريخ النكبة.. والفلسطينيون يشقون فجر الحرية بحنين اللاجئ، ومن زواريب مخيماتهم، يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة الـ 63 بإصرار يكبر يوماً بعد يوم على العودة، وانتفاضة تقلب الموازين، وتعيد فلسطين والفلسطينيين إلى ديارهم.
*
ثلاث وستون عاماً مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بقيام كيان إسرائيل عام 1948 على أراضيه. راسمةً صورة معاناة الفلسطينيين التي تشكل حالة الشتات في المخيمات داخل وخارج فلسطين أهم ملامحها..
إذ تهل هذه الذكرى اليوم لتشكل مناسبة للتذكر وإحصاء وإضافة النكبات الجديدة إلى السجل الفلسطيني الزاخر والحافل بهذه النكبات .. كنا نتمنى أن تحل هذه الذكرة 63 للنكبة وقد زالت آثارها وانعكاساتها عن الشعب الفلسطيني وقد تحققت احلامه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس..لكننا ومع الأسف نعيش نكبة جديدة بكل ترتيباتها وكواليسها ...نكبة الالتفاف على الحق الفلسطيني والتنكر له ...نكبة الاستمرار في احتلال الارض ومصادرتها ..نكبة حصار أطفال غزة وحرمانهم من أدنى سبل العيش الكريم ...نكبة الانقسام الفلسطيني الداخلي وما اضاف ذلك من نكبة ومأساة جديدة إلى التاريخ الفلسطيني.
نعم، لقد شهدت سنوات ما بعد النكبة ذكريات مريرة و أياماً مؤلمة و تواريخ مكتوبة بالدم القاني حول عشرات المجازر التي أزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين من كفر قاسم و دير ياسين و قبيا و حتى مجزرة جنين والشجاعية التي من الممكن أن لا تكون الأخيرة .
اليوم وأجراس ذكرى نكبة فلسطين تدق أبواب ذاكرتنا، لازال الشعب الفلسطيني يعيش واقعا مختلفاً وحقائق تملأ هذه الذاكرة، فمنذ تاريخ النكبة وهذا الشعب يمضي نحو فجر الحرية والاستقلال ولكن هذا الفجر لم يطلع بعد لا بل أن اقامة الدولة المستقلة تبدو اليوم أبعد من اي وقت مضى وتبتعد اكثر مع كل اشراقة شمس جديدة. وثمة حقيقة أن غالبية أبناء الجيل الأول من تعرضوا للتهجير أصبح معظمهم موتى والأحياء من هؤلاء المهجرين لا زالوا عالقين على حدود الوطن وهم يحتفظون بمفتاح بيت وارض وقصص وحكايات يحيون ذكرى النكبة بالدموع والحنين إلى العودة، يتأملون التاريخ المليء بالمأسي، فيهم جزء من حنين اللاجئ وبكاء الطفل ونواح الثكالى !وهذه حقيقة لا يمكن لأي كان تجاهلها!
ولأجل هذه الحقائق فإنه في ذكرى النكبة لا بد من تسليط الضوء على حقيقة إسرائيل وعنصريتها، أن يتم التعريف بمعاناة الفلسطينين بالداخل، والحصار الظالم المفروض عليه..لتشكل هذه الذكرى مناسبة للتذكير –إن نفعت الذكرى- بالكشف عن المخاطر التي يتعرَّض لها المسجد الأقصى.. قبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبيهم عليه الصلاة والسلام.
تمر ذكرى النكبة اليوم وهي ما زالت حية راسخة في عقول وقلوب أصحابها ، لم يطويها النسيان ولم تنهيها المؤامرات والمشاريع التصفوية ..عزاؤنا الوحيد أن نكبة فلسطين اليوم تعيش في قلوب ما يقارب من ثمانية مليون فلسطيني في الوطن والشتات، فذكرى النكبة تمر اليوم و الشعب الفلسطيني مقسم بحكم الواقع إلى ثلاثة أجزاء، فمنه من يعيش على أرضه منذ عام 1948(عام النكبة) ومنهم من يعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة ومنهم من شرد إلى الشتات ( الدول العربية المجاورة ودول العالم المختلفة ) ولكل جزء من هذا الشعب مشاكله ومعاناته في ظل احتلال مستمر وتوسع استيطاني في الضفة الغربية وحصار مفروض على قطاع غزة اعتقالات يومية وتضييق على هذا الشعب في جميع جوانب الحياة مما يجعل حياته شبه مستحيلة أمام لذا علينا كفلسطينيين أن نجعل من ذكرى النكبة نقطة التحول نحو صياغة أسس الوحدة الوطنية بين جميع الفرقاء ..يجب ان نجعل من هذه الذكرى يوماً نتذكر فيه مأساة شعب لا زال يعاني ونتذكر أننا نعيش مخاطر نكبة لا بل نكبات جديدة تلازمنا وتخيفنا! فهل نحن فاعلون؟!
نارغريت