رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) -
اختتم مهرجان (رام الله للرقص المعاصر) فعاليات دورته السادسة مساء يوم الخميس بالعرض البريطاني (الطريق العمودي) بمشاركة ثمانية راقصين من فرقة ( اكرم خان) على خشبة مسرح (قصر رام الله الثقافي) بحضور ما يزيد على 800 شخص.
وأوضحت نشرة وزعت قبل العرض ان "الطريق العمودي هو احدث عمل جماعي معاصر لاكرم خان مستلهم من التقليد الصوفي والشاعر والفيلسوف الفارسي جلال الدين الرومي بمشاركة فريق من افضل المؤدين من مصر والجزائر واسبانيا وسلوفاكيا وكوريا وتايوان واليونان... يصبح الطريق العمودي تأملا في رحلة الانعتاق من جاذبية الارض نحو نعمة السماء."
وقال خان البنغالي الاصل المولد في بريطانيا في حوار مع الجمهور بعد العرض الذي استمر سبعين دقيقة "أتاح لنا تعدد ثقافات المشاركين في العرض الى عكس هذا التعدد فيه عند الحديث عن الموت والحياة والايمان لقد كان هناك سبعة راقصين على المنصة اضافة الى قائد العرض وهذا الرقم له دلالته في الديانات السماوية التي رمزنا لها بالالواح الخشبية الصغيرة السبعة."
يبدأ العرض بظهور شخص يرقص خلف شاشة كبيرة تتيح للجمهور ان يرى ظله ليظهر بعد ذلك على الجهة الاخرى من الشاشة سبعة راقصين في حالة سكون تمام لينتقل الشخص من وراء الشاشة اليهم وعندما يلمس اي واحد فيه يحركه كما يشاء لينتفض بعد ذلك الجميع ويشاهد الجمهور الغبار يتطاير عن ملابسهم في حركات قوية على وقع موسيقى صاخبة يبرز فيها صوت الايقاع حتى الوصول الى الذروة وبعد ذلك السكون قبل العودة الى الرقص مرة اخرى.
ويرى خان الذي تعلم الرقص في معهد هندي كلاسيكي ان الرقص يشبه طقوس دخول المعبد كما قال وان هذه الحالة المتمثلة في بذل كل الطاقة التي في الجسد تمثل الفلسفة "انك حتى تعيد ملء شيء من جديد فانك بحاجة الى افراغه من محتواه وكذلك الطاقة التي في الجسد فهي بحاجة الى افراغ من اجل تجديدها." ويشتمل العرض على لقطات من الحب والبحث عن الذات والصراع بين الموت والحياة.
ويظهر العرض الذي يشتمل في احد مقاطعه على رقصات تشبه حركة الدراويش انتقال الحياة من شخص لاخر وتبادل التحكم في الحركة قبل ان ينتقل الراقصون الى خلف الشاشة ليظهر ظلهم فيما يكون قائد العرض على الجهة المقابلة يحاول متابعة حركاتهم ويساعد ظل الضوء المستخدم في تكبير انعكاس احجامهم ويقول خان ان الوجود خلف الشاشة يعني الحياة الاخرى.
وقال الراقص المصري صلاح البروجي الشخصية الرئيسية في العرض لرويترز "أنا في الواقع اسعى للتصوف على خطى والدي والشخصية الرئيسية التي اقدمها في العرض هي شخصية المسافر التي تمثل كل الناس الابيض والاسود الجنة والنار رحلة بحث في الذكريات ما قبل وبعد بين السماء والارض واصوات الموسيقى التي تسمع يمكن كل مشاهد من ان يتخيل الى ماذا ترمز. قد اراها انا خفقات قلبي وقد يراها شخص اخر غير ذلك."
وقال الراقص الجزائري احمد خميس الذي انضم الى فرقة (اكرم خان) منذ عامين مما مكنه من القدوم الى فلسطين "أنا سعيد جدا بوجودي هنا للمشاركة في فعاليات مهرجان رام الله للرقص المعاصر. لقد حاولت خلال السنوات الماضية ان ات الى فلسطين دون جدوى ولكن انضمامي الى فرقة اكرم خان العالمية اتاح لي هذه الفرصة الكبيرة."
وبدا جمهور العرض سعيدا جدا بهذا العرض من خلال المداخلات التي قدمت خلال حلقة النقاش التي شهدتها القاعة وقالت سيدة كانت تجلس في الصفوف الامامية "لم اسمع بالفرقة من قبل بالرغم انهم يقولون انها فرقة عالمية انني سعيدة جدا بحضوري هذا العرض الذي يعكس في كثير من جوانبه اشياء كثيرة في داخلنا."
وامتدت فعاليات مهرجان (رام الله للرقص المعاصر) في دورته السادسة على مدار ثلاثة اسابيع بمشاركة فرق محلية وعربية واجنبية قدمت عروضها في القدس ورام الله وبيت لحم.
وقال خالد عليان مدير المهرجان "تمكننا من تنفيذ كافة فعاليات المهرجان اضافة الى تمكننا من اطلاع اعضاء الفرقة المشاركة من الدول العربية والاجنبية على واقع الشعب الفلسطيني ومعاناته عندما تنقلوا بين المدن خلال تقديمهم العروض وبالتاكيد سينقلون ما شاهدوه الى بلادهم."
واضاف "استطاع المهرجان خلال السنوات الماضية تحقيق سمعة دولية طيبة وفي كل عام تزداد الطلبات من الفرق التي تريد المشاركة معنا ونعد جمهورنا ان تكون معنا في العام القادم فرق جديدة من دول اخرى لبتعرف شعبنا الفلسطيني على ثقافات هذه الدول.
علي صوافطة