طالب أعضاء في الكونغرس الأميركي إدارة الرئيس باراك أوباما بوقف المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية بعد اتفاق المصالحة الذي وقع مساء الأربعاء بين حركتيّ فتح وحماس في القاهرة.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي إيلينا روس ليتينين أصدرت بياناً قالت فيه إن "الاتفاق بين فتح وحماس يعني أن منظمة إرهابية أجنبية دعت إلى تدمير إسرائيل ستصبح جزءً من حكومة السلطة الفلسطينية، ولا يجب أن تستخدم أموال دافعي الضرائب الأميركيين لدعم أولئك الذي يهددون أمن الولايات المتحدة ومصالحنا وحليفنا الأساسي، إسرائيل".
واعتبرت روس ليتينين أنه بموجب القانون الأميركي لا يمكن لحكومة هجينة من حماس وفتح أن تتلقى أموال من دافعي الضرائب الأميركيين لأن القانون ينص على أن تعترف السلطة الفلسطينية بحق الدولة اليهودية بالوجود، "ولذلك، وبغية تطبيق القوانين المرعية، يتعين على الولايات المتحدة أن توقف المساعدات المقدمة إلى السلطة الفلسطينية".
وقالت إن حكومة الرئيس محمود عباس من خلال شراكتها مع حماس "أظهرت مجدداً أنها ليست شريكاً في السلام".
كما انتقد غاري أكارمن، النائب الديمقراطي الأعلى مستوى في اللجنة الفرعية في مجلس النواب حول الشرق الأوسط وجنوب آسيا اتفاق المصالحة، وقال إن الولايات المتحدة "ستضطر بموجب القانون والأخلاق وقف أي مساعدة قد تصل إلى يديّ أو سيطرة أو السيطرة الجزئية لأي شخص يتبع أو يعمل لصالح منظمة إرهابية كحماس".
واعتبر أن اتفاق المصالحة الذي لا يتضمن أن تعترف حماس بحق إسرائيل بالوجود أو وقف العنف "وصفة للفشل ممتزجة مع العنف وتؤدي إلى كارثة".
من جهتها، حذرت النائب الديمقراطية الأعلى في اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية في مجلس النواب أنه في حال لم تقبل حماس مبادئ اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط والتي تقضي برفض العنف والاعتراف بإسرائيل "سيعتبر تشكيل حكومة وحدة مع فتح ضربة قاضية لعملية السلام"، وستقوض المساعدات الأميركية.
ليبرمان يهدد بتدابير انتقامية بعد اتفاق فتح وحماس
وهدد وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان الخميس باللجوء إلى "ترسانة كبيرة من الاجراءات" الانتقامية ضد السلطة الفلسطينية اثر ابرام اتفاق الاربعاء بين حركتي فتح وحماس.
وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي "تم مع هذا الاتفاق تخطي خط أحمر (..) نملك ترسانة كبيرة من الإجراءات مثل إلغاء وضع الشخصية الهامة لأبو مازن (محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية) وسلام فياض (رئيس الوزراء الفلسطيني) ما سيمنعهما من التحرك بحرية" في الضفة الغربية.
وأضاف "يمكننا أيضا تجميد تحويل الضرائب المقتطعة في إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية".
وكانت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس اتفقتا بعد اجتماع الأربعاء في القاهرة على تشكيل حكومة انتقالية بهدف تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في غضون عام، وذلك بعد اكثر من عام ونصف العام من المباحثات العقيمة.
نتنياهو: على السلطة الاختيار بين السلام مع إسرائيل أو حماس
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب مساء الأربعاء على توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس بالقول إن على السلطة الفلسطينية الاختيار بين السلام مع إسرائيل أو حماس.
وقال نتنياهو في بيان نُشر على موقع رئيس الوزراء الإسرائيلي الالكتروني إن "على السلطة الفلسطينية الاختيار إما السلام مع إسرائيل أو مع حماس ولا يمكن السلام مع كليهما لأن حماس تطمح إلى القضاء على دولة إسرائيل وتقول ذلك علنا".
وأضاف نتنياهو إن "حماس تطلق الصواريخ على مدننا وقذائف مضادة للمدرعات على أولادنا وأعتقد أن مجرد فكرة المصالحة تظهر ضعف السلطة الفلسطينية وتثير تساؤلات حول ما إذا كانت حماس ستسيطر على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مثلما سيطرت على غزة".
وتابع "آمل أن يكون اختيار السلطة الفلسطينية صحيحا وأن تختار السلام مع إسرائيل والخيار بيدها".
يشار إلى ان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار أعلن في وقت سابق اتفاق حركته مع حركة فتح على القضايا العالقة بين الجانبين في ملف المصالحة برعاية مصرية، وقال إن التوقيع على اتفاق المصالحة سيتم الأسبوع المقبل.
(وكالات)