غزة – الخيمة :
عمت الاراضي الفلسطينية اليوم أجواء من الفرح والارتياح بعد إعلان حركتي فتح وحماس في بيان رسمي الاتفاق على حسم القضايا الخلافية بينهما وإنهاء الانقسام.
وكانت كلا من حركتي فتح وحماس وقعتا بالأحرف الأولى بالعاصمة المصرية مساء الاربعاء السابع والعشرين من إبريل الجاري اتفاق مصالحة بعد أن تم حسم القضايا الخلافية بين الطرفين كالحكومة الانتقالية والانتخابات واللجنة الأمنية العليا، الامر الذي فاجأ حكومة الاحتلال وكان ردها على الفور، بالقول إن على عباس الاختيار بين السلام معها وبين السلام مع حماس.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: "السلطة لديها اختيار إسرائيل أو حماس". وأضاف نتنياهو في تصريحات متلفزة بعد علان المصالحة : إن الاتفاق الذي وقع اليوم بين حركتي حماس وفتح في القاهرة "هو اتفاق حاسم لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والتوحد حتى تدمير إسرائيل"، على حد قوله.
ووصف نتنياهو استعداد سلطة فتح للتصالح مع حركة حماس بـ"نقطة الضعف"، وقال "على السلطة أن تقرر إما أن تهتم في السلام أو تشكل حكومة وحدة مع حماس".
بدورها رحبت العديد من الفصائل والفعاليات الفلسطينية الشعبية والرسمية في قطاع غزة والضفة الغربية بقرار توقيع الاتفاق ، مع تمنيات بأن يكون هذا الاتفاق حقيقي بين الحركتين.
فقد أعلنت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عن ترحيبها باتفاق حركتي فتح وحماس على التوصل لتشكيل حكومة موحدة وتحديد موعد لإجراء الانتخابات.
وقال الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة ان هذا الاعلان يمثل تتويجا لجهود المصالحة التي سارت بوتيرة متسارعة طوال الاسابيع الماضية ويمثل استجابة لمطالب الشعب الفلسطيني ومصلحته الوطنية كما يمثل انتصارا لمطالب شعبنا لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية.
واكد البرغوثي في تصريحات صحفية على ضرورة بذل كل جهد ممكن لإنجاح الاتفاق ووضعه موضع التنفيذ الفوري فيما سيؤدي الى حوار ووفاق وطني. وعبر عن شكره وتقديره لجمهورية مصر العربية وشعبها على ما قدموه ويقدموه لإنجاح الوحدة الوطنية والمصالحة وقضية الشعب الفلسطيني.
من جانبها عبرت لجنة المتابعة التي تشكلت عن مجموعة الحقوقيين والقانونيين الذين تقدموا برؤية قانونية من اجل إنهاء الانقسام عن ترحيبهم بالإعلان عن توصل حركتي فتح وحماس الى اتفاق مصالحة ، مؤكدة تقديرها لجهود جمهورية مصر العربية التي تكللت بالنجاح في التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق المصالحة.
وأعلن الاتحاد العام للهيئات الشبابية في قطاع غزة عن دعمه ومباركته للاتفاق , مؤكداً أن هذا الاتفاق بادرة أمل نحو تحقيق مصالحة فلسطينية شاملة تنهي عهدا من الانقسام والتشرذم الذي جلب الويلات على الشعب الفلسطيني على مدار أعوام عدة.
وشدد الاتحاد أن الجهود الشبابية التي خرجت لإنهاء الانقسام أتت أكلها، وأثمرت في كسر الجمود بين الحركتين، وأن الشباب يدعمون لجهود المصالحة.
ودعا الاتحاد في بيان له الفصائل الفلسطينية إلى الاستمرار في مسار المصالحة حتى النهاية، وتغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية دائما، موجهاً الدعوة إلى كافة الهيئات الشبابية إلى التلاحم والتوحد، والوقوف خلف الفصائل الفلسطينية كي تصل للهدف المنشود.
من جهته أكد الدكتور عبد العزيز الشقاقي رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في أن الاتفاق أرضية جيدة لإنهاء باقي القضايا الخلافية بين حركتي فتح وحماس.
وطالب الشقاقي من كافة الأطراف الفلسطينية تعزيز روح المصالحة الوطنية وتسخير وسائل الإعلام لخدمة تحقيق الوحدة الوطنية، وأضاف: "أن الشارع الفلسطيني أرسل رسائل واضحة لطرفي الانقسام لمطالبتهم بالوحدة الوطنية، ونأمل أن يكون هذا الاتفاق استجابة لمطالب القواعد الشعبية والجماهيرية".
وبارك الشقاقي الجهود المصرية التي بذلت في هذا الإطار، وقال: "ان الرعاية المصرية الكريمة للحوار عامل مهم في تحقيق المصالحة، وقد لعبت القاهرة دوراً كبيراً وايجابياً من أجل إنهاء حالة الانقسام الداخلي".
وينتظر الفلسطينيون في قطاع غزة بترقب الخطوات العملية لإعلان المصالحة وإنهاء القضايا الخلافية التي علقت بين حركتي فتح وحماس منذ ما يزيد عن أربعة أعوام.
فيما أعرب المواطنون في شوارع غزة عن فرحتهم وسعادتهم بهذا الاتفاق مؤكدين في الوقت نفسه على انهم متشوقون لسماع هذا الخبر منذ فترة لأن الانقسام شوه سمعة شعبنا في الخارج وأثر على العلاقات الاجتماعية بين الشعب"، مشددين على أن الشارع الفلسطيني قال كلمته من قبل في أن المصالحة واجب وطني واخلاقي وديني.