للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: رسالة السلطان الفاتح إلى شريف مكة 26.03.11 19:15 | |
| رسالة السلطان الفاتح إلى شريف مكة
(قد أرسلها إلية عن طريق سلطان مصر)
"الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أدام الله علو المقر الكريم السيدى السندى الشريفى الأشرفي الأكرمي الأعلمى الأروعي النظامي الأمامي الهمامي الأوحدي الأمجدي العالمى العاملى الأعظمى الأولوى الأعلوى العلوى المشيدى المؤيدى النصيرى الظهيرى الطاهرى معلى قواعد الموسم والحرمين حامى مشاهد البقاع الشريفة والمروتين مؤسس مواسم العظمة والجلال مؤكد معاقد المقاصد والأمال مطلع لوامع العز والتمكين مظهر مآثر الملك والدين فلذة أكباد الرسول زبده أحفاد البتول أمير المسلمين وولى المؤمنين خلاصة أولاد شفيع المذنبين وهو السيد الشريف والقرم المنيف سلطان بيت الله _تعالى _شرفه الله وحواليه علاء الدولة والملة والدين السيد الأحسنى العجلاني الحسني زاد الله _تعالى_سعادته وأدام سيادته ولاخلا فى دولة لاينهدم دارها ونعمة لا ينفصم آثارها ولازالت أسباب مودته ومحبته مؤكدة وعقود موالاته وهمته منظمة منضده مدى الدهور والأعوام بحرمة سيد الأولين والآخرين وآله وصحبة أجمعين الطيبين الطاهرين عليه أفضل الصلاة والسلام ,وبعد فقد أرسلنا هذا الكتاب مبشراَ بما رزق الله لنا في هذه السنة من الفتوح التي لأعين رأت ولا أذن سمعت وهى تسخير البلدة المشهورة بقسطنطينية الملاصقة بمرج البحرين وفى مقابلتها مدينة أخرى موسومة بغلطة وفى جانبها الشرقي بلدة أخرى معلمة باسكدار . أما الأولى فكأنها ثعبان له سبع رؤوس من قللها المشتهرة وتلك القلل سبع رواسي شامخات حصينة رفيعة مهيأة بأمر الله _عـــــز وجـــل _لمقر الخلافة الإسلامية ومرزوقة لنا بتقدير الحكم السبحانية ولا شك أنها سلطان البلاد والأخريان من جنبيها يميناَ وشمالا كخادمين في طرفي السلطان فلما توجهنا وعزمنا عليها هجم علينا الكفار المملوءة فيها خارجا وداخلا وحاربوا معنا فقلم المحاربة بيننا وبينهم قريب شهرين بعد إبائهم عن إعطاء الجزية الشرعية ثم عجزوا عن القتال وهربوا من الجدال فازدحم أهل الإسلام وجاهد كل من المجاهدين عن البر والبحر حق الجهاد فقربوا من السور وصعد جم كثير من الكماه الموحدين فوق منافذ جدرانها المندرسة من المنجنيق والعرادة فدخلوا في نفس هذه البلدة المتبركة المنورة بقدوم الموحدين بالتكبير والتهليل يـوم الثلثاء والعشرين من شهر جمادى الأولى فقطع في مبدأ الأول رأس هذه الملاعين أعنى التكفور اللعين أو لحق بجهنم مع سائر المقتولين من المشركين فخربوا دورهم وكسروا صلبانهم وأغاروا على خزانيهم وأموالهم وأسروا ذرا ريهم وصبيانهم وجعلوا معابدهم القسيسية مساجد الأمة المحمدية وجمع الملة الأحمدية وطهر تلك المواقع عن الأرجاس الرهبانية والأنجاس النصرانية)فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين(وأما بقية السيوف فعفونا عنهم وقطعنا عليهم الجزية السنوية سعيا لبيت المال فلما تشرف مناب الخطب بشرف ألقابنا العلية الباهرة وتزين وجوه الدراهم والدنانير المسكوكة بزينة أسمائنا الجلية الطاهرة جهزنا إلى خدمتكم الشريفة فخر المقربين وزين حجاج الحرمين خواجة حاجى محمد الزيتوني حفظه الله في الذهاب الإياب ورزقه الوصول والمعاودة بالخير والصواب لتبليغ الرسالة وترسيل البشارة ,فالمأمول من مقر عزكم الشريف أن يبشش بقدوم هذه المسرة العظمى والموهبة الكبرى مع سكان الحرمين الشريفين و العلماء والسادات والمهتدين والزهاد والعباد الصالحين والمشايخ الأمجاد الواصلين والأئمة الأخيار المتقين والصغار والكبار أجمعين المتمسكين بأذيال سرادقات بيت الله الحرام التي كالعروة الوثقى لا انفصام لها, والمشرفين بزمزم والمقام والمعتكفين في قرب جوار رسول الله r داعين لدوام دولتنا في العرفات متضرعين من الله نصرتنا أفاض الله علينا بركاتهم ورفع درجاتهم بالنبي النبيه آله وذويه وبعثنا مع ا لمشار إلية هدية لكم خاصة ألفى فلورى من الذهب الخالص التام الوزن والعيار المأخوذ من تلك الغنيمة وسبعة الآف فلورى أخرى للفقراء منها ألفان للسادات والنقباء والإلف للخدام المخصوصة بالحرمين الباقي للمتمكنين المحتاجين في مكة المعظمة والمدينة المكرمة زادهما الله شرفا , فالمرجو منكم التقسيم بينهم بمقتضى احتياجهم وفقرهم وإشعار كيفية السير إلينا وتحصيل الدعاء منهم لنا دائما باللطف والإحسان أن شاء الله _تعالى _والله يحفظكم ويبقيكم با لسعادة الأبدية والسيادة السرمدية إلى يوم الدين آمين يأرب العالمين,وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وصحبة أجمعين.(1)
| |
|