للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين 26.03.11 19:11 | |
| أثر فتح القسطنطينية
سقطت القسطنطينية في يد العثمانيين وتحقق النصر للسلطان العثماني محمد الثاني,ودخل المدينة من باب القديس رومانوس.(1) كان سقوطها أهم أحداث القرن الخامس عشر الميلادي,بل ويعتبر ذلك الحدث,نهاية العصور الوسطى في أوروبا,وبدية للعصر الحديث.والقسطنيطينية كانت عاصمة الدولة البيزنطية.(2)لقد تأثر الغرب النصراني بنبأ هذا الفتح، وانتاب النصارى شعور بالفزع والألم والخزي ، وتجسم لهم خطر جيوش الإسلام القادمة من اسطنبول ، وبذل الشعراء والأدباء ما في وسعهم لتأجيج نار الحقد وبراكين الغضب في نفوس النصارى ضد المسلمين ، وعقد الأمراء والملوك اجتماعات طويلة ومستمرة وتنادى النصارى إلى نبذ الخلافات والحزازات وكان البابا نيقولا الخامس أشد الناس تأثراً بنبأ سقوط القسطنطينية، وعمل جهده وصرف وقته في توحيد الدول الايطالية وتشجيعها على قتال المسلمين، وترأس مؤتمراً عقد في روما أعلنت فيه الدول المشتركة عن عزمها على التعاون فيما بينها وتوجيه جميع جهودها وقوتها ضد العدو المشترك. وأوشك هذا الحلف أن يتم إلا أن الموت عاجل البابا بسبب الصدمة العنيفة الناشئة عن سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين والتي تسببت في همه وحزنه فمات كمداً في 25 مارس سنة 1455م.(3)
حاول البابا بيوس الثاني دفع السلطان العثماني إلى اعتناق المسيحية.وكان البابا ساذجاً إلى درجة انه اعتقد انه يمكنه تحويل السلطان من عقيدة التوحيد المحمدية إلى العقيدة المسيحية بمجرد دعوة السلطان ذلك.ألا أن تلك المحاول انتهت بموت زعمها الباب.(4)
إما أثار هذه الفتح على العالم الإسلامي عم الفرح والابتهاج قي ربوع آسيا وافريقا لهذه الفتح الإسلامي العظيم الذي حقيق حلو المسلمين.أرسل محمد حكام البلاد الإسلام يخبرهم نبأ هذه الفتح حتى هلل المسلمون ,وكبروا وأذيعت البشائر من منابر المساجد وأقيمت صلوات الشكر وزينت المنازل والدكاكين والحوانيت وعلقت على الجدران والحوئط الإعلام والاقمشه المزركشة بألوانها المختلفة.(5)
يقول ابن إياس صاحب كتاب بدائع الزهور في هذه الواقعة : فلما بلغ ذلك ، ووصل وفد الفاتح، دقت البشائر بالقلعة، ونودي في القاهرة بالزينة، ثم أن السلطان عين برسباي أمير آخور ثاني رسولاً الى ابن عثمان يهنئه بهذا الفتح.
وندع المؤرخ أبا المحاسن بن تغري بردي يصف شعور الناس وحالهم في القاهرة عندما وصل إليها وفد الفاتح ومعهم الهدايا وأسيران من عظماء الروم، قال : قلت ولله الحمد والمنة على هذا الفتح العظيم وجاء القاصد المذكور ومعه أسيران من عظماء اسطنبول وطلع بهما إلى السلطان سلطان مصر أينال وهما من أهل القسطنطينية وهي الكنيسة العظيمة باسطنبول فسر السلطان والناس قاطبة بهذا الفتح العظيم ودقت البشائر لذلك وزينت القاهرة بسبب ذلك أياماً ثم طلع القاصد المذكور وبين يديه الأسيران الى القلعة في يوم الاثنين خامس وعشرين شوال بعد أن اجتار القاصد المذكور ورفقته بشوارع القاهرة. وقد احتفلت الناس بزينة الحوانيت والأماكن وأمعنوا في ذلك إلى الغاية وعمل السلطان الخدمة بالحوش السلطاني من قلعة الجبل.
وهذا الذي ذكره ابن تغري بردي من وصف احتفال الناس وأفراحهم في القاهرة بفتح القسطنطينية ما هو إلا صورة لنظائر لها قامت في البلاد الإسلامية الأخرى. وقد بعث السلطان محمد الفاتح برسائل الفتح إلى سلطان مصر وشاه إيران وشريف مكة وأمير القرمان، كما بعث بمثل هذه الرسائل إلى الأمراء المسيحيين المجاورين له في المورة والأفلاق والمجر والبوسنة وصربيا وألبانيا والى جميع أطراف مملكته.(6)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php
(2) محمد كمال الدسوق,الدولة العثمانية والمسالة الشرقية,مرجع سابق, ص 33
(3) علي محمد الصلابي, , تاريخ الدولة العثمانية أسباب النهوض وأسباب السقوط ,مرجع سابق,ص 146
(4) محمود السيد,تاريخ الدولة العثمانية وحضارتها,(أسكندرية,مؤسسه شباب الجامعه,1999م),ص ص 63ـ46
(5)محمد سالم الرشيد,محمد الفاتح,,مرجع سابق,ص139/140
(6) علي محمد الصلابي, , تاريخ الدولة العثمانية أسباب النهوض وأسباب السقوط,,مرجع سابق,ص ص148ـ149 | |
|