للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلقراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    5811 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 52 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 52 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    قراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     قراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    للنشر
    الإدارة
    للنشر


    المشاركات : 3446
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    قراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض Empty
    مُساهمةموضوع: قراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض   قراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض Icon_minitime09.03.11 0:09



    قراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض Thumbnail.php?file=samar_cover_211009071





    أوجاع الذات وموسيقا التثوير والتجديد
    تبدو الدلالة الشعريّة لدى السورية / سمر محفوض ، مغايرة تماماً منذ الوهلة الأولى ، ونحن نقرأ ديوانها ( كمحيط خصبة زرقاء ) ، وتتجلى المفارقة فى الديوان المدهش والباعث للشجن ، والذى تبدو فيه متألمة الى أبعد الحدود ، فالخصب يستتبعه اخضرار ، وليس اللون الأزرق الذى يدللّ الى المرار والتخالفية ، ولكن أى محيط تتغيّاه تلك الشاعرة ، وأى نبت خصيب هذا الذى تنشده ؟! .
    ان الالغاز المفارق يحيلنا منذ البداية الى توقعات مثيرة ، تستدعى من القارىء فك هذه الشيفرة الخاصة ، الغامضة ، والملتبسة ، والمحيّرة فى آن . ويجىء الاهداء دالاً ، أو يعد "عتبة ثانية" لفك شيفرة الالغاز ، تقول :
    إلى حوار لم ينته)
    إلى آخرين أتقنوا انسانية كاملة ..
    وإلى من خذلني ). ... كليّاً
    انها شاعرة تعيد رتق أوجاع قلبها لتتماس مع الكون والحياة والعالم ، وهى قوية ، صلبة ذات ارادة قادرة على صوغ العالم وذاتها المتساوقة لتسير مع خيالاتها الى عالم أكثر روعة وادهاشاً ، تقول : فى قصيدتها : " رد الغيمة للسماء " :
    ( ليست بلاداً تلك..
    لكنك تؤمن بها كإله) ،
    لأنها العواصمُ شاسعةٌ كضجرٍ مقدسٍ
    يؤرقها أن لا يتغيرَ في الليلِ
    سوى نكهته وضجيج فطرتنا الأولى
    المدن السحرية
    النخلةُ.. النحلةْ تسكنني
    ودمشقٌ الروحُ..
    تكفي القلبَ ولا تكفي
    ***
    لأن بردى يصبُّ في صوتي
    أنا المعنيةُ..
    بأحوال الماءِ والاسمِ والإلغاءْ
    أتنصل من بنوةِ إبراهيمَ وماري
    وأحتج على يابسِ الأملِ والخجلِ والانتظارْ
    أحتجُ أيضاً على حبٍّ موهومٍ وعاشقٍ مأزومْ
    أحتجُ جداً على السيدةِ المترهلةِ
    وبرامجِ هذيانِها الشرعيّ
    أحتج على الصبابةِ والطبابةِ
    واللحظةِ اللاحقةْ
    وأحتج.. أحتج.. أحتج
    على أحلامي ... (أوهامي).. العتيقة..!!
    انها تطالبه بأن يرد غيمة قلبها للفضاء السماوى / السيموطيقى لتعود لها الروح التى ضجرت بكل الهزائم والأوجاع ، فهى تحتج ولكن ماذا يجدى الاحتجاج ؟! .
    هذا وتبدو الصورة الشعرية الفارقة للهطول الفيزيائى ، السيموطيقى على العالم ، هطول الذات المنكسرة بألق الدمع والبكاء ، فنراها تحمل الغيم كالعنقاء ، أو مثل طائر خرافى يحمل على جناحيه الغمام ليتحول الطائر / ذاتها الى مطر ، يخفق بالدموع والبكاء ، مطر مخنوق منثال ، يسيل ويخفق ، وفى الخفوق خوف وهلع ، ولكنها تخفق من فوق بالمطر الذى يطهر الأرض والذات - ولعمرى أن هذه الصورة المفارقة تعدّ علامة فارقة فى الشعرية العربية لهطول الذات على الأرض من شرفة العالم ، تقول :
    ليس دمعاً هذا الرذاذ
    ولست أبكي
    إنما
    أحمل الغيم
    وعاليا
    أخفقُ بالمطر ...
    هذا وتهتاج الشاعرة الوحدة والغربة وليل الضجرفنراها تتشابك مع الفضاء الكونى ، مع العالم ، اذ تريد أن تلوذ بأى شىء ، كالغريق الباحث عن قطعة خشب ليطفو فوق سطح الماء ، أو للنجاة من طوفان الكآبة والحزن والضجر ، تقول :
    يا وقتنا الذي أنهكته طقوس الكآبة والشعر
    غريبة أنا مثلك يمهدني الحنين
    للموت الافتراضي وللنشيد
    يا متن روحي
    أيها الشحوب المتطاول
    يا وجع الصبر لمني...مني
    يا جسد الماء
    لمني من الشعر والنثر..
    ما يطلب المغتال غير ذاكرة تكنس
    من حوله ضجيج الأسئلة والتمتمات
    ليس إلا
    وفى قصيدتها "كمحيط خصبة زرقاء" ، والتى اختارتها كعنوان للديوان ، نراها تنحو الى الجنون ،أو أن الألم والوحدة قد جعلاها متوترة ، فهى تنزع للجنون ، الا أنها تدافع عنه أيضاً ، وكأنها تتحدث عن الصورة والظل ، عن الحال والمحال ، عن الأثر واللا أثر ، عن الفعل ونقيضه ، وفى هذه التناقضات تبرز الذات القلقة المتوترة المصابة بخيبة رجاء ، وانكسار لأمل كان قوياً لديها ، تقول :
    أجنّ.. نعم أجنّ،
    أو أدافع غالباً عن الجنون
    أخلعُ حشودي، وأخترعُ جموعاً..
    تقترفُ الكلماتِ لتخونها
    مجنونٌ من يفصلُ بين الحالِ والمحال
    مجنونٌ من يطوف
    المرآةِ خلفَ أثرٍ ولا أثرَ
    مجنونٌ من يغلقُ الصيحةَ، قابَ الصوتِ..
    ويُسكبها بدمي..
    مجنونٌ من يطرقُ بابَ النأي فاتحةَ احتراقٍ
    وبه ألقُ الروحِ نحوها.. يمضي
    بهذا الحرف أو ذاك.
    مجنونٌ من ينذر صداه
    لهدهدةِ اللحنِ الممتد..
    بهجرتك حتى الضوء..
    ولأن عمراً واحداً.. لا يكفي
    أو حتى عشرةَ أعمارٍ.. بمقياس رجاء
    أنا المتقلبةُ المتعبةُ والمدعيةُ
    لبطولاتِ الانتظار..
    أجنّ قليلا وكثيراً أموتُ.
    هذا ويستمر عصف الذهن لديها لتتماهى فى متوالية الجنون ، نازعة تارة تجاه الصوفية ، وتارة الى الذات المنكسرة ، ومرة ثالثة تجاه العالم والكون والحياة ، فنراها تعبر بفلسفة الذات الى آفاق أكثر اضاءة ، والى سدم لنواح النفس ، أو الصراخ الممتد داخل الروح التى تحمّلت الكثير فأصابتها الهموم بالهذيان ، أو هو البوح الآسن ، والوجع الشهىّ الزاعق فى بريّة العالم بقيزيقيته ، ولا ميتافيزقيته ، وبتناقضاته وجدلياته ، وثنائياته الممتدة ، فنراها بعد أن كادت تجنّ تستمر فى موجة البوح السامق الممتد ، وكأنها تخلق من بوحها وانكساراتها فضاءاً سيموطيقياً للجنون الفيزيائى الحالم بدهشة المفارقة ، والخالق لمعادلات ضمنية وموضوعية ، واشاريات مكتنزة تعلى بالنسق الشعرى : بتراكميته ، وتأسيسه لفضاء جديد ، يضيف للشعرية باباً جديداً ومسيرة متناغمة تجديدية ، وغرائبية ، ولكنها تمزج ذلك بسموق كونى حالم وتخييلى ، مما يضيف للشعرية بعداً جديداً ، ويفتح لأفق الدلالة مسيرة جديدة لخطاب مغاير ، شعرية مبتكرة ، طازجة ومتجددة ، عبر لغة تحكم القبض عليها لتحيلنا الى قطعة جمال متهادية على محيط غيمة خصيبة ، تقول :
    مجنونٌ هذا الكونُ أبداً..
    نصلبُ فيه أو نجنُّ..
    حتى يمضي الشجرُ خلفَ خضْرته
    وينقشنا على سحرهِ صوراً.
    مجنونٌ من يخشع برفةِ الجفنِ..
    آن يستندُ على دمعهِ.. يسيل..
    إذا مسّت قلبه فراشة
    مجنونٌ من لا يُدركهُ الحب
    أُحبك.. هذا أوانُ المحبةِ بطقسِ الربِّ
    توشكُ وردةُ الجنونِ أن تغادرُنا..
    قبل أن تفتتن بطيش الشوق
    هذا آخر الماءِ.. آخر الكواكبِ الزرقاء
    ها نحنُ أول ثمل الضوء
    آخر تناغم السحر
    مجنون وكفى..
    مجنون من يفرق بين
    هذه الموت والوجود الشائك
    الشائك ... الشائك..!!

    هذا وتظل تصرخ فى برية الميتافيزيقا واصفة الحبيب بابن قلبها تارة ، وابن التوقّع .. والدهشة تارة أخرى .. وابن الضجر ، والخوف ، والقلق .. ألخ .. وتستمر فى خطابها الذاتى مناجية الحبيب / الذات ، الحاضر / الغائب / المتماهى عبر طيوفها وتموجات خيالها ، عبر لغة جديدة ومسارات مجددة لمسيرة الخطاب الشعرى التراكمى المحمّل بدلالات حية،دلالات ذات مضامين ممتدة تفتح أفق القلب والعالم والحواس على بوح أنثى تصرخ فى الكون ، وتستصرخ الوجود والانسان ، لتحيلنا الى شعرية نازفة للنفس ، ومتهادية فى النّسج ودافئة المراس .. شعرية تشبه سيرورة جديدة ، أو هى اعادة انتاجية للغة عبر الصور المتواترة ، المتتالية على قماش الجمال المرصّع بالياسمين ، أوالصوف المذهّب بعروق اللجين والعسجد،تقول:
    يا ابن قلبي
    والتحولات
    بطفولة قلقة
    تأتي
    لتغزل صوف خواطرنا الموغلة
    بالأغنيات ماذا تنجب الروح
    غير ملاعب خضراء
    بين وجد ووجد؟
    يا بن قلبي
    لا حاجة للغة وللجهات
    ما الذي يجعل الصخب أرجوحة
    في أروقة الوجه؟
    إذ تراخت على جانبيك
    قبضة المكان وسابقك القلب
    إلى لقاء طويل؟
    يا بن قلبي
    والحذر
    يابن اللهفة
    واللهفة أنثى تجمع الروح
    موارة بالنص
    والنص يبحث عن طقسه
    روحي ترتجل الياسمين
    مابين المرايا ووجهها
    يا لروحي والمحاولات العنيدة

    يا بن قلبي
    والانتظار
    خافت هو الصفير
    يفتش نزوات المسافة
    عن حنان لا يكسر القلب
    يا بن ثمر الشذا والسؤال الغارق بالنبض
    كحزن لا يشبهني وفرح ليس فيك
    صوتي يغسل الصبح بالبنفسج
    وصداك أغزر من كرنفال فيه

    يا بن قلبي
    والدم... التجاعيد... الصيحة
    ووحل غربتها الروح
    غضار على جسدي يحرض
    تهافتاً إلى غيم يخصني
    أبهذا الصخب على ضفتيه النهار
    ترتبك الخطى ؟
    وتمشي إلى خط الموت
    فتجفل القصيدة .
    وف قصيدتها : " كالظلال .. ولمرة واحدة " ، نراها تخاطب الرجل الصديق ، ذلك الذى أهدته القصيدة ليقاسمها خمر حزنها المعتّق ، ونبيذها الخارج من خضرة الروح الهاطلة بمطر المحبة ، الا أنها حزينة وزاعقة ، تبحث عن لغة ترفض الغياب وتكبر بين المسافة والضوء ، عن لغة فيزيائية تستحيل الى زئبق يمتد عبر ثقوب الكون وزخّات المطر لترتق بها غيمة وتهطل ، وهى متأرجحة بين الصحو والصدفة ، وليس بين الصحو والنوم كما هو معتاد ، وفى هذه المفارقة عبر اللغة الباذخة السامقة نستطيع أن نقرر أننا أمام غازلة للضوء وللسحر الذى يأخذنا عبر صورها المتجددة ، المدهشة والمبتكرة ، الى عالم يشى بروعة مغايرة ، وبحزن له طعم الشجن ، حزن ليس كأحزاننا ، وحب ليس كما نعرف ، اذ البهاء أراه يندلق عطراً عبر لغة أثيرة حالمة ، تجدل بها قلوب قارئيها ، لتعيد معهم حمل الشموع وأجراس الفرح والحزن الكونى الأثير معاً ، تقول :
    أيها الرجل الذي رمله
    يقاسمني حزنك المتوسط
    هو ذا بين يدي مغسولاً بالماء المقدّس..
    وثمة ما يكفي من الشموع وأعواد البخور
    وأنا أبحث عن لغة ترفض الغياب
    وتكبر بين المسافة والضوء
    أيتها السماء متى تعمديني
    بزخة مطر كي أرتقي غيمة
    بين الصحو والصدفة .
    وفى قصيدتها : " أيّاً من الفصول تنتظر " تحيلنا / سمر محفوض الى شعر أشبه بالبرديات العتيقة ، والى لغة شاهقة ترتفع بالمعنى والمبنى الشعرى ، لتعيد ترميم الشعرية ، وتجديد الثوب اللغوى ، والصورة عبر الشكل ، والمضمون ، اللذان تنتجهما عبر لغة تشفّ عن ذات تصنع الجمال ، عبر أصص الزّهر اللغوى الأثير والحالم ، وأحسب أننى أمام باعثة لمعين شعريّة متألقة عبر قصائد هذا الديوان مجتمعة ، تقول فى قصيدتها التى أهدتها الى : " القاطنين مراياها ... الخارجين عن اللغة " ، تقول :
    كان الوقت دالية.. وكنتَ الشاهد النهر
    تزفني إلى الرهج الموقوت
    عطراً صباحياً بنداك
    قبل استيعاب أسئلة اللحظة
    لأنفخ من روحي بالأشياء
    كفاف يومنا
    لا يزال صعباً شذاك
    منتصراً تدخل طيش الشفق
    وترش حزنك على حبل ماء
    من منا الغائب ومن سيكون
    طريقاً للمطر
    كأني تهيأت هذا الغياب
    ولامست من قبله الصدى
    كأني أرى دائماً ما مضى
    لو تردني القصيدة لبابها
    لارتديت غيابك وأخبرت وحدتي
    إن لعزلتي ملاكاً يرتب صمتها
    نحو رصيفه الممتد بشجر الكلام .

    وعبر قصائدها : أياً من الفصول تنظر؟
    باب أول للدهشة
    ستضيف الى عبث
    مكشوفين بأمنية
    حروف اسمك كاملة
    زدني بقلبك لأفيض
    لعبور نافر
    لجوء اضطراري
    أنتَ ولا جسد أقصاك
    مفارقات
    أمومة الحب
    طقوس تموزية للحب
    العرض ملغى
    أقول : عبر قصائد ديوانها ترانى أقرر - بمسئولية ناقد - بأننا أمام بناء شعرى جديد ، يجدد ثوب اللغة ويفتح للتجريب باباً جديداً لشعريّة مغايرة ، تنحو الى الرومانتيكية لتجدّد تربعها الى عرش الشعريّة ، كما تنزع الى الذات لتستحلب من عروقها الجمال الدافىء ، تجدد فى المضمون ، وتبتكر الصورة المتأنّقة عبر صدق عاطفى ، ووجدانى ، وفنى ، وانسيابية لشعر يأخذ القارىء الى آفاق أكثر رحابة ، لنعلن - هنا - بأننا ازاء شاعرة راقية ، تهندس الروح وهى العارفة والخبيرة بفن الشعرية ، والمدرّبة بفطرة ممزوجة بعاطفة وشجن وشجو يرتفع بالذائقة ، ويعيد رتق الحلم بالتجديد للشعريّة العربية الأصيلة .
    ان الشاعرة / سمر محفوض تعيد ديمومة التثوير،والتحديث ، وأراها عبر "مابعديات الحداثة" بشقها " المابعد مفاهيمى " ، تنتج لنا نصوصاً مغايرة لقصيدة النثر ، مما يحعلنى أحيلها " لقصيدة المعنى" التى أستشرف لها - عبر الاصطلاح - مستقبلاً تثويرياً يعلى من قيمة اللغة ومدلوليتها ، ويعيد موضعة واستشراف شعرية تعمل طول الوقت بطريقة التّنامى ، عبر مفردات تنتقيها بعناية ، وبفطرة ترتفع الى الصدق وتسير بالصورة الى آفاق أكثر تجديداً ،


    ولنا أن ندلل الى كلامنا ولنقرأ هذه المعانى المتدافعة ، والصور الدافئة المبتكرة ، تقول :
    لا تسمِّ صمتي باحتفالية عينيك
    خيانة
    كنت برحابة حب
    أغسل نبضي في إيقاعات
    صوتك
    أتأصل في الشذا
    وأحاول شيئاً
    لا يشبه
    الموت.
    زدني بقلبك لأفيض
    - معك لم أحتج إلى الحلم، جسدي كان معافى بخيرات سمائك وروحي مؤكدة في فضاء هيئتك -
    لنقل إني
    هشة كصدى
    أو كالهمس
    قبل الكلام
    طوبى لشفتين من ينابيع
    تجمع خصبها
    وتسقط على قلبي
    يا سدرة الأنثى
    أيها الحلم اشتعل
    رصيفاً حتى المدى
    مشط مخاوفي
    بأصابع من آياتك
    ليبزغ مني الضوع
    ***
    هي الأصداء
    علمتني كيف
    أن
    خبز الصوت صعود آخر
    للجسد الفضاء
    كلفظة وحيدة برغيف
    قيامته الزهر
    من يدق هذيانك أيها الصخب
    المهرول في خوفي
    من يشبهني
    وأنا أتأهب لصحوي
    بين يديك
    أنا /أم: أنت؟
    نادمت الندى لأحرضني به عليك
    ***
    لابد أن يأتي
    الصدى ليبدأنا من آخر السطر
    وأنا
    يسبقني الظل ويسطع متشظياً
    هو قليل نداك تتركه
    في الحب ليكون
    موج بحر
    علي الخروج عن النص
    ليدرج كبوته ويصيح
    انهضي فرساً جموحةً
    ***
    اخلعني من النسيان
    لأكون المهرة والمدى
    بجسد يركض فوق مساحات اللون
    أيها الضوء من يدق هذيانك
    ***
    بيقظة السماوي المشغول
    بإضاءة سريره الأرضي
    يحملني الانخطاف
    يبتكرني لأجلك
    لأكون في إشراقي
    ارتفع بالشذا
    خطواً على صورتك
    كل الكلام سدى .
    وفى قصيدتيها : " أصابعك ترشح قمراً ودالية " ، و" شاسع بما يكفى " ، نراها تعيد انتاجية الأسطورة لتصنع لنا أسطورة عشقها الذاتية ، ولكن بمدلولات ورؤى تكشف عن بوح أنثى ، تصنع الدهشة من أطياف قوس قزح النور ، وتعيد رتق أشرعة الحلم ، لتصهل أفراس نهرها بقلبها الحنون ، اذ أنها تعيد موسقة الجمال ، ليخضوضر القلب لبلابة على قلب عاشقها ، لكن كل ذلك عبر مسيرة الحلم ، والتّخييل الذى ينتج الأسطورة الخاصة بها ، تقول :
    أصابعك ترشح قمراً ودالية
    - وأنت حنونٌ تغسل رأسك من ثمالة المنفى حيث ثمة امرأة
    جمعت بعضها على هيئة صدفة صهل العشق بقلبها
    حين شبهتها بالندى والبراري والأقحوان وشبهتك بالشجر والخيول والمطر..
    يا أنت مهزومين في هذا العالم..نحن فقط خارج الهتاف
    وليس من وقت فائض للزهرة.
    - على غصن الهواء علقت سلتها الطافحة بقصص صغيرة
    عن النوارس والعفاريت والأحبة المنقرضين والأمس والحكاية
    التي تنزف حديقة لترمم شتاء السنونوة ثم صلت لآلهة البراري
    وهي ترش مطالع الأغنيات التي تخبزها لك شارة حنين.
    تخبرك أنها هذا الصباح أيضاً فتشت عنك..
    قالت: لم تكن معي لندفع عربة الشمس
    نمشط البحر من الكوابيس الطائشة ووصايا السفن الغارقة
    أو نرتق الطحالب الطائشة على متكأ من الخوف
    - أصابعها ترشح قمرا ودالية من خمر فوق قميص الروح
    وتبتسم لقيامة الورد بسرير مائها العذب.. يفتح لك البحر بابه..
    - يا أنت الدرب..ليست هشة أرواحنا..ليست على وشك الرحيل،
    والزهرة الحب تشدنا ضفة إلى جذع الماء.
    - يا أنت مهزومون في هذا العالم. نحن فقط خارج الهتاف
    وليس من وقت فائض للزهرة...
    انها قصائد المعنى ، القصة /القصيدة ، ورواية الشعر المتوالية بتتال منمقّ ، وتتابع يربط أجزاء الكونشرتو فى نسق هندسى فائق الغزل والابداعية ، فكأنا أمام عزف متتال ينبثق من سيرورة الحلم ، أو من رهق أنثى تطفح بالرغبة والحنين والتوق والشوق والحرمان والعجز والانكسار لكنها تنزع كذلك الى الدفء والسكنى بين يدى حبيب غادر الى مرافىء الجنون ، والى بريّة المجهول الشاسع ، الممتد ، والمتتابع فى محيط غيمة مليئة بالخصب ، ولكنها لاتمطر مطلقاً .
    ان الشاعرة / سمر محفوض تجيد العزف على لغة التنوّع الدلالى ، وتعرف كيف تقدّم شكل الشعر كمقاطع مرة ، وكأسطر ممتدة مرة أخرى ، وفى ترتيب متوازن ومتواز مرة ثالثة ، وغير ذلك ، لتدلل بأنها كما تجدّد فى المضمون الشعرى ، فهى بارعة فى تقديم الأشكال الشعرية ، والابيجراما ، والقصائد التى تنزع الى " الهايكو العربى الجديد" - كما أصطلح الى تسميتها - والذى يزيل القيود والرتابة ، ليفتح باباً ممتداً للتجديد ، والتّثوير ، والتّحديث ، وأحسب لها الريادة - الآن - والسبق فى ابتكارية الصورة الشعرية ، وفى اقتناص اللحظة الشاعرة ، عبر لغة صافية ، ودافئة كقلبها الذى قدّم لنا النور على قطيفة الحب والجمال ، واحتراق الدفء أيضاً .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    قراءة فى ديوان.. كمحيط خصبة زرقاء للشاعرة سمرمحفوض
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: مختارات وقراءات أدبية :: فضاء القراءة الأدبية-
    انتقل الى: