كف حمدان /.قصة للفتيان والفتيات

مختارات المشاركات : 1292 . :

حمدان يعد هنيه ان يبني لها بيتا صغيرا قرب اللوزة ، وبيتا اّخر لامه وأخواته الصغار، على ان يترك المساحة الاكبر من الارض للزراعة كي يربي من ريعها الاولاد ، فهو يقول لهنيه دائما : أريد الكثير من الاولاد لينتشروا في الارض.

.تفرح هنية وتغمض عينيها لتفتحهما في نهار اّخر يتجدد فيه اللقاء مع حمدان فوق الربوة

ذهب حمدان كعادته يرعى الاغنام في ارضه ، جلس تحت اللوزة ينتظر هنيه ……..لكن اللوزة على غير حالها من اخضرار ، اوراقها ذابلة ، وأغصانها منحنية ! دبت القشعريرة في جسد حمدان

وانتصب يتفحص اللوزة ،لم يصدق ما تشاهده عيناه من جذور مقتلعة بشكل همجي اذهل حمدان وحطه على الحد بين الحقيقة او الجنون ! ولم يتركه هول الصدمة عند هذا المشهد بل فاجأه دوي الرصاص من كل جانب ،وما لبث ان استفاق على عدد من الاغنام النافقة بين الاعشاب .

ركض حمدان منفعلا لا يدري ماذا يفعل ؟حتى وجد نفسه خارج سياج شائك يحيط بارضه ويمنعه من دخول الارض

امسكت هنيه بكف حمدان واخذت تلاطفه محاولة التخفيف من وقع الصدمه والمعاناة الشديدة لديه

اخذ يضرب كفه بالحائط ، فتتراشق من بين اصابعه النيران! حمدان يتفجر غضبا ، وكأن نارا تشتعل في صدره .

قالت هنية:انت لم تعد تحبني يا حمدان؟! لم تعد تنظر الى عيني الخضراوين، وجدائل شعري السوداء لم اعد اعجبك ؟

لم تكمل هنية جملتها حتى قاطعها حمدان بغضب قائلا :نعم انا لم اعد ارغب بشيء انا لا ارى

جمالك يا هنية دون الارض، لا لون او سحر لعينيك الخضراوين دون اللوزة، ولاسحر لشعرك دون ان تتدلى خصلاته على كتفي مع اغصان التين والزيتون ، ولا حمرة لوجنتيك الا في شقائق النعمان ، ولا اتخيل ثوبك الا اعشابا وزهور بنفسج وسوسن ……..

امسكت هنيه بكف حمدان وقبلته ثم دعته ان ياخذها ليزرعها فوق الربوة

صرخت العجوز جدة حمدان : اهدأ يا ولدي الكف لا تلاطم المخرز

انتفض حمدان وخرج دون أن يحدد وجهته ………الا انه سرعان ان انتشر الخبر ………حيت نام حمدان نوما جميلا …….وهو يلتحف اوراق اللوزه المقتلعة ……وقد ترك قرب الجذوع عددا من جثث الجنود ومخرزا مكسورا

انحنت هنيه على كف حمدان وأخذت من قبضته ترابا رشته سمادا في كل الاراضي

للتاريخ : هذه قصة واقعية من قصص الانتفاضة الفلسطينية الاولى بطلها الشهيد الشاب حمدان النجار من قرية بورين قضاء نابلس كمن لجنود استولوا على ارضه وهو اعزل حيث جردهم من سلاحهم وقتل اربعة منهم الى ان استشهد

سامية فارس