غ زائر
| | رأس الأفعى.... / ريمه الخاني | |
انتفض من نومه فزعا ً...صارخا بصوت ٍ عال ٍ مرعب: -قتلتها نعم قتلتها لأنها قتلت أخي في ذاك اليوم الأسود... هرعت إليه أمه ُ مستغربة من تصرفه ِ المفاجئ..وذهنها عالق مازال َ في قضاياها مع ضرتها التي تهادنها مرغمة ,و كي تكسب َ حب زوجها الصعب المراس... فكرُ ها مشغول ٌ دوما ومشوش كالزمن العاري الذي لا يقر بالحقيقة المرة...نعم هي خطفته منها..دخلت حياتها بطريقة غير شرعية وصارت الأقرب! .. -مالك يا بني خيرا خيرا ً أهو كابوس مزعج ٌ من جديد؟ - آه يا رأسي , نعم يا أمي أكاد اختنق.. أكاد أموت فزعا ً.. -هل هي الأفعى ذاتها؟ ذات الرأس الكبير البشع؟ -نعم هي , أنا رأيت نهايتها .. قتلتها قتلتها بيدي الاثنتين .. -هل هشمت رأسها؟لأنه أمر لا تحمد عاقبته في منطقتنا..فحقدهم دفين دوما لا ينتهي ولا يكل ولا يمل..أحيانا كثيرة ندفع ثمن غلطتنا دما وروحا غالية, ذكرتني بأ بي متعب مختار قريتنا الصغيرة كان لا يصاحب إلا أصحاب الأعمال الكبيرة ومؤسسيها الكبار,كي يكسب إلى جانبه كوادر تنصره وترفده ويكسب المؤسسة ويضعها كلها في جيبه لاحقا,تعلم يا بني تعلم ولاتكن مثاليا بسذاجة.. -. لست متأكدا ..لكننا رحلنا إلى مدينة أخرى...و أظن أن هذا يكفي ... صحيح ..لكن لم لا يكون العكس؟ لم لا يكون كبار تجار المنطقة يبحثون عن منافذ لهم عبر المختار وأمثاله؟ - آه نعم صحيح الأمر في الحالين ممكن الحدوث , على كل ٍ الموضوع انتهى ...رغم الخطر الذي تركته للأهالي هناك... -لا أظنها ورائي أو أنها ستلحق بي , كيف ستقطع كل تلك المسافات الشاسعة ,كيف نزرع الخوف في جنبينا من فكرة أسطورية! وقصص الرخ والبومة , بكل الأحوال يجب أن أجدها وأقتل رأسها ...كانت غلطتي الوحيدة نعم ..وغلطة الشاطر بألف دوما كنت دقيقا في تخطيطي إلا هذه المرة كان حزني على أخي يحرقني يؤلمني حتى الصميم وهو يتلوى أمامي وأنا عجزت عن إنقاذه عندما أتيته متأخرا.. -وهذه المرة كانت أهم كل المرات, لا تذكرني بتلك الأيام الخوالي التي ذبت فيها ألما لفراقه, كله لغيابي وجلبي بعض الخضار لأبوك من الحقل وهانحن الآن لا نراه إلا قليلا , يا للسخرية والألم,كان زينة أهل الحي وأفضلهم..هل كنت تغار منه؟ - سامحك الله يا أمي لكل صفة وطباع اختارها الله له, بكل الأحوال ,كان يجب أن تكون نهايتها حاسمة وقاطعة.. اشرب كاس الماء هذا واستعذ بالله ,واهدأ لعل الأمر عارضٌ نفسيٌ فقط...وكل ربك يا بني هو عالم بالحال ...خرجت من الغرفة وهي منشغلة البال أكثر وأكثر محمرة الوجه مضطربة النظرات , وهي تتلفت إلى الوراء وتغلق باب الدار بإحكام بحركة لاشعورية.. -لا أعرف في عمري قط أن حيوانا لحق بغريمه أو صاحبه سوى الحمام الزاجل -مؤكد هناك غيره , فغريزة الحيوان قوية وليست مثلنا . -ربما ..لا تدخل متاهات الأساطير أرجوك ...لا أحبها معظمها كذب وتسخير لغايات من ابتكرها تارة تكون غايات شريفة مبررة وكثيرا جدا ملوثة بعاهات عصرها.. -نعم عاد لنومه معتدلا في استلقائه وكأنه ارتاح قليلا ونادى من سريره: -أمي أعدي لنا فطورا فانا جائع جدا حاضر يا احمد... بعد دقائق قليلة ,امتد رأس من بعيد...نفذ من شباك الشرفة الموارب بابه....ليسمعا صراخ ولحاق أهل القرية... |
|