للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6017 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 215 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 215 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    متابعات
    مختارات
    متابعات


    المشاركات : 1292
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Empty
    مُساهمةموضوع: ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله   ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Icon_minitime14.01.11 19:53

    لا شكّ في أنّ البعد العقائدي هو الركن الأساس في بناء الشخصية، سواء ما كان منها على مستوى الفكر والثقافة أو السلوك والعمل. ولهذا اهتمّت الشريعة المقدسة، على طول مسيرتها، ببناء البعد الفكري والعقائدي للإنسان.
    ونظراً إلى هذه الأهمية الاستثنائية يقدّم لكم موقع "بيِّنات" مجموعة من المسائل العقائدية التي طُرحت على سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وأجاب سماحته عنها برؤيته الأصيلة ومنهجه المتوازن، ما يجعلها تلبِّي حاجات الأخوة في مواجهة الكثير من الإشكالات المطروحة في الساحة.
    يتبع
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    متابعات
    مختارات
    متابعات


    المشاركات : 1292
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله   ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Icon_minitime14.01.11 19:55

    1

    العدل هدف الرسالات
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين...
    لقد تناول القرآن الكريم، وفي أكثر من آية، حركة الإنسان بالعرض والمعالجة، ومن أبرز العناوين التي تدرس حركة علاقة الإنسان بأبعادها الثلاثة، وهي علاقته مع ربه وعلاقته مع نفسه ومع المجتمع، هو عنوان العدل، وما ذكره تعالى في سورة الحديد، يؤكد أن كل الرسالات منذ آدم حتى نبينا محمد(ص)، كان هدفها واحد، وهو إقامة العدل بين الناس، فالكتب السماوية المنـزلة، من صحف إبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى، وإلى القرآن الكريم الذي أنزله الله على قلب خاتم الأنبياء والرسل محمد عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، فإن هذه الكتب في كل التفاصيل التي جاءت بها، كانت تؤكد الوصول إلى هذا الهدف الكبير، وهو إقامة العدل بين الناس، الذي جعله الله ميزاناً للحق والباطل أو ميزاناً للحقوق، باعتبار أن لكل شخص حقاً على شخص آخر، كما عليه حق. وبذلك يقول الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب ـ التوراة والإنجيل والقرآن ـ والميزان ـ الذي يحدّد للناس حقوقهم وواجباتهم ـ ليقوم الناس بالقسط} [الحديد:25]، القسط وهو كناية عن العدل. وهنا يرد سؤال: ما هو العدل؟ العدل هو أن تعطي كلّ ذي حقٍّ حقه، فالعدل مع الله هو أن تعطي الله حقه، في أن توحِّده في العقيدة والعبادة والطاعة ولا تشرك به أحداً، والعدل مع النفس هو أن تقود نفسك إلى الغاية التي تنقذ فيها نفسك، على مستوى الدنيا والآخرة، فلا تورِّط نفسك في ما يضرها، وفي ما يؤذيها أو يهلكها، وإلا كنت ظالماً لنفسك.
    العدل بين الناس ، أن ننطلق من داخل البيت في علاقة الآباء بالأبناء والعكس، وفي العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، ثم في العلاقة مع المحيط الخارجي كالجيران والأقارب والأصدقاء وكل أفراد المجتمع، ممن تحتِّم طبيعة الحياة الالتقاء بهم، ننطلق في كل ذلك لندرس كيف نظّم الأنبياء عبر رسالاتهم مسألة الحقوق بين الجميع وفي المجالات كافة، بحيث لا يظلم أحدهم الآخر، كما أنه أثار مسألة العدل حتى مع الحيوان الذي أحلّ الله للإنسان أكله والاستفادة منه، وبذلك جعل له حقاً على الإنسان أن لا يحمّله فوق قدرته وأن لا يعذّبه أثناء ذبحه.
    وأيضاً هناك مسألة العدل مع البيئة، فلا يجوز لنا أن نضع في الأنهار المواد القاتلة التي تقتل الحيوانات التي تعيش في الأنهار كالأسماك، فنعمل على قتل تلك الثروة التي تختزنها الأنهار والبحار، وأيضاً لا يجوز لنا أن نضع النفايات المكشوفة في الشارع بحيث تنشر الأمراض.
    فالعدل هو الأساس في كلِّ رسالات الله في الحياة ولكل موقعٍ عدله، حتى إننا عندما نتحدث عن نهاية العالم، فإننا نتحدث عن الإمام الحجة(عج) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. قد نلتقي بممارسة للعدل في حركة الحياة في هذا الموقع أو ذاك، إلا أنها تبقى ممارساتٍ جزئية، لأنها لا تعم، بينما في نهاية المطاف، سيكون هناك عدل كلي يشمل الناس جميعاً بحيث لا يظلم أحدٌ أحداً وينتشر العدل في كل المواقع.
    لهذا نحن نقول لكثيرٍ من الناس الذين يؤمنون بالإمام المهدي(عج)، إن انتظار الإمام والإخلاص له لا يكون فقط بقراءة دعاء الندبة أو بالحالات العاطفية، إنما في ممارسة العدل بإيجاد مواقع للعدل، لأنّ هدف الإمام هو أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فهو مع العادلين وضد الظالمين، إذا كنا نظلم بعضنا البعض، كأن يظلم الأولاد آباءهم وأمّهاتهم، أو يظلم الآباء والأمّهات أولادهم، ويظلم الزوجان بعضهما البعض، يعني أنّنا أعداء الإمام المهدي(عج)، وأنه سيحاربنا غداً، فمهمته محاربة كل ظلم أينما حلّ، فهو يحارب كل ظالم، سواءً كان يمارس الظلم في بيته أو في عمله أو في أيّ مكان، ولا يغفر هذا الظلم فيما إذا كان الشخص يصلي ويصوم، لأن الظلم يتعارض مع روحية الصلاة والصيام، كما أنه يأتي في الجانب الآخر والمعاكس لمسألة الانتظار والإعداد للإمام(ع)، لأن المسألة تكون بإقامة العدل، وهذه تتطلّب منّا أن نربي أنفسنا على العدل حتى نكون جنوده، وهذا ما نقرأه في دعاء الافتتاح ـ والإشارة كلها إلى الدولة الأخيرة ـ: "اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذلّ بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة"، بحيث يعدّ الإنسان نفسه ليكون مشروع داعية إلى الله وإلى طاعة الله، ومشروع قائد في سبيل الله.
    فعلاقتنا به كما هي علاقتنا برسول الله(ص)، كما هي علاقتنا بالأئمة من أهل البيت(ع)، ليست علاقة عاطفية، بل هي علاقة قدوة وعلاقة اتّباع وعلاقة انفتاح على المبادىء التي انطلقوا فيها وأكدوها وجاهدوا في سبيلها، لأن هناك فرقاً بين الحب وبين الولاء، فهناك فرق بين أن تكون محباً لأهل البيت(ع) كما يحب أحدنا الآخر، وبين أن تكون موالياً لأهل البيت(ع)، فالحب يمثل حالة عاطفية، بينما الولاء يمثل منهجاً في العقيدة والسلوك والاقتداء.
    وكثيراً ما نلتقي بأشخاصٍ يسمعون العزاء ثم يذهبون لشرب الخمر، أو آخر يقيم العزاء أو المولد في بيته ثم يضرب زوجته وأولاده من دون حق، ويظلم جاره، فأين الحسين وأين هم؟ وأين النبي وأين هم؟ لذلك علينا أن نعدل مع كل من له حقٌ علينا، وكما نطلب حقوقنا من الناس، يجب علينا أن نعطي للناس حقوقهم التي استحقوها ونعاملهم كما نحب أن نعامل، فهل يحبُّ أحدنا أن يغتابه أحد أو يكذب عليه أو يفتن بينه وبين المقربين منه، أو هل يحب أحدنا أن يظلم؟ بهذا تكون قاعدة التوازن الاجتماعي، التي تحفظ المجتمع من الخلل، فالمجتمع يصاب بالفوضى والخلل عندما يشعر بعض أفراده بأنهم محرومون من حقوقهم من قِبَل الأفراد الآخرين، وهنا تحصل المشاكل.
    وأيضاً المشاكل التي تنشأ بين الشعوب وبين الحكام، أو بين بعض المتسلطين في المجتمع وبين المقهورين، منشأها كلّها الظلم. لذلك نجد أن الرسالات كلها قد قامت على أساس العدل، وأن يكون الإنسان مسلماً، معناه أن يكون عادلاً، لأن الأساس في الإسلام هو العدل، فإذا لم يكن عادلاً، فمعنى ذلك أنه لا يرتكز على قاعدة الإسلام، هذه نقطة ينبغي أن نفهمها بشكل أساسي، والقرآن لم يتحدث عن شيء كما تحدث عن العدل. اليوم تحدثنا عن عدل الرسالات، وسوف نتحدث في الأسبوع المقبل إنشاء الله عن عدل الله مع عباده، لأنّ من صفاته العدل، وعدل العباد مع ربهم، وظلم العباد لربهم كيف يتمثّل، وعدل الإنسان مع نفسه وظلم الإنسان لنفسه.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    متابعات
    مختارات
    متابعات


    المشاركات : 1292
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله   ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Icon_minitime14.01.11 19:59

    2


    ظلم الإنسان لنفسه
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع أنبياء الله والمرسلين، السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.
    تقدَّم الكلام عن ظلم الإنسان لربه، واليوم نتابع الحديث عن ظلم الإنسان لنفسه، وكيف عليه أن يكون عادلاً مع نفسه، بأن يقودها إلى ما يحقق لها التوازن والراحة والسعادة على المستوى الدنيوي والأخروي. بحيث يدرس كل كلمة قبل إطلاقها وآثار كل فعل قبل أن يفعله، كي لا يظلم نفسه من خلال كلمة يقولها وفعل يتصرفه فيؤدي به إلى الخسارة أو الهلاك، وهذا ما يحدث مع الإنسان من خلال العلاقات التي ينشئها مع الآخرين، ما يتطلب منه دراسة الأمور دراسة واعية قبل الإقدام عليها، مثلاً عندما يريد إنسان أن يختار زوجه، فعليه أن ينظر إلى هذه العلاقة هل هي علاقة تؤدي به إلى التعب، وتخلق له الكثير من المشاكل، أم أنها علاقة تنفتح على حياة مريحة ومنفتحة وبعيدة عن المشاكل.
    وعليه لا بد للإنسان إذا كان يخلص لنفسه، أن يدرس كل قول أو فعل أو علاقة أو موقف في تأثيراته السلبية أو الإيجابية على نفسه، وقد تحدّث القرآن كثيراً عن ظلم النفس. ونحن عندما ندرس المسألة في الخط الديني القرآني، فنجد أن ظلم النفس قد يراد به تحريك أعمال الإنسان وأقواله ومواقفه في ما يؤدي به إلى غضب الله وسخطه، كما في الإنسان الذي يفكر أو ينحرف، فيضلّ أو يرتكب المحرَّمات أو يترك الواجبات، فإنه بذلك يعرِّض نفسه لغضب الله سبحانه وتعالى، وبالتالي، فإنه يؤدِّي بها إلى الهلاك في الآخرة وإلى الكثير من ألوان الضرر والخسران في الدنيا، باعتبار أن هذه الأمور (الكفر والضلال، ارتكاب الحرام، ترك الواجب) تنطلق من أمور فيها مصلحة الإنسان وفيها مفسدته، وهذا أمر يجد الإنسان آثاره السلبية والإيجابية في الدنيا كما يجدها في الآخرة، وهناك نوع آخر من ظلم النفس، وهو أن يبتعد بالنفس عمّا يمنحها الراحة أو يؤدي بها إلى الربح، سواء الربح في الدنيا أو الآخرة، ولعلَّ ذلك يتمثَّل في ترك الإنسان للمستحبَّات.
    نحن نلاحظ أن كثيراً من الناس يكتفي بالواجبات ولا يقوم بالمستحبّات، لأن الواجب هو المتعلق بذمّته فقط، أما المستحب، فلو تركه فلا عقاب عليه، لكن المستحبات لو فعلها فإنه يحصل على ما أودعه الله من المصالح الكامنة في هذه الأفعال أو الأقوال، ما يجعله يحصل على رضى الله، لأن الله كما يحبُّ للإنسان أن يفعل ما ألزمه به لمصلحته، كذلك يجبُّ أن يفعل ما لم يلزمه به للحصول على رضاه تعالى، وإن كانت الدرجة هنا في الواجبات أقوى من المستحبّات. كذلك في المكروهات، فهناك أمور مكروهة ولكنها ليست محرَّمة، بمعنى أن فيها بعض السلبية، مثلاً بنسبة 50% أو 60%، أيضاً هذه فيها بعض المفاسد والمضارّ التي إن فعلها الإنسان فإن الله لن يعاقبه، ولكنه يوقع نفسه في سلبيات هذا الفعل.
    وأيّ فرق بين أن يظلم الإنسان نفسه بأن يفعل ما يعود بالسلبية عليها 100%، وبين أن يفعل ما يعود عليها بالسلبية 60% مثلاً، فلو فرضنا إذا أكل إنسان طعاماً معيناً فإنه سيؤدي به إلى مرضٍ مهلك، فإن فعل يكون قد ظلم نفسه، ولكنّه إذا أكل طعاماً يؤدي إلى مرضه لشهر مثلاً، فهذا أيضاً ظلم للنفس، وإن كانت نسبة الضرر مختلفة في الموضعين.
    ولذلك نجد أن التربية الإسلامية وإن أكدّت فعل الواجبات وترك المحرّمات، إلاّ أن المستحبات أيضاً، سواء في العبادات أو في العلاقات الاجتماعية أو الأوضاع العامّة، أو حتّى في الأمور التجارية وما إلى ذلك، فيها منافع اجتماعية وفرديّة، والمكروهات أيضاً فيها مضارّ بنسبة معينة. فلو فرضنا أنه كان هناك من ينصحك في ما يريحك وتركت نصيحته، فيقال: إنك ظلمت نفسك، وإن لم يكن على ذلك عقاب، ونلاحظ في هذا الإطار أن أوّل من اعترف بظلم النفس في بداية الخليقة بمخالفة النصيحة آدم وحواء، وذلك بقوله تعالى: {فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة} (الأعراف/19)، أي من باب النصح، بأن لا يقربا الشجرة ولا يأكلا منها، وأن لا يصغيا إلى إبليس، الذي امتنع عن السجود لآدم وتمرّد وتكبّر، ولذا نقول إن ما فعله آدم وحوّاء لم يكن معصية بالمعنى القانوني للمعصية، أي أنه لم يكن مخالفة لأمرٍ مولوي، بل كان معصية النصيحة، أي مخالفة لأمر إرشاديّ. ونحن نقرأ كيف كانت القضيّة في البداية، وكيف اعترف آدم وحوّاء بعد لعبة إبليس معهما بظلم النفس. جاء في سورة الأعراف: {ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة _ بكل حرية _ فكلا من حيث شئتما _ ويقال كل ممنوع مرغوب _ ولا تقربا هذه الشجرة}، قد يُقال هنا لماذا نهاهما الله عن الأكل من تلك الشجرة، ما هي الخصوصية ما دام أباح لهما الجنة كلها؟ نحن قلنا في تفسيرنا إنّ الله أراد أن يدخل آدم وحواء في دورة تدريبية، لأن آدم وحواء خلقا من دون أي تجربة، لم يكن هناك قانون وراثة حتى يرث من أبيه وأمه، ولم يكن هناك تجربة صراع يعيشونها، فقد كان صفحة بيضاء، ليس فيها تعقيدات، طبعاً الله خلق آدم للأرض، {إني جاعلٌ في الأرض خليفة} (البقرة/30) لكنه تعالى أراد أن يفهمه ما هو إبليس قبل أن ينـزله إلى الأرض، فآدم لم يكن يتصور أن هناك من يكذب ويغش ويحلف بالله كاذباً، وقد أراد الله أن يدخله في دورة تدريبية ليستفيد من التجربة عندما يصبح خليفته في الأرض. ولهذا نحن نقول إن النهي عن الشجرة لم يكن لأجل وجود شيء سيّىء فيها، بل كان نهياً من أجل إيجاد فرصة لآدم وحواء أن يواجها إبليس، وأن يتعرَّفا معنى إبليس، فيأخذا خبرة في مواجهته على الأرض، وليتعرفا كيفية ممارسة الصراع من موقع خبرة.
    {فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}، أي من الظالمين لأنفسهم، لأنكم ستخسرون، وستفقدون هذه الحياة الرغيدة التي في الجنة، {فوسوس لهما الشيطان}، دخل وحاول أن يهيّىء لهم الأشياء، ولنر من قبل ما هي الوسوسة التي كانت، {ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما}، آدم وحواء عندما كان في الجنة، لم يشعرا بوجود اختلاف عضوي بين الرجل والمرأة، لم يشعرا بهذه المسألة، لأنه لم يكن هناك إحساس غريزي، لكن هذه الوسوسة أوقعتهم بمخالفة النصيحة الإلهية، فشعرا بهذا الجو، {ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما}، يعني من عوراتهما، {وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة}، تعالا لنفكّر معاً عن السبب الذي من أجله نهاكما الله من الأكل من هذه الشجرة في حين أباح لكما كل الجنة؟ {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشجرة إلاّ أن تكونا ملكين} لأن هذه الشجرة كل من يأكل منها يصبح ملكاً من الملائكة، {أو تكونا من الخالدين} أي أنها شجرة الخلود، {وقاسمهما} وعندما رآهما في حالة تردد بدأ بالحلف، {إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور} يعني أنزلهما عن درجة الطاعة، فغرهما وخدعهما {فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما}، شعرا بهذا العضو الذي يُستحى منه _ {وطفقا يخصفان عليهما} على العورتين، {من ورق الجنة} حتى يغطّوهما، هنا تمت المسألة {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدوّ مبين}، كيف وثقتما به واعتبرتماه ناصحاً وتقبّلتما إيمانه؟ {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا} وقعنا ونريد غفرانك، ليس الغفران من ذنب وخطيئة، بل غفران من مخالفة النصيحة، والإنسان الذي يشعر بعظمة الله ونعم الله حتى في النصائح، يشعر كأنه أخطأ مع الله سبحانه وتعالى وإن كان قد أخطأ بحق نفسه {وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونّن من الخاسرين} وحين تمت التجربة، وعرفا ما معنى إبليس، وما هي وسوسته ووسائله في الإضلال وفي إيقاع الإنسان في غفلة من وعيه بما لا يرضي الله: {قال اهبطوا ا بعضكم لبعض عدو}.
    وبدأت المسألة العملية الواقعية بين الشيطان والإنسان، وقد أكد الله مسألة (العداوة) في أكثر من آية، {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} (فاطر/6).
    {ولكم في الأرض مستقر} سوف تعيشون في الأرض وليس في الجنة {ومتاع إلى حين}، إلى الوقت الذي جعله الله تعالى، {قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} (الأعراف/20-25)، وهكذا نبّه الله بني آدم من فكر إبليس، لأن إبليس توعَّد بني آدم، وذلك بقوله تعالى: {يا بني آدم لا يفتننّكم الشيطان _ لا تجعلوه يوقعكم بالفتنة، لأنه يريدكم أن تخسروا الامتحان وأن تسقطوا في التجربة، كما أخرج أبويكم من الجنة ينـزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} (الأعراف/27) لأنه من الجن.
    {إلاّ إبليس كان من الجن}، وعلى هذا الأساس، هناك كثير من الناس يقولون نحن نستحضر الجن، ويلعبون على الناس بضرب المندل وأنهم يرون الجن، وبعض النساء أو الرجال الذين يصابون بالصرع أو بصدمة نفسية، يُقال خذوهم إلى الشيخ الذي يكتب، فيقول إنه تلبسها أو تلبّسه الجن، وعلينا أن نعمل طريقة لإخراج الجن منه أو منها، وربما بعض الناس لا دين ولا شرف لهم يستعملون أشياء تتصل بالعرض بحجة إخراج الجن، بعضهم يقول هذه فلانة عشقها الجن، هناك بعض الناس إذا حدث معهم مشكلة في البيت أو مات له ولد أو مرض فيقول هذا البيت مسكون بالجن.

    الله يقول {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم}. هناك بعض الروايات تنقل بأن الإمام علي بن أبي طالب (ع) حارب الجن، وأن الله أرسله حتى يحارب الجن؟! هل أحد منكم رأى الجن؟ نحن لم تثبت لنا من هذه الأمور أيّ مسألة، فليكن عندنا بعض العقل، لأن الجنَّ موجود في أذهاننا وليس في الواقع، وعلينا أن نحرر عقولنا من هذا الجن المتخلّف، {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون}.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    متابعات
    مختارات
    متابعات


    المشاركات : 1292
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله   ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Icon_minitime14.01.11 20:03

    3

    ظلم الضلال
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع أنبياء الله والمرسلين، السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.
    من الأمور التي ركَّز عليها القرآن الكريم في عملية الضلال والهدى هي مسألة القرين، الصديق، الصاحب، باعتبار أن الإنسان كثيراً ما يتأثر بصاحبه وبقرينه وبصديقه، لأن العلاقة بين الإنسان وبين صاحبه الحميم تنطلق من خلال العاطفة، والعاطفة غالباً لا تدقق في الحسابات، بل إنها أشبه بالفيضان الذي يقتحم السدود ويطغى على ما حوله، ولذلك فقد أراد القرآن الكريم أن ينبّه الإنسان إلى أن لا يخضع لقرينه، بل يبقى ليختار الصديق الجيد الذي يملك عقلاً وديناً ومسؤولية، ليستزيد بصداقته عقلاً من عقله، وديناً من دينه، وروحاً من روحه، واستقامة من استقامته، وفي هذا المجال يقول الشاعر:
    صاحب أخا ثقة تحظ بصحبته فالطبع مكتسبٌ من كل مصحوبِ
    والريح آخذة ممّا تمر به نتناً من النتنِ أو طيباً من الطيبِ
    أي إذا كان عندنا أماكن نتنة وجاءت الريح فإنها تحمل تلك الرائحة معها، وإذا كانت الأماكن طيبة مثل بساتين الورود والبرتقال أيضاً، فالريح تحمل معها الرائحة الطيبة، كما في قول الشاعر:
    عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارنِ يقتدي
    فلا تسأل عن فلان وكيف هو، بل اسأل من هو صديقه، على حسب المقولة المشهورة: «قل لي من تصاحب أقل لك من أنت». وهناك آيات قرآنية أكدت هذا المعنى في أكثر من جانب.
    وقبل أن نبدأ بالحديث عن القرين كما هو التعبير القرآني، فإن علينا أن ننبه كما نبهنا أكثر من مرة عن الذهنية الخرافية المتخلفة التي يحملها الكثير من الناس، وهي قضية "القرينة"، لأنهم إذا لاحظوا أي حالة مرضية تسيطر على الفتاة أو الشاب أو حالة نفسية، فيقولون إنها القرينة، ويذهبون إلى الذين يفتحون الكتاب حتى يفكوا لهم القرينة بطريقة الخرافات والخزعبلات. نحن نقول لهؤلاء لا يوجد قرينة، وإذا كان بعض الناس أيضاً يتكلمون أن فلانة تلبّسها الجن وفلان تلبّسه الجن، فالله تعالى لم يسلّط الجن علينا، لأنه عالم مستقل يعيش لوحده، ونحن عالم مستقل، هم مكلَّفون بتكاليف من عند الله، فإن أطاعوه أعطاهم أجراً على طاعتهم، وإن عصوه عاقبهم. ونحن أيضاً كذلك.
    أما ما يقال بأن الجن يأتي ليتلبّس أحداً، وأنّ هناك بعض الناس أيضاً يُقيمون علاقات مع الجنّ ويوهمونهم بذلك، فيأخذون منهم مبلغاً من المال مقابل إخراج الجن منهم؛ هذه الحالات التي تحدث للناس كلها غير واقعية، سواءً كانت حالات صرع أو حالات نفسية أو حالات عضوية، فالشيء العضوي نرجع فيه إلى الأطباء، والشيء النفسي أيضاً نرجع فيه إلى الأطباء النفسيين أو الأشخاص الذين يستطيعون أن يكتشفوا خلفيات الحالات النفسية للناس. إذاً نحن نتفق أنه ليس هناك شيء اسمه القرينة، أمّا القرين فهو الصاحب الذي يشهد على صاحبه يوم القيامة.
    يقول الله تعالى عن بعض هؤلاء الناس الذين يعصونه: {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون} (فصِّلت/19)، يعني يحبس السابق منهم ليلحق بهم اللاحق، هذا معنى "يوزعون"، أي يأتي الذي يسبق، وينتظر الذي يأتي من بعده، فيحشرون في النار، حتى إذا ما جاؤوها، أي وصلوا إلى النار أو إلى مشارفها، شهد عليهم سمعهم إذا كان الإنسان يستمع الحرام، أو أنه سمع آيات الله تتلى عليه فلم يعبأ بها، وأبصارهم في ما يحرم على الإنسان النظر إليه، أو في ما قامت عليه الحجة من البصر، كمثل شخص يشهد شهادة ويقول رأيت، فالبصر يشهد عليه هذا ليس صحيحاً فهو لم ير، وهذا ما يؤكده الإمام علي (ع) في قوله: «بين الحقّ والباطل أربع أصابع؛ الحق أن تقول رأيت والباطل أن تقول سمعت».
    وقد ورد في الكتاب الكريم: {ولا تقف ما ليس لك به علم} الشيء الذي لست متأكداً منه، {إن السمع} في ما سمع {والبصر} في ما رأى {والفؤاد} العقل، _ {كل أولئك كان عنه مسؤولاً} (الإسراء/36)، فالإنسان إذاً عليه أن يعرف كيف يتحرك في أي شيء يتصل بالسمع أو بالبصر أو بكل ما في جلده، فاليد لها دور حلال وحرام، والرجل كذلك، وكل الأعضاء الأخرى التي عند الإنسان أيضاً لها حلال وحرام {حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون} (فصّلت/20)، يعني أن اليد تشهد وتقول أنا سرقت وضربت، كالرجل الذي ضرب زوجته بغير حق، أو ضرب ابنه من دون حق، أو ضرب جاره من دون حق، أو أمسك السلاح بيده فقتل أو جرح أو غصب؛ كل هذا يشهد عليه، وأيضاً كالشخص الذي يذهب إلى مكان يقام فيه اجتماع لا يرضى الله به، وهكذا في كل شيء.
    {وقالوا لجلودهم}، هنا تحدث عند الإنسان مفاجأة، فأذنه تشهد عليه، وبصره يشهد عليه، والجلود التي تتصل بالأعضاء تشهد عليه، فيستغربون من ذلك كله ويسألون جلودهم كيف تشهدون علينا؟ أنتم الذين سوف تتعذبون وهذه الشهادة ليست في مصلحتكم، {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة}، الله الذي خلقكم بكل ما عندكم من طاقات، {وإليه ترجعون* وما كنتم تستترون} أي أن واحدكم لم يكن يختبئ من جلده أو من سمعه وبصره، {أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم} لأنكم كنتم تعيشون الغفلة عن فكرة أن الله يتطلع على كل ما عندكم، {ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون} (فصّلت/21-22)، وذلك عندما كنت تختبئ في غرفة أو في أي موقع ما، وأنت تعتقد أن الله لا يراك، {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا} (المجادلة/7)، مشكلتكم أنكم لا تعرفون الله ولا تتصورون أن الله تعالى يشرف على الإنسان في كل سره وعلانيته، في ظاهره وباطنه، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} (غافر/19).
    وكما يقول الشاعر:
    إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوتُ ولكن قل عليّ رقيب
    وهناك كلمة للإمام علي (ع) من أروع الكلمات يقول فيها: «اتقوا معاصي الله في الخلوات»، أي عندما تكون وحدك، وتشعر بالأمن بعيداً عن أيِّ حسيب أو رقيب، فاعرف أن الشاهد هو الحاكم وهو الله، لأن الله الذي يراك هو الذي يتولى الحكم يوم القيامة، {لمن الملك اليوم لله الواحد القهّار} (غافر/16) فإذا كنت تعرف أن الذي يحكم عليك هو الذي يشهد عليك، فكيف تقف في موقف تتحمل أنت وحدك مسؤوليته وتتلقى نتائج أحكامه يوم الحساب؟ {وذلكم ظنّكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين* فإن يصبروا فالنار مثوى لهم _ يصبروا على نار جهنم _ وإن يستعتبوا _ يعني إن يطلبوا رضى ربهم، {فما هم من المعتبين} (فصّلت/32-24)، لأنه في الآخرة تغلق أبواب الأعمال ويبدأ حصد النتائج، عندها يتبادر السؤال: لماذا كانت النتيجة هكذا؟ ولماذا وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه؟ ما هو السبب الذي جعل هؤلاء يصلون إلى هذا المصير وإلى العداوة لله والانحراف عن الخط المستقيم الذي رسمه الله لهم ليسيروا عليه؟ وفي الكتاب الكريم الجواب حاضر بقوله تعالى: {وقيَّضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم}، يعني هيّأنا لهم. وقد يقول أحدهم إنّ الله يهيئ لنا أصحاباً شريرين؟! لا، هذا غير صحيح، لأن الله جعل الإنسان مختاراً في ما يريد السير عليه، فهو هيَّأ له الأسباب، واختار الإنسان طريقه، وحصل على نتائج اختياره، سلبياً كان أو إيجابياً، ولكن باعتبار أن الله هو الذي خلق الأسباب، ينسب الأشياء إلى نفسه، وليس معناها أنه هو المسبِّب المباشر، بحيث نقول إن الله هو الذي يختار للناس القرناء والأصحاب، {وقيّضنا لهم} هيّأنا لهم {قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} يعني زيّنوا لهم المعاصي، سواء التي يقبلون عليها أو التي خلّفوها وراءهم {وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس}، أي ثبت عليهم الحكم، لأنهم عندما خضعوا لما زيّنه لهم قرناؤهم من السوء، فثبت عليهم الحق وصدر عليهم الحكم في هذه المسيرة التي سبقتهم {في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين} (فصّلت/25) لأنه عندما أخذوا بأسباب الخسارة، فمن الطبيعي أنهم وقعوا في الخسارة في هذا المجال.
    وهناك آية أخرى تتحدث عن هذا الموضوع، مبينةً الأسباب التي يختار بها الإنسان أصدقاء السوء وقرناء السوء، ومن بين الأسباب الغفلة عن الله، لأن الإنسان الذي لا ينظر إلى ربّه بعين قلبه وعقله، ولا يعرف مقام ربه في مواقع عظمته ونعمته وقوته ومسؤوليته، وإذا جهل الشخص مقام ربه، ونسي ربه فمن الطبيعي جداً أن يستلمه الشيطان، فهو بعدها لا يفكر كيف يختار أصحابه وأصدقاءه أو كيف يختار طريقه، لأنه إذا غفل عن ذكر الله فإنه يصبح من دون ضوابط، بل إنه يتحرك وفق شهواته وغرائزه، والله تعالى ذكر: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى} (النازعات/40-41)، الجنة هي مأوى الذي يخاف مقام الله تعالى.
    وأما الإنسان الذي يغفل عن ذكر ربه، فإنه يستسلم لهواه ولشهواته، ويجعل هواه هو العنوان الكبير الذي يحكم كلَّ حياته، ويرى أن كل ما يحكم حياته هو أن يحقق أهواءه وأن يحقق شهواته، كبعض الناس الذي يقول المهم أن أحقق أحلامي، حتى لو كانت أحلامه أحلام السوء وليست أحلام الخير، وفي هذا يقول تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن _ يتعامى، والأعشى هو الذي لا يرى، بعضهم يقول الذي يفقد الرؤية، والبعض يقول هو الذي لا يرى في الليل ويرى في النهار، _ ومن يعش عن ذكر الرحمن _ أي يعرض عن ذكر الرحمن، وذكر الرحمن أن يذكر الله بعقله فيشرق عقله بالله، ويؤمن بأن الله يراقبه في كل حركة فكره وفي كل ما يخطط له عقله، وأيضاً في قلبه عندما ينبض قلبه بالخير.
    وقد ورد عن الإمام جعفر الصادق (ع) في تعليقه قوله: إن ذكر الله على كلّ حال ليس قولك سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإن كان ذلك منه، ولكن أن تذكر الله عند كل واجب فتفعله، وأن تذكر الله عند كل حرام فتتركه. وهو أن تذكر الله بحيث ترى أن الله يراقبك ويراك، وأنّ بعد هذه الرؤية والمراقبة هناك حساب وعقاب، {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيِّض له شيطاناً فهو له قرين} (الزخرف/36) وليس معنى ذلك أن الله يأتي له بهذا الشيطان ويقول له اذهب عند فلان، لا، لأن الإنسان إذا عمى وأعرض عن ذكر الله ونسي الله وغفل عنه، فإن من الطبيعي أن الشياطين يتسلمونه ويأتون إليه ويحيطون به من كل جانب، سواء كانوا من شياطين الإنس أو الجن، لأنه ليس عنده ما يمنعه من الدخول إلى عقله وقلبه وحياته، {وإنّهم} هؤلاء الشياطين {ليصدّونهم عن السبيل}، عن سبيل الله، وعن طريق الله، فإذا أرادوا السير في الطريق المستقيم صدوهم بما يستمعون إليه منهم.
    الآن مثلاً هناك الكثير من الأشخاص إذا رأوا شاباً يريد أن يلتزم بأوامر الله ونواهيه، أو إذا رأوا فتاةً تريد أن تتحجب وتلتزم بأوامر الله ونواهيه، فإن بعضهم يقول أنت ما زلت شاباً وأنت ما زلت صبية، غداً تلتزمون عندما يصبح عمركم 50 أو 60 سنة. إنّ الله كلَّف الإنسان منذ بلوغه سن التكليف، ومعناه أن الله يسجِّل له الثواب والعقاب على المعصية والطاعة. أو يقولون انظروا هذه الدنيا بكل ما فيها أين أنتم فيها وأين تعيشون؟ وفي أي زمن؟ أو أي محيط؟ هذه وساوس الشيطان، {وإنهم ليصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون} (الزخرف/36-37)، إنهم ينصحونهم ويبصّرونهم لعلَّهم ينفتحون على الحياة والعصر حتى تتقبلهم الناس وتمتدحهم، {حتى إذا جاءنا} ووقف في موقف يوم القيامة ورأى صاحبه الشيطان الذي كان معه وعرف النتائج {قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} بحيث لا أراك ولا تراني {فبئس القرين} لأنك أنت ورّطتني وجعلتني أتحرك في الأمور التي جعلتني في موقع غضب الله وسخطه، وفي موقع عقاب الله سبحانه وتعالى.
    والله يعلّق هناك ويقول: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم _ يعني أنفسكم _ أنكم في العذاب مشتركون} (الزخرف/39) يعني أنكم مجتمعون، لأن كل واحد يتعذب على حسابه، فعندما يجتمع الأصحاب في النار فكل واحد يأخذ نصيبه من العذاب. فمن الطبيعي أنه لا ينفعهم كونهم يتعذبون بعضهم مع بعض، لأن كل إنسان لا يجزي عن الإنسان الآخر، بل يتحمَّل كلٌّ منهم عذابه باعتبار أنه يتحمل مسؤوليته وحده، {وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً} (مريم/95) {واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً} (لقمان/33) {ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون}، فمشكلة هؤلاء الناس أنهم عُمي البصائر وصمّ الأسماع، {أفأنت تسمع الصمّ أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين} (الزخرف/40).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    متابعات
    مختارات
    متابعات


    المشاركات : 1292
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله   ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله Icon_minitime14.01.11 20:09

    4

    العدل منهج حياة
    القاعدة التي يرتكز عليها كلُّ الخط التشريعي المستقيم في المنهج الإسلامي هي العدل، فكلمة العدل في كلِّ أبعادها التشريعية تختصر كل الإسلام في عقائده وشرائعه ومناهجه، وفي حركيته في العلاقات والمعاملات بين الناس.
    وهذا ما أكّدته الآية القرآنية الكريمة في سورة الحديد: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} (الحديد/25) فالآية تؤكد أن قيام الناس بالقسط، أي بالعدل، هو الهدف والخطّ لكل الرسالات، ودعوة كلِّ الرسل وركيزة كل الحجج والبراهين التي يقدمونها، وهو الميزان الذي يزن الله به مستوى القيمة في النشاط الإنساني، لأنّ العدل هو أن يُعطى صاحب الحق حقه، فهناك في النظام الكوني والنظام الإنساني حقوق كونية تكوينية وحقوق اختيارية إنسانية، فالحقوق الكونية هي ما أودعه الله تعالى في النظام الكوني من حق كل ظاهرة كونية على الظاهرة الكونية الأخرى، فكل ما يحتاج إلى الدفء وإلى الحرارة له حق على الشمس، وكل ما يحتاج إلى الري له حق على المطر، وعلى السحاب والغمام وما إلى ذلك.
    وهكذا كل الموجودات الحية والنامية، ولا سيّما الحيوانات التي لها حق وعليها حق، والنبات له حق وعليه حق، فالكون بكل ظواهره المتحركة والجامدة والحية والنامية، يخضع للعدل التكويني، لأن كل ظاهرة تعطي ما تحتاجه الظاهرة الأخرى، وهذا هو الذي قدَّره الله تعالى في الكون كله.
    إنّ الله تعالى خلق كل شيء وقدَّره تقديراً، وأعطى كل شيء حاجته، بحيث إنّ هذا الشيء لا يملك أن يمتنع عن تقديم هذه الحاجة للموجودات الأخرى، وهذا هو العدل الوجودي والعدل التكويني، ثم نرتفع فنلاحظ أن قيام الناس بالقسط يفرض عليهم حقاً لله، وحق الله تعالى على خلقه أن يوحّدوه في إيمانهم في وجوده، وأن يعبدوه ويطيعوه، هذه العناوين الثلاثة: التوحيد والعبادة والطاعة، هي من مفردات عدل الإنسان مع ربه، لأن علاقة الرب بعباده، أي علاقة الربوبية بالعبودية، تفرض هذا النوع من الانفتاح على الحقيقة التوحيدية التي غرسها الله في فطرة الإنسان {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} (الروم/30).
    فالحقيقة التوحيدية كامنة في فطرة الإنسان، وهي حق الله على الإنسان أن يدركها وأن يحركها وأن يفتح عقله عليها، وأن يركز كل سلوكه في اتجاهها، وذلك بأن يعبد الله وحده، وهذا ما نلاحظه من أن الأنبياء خلال دعواتهم للناس لم يدخلوا معهم في جدالٍ حول فلسفة التوحيد كفكرة تجريدية فلسفية، وإنما دعوهم بشكل واقعي: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}.
    كما إنهم لم يقولوا للنّاس وحِّدوا الله، ولم يدخلوا معهم في جدل حول التوحيد والشّرك، لأنَّ مسألة التوحيد تكمن في عمق الفطرة الإنسانية، بحيث إذا تعمَّق الإنسان في فطرته أدرك التوحيد، فتكون المسألة بعد ذلك هي الالتزام بمفاعيل التّوحيد في إدراك الإنسان له، وذلك بالعبادة والطاعة: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، فالطاعة تعتبر من مفردات العبادة، لأن العبادة هي الخضوع لله تعالى في ما أمر به أو نهى عنه، وهذه هي العبادة التي تمتد في كل حياة الإنسان، ولهذا ورد: أن «العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال».
    والخلاصة هي أن كلمة العدل، فيما يريد الله للإنسان أن يأخذ بالعدل في علاقته به، تختصر كل العقيدة، وإذا قرأنا قوله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} (النساء/80)، أو {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران/31)، نعرف أيضاً أن الإيمان بالرسول والطاعة له في ما بلّغه عن الله هي من شؤون العدل، لأنها من شؤون طاعة الله التي هي خطّ من خطوط العدل، ومن خلال ذلك ننفتح على كلِّ التشريعات الإسلامية في حقوق الناس بعضهم على بعض، إن على مستوى تنظيم الأسرة، كحق الأب والأم على الأولاد، أو حق الأولاد على الأب والأم، أو حق الزوج على زوجته، أو حق الزوجة على زوجها، وإن على مستوى المحيط الاجتماعي، كحق الجيران بعضهم على بعض، أو حق المعلم على المتعلم، أو حق المتعلم على المعلم، أو حق الحاكم على المحكوم، فهذه كلها تمثل العدل، بإعطاء كلّ ذي حق حقه، والحق هو ما يفرضه الله على الإنسان مما يدخل في حساب الطاعة، لأن حركة التشريعات تنطلق من العقيدة، والعقيدة عندما تفرض عبادة الله وطاعته، فإن ذلك يتمثل في الالتزام في كلِّ ما شرعه الله سبحانه وتعالى.
    وهكذا تمتدُّ المسألة في الحقوق الخاصة والعامّة بين النّاس داخل المجتمع الإنساني في قضايا الحرب والسلم، والمعاملات والعقود، وفي قضايا المعاهدات في كل التنظيم الإنساني، فهناك حق لإنسان وحق على إنسان آخر، وأداء الحق يمثل العدل في هذا المجال أو ذاك المجال، وتمتدُّ المسألة أيضاً إلى عدل الإنسان مع الحيوان، فالله أباح للإنسان أن يذبح الحيوان ويأكله، ولكن ضمن نظام وقانون معين وأخلاقية معينة، فالإنسان يجوز له أن يذبح الحيوان أو يصطاده لغذائه ولكنّه لا يجوز له أن يعذبه كأن يحرقه بالنار، ولا يجوز له أن يجعله يموت جوعاً أو يموت عطشاً أو ما أشبه ذلك.
    وهناك أيضاً عدل وظلم بالنسبة للبيئة، هذه البيئة التي يتنفس فيها الناس ما يضمن لهم سلامة حياتهم، ولذلك نحن قلنا بعدم جواز ما تعارف عليه الناس في عملية الاحتجاج بإحراق الدواليب لأنهم يريدون أن يقطعوا طريقاً، من حق الإنسان أن يحتج على ما له حق فيه ليضغط على الآخرين ليمنحوه حقه، ولكن ليس له أن يحتج بما يضرُّ الناس، وهذا يدخل في ضرر الناس، لأنه يلوّث الهواء، وهكذا في كل ما يلوث الهواء بالميكروبات أو يلوث الهواء بالسموم أو ما أشبه ذلك من الأمور، فللبيئة حق عليك، وعليك أن تؤدي إلى البيئة حقها، ولا يجوز لك مثلاً أن تجري الصرف الصحي إلى البحار والأنهار، لأن ذلك يضر بالثروة السمكية، أو أن تضع بعض النفايات النووية كما تفعل بعض الدول، سواء كانت تدفنها في مكان أو تضعها في البحر، لأن هذا يؤثر على الثروة السمكية، وكذلك ما تفعله بعض السفن الآن من إراقة البترول في البحر أو في الأنهار.
    إذاً نفهم من الآية الكريمة: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات}، بالحجج والبراهين التي تثبت لهم الحقيقة التوحيدية الرسالية الشرعية، {وأنزلنا معهم الكتاب} الذي هو وحي الله {والميزان} الذي يبيّن موازين الحق والباطل وموازين العدل والظلم والخير والشر {ليقوم النّاس بالقسط} (الحديد/25) وهو العدل. ولعلَّ الفكرة أو العقيدة المتّصلة بمسألة الإمام الحجة (ع)، هو أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، لم يقل إنه يملأ الأرض بالإسلام، ولم يتحدَّث عن الإسلام، ولم يتحدَّث عن تطبيق الشريعة، بل تحدث عن العدل العالمي الشامل، لأن كلمتي العدل والظلم تختصران ما أراده الله تعالى وما حرّمه الله، فعندما يقال يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فإنه يملأ الأرض بالإسلام كله في خط العقيدة وفي خط الشريعة.
    وعلى ضوء هذا نفهم أنّ من لا عدل له لا دين له، لأن أساس الدين هو العدل، وقد فصّل الله تعالى العدل في خطوطه العامة؛ العدل مع الأصدقاء ومع الأقرباء والأعداء، العدل في الشهادة، العدل في الكلمة، العدل في الحكم.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    ملف خاص /من المسائل العقائدية لـ سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات ..أدبية وثقافية :: قضايا ومقالات عامة-
    انتقل الى: