بعد اتهامه بقتل عروسه: شرين ديواني يمثل أمام المحكمة

الإدارة المشاركات : 3446 . :

ملتقى نور المصباح الثقافي
- لندن÷* بعد اتهامه بقتل عروسه خلال شهر العسل: شرين ديواني يمثل أمام المحكمة، ولم يمض سوى خمسة أسابيع على لقاء أفراد عائلتي شرين ديواني وعروسه آني هيندوكا حيث تبادلوا عبارات المجاملة، حول مائدة طعام كبيرة خلال عرسهما المغرق في ترفه بمومباي.

لكنهم لم يتبادلوا يوم الأربعاء الماضي سوى نظرات عابرة محملة بالغضب خلال جلسة استماع في محكمة بلندن مخصصة لمناقشة تسليم شرين إلى جنوب أفريقيا. وخلالها استمعوا كيف أن العريس –كما زعِم- قد خطط لقتل عروسه خلال شهر عسل حالم في جنوب أفريقيا.

تشكل قضية القتل، المتهم فيها ديواني مادة درامية من الطراز الأول، فهو رجل أعمال ناجح من عائلة بريطانية-هندية محترمة، وقد تزوج فتاة جميلة من عائلة سويدية- آسيوية. وبعد مقتلها خلال عملية خطف جرت في "كيب تاون" التي تعد أكثر المدن إجراما، أصبح ديواني موضع تعاطف شامل.

لكن الرجل الذي اعتقلته الشرطه واتهمته بالتخطيط لمقتل زوجة ديواني، اتهم الزوج بأنه هو الذي خطط لكل العملية لأسباب مجهولة. وخلال جلسة المحكمة أمس الاول، كان ديواني جالساً في حالة شرود كامل، وبالكاد يمكن سماع صوته خلال تأكيد هويته من وراء زجاج قفص الاتهام.

يبلغ ديواني الثلاثين من العمر، وهو مدير مركز لكبار السن قيمته تصل إلى عدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية، وهو يواجه الآن التسليم إلى جنوب أفريقيا على اساس التهمة الموجهة اليه بالتواطؤ في قتل عروسه، ابنة الثامنة والعشرين يوم 13 نوفمبر أي بعد 11 يوما على عرسهما. وقد أبقي يوم الأربعاء في السجن للسماح لحكومة جنوب أفريقيا بالاستئناف ضد قرار إطلاق سراحه بكفالة مالية تصل إلى 250 ألف جنيه.

لم يبد ديواني ذا علاقة بتلك الصورة الفوتوغرافية البهية التي ظهر فيها، وكأنه أحد أبطال أفلام بوليوود بملابس مهراجا مع عروسه الفاتنة، بل رجل متضائل مصدوم بالكابوس الذي راح يفتح مشاهده واحدة بعد الاخرى أمامه. ولم يبذل أي جهد للتعرف على إقاربه الواقفين وراءه.

في حين بدا والده باركاش، الذي يعمل قاضيا ويعتبر أحد أعمدة الجالية الهندية المهمين في مدينة بريستول الانجليزية، مسكونا بالكرب والغم، وهو يتطلع في ابنه، واحيانا كان يضع وجهه بين كفيه. بالمقابل، كان هناك دموع في أعين النساء القريبات من الضحية مع بروز التفاصيل: ثقب الرصاصة على مقعد السيارة، والجرح الذي تركته الرصاصة في رقبة العروس آني ديواني.

وعلم قضاة محكمة "سيتي أوف ويستمنستر" اللندنية بأن من الممكن تأجير قاتل في جنوب أفريقيا مقابل مبلغ 500 جنيه استرليني. وكشف المحامون الممثلون لحكومة جنوب أفريقيا للمرة الأولى أن ديواني سحب مبلغا قدره 1000 جنيه قبل أيام قليلة على القتل بما فيها 800 جنيه عشية عملية القتل.

وحدث الاختطاف حين كان العريسان في سيارة تتحرك عند حافة مدينة "كيب تاون" المشهورة بجرائم القتل بعد تناولهما وجبة سوشي في مطعم. ويبدو أن السائق وديواني قد دفعا خارج سيارة الفوكس فاغن بعد أخذ ما هو ثمين منهما على يد رجلين مسلحين.

لكن خلال جلسة استماع في كيب تاون يوم الثلاثاء الماضي اعترف السائق زولا تونغو بتورطه في القتل زاعما أنه أجر قاتلين لصالح ديواني مقابل 1400 جنيه استرليني. وكان ديواني قد سلم نفسه إلى مركز شرطة في مدينة بريستول بعد تقديم حكومة جنوب أفريقيا طلبا بتسليمه.

من جانبها قالت المحامية كلير مونتغمري وكيلة ديواني إن هذا الزعم "خال من المنطق". لماذا يريد شخص متخرج من مدرسة متفوقين وصاحب شخصية حسنة ودرب في واحد من أحسن مراكز المحاسبة البارزة ان يفعل شيئا كهذا؟ وكيف قام بترتيب ذلك خلال فترة لا تتجاوز الساعة بعد تعرفه للتو بسائق سيارة؟"
أما القاضي هوارد ريدل فقال إنه "إما أن يكون ديواني قد خطط لقتل زوجته خلال فترة من الزمن أو أنه واحد من الضحايا في هذه الحادثة".

وقال إنه ليس هناك "قضية حقيقية لإجراء المحاكمة" وهذه المسألة يجب أن تحل في جنوب أفريقيا التي هي حسب شروط التسليم ليست بحاجة إلى تقديم دليل لأول وهلة لضمان تسليم ديواني لها. لكن بن واتسون الممثل لحكومة جنوب أفريقيا قال إن ديواني قد أخبر أفراد العصابة إنها ليست المرة الأولى التي يدبر فيها قتلا داخل جنوب أفريقيا.

لكن وكيلة ديواني المحامية مونتغمري أخبرت المحكمة بأن موكلها لم يذهب أبدًا من قبل إلى جنوب أفريقيا. وحسبما ذكرت صحيفة الديلي تلغراف اللندنية فإن شكوك شرطة جنوب أفريقيا تشكلت على حسب قول واتسون مباشرة ضد ديواني بعد حادثة القتل، إذ ما الذي دفع الأخير استئجار سيارة بدلاً من استخدام سيارة الفندق، كذلك فإن أسباب السياقة في منطقة معروفة بخطورتها أثار الشكوك لدى المعنيين في جنوب أفريقيا.

بالمقابل قالت المحامية مونتغمري إن موكلها "على استعداد للتعامل مع هذه المزاعم وهو على ثقة بأنها جاءت من رجال لا يمتلكون شيئا يخسرونه وأي شيء يحصلون عليه هو مكسب بالنسبة لهم".

وبعد المداولات وافق القضاة على إطلاق سراح ديواني بكفالة مع وضع سوار حديدي الكتروني في رسغه حال دفع أسرته مبلغ 250 ألف جنيه كفالة لابنها. لكن هذا القرار ألغي ليلة أول من أمس بعد استئناف حكومة جنوب أفريقيا ضد القرار استباقا لجلسة الاستماع التي ستجري هذا الأسبوع.

محرر المشاركات : 30 . :

يا لطيف