بعد قراءتي لتلك المحادثه , تذكرت بعض الجمل التي شاعت من بعض الزعماء العرب
فهذا فيصل الأول احد الهاشميين الذي اصبح ملك لسوريا و من بعده ملكاً للعراق
قائلاً " إننا سنرحب باليهود ترحيبا قلبيا في عودتهم الى البلاد , و هناك مجال في سوريا يتسع لنا جميعاً "
و من بعد ذلك في مؤتمر الصلح بباريس من نفس العام يعلن ان " هناك صلات وثيقه من القرابه و الدم بين العرب و اليهود , كما انه ليس ثمة تعارض واضح في الصفات المميزه للشعبين "
و هذا الملك فيصل آل سعود ملك المملكه العربيه السعوديه في زيارته للولايات المتحده و تنويهاً على انه لا يكن شيئاً ضد اليهود و يميزهم عن الصهاينه فيقول " لأننا ابناء عمومه في الدم "
و هذا ايضا الملك حسين بن طلال ملك الأردن يعلن ان العرب و اليهود عاشوا مراحل طويله جنبا الى جنب في صداقه و تعاون كأقارب و جيران
ففكرة ان العرب و اليهود أبناء عمومه ليست بجديده او ابتدعت في الجيل الحالى
فهل حقاً نحن و هم ابناء عمومه ؟ , هل فعلا اننا نتشارك في الدم ؟
فمن هنا , كان لابد من الخوض في الإنثروبولوجيا ( علم الإنسان ) , فهو علم يتميز بتحليل التاريخ القديم و الحديث و بما يدرس من لغه و وثائق دينيه , و بما يقيس من اجسام و صفات تشريحيه و وراثيه
و نظره سريعه في التاريخ القديم و الحديث
فخلال إرتحالهم من قلب الجزيره العربيه القرن ال 18 ق.م , شمالا بغرب , ثم جنوبا على طول حواف الهلال الخصيب حتى وصلوا الى حوران ثم الى فلسطين , كموجه أولى , و تلتها موجه ثانيه في القرن ال 14 ق.م
و هنا وجب التفريق بين ثلاث تسميات يهوديه ( إسرائيل , العبريون , اليهود )
اما الأولى فهي نسبه مباشره الى إسرائيل , و العبريون , يقال انها مشتقه من هجرتهم من كلدان الى كنعان
حيث "عبروا النهر" , اما التسميه باليهوديه , فتدل اصلا على ابناء يهودا , الذين اصبحوا يمثلون البقيه المهمه بعد الأسر البابلي , فصارت تطلق فيما بعد على الإسرائيليين جميعا
فكيف وجد اليهود فلسطين ؟
وجدوها ارض كنعان , و الكنعانيون في التوراه هم ابناء كنعان بن حام بن نوح , و هم اول من سكن فلسطين على الأرجح , حيث تقول الروايات انهم اتوا الى تلك البقعه 2500 ق.م و في روايه اخرى 3500 ق.م
و كانوا قد اقاموا حضاره راقيه بفلسطين , كذلك رحل جزء من الكنعانيين الى الساحل اللبناني حيث عرفوا بالفينيقيين , و معنى ارض كنعان اي الأرض المنخفضه
و كان الى جانبهم قبائل اخرى صغيره كالأيدوميين و العمونيين و المؤابيين على تخوم ارض كنعان , خاصه حول جنوب البحر الميت , و كذلك العموريون بعيدا الى الشمال , و هم اولاد اناك في التوراه , و كانوا قد سيطروا على جزء كبير من فلسطين قبل الزحف الفرعوني نحو الشمال 1600 ق.م
و خارج فلسطين كان الأراميين الذين استقروا في سوريا منذ القرن ال 14 ق.م , اي في تاريخ يتعاصر مع الموجه الثانيه للعبريين
اما الفلسطينيين و الذين هم اصلا من شعوب البحر المشهورين في العالم القديم و الذين يرجح البعض ان اصلهم من كريت , قد اتوا الى ساحل ارض كنعان و إستقروا بها نتيجة إضطرابات في موطنهم الأصلي نتيجة تدفق الإغريق 1700 ق.م , اي ايام حروب طرواده