قصتي مع احد مقدمي البرامج في احدى القنوات الفضائية
هل اصبحت قنواتنا الفضائية مكانا لترويج الكذب واتهام الناس بالباطل ؟؟!!!
لقد عزمت على نشر هذه القصة .. لأوضح حقيقة ما تم بثه على احدى القنوات الفضائية..كتبتها ..وانا كما قيل .. "مكره أخاك ..لا بطل "..ارسل احدهم لي رسالة هذا نصها" السلام عليكم كيف يعمل الجهاز ؟ " ورسالة ثانية بنفس التاريخ بالنص" الشيخ ارجو الرد احتاج الجهاز اليوم ياريت تخبرني بطريقة الحصول على الجهاز ضروري"ورسالة ثالثة بنفس التاريخ وهذا نصها " اريد الحصول على الجهاز اليوم للضرورة القصوى" فأرسلت له هذا الرد بالنص" كيف يعمل الجهاز ؟ جهازmp4 مخزن به الرقية الشرعية موصل بسماعات توضع السماعة في زجاجة زيت الزيتون ويتم قراءة الرقية الشرعية بشكل مستمر 24ساعة دون توقف فيتأثر زيت الزيتون بالقرآن وتزيد نسبة الشفاء به وهذا مصداق قوله تعالى" لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " وهذا هو السر في كون الرقاة يعالجون المرضى بالماء او زيت الزيتون المقروء عليه الرقية الشرعية "– حقيقة لقد اشفقت على هذا الانسان واحسنت الظن به وقررت ان اعطيه الجهاز في نفس اليوم وباي طريقة وبدون مقابل لاني ظننت انه بالفعل مصاب باحد الاعراض وان حالته صعبة وتستدعي العلاج..والاسلام امرنا ان نحسن الظن بالمسلمين حتى تنكشف لنا حقيقتهم ونكل سرائرهم الى الله تعالى .. اتصل بي بعد ذلك وشكرني لانني ارسلت اليه المعلومات التي طلبها عن جهاز الرقية ثم سالني هذا السؤال : هل هذا الجهاز مرخص ؟ فقلت له : هذه الجهاز ليس اعشاب شعبية وانما هو جهاز رقية شرعية !! ..اخبرني بعد ذلك انه سياتي بنفسه لاستلام الجهاز ..عندما رايت اهتمامه بهذا الجهاز وانه مصر على استلامه في نفس اليوم لم اشك بان حالته صعبة فارسلت له رسالتين .. الرسالة الاولى هذا نصها " خذ الجهاز وتوكل على الله واعتبره هدية مني وخلك على اتصال معي لمتابعة الحالة حتى يتم الشفاء باذن الله سيستفيد المريض ان كان به مس او سحر او عين او حسد " وارسلت له رسالة ثانية هذا نصها " انا جهزت لك الجهاز وحلفت ما خذ منك فلس اجري على ربي ويكفيني شفاء المريض بسبب هذا الجهاز ".. اتفقنا ان نلتقي في مكان محدد فقابلته وعندما التقيت به أخذ يقبلني على رأسي ويناديني "بالشيخ " حتى ظننت بأني من " أصحاب العمائم " ولا فخر !!! كان على عجلة من امره واخبرني بانه " مسحور" وقد صدق ..فهو مصاب بسحر الوسواس وسوء الظن بالناس !! سلمته الجهاز ورفضت ان استلم المبلغ منه لانني حلفت ان لا استلم منه فلس واحد وان يعتبر هذا الجهاز هدية مني" شفقة مني لحالته المرضية " ولكنه اصر وقال لي خذ المبلغ وتصدق به وفتح "دبة سيارتي" ووضع المبلغ وكان يصر على مغادرة المكان بسرعة .
ما سر هذا الاتصال ؟؟؟
ولماذا طلب الجهاز في نفس اليوم وللضرورة القصوى ؟
ولماذا سالني : هل هذا الجهاز مرخص ؟
ولماذا كذب واخبرني بانه مصاب بالسحر ؟
ولماذا كان على عجلة من امره ؟
ولماذا اتى بنفسه لاستلام الجهاز ؟
أتعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟؟!!! اتضح لي بعد ايام ان هذا الشخص لم يكن سوى احد مقدمي البرامج في احدى القنوات الفضائية وكان موعد تقديم البرنامج في نفس اليوم الذي اخذ فيه مني الجهاز واراد ان يكون موضوع برنامجه عن جهاز الرقية الشرعية والدجل على الناس !! هكذا زعم !!..ولعله لم يجد موضوعا آخر لبرنامجه فوجد هذا الموضوع فرصة لا تعوض !! ونسي المسكين انه بهذا التصرف يتتبع عورات وعثرات اخوانه المسلمين وقد نهانا نبينا عليه السلام عن هذا الفعل بقوله :" يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته "– صححه الالباني في صحيح الجامع . كان بامكانه ان اراد حقا نصيحتي ان ينصحني بيني وبينه وان يبين لي وجهة نظره بالدليل والاقناع بان بيع هذا الجهاز بهذه الطريقة لا يجوز فان كان عندي دليل على جواز هذا الفعل اخبرته به وان وجدت ان كلامه ودليله قوي ومقنع قبلت نصيحته وتوقفت عن بيع هذا الجهاز ..فهذه النصيحة التي امرنا بها صلى الله عليه وسلم بقوله " الدين النصيحة " وان سلمنا لهذا المذكور بان هذا الخطأ قد صدر مني بالفعل ..أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة ؟؟ ..كان اذا اخطأ أحد اصحابه لم يتسرع في الحكم عليه .. بل كان يسأله اولا : لم فعلت هذا ؟؟ وكان يحاور المخطئ ليعرف وجهة نظره .. ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم الفرح بأخطاء الناس عكس ما فعل صاحبنا عندما اتصل باحد اصحابه ليخبره عن موعد بث برنامجه العظيم ليشاركه فرحته !
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعــــه
وقيام المذكور بعرض الجهاز في البرنامج الذي اعده وزعمه بان هذا نصب واحتيال على الناس بدون علم وبدون تروي وبدون قراءة وفهم المسائل والارشادات التي تم وضعها مع جهاز الرقية.. بهتان وظلم واتهام الناس بالباطل وتعدي على الآخرين بدون وجه حق.. "صاحبنا" عرض الجهاز في البرنامج على الهواء مباشرة وقال للناس : انظروا الى الاحتيال والدجل !! هذا لا يليق بمسلم متعلم وعلينا كمسلمين ان نرتقي باخلاقنا قليلا ولا نتسرع في اصدار الحكم على الناس ونسيئ الظن بهم حتى نتثبت من أمرهم ..والإعلام امانه سيسألنا الله تعالى عما نقول فيه .. وللامانة انا لم اشاهد البرنامج ولكن هذا بعض ما تم نقله لي ممن سمعوا وشاهدوا هذا البرنامج .. وايضا للامانه بلغني انه قال ان الذي يبيع جهاز الرقية رفض ان يأخذ مني قيمة الجهاز !! أليس هذا تناقض ؟؟ انت تقول للناس أن الذي اشتريت منه جهاز الرقية رفض ان ياخذ منك قيمة الجهاز وفي نفس الوقت تقول ان هذا دجل ونصب على الناس !! اين الامانة في الكلمة ؟؟ ثم اتصل باحد المشايخ وساله عن حكم استخدام مثل هذا الجهاز..ولكن ..اوردها سعد وسعد مشتمل ..ما هكذا تورد يا سعد الابل ..فلا شك ان المسائل الخلافية موجودة بين العلماء في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل ونحن نحترم مشايخنا جميعا ونحترم فتاويهم ونعترف لهم بالفضل .. ومع حبنا لمشايخنا غير ان الحق احب الينا منهم ... ومنهم تعلمنا انه اذا تبين لنا الراجح في المسائل الشرعية ..علينا اتباع الراجح وترك ما سواه.. وكل راد ومردود عليه قوله الا صاحب " القبر" صلى الله عليه وسلم .. والرقية على الماء عن طريق جهاز التسجيل من المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف ولا انكار فيها على المخالف لانه لم يثبت فيها نص من الكتاب والسنة ولا ينبغي لواحد من المختلفين ان يرد على الآخر قوله لأن كل واحد منهم لم يخالف نصا من الكتاب او من السنة وانما خالف اجتهاد مجتهد..راجع غير مأمور " الرقى الشرعية ووسائلها هل هي توقيفية أم اجتهادية " للشيـخ /عبـداللـه بن صــالح العبـيــد..زعم المذكور حرصه على مصلحة الناس فاتصل بالمشايخ يستفتيهم !! وكان الاولى بهذا المسكين ان يسأل عن حكم الكذب على الناس ؟! وحكم سوء الظن بالمسلمين والفرح بأخطائهم ؟؟!! وحكم التسرع في الحكم على الناس بدون تثبت ؟! وحكم تتبع عثرات وزلات المسلمين ؟! ولكنه لم يفعل !! بل ( كذب واساء الظن وتسرع في الحكم وتتبع العثرات والزلات ثم خرج للناس على الهواء مباشرة في صورة الناصح الامين .. ينصح الناس ويحذرهم من النصابين والكذبة !! ) وننزه صاحبنا وأنفسنا ان ندخل في قول القائل.. برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين..فمشى في الارض يهدي ويسب الماكرين !! ..ثبت من تجارب الناس واستخدامهم لهذا الجهاز ومن خلال تجربتي الشخصية ان هذه الطريقة نافعة باذن الله تعالى .. فمنهم من قال ان بيتي اصبح هادئا اكثر من السابق .. ومنهم من قال انني اصبحت انام بشكل هادئ ومريح ..ومنهم من قال لقد زال الخوف والفزع من اولادي اثناء نومهم ..ومنهم من قال ان الافكار والوساوس السيئة التي كنت اعاني منها اختفت ..ولا عجب ..فهذا القرآن لا تنقضي عجائبه .. والقرآن شفاء لما في الصدور كما وصفه ربنا عز وجل ..ومن الاسباب التي دعتني لبيع هذا الجهاز : نشر هذه الفكرة بين الناس لقوة تأثيرها وبساطة عملها وسهولة تطبيقها وحتى يبتعد الناس عن الذهاب للدجالين والمشعوذين الذين لا يخافون الله تعالى .. ووصيتي لاخواني ان يحذروا من هجر القرآن ..فقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى انواع الهجر للقرآن وذكر منها ترك الاستشفاء به .. وحتى اكون صادقا مع نفسي ومع الناس اقول : ليس في استطاعتي ان اعطي كل انسان هذا الجهاز " كهدية " فهذا فوق مقدرتي المادية فانا لست جهة حكومية لأتبنى مثل هذا المشروع ..والسؤال يطرح نفسه : ان ثبت في الطب الحديث ما يسمى" العلاج بالماء "وكان هناك أكثر من بحث لعلماء أجانب حول " ذاكرة الماءwater's memory - "وعلمنا ان القرآن شفاء لكثير من الامراض .. فما الذي يمنع من الجمع بين العلاجين ؟! ان خلا هذا الامر من المحاذير الشرعية !! قرآن وماء..فأين الدجل والافتراء ؟! بعد هذه الحادثة حاولت الاتصال بالشخص المذكور عدة مرات وارسلت له عدة رسائل ولكنه كان يتهرب فمرة يغلق هاتفه ومرة لا يرد على المكالمات والرسائل !! فقررت نشر هذه القصة لتوضيح حقيقة ما حدث .. وكم من سحر انقلب على الساحر !!
ومازلنا نتسائل:هل ستصبح قنواتنا الفضائية منبرا لترويج الكذب واتهام الناس بالباطل بسبب أخطاء شخصية يرتكبها البعض تحت مسمى " الإعلام الهادف " ؟!! والاعلام الهادف منها بريء !!
ملاحظة ..."جميع الرسائل النصية التي ذكرتها في هذه القصة محتفظا بها في ذاكرة الهاتف