صبا زائر
| | لما كل هذا الضجيج | |
نحن اليوم لانعاني , نحن نعيش بأبهى حالاتنا وأجمل أوقاتنا , كل شيء مؤمن والحمد لله , الأمان والصديق والحبيب والطعام والشراب والأسعار الهابطة التي تجعل كل شيء مادي طيع بين يديك فلما كل هذا الضجيج ؟ الجار مازل يطرق باب جاره ويسأله ان يلزمه أي شيء فهو على أتم الجاهزية لمد يد المساعدة , الصديق كل يوم يطرق بابك أو يهاتفك ليطمئن عليك دونما مصلحة أوغاية ما , الشاب لازال محافظا على تراثه وطريقة لباسه التي توحي بأنه بني آدم ويتعامل مع الشبكة العنكبوتية بكل حشمة ووقار , ينشر الأخلاق الحميدة , ويصادق أخير الأصحاب , ويعامل كل فتاة يصادفها بحسن نية واقتدار , الحمد لله فرائحة المسك من عبق الماضي لازالت تعطر أجواء زماننا هذا , فلما كل هذا الضجيج ؟ الفتيات لازلن محافظات على عفتهن وحشمتهن وكل هندامهن لازال يكثر فيه القماش , والتاجر لازال يحترم مهنته ويبيعك بالسعر المناسب بحيث يربح النذر اليسير , وتخرج من محله وابتسامتك تكاد تصل اذنك من شدة الرضا , فما زال في جيبك المال الكثير , لكي تشتري فيه طلبات الزوجة والأبن الاكبر والأوسط والصغير , فلما كل هذا الضجيج ؟ الحمد لله فلم تكثر نسبة الشيوخ في عصرنا الذهبي هذا ولا أحد يفتي الا من كان يثقله التقى والعلم والدين , فما زال ديننا دين يسر ياأخوان , فلما كل هذا الضجيج , لاحاجة أبدا للعمل بدوام ثان وثالث , يكفي العمل في دوام واحد , لأن من يصرف الرواتب شخص صاحب ضمير ويعرف ربه , ولايختلس قيد أنمله فالمال من الشعب وللشعب ,وأما حال النواب فهم فعلا ينوبون عنا في مجلس هذا الشعب , فدمعتهم دمعتنا , وصوتهم صوتنا , وهمهم همنا , وقد انتخبناهم دون بيع لضمائرنا وأصواتنا , انتخبناهم ونحن بكامل قوانا العقلية , لأنهم حقا يستحقون أن تخرج من بيتك وتمشي عشرة كيلو مترات لتدلي بصوتك لاجلهم , انهم صوت الحق وقد فعلوا لأجلنا الكثير , فلما كل هذا الضجيج ؟ الزوجة تعامل زوجها أحسن معاملة ولاترفع صوتها الا في حالة الطلق والولادة , ولا تطلب من زوجها الا ماهو مهم للغاية ومايحقق أهداف الاسرة كاملة , ولاتغار من جاراتها ومن فتكات ونعمات , والرجل نبيل نبيل يغض النظر ويعمل بكل تعاليم دينه وسنه رسول الله , فلا يخون ولايزني ولا تغريه أي امرأة لعوب , فلما كل هذا الضجيج , والشاب الذي أفنى عمره بالدراسة لم يطل صبره كثيرا , فالسبل كلها مفتوحة أمامه , لأن الرجل المناسب في المكان المناسب , فلايوجد شاب على قارعة الطريق ينتظر من يطلبه لرصف طريق أو تنظيف حديقة مهملة , لأنه صاحب شهادة وقد وفاه مدير شركته حقه , والنساء والحمد لله وهذه نعمة مابعدها نعمة , قد دخلن معترك الحياة ووضعن يديهن بيد الرجل للعمل ولبناء هذا المجتمع الجميل ولم يتعاملن الا لامكانياتهن الثقافية والعلمية وليس لجمالهن وشكلهن وما الى ذلك ................... فلما كل هذا الضجيج الاعلامية صبا العلي
|
|