قلعة دمشق
تختلف قلعة دمشق عن القلاع والحصون بكونها مبنية على أرض في نفس مستوى المدينة ملاصقة سور دمشق الذي كان يشكل دفاعا قويا ضد الهجمات الخارجية فالقلعة بهذا المعنى لها دور داخلي أكثر منه خارجي . كما تميزت قلعة دمشق بضخامة البناء و قوته بشكل عام فالحجارة كبيرة والجدران سميكة والأبراج مرتفعة والمرامي والرواش كثيرة.
لهذا كله نرى أن المهام الموكلة لقلعة دمشق عند بنائها كانت إيواء الجند ومركزا للقيادة العسكرية وحصنا في مواجهة التمردات الداخلية . وهذا يؤكد أن القلعة بناء روماني بني ليكون مركزا لفرقة الفرسان الرومانية المتمركزة في دمشق.
ونعتقد أن السلاجقة اعتمدوا القلعة كحصن دفاعي خارجي بسبب تهدم سور دمشق وعلى هذا فقد قام السلاجقة بتجديد القلعة وإضافة بعض المنشات إليها . وأخذت القلعة شكلا مستطيلا بدلا من شكلها الأصلي المربع .
وفي عام 1202 م قام الملك العادل بهدمها وبناء قلعة جديدة مكانها . لأنها لم تعد قادرة على مواجهة الجيوش الصليبية التي كان يعد نفسه لمواجهتها . ولهذا جاءت القلعة الجديدة آية في فن العمارة و التحصين العسكري .
وكان السلطان العادل يحرص على احاطة القديمة بخط دفاعي جديد يحل محل القلعة القديمة قبل أن تهدم لان عملية بناء القلعة استمرت 15 عاما .وشارك فيها الأمراء الأيوبيون الذين اختص كل منهم بجانب من سور القلعة أو برج من أبراجها . وكذلك سكان دمشق وقد جاءت القلعة الأيوبية متطورة تطورا هاما بالنسبة للقلعة القديمة سواء من حيث القوة والمنعة أو ضخامة الأبراج أو المساحة لكنها حافظت على الشكل المستطيل الذي تراوحت أبعاده بين 225 م إلى 260 م طولا و 120 م إلى 165 م عرضا. وقد بقيت بعض المنشات كما كانت في السابق . كما أضيف إليها قصر مؤلف من طابقين وعدد من القاعات الصغيرة , ومنشات للسكن والحكم ودار للعبادة .
وعلى الرغم من الهمجية المغولية وتخريبهم لأجزاء عديدة من القلعة فقد أعاد المماليك بنائها كما استمرت في عهدهم الإصلاحات بسبب أهميتها العسكرية والسياسية و الفنية .
تخطيط القلعة :
إن القلعة القديمة كانت محاطة بخندق عميق يملأ بماء بردى المجاور أثناء الحصار . وقد استمر السلاجقة و الأيوبيون في استثماره والاعتناء به . ويتركز في كل زاوية من زوايا القلعة برج . كما يوجد برجان في الواجهة الشرقية وثلاثة أبراج في الواجهتين الشمالية و الجنوبية .ويصل بين الأبراج جدران سميكة تسمى ( البدنات ) تتألف من طابقين , تنتهي في أعلاها بستائر مزودة بشرا فات ذات مرامي صغيرة .
وخلف الأبراج والبدنات يوجد ممر مسقوف يسمى الممر الدفاعي يؤمن الاتصال يبن جهات القلعة الأربع .
ويوجد للقلعة بابان شرقي يفتح على المدينة وشمالي . إلا أن الأخير تهدم مع البرج الذي يحويه فأعيد بناؤه وزالت الآثار الأيوبية عنه . أما البابان الغربي و الجنوبي فقد ضاعت معالمهما .
أما تزويد القلعة بالمياه , فقد تم جر مياه نهر بانياس النظيفة إلى داخل القلعة من خلال قناة تحت الأرض تدخل من الجهة الغربية وتتوزع على الحمامات والدور و المسجد والبرك ..وبالإضافة إلى ماء النهر فقد أكدت المصادر التاريخية وجود آبار احتياطية داخل القلعة لاستخدامها في حال قطع المحاصرون ماء النهر .
أهمية القلعة السياسية و العسكرية و الاجتماعية :
لعبت قلعة دمشق في العهدين السلجوقي والأيوبي أدوارا سياسية وعسكرية متفاوتة . فقد كانت القلعة مقرا للسلاطين نور الدين وصلاح الدين والملك العادل حيث شكلت مركزا للنشاطات السياسية والعسكرية في الفترة الأهم من الحروب الصليبية . إلا أنها أثناء الصراعات الداخلية على الحكم حوصرت حصارات سريعة مثل حصار نور الدين وحصار صلاح الدين وحصار الملك العادل من قبل أولاد أخيه .
واستمرت القلعة الأيوبية تلعب نفس الدور السياسي الذي لعبته في العهد السلجوقي . فقد غدت لسلاطين بني أيوب ومركزا لسلطتهم .
وخلال العهد المملوكي , لاقت القلعة عناية كبيرة ,فقد رممت و أصلح ما لحق بها من خراب نتيجة لغزو المغول والتتار. ووصلت قلعة دمشق في عهدهم إلى أوجها , إذ أصبحت قلعة السلطان ورمز سلطته في حضوره و غيابه . لها كيانها الخاص ولها نائب يتولى نيابة دمشق عند عزل النائب أو عصيانه .
أما دورها العسكري في العهد المملوكي فكان تصديها للغزو الخارجي مرتين , نجحت في الأولى , وأخفقت في الثانية .
أما في العهد العثماني , فقد حرمت القلعة من دورها السياسي و تحولت إلى ثكنة عسكرية وفقدت استقلاليتها . وفي سنة 1831 م قامت ثورة في دمشق و أحرق الثوار مركز الوالي . فالتجأ إلى قلعة دمشق :
تختلف قلعة دمشق عن القلاع والحصون بكونها مبنية على أرض في نفس مستوى المدينة ملاصقة سور دمشق الذي كان يشكل دفاعا قويا ضد الهجمات الخارجية فالقلعة بهذا المعنى لها دور داخلي أكثر منه خارجي . كما تميزت قلعة دمشق القلعة فحاصرها الثائرون وأهالي المدينة مدة 40 يوما وقاموا بتدمير برج الزاوية الجنوبية الغربية فاستسلم .