استمر الحكم المصري لسورية الطبيعية أو بلاد الشام مدة تقارب العقد من الزمان: 1831– 1840، كان الحاكم فيها هو إبراهيم باشا نائياً عن والده محمد علي باشا حاكم مصر، والذي حاول إقامة دولة حديثة قوية تمتد من مصر إلى الأناضول ومن العراق إلى بلاد المورة أو اليونان، وتحويل القسم الشرقي من البحر المتوسط إلى بحيرة داخلية في دولته، ليتمكن من خلال التقدم الذي سعى إليه والقوة العسكرية التي بناها والمنطقة الإستراتيجية التي أراد أن تضمها دولته من الوقوف في وجه مطامع الدول الأوروبية، ومنافستها إن أمكن.
ولد محمد علي باشا حوالي عام 1770م لأسرة ألبانية في مدينة قولة أو لاكوال شرقي سلانيك، التابعة وقتها للولايات العثمانية الأوربية التي كانت تعرف بـ: الروملي، نسبة إلى الروم. كان والده إبراهيم آغا يتولى حراسة الطرق، لكنه توفي عندما كان عمر محمد علي خمسة عشر عاماً، فكفله عمه طوسون الذي ما لبث أن توفي أيضاً فاضطر محمد علي للاعتماد على نفسه، وبدأت تظهر ملامح قوته وحنكته من خلال تأديته لأعمال حكومية عسكرية محلية. تزوج محمد علي في بلدته من قريبته كريمة فكانت زوجته الأولى، وأنجبت له إبراهيم ومن ثم طوسون وبعده إسماعيل ويبدو أنها توفيت شابة.
حينما طلبت الدولة العثمانية قوات من الروملي لإرسالها إلى مصر لطرد حملة نابليون كان محمد علي نائب قائد الفرقة الألبانية أو فرقة الأرناؤوط كما كانوا يسمون. وصل محمد علي مصر عام 1801م فظهرت كفاءته الحربية في قتال الفرنسيين، وأصبح قائداً للقوة الألبانية. وفي عام 1802م، لسيرته المستقيمة وشخصيته القيادية، أجمع علماء مصر وشعبها على توليته عليهم، فكان أول والي عثماني يوليه الشعب. وفي عام 1807 م هاجمت بريطانيا مصر فانتصر محمد علي على الحملة الإنكليزية في معركة رشيد واضطرها للانسحاب ليصبح سيد مصر بلا منازع.
ثم دعته الدولة العثمانية عام 1811م للتصدي للوهابيين الذين سيطروا على الجزيرة العربية، فقاد حملة عليهم وهزمهم، لكنهم عادوا للتحرك من جديد، فأرسل ابنه إبراهيم في حملة ثانية عام 1818م، فقضى عليهم وأسر أمرائهم. وفي عام 1821م أرسل ابنه إسماعيل بحملة لضم السودان، ثم أنجده بحملة أخرى مع إبراهيم، وبعد استقرار فتح السودان أمر محمد علي بتأسيس مدينة الخرطوم.
كان يبدو أن مطامع محمد علي الإقليمية قد توضحت لكن الأيام القادمة كشفت المزيد منها، فقد كانت بلاد الشام وبلاد المورة (اليونان) ضمن مخططاته لإقامة دولة كبرى حديثة تضم شرق المتوسط.
بذل محمد علي أولاُ كثير من المحاولات مع الباب العالي لتوليته الشام والمورة، لكن بلا جدوى. ولما قامت ثورة اليونان عام 1820م وجد محمد علي فرصته، وبطلب من السلطان وجه قواته مع أساطيلها نحو بلاد اليونان، فاحتل كريت وقبرص، وأخمد ثورة اليونان، فعينه السلطان والياً على بلاد المورة عام 1824م. وفي هذه الأثناء اعتذر محمد علي عن إرسال قواته لوقف تهديد الفرس للدولة العثمانية، ربما لأن تلك الجبهة خارج مخططاته.
إزاء تنامي قوة محمد علي تناست الدول الأوروبية خلافاتها وقامت أساطيلها في عام 1827م بتدمير الأسطول المصري في نافارين، كانت خسائر محمد علي كبيرة في المعدات والرجال دون أن يحقق فائدة تذكر، اللهم سوى تنازل السلطان له عن كريت، لكن حتى مع الهزيمة كانت هناك فوائد معنوية، فقد ارتقت مصر، ولأول مرة في تاريخها الحديث، لمصاف الدول الكبرى وفاوضتها الدول الأوروبية مباشرة، كما أثبت جيشها مهارته حتى أمام جيوش أوروبية عالية المستوى، وأظهر أنه مع خسارته لم يكن ليقل عنها.
إن تعويض الدولة العثمانية لمحمد علي بولاية جزيرة كريت لم يكن ثمناً مناسباً فهي أرض فتن وثورات، في حين أن الحرب ضد الوهابيين أكسبته بسط نفوذه في الجزيرة العربية، أما حملة السودان فقد جعلته يكمل السيطرة على شطر وادي النيل الجنوبي، وبعد أن قطع محمد علي أمله من المورة لم يبق أمامه سوى سورية لتحقيق ما يمكن تحقيقه من مشروع شرقي البحر المتوسط، لذلك طلب من الدولة العثمانية ولاية سورية تعويضاً له عن حرب المورة، ولما لم يستجب السلطان لطلبه قرر فتحها بالقوة.
إن التفكير بضم سورية بدأ بوقت مبكر بالنسبة لمحمد علي، ففي عام 1810م عندما كان في خضم الحملة ضد الوهابيين طلب ولاية سورية من السلطان، بحجة ضرورات الحرب ضد الوهابيين، لكن السلطان رفض. لقد كانت دوافع محمد علي لفتح سورية عديدة: سياسية واقتصادية واستراتيجية، وقد تناولها هذا الكتاب بالتفصيل وأجاد المؤلف في تحليلها، ونجد أن معظمها استنتاجات صحيحة لدوافع محمد علي، ولكن هناك عدد من الباحثين يختلفون مع المؤلف حول العامل القومي في فتح محمد علي لسورية، وأنا أرى أن العامل القومي بالتأكيد لم يكن موجوداً في تفكير محمد علي أثناء إعداده لغزو سورية، لكن الأمر يبدو أنه مختلف عند ابنه إبراهيم باشا، فقد سئل وهو يحاصر عكا، إلى أي مدى تريد أن تصل بالفتح؟ فقال: (إلى مدى ما يتكلم الناس باللسان العربي، وأتفاهم معهم فيه). ومع أن إبراهيم باشا غير عربي الأصل فقد تحدث أكثر من مرة حول مفاهيم القومية العربية، وحقوق العرب، وأبدى رغبته بضم العراق لعروبة أهله. وكان يؤكد بأنه ليس تركياً بل مصرياً، ويقول بأنه: (جاء إلى مصر صغيراً فعاش فيها كل حياته، وتعلم فيها العربية، وأخذ عادات أهلها وتقاليدهم). وعندما استقر إبراهيم باشا في الشام حاول أن يتقرب من العرب فسمح لهم بالتطوع في جيشه، وفتح أمامهم أبواب الترقي في الرتب العسكرية، فكان يعينهم ضباطاً ويمنحهم الرتب وفقاً لمواهبهم، وقد منح لمن يعرف القراءة والكتابة منهم رتبة يوزباشي أي نقيب، إن كل ذلك يجعلنا نفكر كثيراً قبل إصدار حكم نفي الفكرة القومية عن الدولة المصرية.
كانت فكرة ضم سورية تخطر لبال كل من يحكم مصر، وبالمقابل ففكرة ضم مصر كانت تراود كل من يحكم سورية، فهما جناحان إقليميان لا مندوحة لأي منهما عن الآخر لتحقيق التوازن، ولسلامة أي دولة تقوم في أحدهما، ولأن محمد علي أدرك هذا الواقع كان يردد دائماً: (إن سورية لازمة لسلامة مصر)، كما أن التقدم نحو قلب الدولة العثمانية كان ضرورياً لدفع مكائد الأتراك التي يوجهونها صوب مصر من الشام، ربما لكل ذلك مضافاً إليه إيمان محمد علي بأنه إن ترك العثمانيين في الشام فإنهم لن يتركوه في مصر، فأيقن أنه ليس أمامه إلا مباشرة الهجوم.
في عام 1831م افتعل محمد علي الخلاف مع عبد الله باشا والي عكا، وعلى الفور تحركت حملتان إحداها برية والأخرى بحرية نحو سورية بقيادة إبراهيم باشا. وفي عام 1833م انتصر إبراهيم باشا على والي طرابلس عثمان باشا في معركة الزَرَّاعَة بين حمص وبعلبك، ثم أنهى أمر عكا ودخلها، كذلك دخل دمشق بعد صدام بسيط مع واليها الذي فر مسرعاً، ولم يقاوم سكان دمشق دخول إبراهيم باشا بل بدا أنهم كانوا مسرورين بخلاصهم من الأتراك، ولكن سرورهم تضاعف عندما احترم الجنود المصريين ممتلكاتهم وأموالهم على غير عادة الجند العثمانيين.
بعد أيام توجه إبراهيم باشا نحو حمص وإثر معركة قرب أسوارها الجنوبية دخلها، وتابع نحو حلب، ثم احتل قونية في قلب الأناضول، وأسر الصدر الأعظم بعد هزيمة آخر الجيوش العثمانية التي أعدت له. كان رأي إبراهيم باشا مواصلة الزحف ودخول الآستانة بعد أن أصبح الطريق نحوها سالكاً، وهناك يصبح بإمكانه فرض شكل الحكم الذي يريده على الدولة العثمانية أو طريقة السلام معها، لكن معارضة والده الشديدة أوقفته، فقد كان محمد علي يعرف تماماً عواقب هذا التقدم لدى الدول الأوروبية، فماطل ابنه وأجل الرد على كتبه وسوف بقراره، آملاً التوصل إلى حل مناسب بالمفاوضات مع العثمانيين والأوروبيين. ولكن إبراهيم باشا تابع التقدم غرباً حتى وصل كوتاهية غير البعيدة عن الآستانة، وهناك جاءه كتاب والده بالتوقف حيث عقدت معاهدة كوتاهية مع الدولة العثمانية برعاية أوربية فرضت الأمر الواقع على الساحة.
كان وضع دمشق قبيل دخول إبراهيم باشا إليها متفجر واستثنائي، وكانت هناك حرب حقيقية بين الوالي العثماني وأهل دمشق الذين توحدوا ضده، ورفضوا دفع ضريبة الصليان - أي رسوم العقارات، التي فرضها السلطان محمود الثاني بعد هزيمته في المورة وتحرر اليونان، فحصَّن الدمشقيون حاراتهم، وحاصروا الوالي سليم باشا الذي قصفهم بمدافع القلعة، ثم تمكنوا منه فقتلوه. وبالإضافة لاستفادة محمد علي من أوضاع دمشق هذه كان قد أعد له أعواناً في الشام قبل غزوها، حيث استمال الأمير بشير الشهابي حاكم جبل لبنان منذ عام 1822م وتحالف معه، ويبدو أنه كان متأكداً من تقبل أهالي الشام لحكمه اعتماداً على استمالته لعدد من زعمائهم، ولبعض المجموعات العرقية والطائفية هناك، أما الترك فكان واثقاً من هزيمته لهم بجيشه الحديث.
بر محمد علي أول الأمر بوعوده للسوريين، بعدم التجنيد، وأنه لا دفع إلا للضرائب الأميرية، فاطمئن أهل الشام وهدؤوا، مما مكن ابنه ونائبه إبراهيم باشا من توحيد كل قطاعات الشام خلفه ضد العثمانية، ولكن ما إن بدأ بالإصلاحات الإدارية حتى بدأت المتاعب تواجهه، والمشاكل تعترضه من كل جانب، وزادت عليه الصعوبات أوامر والده، ففي عام 1833م أصدر محمد علي باشا تعليماته لابنه إبراهيم بتنفيذ احتكار الحرير، ونزع السلاح، وفرض ضريبة الرأس على الجميع، بالإضافة إلى أعمال السخرة التي كانت تكلفهم بها الحكومة المصرية، مما أثقل كواهل السوريين، وخاصة المسلمين الذين عدوا ضريبة الرأس جزية، فنشط الأتراك وعملاؤهم يثيرون الناس ويدسون الدسائس للمصريين، فاندلعت الاضطرابات في كل مكان، واصطدمت الإدارة المصرية بثورات اشتعلت في مختلف جهات سورية، وكلفتها نفقات هائلة وجهود كبيرة لإخمادها.
إن أهم ما اعترض إبراهيم باشا في الشام هي إصلاحاته التي لم يكن معها أهل الشام بحاجة لتحريض أعوان الدولة العثمانية ليقوموا ضد المصريين بثورات متعددة وعصيان مدني شبه شامل. ربما تعَرَّف إبراهيم باشا بشكل كافي على واقع الشام وأهلها، والمختلف جذرياً عن واقع مصر، وربما لو كان هو صاحب الكلمة الأخيرة لألغى كثير من ما قام به، أو لطبقه بشكل مختلف، لكنه كان رجلاً عسكرياً أولاً، ولذلك نفذ أوامر والده محمد علي البعيد عن المعرفة بواقع الشام وأهله.
ويجب أن لا نهمل الدور الأوروبي في متاعب إبراهيم باشا الشامية، فإنه مع الخلافات الحادة، والدموية أحياناً، بين دول أوروبا لكنها كانت متفقة على أن لا تترك محمد علي يستأثر بتركة الدولة العثمانية، فالدول الأوروبية لم تشأ أن ترى رجلاً قوياً يحل محل الرجل المريض، فعملت سراً وعلناً لإخراج المصريين من سورية، ولم يهدأ لها بال حتى انسحبت جيوش محمد علي من كامل أرض الشام، وحصرت نفوذه في مصر وفقاً للمعاهدة التي وقعتها معه.
ومن مراجعة الوثائق المتعلقة بحكم محمد علي باشا للشام، والمحفوظة في قصر عابدين في مصر، ( نشر قسماً منها خالد بني هاني في كتاب: تاريخ دمشق وعلماؤها خلال الحكم المصري، وقد أصدرته دار صفحات في دمشق عام 2007 ).
هذه الوثائق كانت بمعظمها رسائل متبادلة بين محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا حاكم الشام، نجد أنها تغطي جوانب متعددة من الحياة السياسية والدينية والاجتماعية للشام في تلك الفترة. فمنها وثيقتان تتعلقان بتعطيل الحج، الأولى تتضمن فتوى لشيخ الإسلام في الآستانة تقضي بتعطيل الحج لذلك العام، وذلك لإعلان محمد علي باشا خارجاً عن الإسلام، وأن الأماكن المقدسة الإسلامية تحت سيطرة حاكم غير مسلم، هذا من جهة ومن جهة أخرى ليتفرغ الناس لمحاربته وإنقاذ المقدسات دون أن يشغلهم عنه شيء (وثيقة رقم 115 محفظة رقم 232 عابدين تاريخ 12 شوال 1247 هـ).
أما الوثيقة الثانية فيعلم فيها إبراهيم باشا أباه محمد علي باشا بأن علي باشا والي الشام العثماني، وأدهم أفندي أمين الصرة قد كتبا محضراً وقعه علماء الشام، يؤيدون فيه قرار قاضي الشام بعدم جواز ذهاب الحجاج إلى الكعبة بسبب مخالفة محمد علي باشا (للرضا السامي، والتحدي والخيانة الصادرين من ابنه الخبيث إبراهيم باشا). وبالفعل فقد تعطلت قافلة الحج الشامي عن المسير لعام 1247 هـجرية (وثيقة رقم 17 محفظة رقم 233 عابدين تاريخ 8 ذي القعدة 1247 هـ).
وتوثق المراسلات لانتشار الأوبئة في الشام ومنها الكوليرا، فقد جاء في واحدة منها أنه تم موت عدد كبير من الجند المرابطين في جهات حمص، بسبب (مرض الريح الأصفر)، الذي انتشر من منطقة حمص حتى جهات المعرة (وثيقة رقم 16/5 محفظة رقم 235 عابدين تاريخ غرة محرم 1248 هـ). وجاء في أخرى أن مرض الطاعون قد ظهر في عدد من بيوت دمشق، وأنه قد تم إقامة الحجر الصحي عليها. ولكن المستغرب ما تورده الوثيقة من احتجاج علماء دمشق على هذا الحجر (وثيقة رقم 18/29 محفظة رقم 259 عابدين تاريخ 5 صفر 1256 هـ).
وتذكر إحدى الوثائق تشكيل إبراهيم باشا مجلس شورى للشام، وقد بين قرار التشكيل تحديد طريقة عمله وكيفية المناقشة فيه، ومن الملاحظ على أسماء أعضاء المجلس بأن معظمهم من أبناء مدينة دمشق (وثيقة رقم 151 محفظة رقم 235 عابدين تاريخ 16 محرم 1247 هـ). وتتحدث وثيقة أخرى عن مداولات فرض التجنيد الإلزامي في الشام، وأسبابه الموجبة بالنسبة لإبراهيم باشا، وموقف السكان وردود أفعالهم على قرار التجنيد (وثيقة رقم 435 محفظة رقم 250 عابدين تاريخ 8 ذي القعدة 1250 هـ).
وربما كان من أعجب الوثائق وأغربها تلك التي تحتوي على أمر من إبراهيم باشا حاكم الشام إلى متسلم صفد، يتضمن الموافقة على التماس مائتين من اليهود الروس للإقامة في صفد، ويضيف: (مع العلم أن المنطقة الراغبين الإقامة فيها خالية من السكان). (وثيقة رقم 26 محفظة رقم 251 عابدين تاريخ 13 محرم 1251 هـ). أما حول يهود الشام فهناك وثيقة تتضمن التماسهم موافقة إبراهيم باشا لترميم معبدهم القديم في جوبر، حيث يقولون بأن عمره أكثر من ألفي عام(وثيقة رقم 469 محفظة رقم 250 عابدين تاريخ 24 ذي الحجة 1250 هـ).
وأخيراً فبلا أدنى شك أنه كان للحكم المصري في سورية إيجابياته وسلبياته، وقد أطال المؤرخون في تمحيص ذلك، ولكن ما نستطيع قوله بكثير من الشفافية والحيادية هو أن احتلال محمد علي لبر الشام وحكم ابنه إبراهيم باشا فيه، كانا صدمة ضرورية للشام لتشعر بأن عصراً بكل مفاهيمه وقيمه على وشك الانتهاء، وأن عصراً آخر من الحضارة كان يعيشه العالم بعيداً عن المنطقة قد أخذ يطل عليها، إن لم نقل أنه دهمها فجأة وبلا مقدمات.
الدكتور منذر الحايك: مؤرخ وباحث سوري.
ديوان العرب