هــذا المـــوقــع |
موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .
بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .
|
إحصاءات الموقع | عمر الموقع بالأيام : 6017 يوم. عدد المواضيع في الموقع: 5650 موضوع. عدد الزوار |
المتواجدون الآن ؟ | ككل هناك 115 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 115 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
|
|
| الائمة الاربعة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: الائمة الاربعة 01.07.08 0:35 | |
| الائمة الاربعة
1 محمد بن إدريس الشافعي
محمد بن ادريس الشافعي (150 هـ/766 م - 204 هـ/820 م). احد أئمة أهل السنة الأعلام و صاحب المذهب الشافعي. اسمه و مولده و كنيته هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد الله بن عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف. ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفي فيها ابو حنيفة. ولد بغزة , وقيل : بعسقلان, ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين. نشأ يتيما في حجر أمه في قلة من العيش , وضيق حال , وكان في صباه يجالس العلماء , ويكتب ما يستفيده في العظام , ونحوها , حتى ملأ منها خبايا , وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر , وأيام العرب , والأدب , ثم إتجه نحو تعلم الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد , وكان مفتي مكة. ثم رحل الشافعي من مكة إلى المدينة قاصدا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس رحمه الله , لما قدم عليه قرأ عليه الموطأ حفظا , فأعجبته قراءته , ولازمه , وكان للشافعي رحمه الله حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن . واشتهر من حسن سيرته , وحمله الناس على السنة , والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة . ثم ترك ذلك , وأخذ في الاشتغال بالعلوم , ورحل إلى العراق , وناظر محمد بن الحسن , وغيره , ونشر علم الحديث , ومذهب أهله , ونصر السنة , وشاع ذكره , وفضله , وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنف كتابا في أصول الفقه فصنف كتاب الرسالة , وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه , وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطان يعجبان به , وكان القطان , وأحمد بن حنبل يدعوان للشافعي في صلاتهما . وصنف في العراق كتابه القديم , ويسمى كتاب الحجة , ويرويه عنه أربعة من جلة أصحابه , وهم أحمد بن حنبل , , وأبو ثور , والزعفراني , والكرابيسي . ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين , ومائة, وقيل: سنة مائتين , ولعله قدم في آخر سنة تسع جمعا بين الروايتين , وصنف كتبه الجديدة كلها بمصر , وسار ذكره في البلدان , وقصده الناس من الشام , والعراق , واليمن , وسائر النواحي للأخذ عنه , وسماع كتبه الجديدة , , وأخذها عنه , وساد أهل مصر , وغيرهم , وابتكر كتبا لم يسبق إليها , منها أصول الفقه , ومنها كتاب القسامة , وكتاب الجزية , وقتال أهل البغي , وغيرها . من كتبه: • كتاب الأم • رسالة في أصول الفقه • كتاب القسامة • كتاب الجزية • قتال أهل البغي • سبيل النجاة • ديوان شعر111 توفي بمصر سنة أربع ومائتين , وهو ابن أربع وخمسين سنة قال تلميذه الربيع : توفي الشافعي رحمه الله ليلة الجمعة بعد المغرب , وأنا عنده , ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين , وقبره بمصر وبنى على قبره القبة القائد صلاح الدين الأيوبي.
| |
| | | للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: رد: الائمة الاربعة 01.07.08 0:37 | |
| 2 أبو حنيفة النعمان
هو النعمان بن ثابت بن النعمان المعروف بأبي حنيفة سنة ولد في مدينة الكوفة في سنة 80 هـ وتوفى في 11 من جمادى الأولى 150هـ حيث قضى معظم حياته متعلما وعالما. التقى بكبار الفقهاء والحفّاظ دارسهم وروى عنهم ويعتبر حماد بن أبي سليمان شيخه وبعد وفاته ترأس الحلقه الفقهية وهو في الأربعين من العمر, والتف حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، ويعتبر أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم من أشهر تلاميذه الذين كتبوا عنه. تكونت أصول المذهب الحنفي على يديه, حيث يقول {إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا}. فأبي حنيفة النعمان الأمام الأعظم هو أحد الأمة الأربعة (الإمام الشافعي و الإمام أحمد بن حنبل و الإمام مالك) الذين اجتهدوا واستنبطوا الأحكام الفقهية الفرعية من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة. يقع قبره في مدينه بغداد في منطقة الأعظمية على الجانب الشرقي من نهر دجلة.قالب:بذرة شخصية.
يتبع
| |
| | | للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: رد: الائمة الاربعة 01.07.08 0:38 | |
|
3 مالك بن أنس
الإمام مالك (93 هـ/715 م - 179 هـ/796 م) إمام دار الهجرة و أحد الأئمة الأربعة المشهورين , ومن بين أهم أئمة الحديث النبوي الشريف . هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث , ينتهي نسبه إلى عمرو بن الحارث ذي أصبع الحميري من ملوك اليمن .العربي الصريح . ولد في ربيع الأول سنة ثلاث و تسعين من الهجرة , و لا تربطه بالصحابي انس بن مالك الخزرجي سوى صلة الإسلام بدأ الإمام مالك يطلب العلم صغيرا تحت تأثير البيئة التي نشأ فيها و تبعا لتوجيه أمه له , فقد حكي أنه كان يريد أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم . يقول الإمام مالك : حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت :اذهب فاكتب (تريد الحديث ) . ولعلها كانت تريد أن تسترجع فيه علم جده مالك. انطلق يلتمس العلم و حرص على جمعه و تفرغ له ولازم العديد من كبار العلماء , لعل أشدهم أثرا في تكوين عقليته العلمية التي عرف بها هو أبو بكر بن عبد الله بن يزيد المعروف بابن هرمز المتوفى سنة 148 هـ ,فقد روي عن مالك أنه قال:{{ كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل . }} و كذلك يعد مالك أكثر و أشهر الفقهاء و المحدثين الذين لازموا نافع مولى ابن عمر و راويتٌه يقضي معه اليوم كله من الصباح إلى المساء سبع سنوات أو ثماني , وكان ابن هرمز يجله و يخصه بما لا يخص به غيره لكثرة ملازمته له و لما ربط بينهما من حب و تآلف و وداد . و أخذ الإمام مالك عن الإمام ابن شهاب الزهري و هو أول من دون الحديث و من أشهر شيوخ المدينة المنورة و قد روى عنه الإمام مالك في موطئه 132 حديثا بعضها مرسل . كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل البيت و أخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث واحد طويل هو حديث جاير في الحج و الأربعة منقطعة . و كذلك روى عن هشام بن عروة , محمد ابن المنكدر , يحي بن سعيد الأنصاري , سعيد بن أبي سعيد المقبري و غيرهم , وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300 من التابعين و 600 من أتباع التابعين . • عرف عن الإمام مالك أنه كان قوي الحافظة , و جيد التحري في رواية الحديث مدققا في ذلك كل التدقيق , لا ينقل الا عن الإثبات ولا يغتر بمظهر الراوي أو هيئته . قال الإمام مالك :{{ لقد أدركت في هذا المسجد (مسجد المدينة المنورة) سبعين ممن يقول : قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فما أخذت عنهم شيئا , وأن أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه إلا ظانهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن . }} • لم يرحل الإمام مالك في طلب الحديث مع أن الرحلة في ذلك الوقت كانت من السمات المميزة لرجال الحديث , على أنه لم يخسر شيئا بعدم الرحلة , لكون المدينة المنورة كانت ملاذ العلماء ولم يخل محدث ممن رحلوا من المرور بها لزيارة القبر الشريف و لتلمس العلم من مكانه و الحديث من مصدره فالتقى الإمام مالك بأكثرهم و استفاد منهم . • عرف عن الإمام مالك احترامه للحديث و صاحب الحديث صلى الله عليه و سلم , حيث كان (رحمه الله) إذا أراد أن يحدث توضأ و سرح لحيته و جلس متمكنا في جلوسه على صدر فراشه في وقار و هيبة و حدث فقيل له في ذلك ؟ , فقال : أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم , و لا أحدث إلا على طهارة متمكنا . وكان يكره أن يحدث في الطريق أو وهو قائم أو يستعجل . قال الإمام مالك : أحب أن أفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . و عن ابن مبارك: كنت عند مالك و هو يحدثنا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فلدغته حشرة كالعقرب ست عشرة مرة , و مالك يتغير لونه و يتصبر و لا يقطع الحديث, فلما فرغ من المجلس و تفرق الناس قلت له : لقد رأيت منك عجبا ؟ فقال : نعم , انما صبرت إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم . • كما كان الإمام مالك يتتبع الآثار النبوية و يميل الى الأخذ برأي أهل المدينة و يتجنب أصحاب الأهواء و أهل الفرق و يأبى كل الاباء أي انحراف عن الدين . • كان الإمام مالك جودا كريما سمح المحيا و كان مهيبا نبيلا محترم المجلس و الجلساء حازما عن الدفاع عن الحق , يكره الجدال و اللغط و رفع الصوت خاصة في مجلس الحديث , و من كلماته : الدنو من الباطل هلكة , و القول بالباطل بعد عن الحق , و لا خير في شيء و إن كثر من الدنيا بفساد دين المرء و مرءته . بعد حياة عريضة حافلة توفي (رحمه الله) في ربيع الأول سنة 179 هـ عن عمر يناهز خمسا و ثمانين سنة , حيث صلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن ابراهيم العباسي و شيع جنازته و اشترك في حمل نعشه و دفن في البقيع (رضي الله عنه) و أرضاه . • أهم مؤلفاته وأجل آثاره كتابه الشهير الموطأ وهو الكتاب الذي طبقت شهرته الآفاق واعترف الأئمة له بالسبق على كل كتب الحديث في عهده وبعد عهده إلى عهد الامام البخاري. قال الإمام الشافعي: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي رواية أكثر صوابا وفي رواية أنفع و هذا القول قبل ظهور صحيح البخاري. قال البخاري "أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر"، وكثيرا ما ورد هذا الإسناد في الموطأ. قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: الموطأ هو الأصل واللباب وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب، و عليهما بنى الجميع كمسلم والترمذي.
| |
| | | للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| موضوع: رد: الائمة الاربعة 01.07.08 0:40 | |
| 4 الإمام أحمد بن حنبل الإمام أحمد بن حنبل (164 هـ/780 م ـ 241 هـ/855 م) هو احد أئمة أهل السنة والجماعة. هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المزوزي ولد في بغداد وتنقّل بين الحجاز واليمن ودمشق. سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل". فهو إذن، إمام أئمة الإسلام. مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي. لذا تمسّك بالنص القرآني ثم بالبيّنة ثم بإجماع الصحابة، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة. - منهجه العلمي ومميزات فقهه: إشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين حديث، و كان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين. وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صلوا كما رأيتموني أصلي "، ويقول في الحج: " خذوا عني مناسككم ". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه. أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة و الصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك: " الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص "، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص. وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: " لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟. اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل ان رأي المعتزلة يحوِّل الله سبحانه وتعالى إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته. وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه ، لأنّ المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم ردّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتمّ تعرضه للضرب بين يديه. وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً . ولما تولى الخلافة الواثق، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق . وحين وصل المتوكّل ابن الواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكنّ الإمام رفض قبول عطايا الخليفة. توفي الإمام يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة ، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملأوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك. وقد دفن الإمام أحمد بن حنبل في بغداد. وقيل انه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس ، وأنّ جميع الطوائف حزنت عليه، وأنه كانت له كرامات كثيرة وواضحة. فعن ابنه عبد الله، قال: رأيت أبي حرّج على النمل أن تخرج من داره، ثم رأيت النمل قد خرجت نملاً أسود، فلم أرها بعد ذلك. وعن الإمام أبي الفرج الجوزي ، قال: لما وقع الغريق ببغداد سنة أربع وخمسين وخمسمائة وغرقت كتبي ، سلم لي مجلد فيه ورقات من خط الإمام أحمد بن حنبل . كانت وقفة الإمام احمد بن حنبل في وجه الظلم وفي وجه حملة تحريف الدين الإسلامي وفي وجه هرطقة المعتزلة وتخبّطهم في علوم وخفايا الدين وقفة عظيمة. وقد صمد الإمام بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحقة والإغراء. من أشعاره وهو في السجن : لعمرك ما يهوى لأحمد نكبـة من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه فيعتبـر السنِّـي فينـا ويسبُـرُ شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ فيا أيها الساعي ليدرك شأوه رويدك عـن إدراكـه ستقصِّـرُ وقال عنه الأمام الشافعي: أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ مؤلفاته : - المسند. ويحوي أكثر من أربعين ألف حديث. - الناسخ والمنسوخ. - العلل. - السنن في الفقه. ومن الجدير ذكره :ـ كان الإمام أحمد عليماً بالأحاديث الأمر الذي وفّر له ثروة هائلة في العلم مكّنته من الاستنباط. وقد وسّع باب القياس مما جعل الأحكام أقرب إلى مرامي الشارع ومقاصده المستوحاة من أعمال الرسول وأقواله. وكانت هناك حاجة ماسة إلى أحكامه، لأنّ العرب تفرّقوا بين الأمصار التي فتحوها وفيها أمم وشعوب مختلفة. وقد قدّم الإمام أحمد الحديث على الرأي والقياس ولو كان ضعيفاً . كما انه أكمل مشوار الشافعي من ناحية تعظيم دور السنة في البناء الفقهي. وكانت شخصية الإمام أحمد رمزاً للصمود والثبات على الإيمان الراسخ ورفض الأفكار الدخيلة على الإسلام والعقيدة الإسلامية. والله اعلم.
| |
| | | | الائمة الاربعة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |