ترجمة وشرح سوناتة شكسبير الأولى
From fairest creatures we desire increase,0
That thereby beauty's rose might never die,0
But as the riper should by time decease,0
His tender heir might bear his memory:0
But thou contracted to thine own bright eyes,0
Feed'st thy light's flame with self-substantial fuel,0
Making a famine where abundance lies,0
Thy self thy foe, to thy sweet self too cruel:0
Thou that art now the world's fresh ornament,0
And only herald to the gaudy spring,0
Within thine own bud buriest thy content,0
And, tender churl, mak'st waste in niggarding:0
Pity the world, or else this glutton be,0
To eat the world's due, by the grave and thee.0
من أجمل المخلوقات نبغي ازديادا
حتى لا تموت وردة الجمال أبدا
لكن بما أن الأكثر نضوجاً ستطاله يد المنون مع الزمن
فربما خلـّد وريثه الغض الإهاب ذكراه.
لكن رباطاً وثيقاً يربطك بعينيك البراقتين
وتغذي شعلة حياتك بوقود ذاتك الحيوي،
فتخلق مجاعة حيث الخيرات تفيض بوفرة
حقاً أنك لعدو ذاتك، وأنك لقاسٍ كل القسوة على نفسك العذبة.
أنت يا من أنت زينة الدنيا ورونقها،
والبشير الوحيد لربيع زاهي الألوان بهيج
إنك لتدفن بذور كيانك في برعم حياتك
وتهدر ما لديك هدراً، أيها الشحيح البخيل.
اشفق على العالم، أو كن هذا الجشع الأكول
لتلتهم أنت والقبر غلة هذه الدنيا ومحصولها.
الشرح:
شكسبير يتودد هنا إلى نبيل من النبلاء أعزب، فينصحه بالتخلي عن عزوبيته والتفكير جدياً في الزواج والإنجاب. وقد صاغ أمنيته تلك بأسلوب بليغ، معتمداً التلميح دون التصريح، ناقلاً لذلك النبيل أفكاراً حافلة بالكنايات والمحسّنات، زاخرة بالعتاب والإغراء، لعله بذلك يستميله فيأخذ برأيه ويغيّر أسلوب حياته المتسم بالوحدة والتفرد.
لا بد أن ذلك النبيل كان من أصدقاء شكسبير، وكان لهذا الأخير دالة عليه، وإلا لما كان خاطبه بمثل هذا النداء الوجداني الحار الصاعد من أعماق الغيرة والإهتمام.
يخاطبه بما معناه: أنت أجمل ما خلق الله ونودّ بحرارة أن يبقى هذا الجمال حياً فلا تعبث به يد الموت، ولذلك يجب التحضير للإستمرار حتى إن حانت ساعة الرحيل، تكون قد غرستَ بذور جمالك في هذه الأرض فتحيا بها وتخلد ذكرك من بعدك.
ويؤكد له أن الأشياء تنضج مع الزمن، ونضوج الإنسان هنا هو تقدمه في العمر، وأن ثمرة عمره ستسقط عاجلاً أو آجلا من غصن شجرة الحياة، ولذلك تمس الضرورة إلى وريث يحتفظ بالذكر والذكرى مخلدين.
يقول له: إنك مرتبط ببريق عينيك بدل من استثمار ذلك البريق واستيلاد بريق آخر؛ وأنك تغذي شعلة حياتك بوقودك الذاتي بدلا من إيقاد شعلة أخرى تحمل نارك ونورك وتظل مشتعلة إلى ما لا نهاية.
ثم يعاتبه قائلاً: الخيرات بك ومن حولك، ومع ذلك تخلق لنفسك مجاعة وهمية وغير مبررة. هذه المجاعة هي كناية عن العزوبية وعدم الإنجاب، مع أن الإمكانات والظروف متاحة، وما عليك إلا أن تبادر وتستفيد من عنصر الزمن.
ويقسو عليه بالقول: في تصرفك هذا وحرمان نفسك من الولد أنت عدو نفسك وظالم لها. فأنت أيها الوسيم، يا بهجة الدنيا.. أنت وحدك تستطيع أن تخلق ربيعاً جديداً بإنجابك طفلاً يضارع ربيع الحياة رواءً وروعة. لكنك للأسف تدفن بذورك في برعم حياتك البشرية الفانية دون أن تغرسها في تربة بشرية تنبت زهوراً غضة تنفح أنفاسك وتحمل نسغاً من كيانك.
ثم يتهمه بالبخل والشح لأنه لا يصرف ما لديه على ما فيه نفعه وصالحه بل يبدد طاقاته دون طائل، حيث لا نبت ولا إزهار ولا ثمر.
ثم يوجّه له نصيحة أخيرة قائلاً: اشفق على هذا العالم ولا تحرمه من نسلك، فإن لم تفعل ستتحول إلى جشع مبطان، أو غول أكول، تساهم في إنقاص عدد البشر لامتناعك عن تكثيرهم ، وبذلك تساعد القبر على التهام غلة الدنيا، أي سكان الأرض.
ــــــتـــ
محمود عباس مسعود