استطلاع
تعدد الزوجات
يثير موضوع تعدد الزوجات جدلا اجتماعيا و قانونيا و دينيا في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية، لينقسم الناس بخصوصه إلى فئتين، فئة مؤيدة له على اعتبار انه يقدم الحل الأمثل لمشكلة العنوسة إضافة إلى انه يحيط الرجل بحصانة تقيه من الوقوع في الزنا وفئة أخرى ترفض التعدد و تنادي بتقييده وترى فيه شكلا من أشكال التمييز ضد المرأة.
ومؤخرا اهتمت وسائل الإعلام الغربية بهذه القضية التي باتت مدعاة نقد وهجوم أوربي على الإسلام، وذلك على هامش قضية الجزائري "الياس حباج" المتهم بممارسة التعدد على التراب الفرنسي.
مجلتكم فرح حاولت من جهتها مقاربة هذا الموضوع، والبداية كانت بالوقوف عند رأي الرجل العربي ومعرفة موقفه من تعدد الزوجات.
يرى همام" مهندس سوري يعمل بالكويت" أن تشريع التعدد أتى استجابة لعامل جنسي في طبيعة الرجل والمرأة، ففاعلية الرجل الجنسية "حسب ما يقول "مستمرة وممتدة بينما قابلية المرأة متقطعة بسبب الحيض والحمل والولادة، لذا كان لابد من سبيل يحمي الرجل من الزلل.
ويضيف همام: ما دام الإسلام أباح للرجل الزواج بأكثر من واحدة، فالأمر بالنسبة لي مقبول من حيث المبدأ..و ليس من الضروري أن يكون هناك مبرر للتعدد، المهم أن يكون الرجل قادرا على تحمل المسؤولية و تطبيق شرط العدل، ولا يكون من الذين يطبقون الدين من حيث التعدد وينسى ما يترتب عليه لان الإسلام لم يبح التعدد إباحة مطلقة بل وضع عليها شروطا وأحكاما.
نفس الرأي نجده عند "محمد 42سنة من الجزائر" فهو يرفض إدانة التعدد لأنه تشريع سماوي، والله عز وجل منزه في شرائعه عن الخطأ.
يقول محمد:في السابق كان هناك رجال يضطرون للسفر المتواصل بحكم طبيعة عملهم، وكانت وسائل المواصلات غير متوفرة كما هو الحال الآن لذا كان من الضروري أن يتزوجوا مرة ثانية أو ثالثة أو رابعة ليكونوا بمنأى عن الوقوع في الزنا.
هناك أيضا بعض الرجال الذين يملكون طاقة جنسية كبيرة بحيث لا تكفيهم زوجة واحدة.
ويضيف محمد "المشكلة هي أن المرأة ترفض التعدد بدافع من عاطفتها فهي تريد أن تمتلك الرجل، أنا اقدر إحساسها، لكن أليس الأفضل لها أن تسمح لزوجها بالارتباط بامرأة ثانية في الحلال على أن تمنعه من ذلك وتدفعه لاتخاذ عشيقة في الخفاء؟"
أما نبيل 26 سنة محاسب من لبنان فيرى أن التعدد أمر غير مقبول وان الرجل حين يقدم على الارتباط بزوجة ثانية يعرض زوجته الأولى لصدمة عاطفية لا تحتمل، إضافة إلى انه سيفقد القدرة على رعاية أبنائه وتربيتهم لأنه سيكون مشتتا بين أسرتين.
ويؤكد أن التعدد في الإسلام هو رخصة شرعية يجب أن لا يلجأ إليها الرجل إلا إذا كان هناك مبرر موضوعي يستدعي ذلك كعقم الزوجة الأولى أو إصابتها بمرض يمنعها من تلبية رغبات زوجها الغريزية.
ويدعونا احمد فتحي 42سنة مهندس زراعي بالمنصورة بمصر، إلى أن نتدبر أولا الآية الكريمة قبل أن نقول نحن مع أو ضد التعدد.
بسم الله الرحمن الرحيم"وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ"
وهنا معنى الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى أحل للرجل أن يتزوج أكثر من امرأة إلى أن وصل لأربع زوجات شريطة العدل بينهن جميعا في كل شيء، في الكلام، في المشاعر، في الأكل والشرب واللباس و المعاملة حتى النظرة....ويضيف أحمد " هل يستطيع أي رجل أن يعدل بين زوجتين؟ لا يمكن أن يستقيم ميزان العدل لأننا نبقى بشرا نخطئ ونصيب، ولأن الله سبحانه وتعالى اعلم بالنفس البشرية فقد قال" فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ".
ماذا تقول الزوجة الثانية؟
حين يقرر الرجل الارتباط بزوجة ثانية، يعرض زوجته الأولى للإحساس بالظلم والتهميش، ويطعنها بقراره هذا في أنوثتها ويجعلها تعيش تحت وطأة الإحساس بالقهر المادي و المعنوي.
قد تعلن التمرد والرفض لتختار الطلاق والابتعاد، وقد تستلم مكتفية بنصيبها من قسمة تتمنى أن تكون عادلة.
هذا إذا لم تقرر أن تعلنها حربا لاسترجاع حقها المسلوب وطرد الضرة من حياتها.
مجلتكم فرح ستحاول أيضا سماع الصوت الآخر، صوت تلك التي ننعتها بخطافة الرجال أحيانا وبالساحرة أحيانا أخرى.
ما الذي دفعها للقبول بأن تكون الزوجة رقم2؟ وكيف ترى شكلها الاجتماعي؟ ثم كيف تبرر اقتحامها لسرير امرأة أخرى؟
أسئلة وجهناها لبعض النسوة اللائي يعشن وضع الزوجة الثانية، فماذا قلن؟
اكتفيت بان أراه مرة في رحلة الشتاء و مرة في رحلة الصيف
سعاد 36 سنة من "المغرب" تقول:
لم أكن أتصور أن أعيش هذا الوضع في يوم من الأيام لكنه قدري والحمد لله على كل حال. تعرفت بزوجي عن طريق الانترنت لتجمعنا علاقة حب هدفها الزواج، أتى من بلجيكا حيث يعمل بهدف الزواج بي كما كان يقول لنعيش معا لحظات حب طالما حلمت بها، اخبرني أن زواجنا قد يتأخر لبعض الوقت لأنه يعاني بعض المشاكل المادية. ثم عاد إلى بلجيكا بعد أن خطبني من أهلي. وطبعا كنا نتحدث يوميا ساعات وساعات على النت حتى صار كل حياتي.
وقبل موعد زفافنا بشهرين، فوجئت به يخبرني انه متزوج من ابنة عمه وانه لا يحبها لكن في نفس الوقت يستحيل أن يطلقها خوفا من ضياع ابنه بعد الانفصال، ثم إنها إنسانة مسالمة و موافقة على ارتباطه بامرأة أخرى.
وافقت على مضض واكتفيت بان أرى زوجي مرتين في السنة مرة في رحلة الشتاء ومرة أخرى في رحلة الصيف، أحيانا أحس بالندم الشديد على هذا الزواج، وأحيانا أخرى أواسي نفسي و أقول أن وضعي خير من الزواج من رجل عازب أو مطلق لا أحبه.
لقد صار منتهى حلمي أن ارزق بطفل ينسيني وحدتي و معاناتي.
هل أنا زوجة ثانية أم عشيقة في الظلام؟
وتقول سلاف 29 سنة سورية مقيمة بالسعودية: "عشت قصة حب انتهت بالفشل وخلفت جرحا عميقا بداخلي، بعدها تقدم للزواج بي رجل أعمال ثري متزوج، واشترط أن يكون ارتباطنا سراً لبعض الوقت ريثما يتمكن من ترتيب الأمور، فقبلت دون تفكير وأصبحت الزوجة الثانية، لكن و بعد الزواج فوجئت به يقول "أن علم زوجته الأولى بوجودي في حياته سيعرض أسرته للضياع، وانه لن يحتمل ضياع أبنائه وتشتتهم"، مما جعلني أحس أن حياتي معه مهددة دائما و أني اختلس لحظات حميمة لا حق لي فيها.
أصبحت مشاعر الغيرة تقتلني فكل وقته ملك لزوجته الأولى، بينما أنا لا أحظى إلا بالوقت الفائض كأني مجرد هواية يمارسها في أوقات فراغه.
بت أحس أني أشبه بعشيقة أو خليلة تعيش تحت ستار الزواج.
لقد أغراني بكلامه المعسول و بحديثه عن الحب ووعوده الذهبية الزائفة، لاكتشف في النهاية أني بالنسبة له مجرد نزوة أو نوع من التغيير المؤقت للروتين".
الخوف من الوحدة أوقعني في الجحيم
تتنهد نادية 41سنة، وهي تحكي حكايتها مع الضرة، تقول" كنت مطلقة في الخامسة و الثلاثين من عمري حين دفعني احتياجي العاطفي والغريزي للارتباط بمدير الشركة التي اعمل بها ككاتبة.
جمعتنا علاقة غرامية لنتزوج بعدها رغم علمي انه متزوج وله طفلان، بصراحة كنت أرى انه علي أن اخذ حقي من هذه الحياة ولو على حساب امرأة أخرى. لم أكن اعرف أني بزواجي دخلت الجحيم فزوجته الأولى لم تتقبل وجودي في حياته رغم أني أعيش في المحمدية وهي في البيضاء، هاجمتني عدة مرات لتشبعني ضربا وسبا رفقة أمها وأخواتها الثلاث. التجأت لوكيل جلالة الملك قصد تقديم شكاية وطلب الحماية خصوصا أن زوجي يقف عاجزا أمامها.
إنها ترفض الاعتراف بوجودي كزوجة له وتنعتني بخطافة الرجال. حاولت اللجوء لأسرتي لكن لم يتمكنوا من فعل أي شيء لي، بعدها أصبحت كلما أخرج من منزلي أجد" العتبة مرشوشة"، صار زوجي يكرهني دون سبب وينفر مني، واضطررت للتوجه للمشعوذين حتى استعيد حبه.
اعرف أني مخطئة لكن ماذا افعل؟ علي أن أحاربها بنفس سلاحها...
صار زوجي يتدحرج بيننا كالكرة، لا أعرف إذ كان ذلك بسبب البخور والأحجبة أم بسبب شخصيته التي صارت تبدو لي مهتزة ومتذبذبة.. أنا الآن حامل وأحس أني لن أنعم معه بالراحة أبدا.
هذا كل ما لدي الآن ولا أعرف ما تخبئه لي الأيام."
سيتزوجني من أجل الإنجاب
نعمة 26 سنة من مصر ترى أن الإسلام لم يحرم الارتباط برجل متزوج لهذا لا يجوز أن نضع الزوجة الثانية في قفص الاتهام، وبالنسبة لها فهي تستعد للارتباط بزميلها في العمل الذي لم يكن ليفكر في التعدد لو لم تكن زوجته الأولى عاجزة عن الإنجاب.
تقول، أنا أرملة ولي ابنة تعيش معي، اشترطت عليه أن أعيش بمفردي تفاديا للمشاكل وحتى أحس أن لي بيتي الخاص و حياتي الخاصة، وأن يتقبل وجود ابنتي معي، أما زوجته فقد اتصلت بي هاتفيا لتبلغني بمباركتها لهذا الزواج.
بصراحة أنا جد مطمئنة من جهتها لأنها إنسانة جد متدينة وتعلم أن الإسلام شرع التعدد وجعله مشروطا بالعدل تفاديا لمشاكل اكبر.
و تتأسف نعمة لحال بعض الضرائر كجارتها بالمنصورة التي أصبحت من رواد الدجالين والمشعوذين من أجل الاستئثار بزوجها و جعله يطلق زوجته الأولى,
بل أكثر من ذلك تقول أنها لم تتردد في الاتصال بإحدى القنوات الفضائية المختصة بالسحر و الشعوذة لطلب وصفة سحرية تضمن لها الفوز في حربها مع الضرة.
جمعية مصرية تطلق حملة للترويج لتعدد الزوجات
أثارت إحدى الجمعيات في شهر ابريل المنصرم جدلا محتدما بالشارع المصري حين قررت تبني حملة تشجع على تعدد الزوجات.
فبينما تناهض الجمعيات المصرية المدافعة عن حقوق المرأة التعدد و تطالب بتقييده و أحيانا بمنعه، أعلنت جمعية الوفاق عن حملة لتعدد الزوجات أمام مساجد الإسكندرية إذ تم توزيع ورق دعاية على المصلين الرجال بعد خروجهم من صلاة الجمعة جاء فيه، «يوجد لدينا آنسات ومطلقات وأرامل لديهن شقق ويرغبن في التعدد»، وقد اهتم الرجال بهذا العرض المغري، خاصة الذين يعانون مشاكل زوجية و الذين يرغبون في التعدد إضافة إلى الرجال الطامعين في عروسة بشقتها.
وقد وضع مكتب الزواج الذي يحمل اسم «مجلة الوفاق لاختيار شريك الحياة والتسويق العقاري» تسهيلات لتوفير مسكن للزوجين إذا كانت العروس دون شقة.
وأكدت موظفة بالمكتب لجريدة "الدستور" المصرية، أن رسوم ملء استمارة الزواج لا تتجاوز المائة جنيه، وصورة للعروس أو العريس، إضافة لأتعاب المكتب في حال إتمام الزيجة بعد عدة مقابلات بين الطرفين داخل المكتب أولاً، قبل الانتقال إلي منزل العروس، وقالت الموظفة أن قائمة العرائس تضم عدة آنسات ومطلقات وأرامل يملكن شققاً، وكل منهن تقبل أن تكون الزوجة رقم 2.
و تأتي حملة الوفاق في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من تفاقم مشكلة العنوسة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الشباب المصري حاليا، إذ أكد المركز القومي للبحوث الاجتماعية في إحصائية رسمية حديثة أن 9 ملايين شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم الخامسة و الثلاثين يعانون من تأخر سن الزواج، كما أكد المركز القومي للسموم أنه يستقبل شهرياً من 50 إلى 60 حالة انتحار بسبب العنوسة أو الخيانة الزوجية.
التعدد يهدم حياة عائلات سعودية
و إذا كان البعض يرى في التعدد حلا لمشكلة العنوسة، فانه من جهة أخرى يعد احد أهم أسباب الطلاق في السعودية إذ توصلت دراسة أجراها طالب في كلية علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض إلى أن تعدد الزوجات مسئول عما يصل إلى 55 في المائة من حالات الطلاق في المملكة. وأشارت هده الدراسة إلى أن قاعات المحاكم الإسلامية تشهد حوالي 25 و 35 حالة طلاق يومياً أي مايعادل12775 حالة سنوياً. و قالت صحيفة اليوم السعودية التي كانت قد نشرت نتائج هذه الدراسة أن غالبية حالات الطلاق تقع في السنوات الثلاث الأولى من الزواج، وجاءت مدينة الرياض على قمة المدن صاحبة أكبر عدد من حالات الطلاق تليها جدة. وجاءت تدخلات الأهل في حياة الزوجين وعدم تناسبهما في السن كأسباب رئيسة أخرى للطلاق.
وكان استطلاع للرأي نشر في قطر العام الماضي قد أظهر أن ثلاثة من أربع نساء تقريباً في البلاد يعارضن تعدد الزوجات بينما تؤيده النسبة نفسها تقريباً من الرجال .
المرأة المتعلمة اشد رفضا للتعدد
وتبعا لما جاء في دراسة كويتية تحمل عنوان "تعدد الزوجات في المجتمع الكويتي.. منظور سوسيولوجي"، فانه كلما ارتفع المستوى التعليمي للمرأة الكويتية كلما كانت اشد رفضا لمسألة للتعدد .
وقد شملت هذه الدراسة 200فردا من مختلف المحافظات، وتوزعت بنسبة 42% للذكور و58% للإناث. وبينت أيضا وجود اتجاه تغلب عليه صفة الرفض بشأن تعدد الزوجات.
وأضافت الدراسة أن رفض التعدد يعود بالدرجة الأولى إلى الأفكار السائدة في المجتمع و التي ترى أن التعدد وان كان مباحا إسلاميا يساء استخدامه ومن ثم يجب تقييده، فالإسلام لم يبتدع تعدد الزوجات ولم يوجبه ولم يستحسنه ولكنه أباحه في حالات يشترط فيها العدل والكفاية.
وقالت الدراسة أن إباحة تعدد الزوجات لا تعني أنه واجب على الرجل أو مستحسن منه وإنما نص الإسلام على إباحته لاحتمال ضرورته في حالات معينة وفي ظروف يكون فيها تعدد الزوجات أفضل الحلول.
مركز تدريبي في السعودية يصحح أخطاء معددي الزوجات و يمنح الرجال شهادة في إدارة التعدد
ومحاولة منه لتوجيه الأزواج المعددين وإصلاح أخطائهم، قدم مركز التنمية الفكرية للتدريب مؤخرا بالرياض برنامجا تدريبيا مثيرا للاستغراب بعنوان "إدارة التعدد".
وتهدف هذه الدورة التدريبية إلى وضع خطط منهجية علمية عملية لإدارة تعدد الزوجات للمتزوجين من أكثر من واحدة، وقد قدمها الدكتور فهد العندس الذي يعتبر اختصاصيا في الاستشارات الأسرية والتربوية، إضافة إلى أنه معدد ولديه أكثر من زوجة.
وحسب معلومات قدمها الدكتور العندس، فان عدد الذكور المتزوجين من أكثر من زوجة واحدة في السعودية يبلغ نحو 20.8 ألف رجل، و أشار إلى أن هذه الإحصائية لا تتضمن نسبة الرجال المتزوجين من أكثر من زوجة إذا كانت الزوجة الثانية أو الزوجتان من جنسية غير سعودية.
وذكر العندس، أن الإحصاءات الحديثة الرسمية الصادرة عن وزارة العدل السعودية تكشف عن وقوع أكثر من 60 ألف حالة زواج في السعودية خلال العام الماضي، فيما بلغت حالات الطلاق للفترة نفسها نحو 16 ألف حالة.
وقال حسن القحطاني، شريك في مركز التنمية الفكرية للتدريب، "أن هذه الدورة ليست دعوة للتعدد، بل لتصحيح أخطاء المعددين، و أنها تستهدف استنطاق التجارب الناجحة والحديث عنها بجرأة والاستفادة من أخطاء التجارب الفاشلة في إدارة الزوجات".
ومن القضايا التي طرحت للنقاش: أسباب لجوء الرجال إلى التعدد، وأبرز أخطاء المعددين، ولماذا الهروب إلى الأمام، وكيفية إخبار الزوجة الأولى وإجراءات العودة بعد الزواج، وتوزيع الأيام والليالي، وإسكان الزوجات، وإدارة الصراعات.
فرنسا تقول :لا لتعدد الزوجات ونعم لتعدد العشيقات
أثارت قضية إلياس حباج الجزائري المولد والفرنسي الجنسية، والمتعدد الزوجات الرأي العام الفرنسي ليتم اتخاذها من جديد ذريعة للهجوم على الإسلام ووضعه في فقص الاتهام، والتهمة هذه المرة أنه دين يسمح بتعدد الزوجات.
وقد تفجرت هذه القضية في الثاني من أبريل/نيسان حين تم توقيف زوجته الفرنسية وهي تقود سيارتها في مدينة نانت وتغريمها 22 يورو لقيادتها السيارة وهي منقبة، لكنها رفضت دفع الغرامة، وبعد التحقيق معها أصبح زوجها"الياس حباج" طرفا في هذه القضية، إذ اتهمه وزير الداخلية الفرنسي بأن له أربع زوجات تحصل كل منهن على إعانة من الدولة على أنها أم عازبة.
هنا يعلن إلياس أن له زوجة واحدة و ثلاث خليلات ليضع بذلك الوزير الفرنسي في مأزق حقيقي، فالقانون الفرنسي الذي ينكر تعدد الزوجات لا يرى بأسا في تعدد العشيقات.
والحقيقة أن المتتبع لسيرورة الأحداث، يستطيع أن ينتبه لذلك الاستغلال الإعلامي الغربي الواضح لهذه القضية و لذلك الجدل المفتعل الذي يرمي بالأساس لمحاولة رسم صورة سلبية عن الإسلام واتهامه بممارسة جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
وقد أثار الجدل القائم بفرنسا حفيظة العديد من رجال الدين والمفكرين العرب. في معرض دحض الافتراءات وكشف الحقائق، قال د. علي جمعة مفتي مصر، انه لم يرد أمر في الإسلام لمن تزوج واحدة بأن يتزوج أخرى، ذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصودا لذاته وإنما لأسباب.
وأضاف في مقاله " تعدد الزوجات وحقيقته " الذي نشرته صحيفة " الأهرام " المصرية يوم السبت 15 مايو 2010، " لم يرد تعدد الزوجات في القرآن الكريم بمعزل عن أسبابه،, فالله ـ عز وجل ـ قال:( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)، فالذين فسروا الآية الكريمة أو درسوها كنظام إنساني اجتماعي فسروها بمعزل عن السبب الرئيسي الذي أنزلت لأجله، وهو وجود اليتامى والأرامل، إذ إن التعدد ورد مقرونا باليتامى,، حيث قاموا بانتزاع قوله تعالي:( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) دون القول السابق، والذي صيغ بأسلوب الشرط ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) وكذلك دون القول اللاحق،, والذي يقيد تلك الإباحة بالعدل،, حيث قال:( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، فمن ذهب إلي القرآن الكريم لا يجد دعوة مفتوحة صريحة للتعدد دون تلك القيود التي أشرنا إليها، وقد سلكت السنة النبوية السلوك نفسه قولا وعملا، ففي الرؤية أخبر أنه خلق آدم وله زوجة واحدة ولم يعدد، فأصل الخلقة الواحدة وفي التشريع أباح ولم يأمر وشتان بين أن يكون الإسلام أمر بالتعدد وأن يكون قد أباحه فحسب، فضلا عن أن تكون تلك الإباحة مرتبطة بأسبابها ومقيدة بأكثر من قيد في قوله:( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) وقوله في آخر الآية:( ذلك أدني ألا تعولوا) أي:( ذلك) وهو الاكتفاء بواحدة، أقرب ألا تجوروا وتميلوا عن حقوق النساء، إذ التعدد يعرض الرجل إلي الجور وإن بذل جهده في العدل: فللنفس رغبات وغفلات، وهذا ما يتفق وظاهر قوله سبحانه:( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)النساء:129".
وارتباطا بنفس الموضوع تتساءل الأستاذة فوزية طالوت المكناسي رئيسة تحرير مجلة فرح "إذا افترضنا أن تعدد الزوجات هو خصوصية من خصائص الدين الإسلامي، فما موقف الديانات الأخرى من العشيقات و الخليلات؟ أليس هذا تعدد بدون حقوق و لا واجبات؟ هذا الوضع مسموح باسم الحرية و حقوق الشخص، انه ببساطة نفاق مسموح و في أكثر الأحيان متعارف عليه.
وتضيف أن التعدد يوجد عند الهندوس و الفارسيين و الأسيويين و عند اليهود الأرثوذكسيين فهو مسموح به من قبل المحكمة بإسرائيل.وان الدين الإسلامي كباقي الأديان، ظهر في مجتمعات كانت تتسم بالتخلف و الجهل، فجاء الإسلام ليضع ضوابط للمجتمع ومن بين هاته الضوابط، سن قانون الزواج، و من بينها منح المرأة حق الصداق و الاعتراف بكل الأطفال و حقها الشرعي بالإرث إلى غير ذلك.
وتؤكد الأستاذة فوزية أن الإسلام حدد تعدد الزوجات في أربع، لكنه ربطه بشروط قاسية بما فيها العدل و المساواة، الشيء الذي يصعب على الرجل احترامه.
نعيمة الزيداني
مجلة فرح
Bookmark
Hits: 1260