للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة شارك معنا بجمع المحتوى الادبي والثقافي العربي وذلك بنشر خبر او مقال أو نص...
وباستطاعت الزوار اضافة مقالاتهم في صفحة اضف مقال وبدون تسجيل

يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
او تريد الاطلاع والاستفادة من موقعنا تفضل بتصفح اقسام الموقع
سنتشرف بتسجيلك
الناشرون
شكرا لتفضلك زيارتنا
ادارة الموقع
للنــــشـر ... ملتقى نور المصباح الثقافي
للنــــشـر ... مجلة نوافذ الادبية
للنشر....ملتقى المصباح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدب ـ ثقاقات ـ مجتمع ـ صحة ـ فنون ـ فن ـ قضايا ـ تنمية ـ ملفات ـ مشاهير ـ فلسطين
 
الرئيسيةاعلانات المواقعالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلزليخا امرأة العزيز 610دخول
نرحب بجميع المقالات الواردة الينا ... ويرجى مراسلتنا لغير الاعضاء المسجلين عبرإتصل بنا |
جميع المساهمات والمقالات التي تصل الى الموقع عبر اتصل بنا يتم مراجعتها ونشرها في القسم المخصص لها شكرا لكم
جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها فقط
هــذا المـــوقــع

موقع وملتقيات أدبية ثقافية منوعة شاملة ، وسيلة لحفظ المواضيع والنصوص{سلة لجمع المحتوى الثقافي والأدبي العربي} يعتمد على مشاركات الأعضاء والزوار وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للاطلاع والنشر والحفظ ، مصادرنا متعددة عربية وغير عربية .

بما أن الموضوع لا يكتمل إلا بمناقشته والإضافة عليه يوفر الموقع مساحات واسعة لذلك. ومن هنا ندعو كل زوارنا وأعضاء الموقع المشاركة والمناقشة وإضافة نصوصهم ومقالاتهم .

المواضيع الأكثر شعبية
عتابا شرقية من التراث الشعبي في سوريا
تراتيل المساء / ردينة الفيلالي
قائمة بأسماء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.. سوريا
موسوعة المدن والبلدان الفلسطينية
الـنـثر في العصر الحديث.
"الشاغور".. الحي الذي أنجب لــ "دمشق" العديد من أبطالها التاريخيين
سحر الجان في التأثير على أعصاب الانسان
مشاهير من فلسطين / هؤلاء فلسطينيون
قصة" الدرس الأخير" ...تأليف: ألفونس دوديه...
كتاب - الجفر - للتحميل , الإمام علي بن أبي طالب ( ع )+
مواضيع مماثلة
    إحصاءات الموقع
    عمر الموقع بالأيام :
    6019 يوم.
    عدد المواضيع في الموقع:
    5650 موضوع.
    عدد الزوار
    Amazing Counters
    المتواجدون الآن ؟
    ككل هناك 50 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 50 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

    لا أحد

    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 1497 بتاريخ 04.05.12 19:52
    مكتبة الصور
    زليخا امرأة العزيز Empty
    دخول
    اسم العضو:
    كلمة السر:
    ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
    :: لقد نسيت كلمة السر
    ***
    hitstatus

     

     زليخا امرأة العزيز

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:42

    زليخا امرأة العزيز


    إن المرأة هي المرأة أينما وجدت وجد الإغراء معها، ولا فرق بين ان تكون امرأة الغني أو امرأة الفقير.
    و زليخا امرأة عزيز مصر “قوطينار” الذي كان على خزائن مصر في عهد احد ملوك الهكسوس، أو كان رئيس شرطة مصر في ذلك الوقت.
    وكان الفراغ يقتلها، وهي في ريعان الشباب وزوجها لم يفطن إلى ما يترتب على القرار الذي اتخذه، حيث أدخل شابا جميلا عمره 17 سنة على زوجته ولم يكتف بذلك بل قال لها: أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا...
    بالطبع تعاملت المرأة مع هذا الأمر أو هذه الوصية بطبعها الأنثوي.
    {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ .يوسف : 30}
    فذهبت تزداد به ولعا وشغفا، فيوسف شاب جميل يعيش معها في القصر، وزوجها مشغول عنها، فالفرصة مواتية وما عليها إلا أن تهيئ وسائل الإغراء، ولا شيء اكبر عند المرأة من إبداء مفاتنها، فراحت تبديها له ظنا منها انه سوف يقع في شباكها ولم تدر انه في عناية الله
    كان الخطأ خطأ عزيز مصر الذي وفر لهما الجو ،استغلت المرأة غفلة الزوج وأغراها جمال يوسف أيضا، فيوسف كما ورد في الحديث أعطي شطر الحسن والجمال الموجودين في الدنيا،
    فشلت خطة المرأة لأن العملية كانت من طرف واحد، فيوسف لم يبادلها الحب ولم تخدعه أساليبها الاغرائية التي صورها القرآن بقوله: “وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك، قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون” (سورة يوسف الآية23
    لم تكن شجاعة يوسف على رفض هذا العرض المغري شجاعة عادية، فهو مهما يكن فإنه
    بشر، لكن الله نجاه من هذا الموقف غير اللائق بمن يريده الله نبيا في المستقبل، فأراه من مراقبته له ما هو كاف لأن يرد اغواءات امرأة العزيز.
    {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ.يوسف: 51}

    هناك أكثر من رأي وتفسير وتأويل حول قوله تعالى: “ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه”، لكن غاية الأمر إن وقوع المعصية من يوسف كان مستحيلا فيوسف وصفه الله.
    ونلحظ شجاعة امرأة العزيز أيضا، فهي وان كانت في البداية أغرته واختلقت أكاذيب في لصق التهمة به، وكانت هي السبب أيضا في دخول يوسف السجن، إلا إنها في النهاية اعترفت.

    ونرى حكمة عزيز مصر حيث لم يتسرع في الحكم ولم يندفع بناء على ما لفقته زوجته من تهم. بل استمع إلى شهادة الشاهد الذي كان حاضرا آنذاك.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:43

    أستاذ.. حسين خلف موسى

    كل عام وأنت بخير..
    وعيدك مبارك إن شاء الله تعالى

    قرأت قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام
    بارك الله تعالى بك.. وأيد بالحق خطاك..
    ولكن..
    من قال أن اسم امرأة العزيز هو زليخا..؟؟
    ومن قال أن اسم العزيز هو قوطينار..؟؟
    لم نسمع هذه الأسماء في القرآن الكريم ولا في الأحاديث النبوية الصحيحة

    ثم كم كان عمر سيدنا يوسف عليه السلام عندما اشتراه عزيز مصر وكان به من الزاهدين..؟؟
    ((قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون))
    هل يُفهم من هذه الآيات أن سيدنا يوسف عليه السلام كان عمره سبعة عشر عاماً..
    ((وجاءت سياره فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون))

    ((ولما بلغ أشده واستوى أتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين))
    وقول الحق تبارك وتعالى هنا يبين أن سيدنا يوسف عليه السلام قد بلغ أشده في بيت العزيز

    أخي الكريم
    في بداية صورة يوسف يقول المولى عز وجل
    ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين))
    هذا هو قصص القرآن.. فلماذا نأتي بقصص ما أنزل الله بها من سلطان..؟؟

    نحن غير مؤهلين لتفسير.. ولكنا نتدبر القرآن الكريم..
    وهنا الآيات جلية واضحة..
    ثم القصة بأغلبها تنأى عن ما جاء في الكتاب والسنة النبوية الصحيحة..

    اللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما..
    وأسأل الله السلامة

    تحيتي لك أخي الكريم
    سلام
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:44

    بعد التحية
    نحن لا نفسر القران على هوانا لكن كتب التاريخ والتفسير اوردت لنا ما نبحث عنه و مصادر التاريخ الفرعوني لمصر القدينة تقول:
    أن يوسف الصديق عليه السلام أتى مصر في عهد الملوك الرعاة من الهكسوس الذين استولوا على مصر بالقوة الغاشمة في عصر من عصور الاضمحلال، وعاش سيدنا يوسف عليه السلام في ظل حكم أجنبي، وفي عهد الملك خيان بالذات الذي اتخذ له اسما مصريا هو "ساو سر ان رع" وكان وزيره عزيز مصر أجنبياً أيضاً هو فوطي رع الذي تسميه التوراة فوطيفار وعرف في أدبيات التراث الإسلامي بقطمير وأحيانا قطفير.
    أما زليخا فلم تكن مصرية أيضاً قيل أنها كانت أجمل نساء الهكسوس وقبل أيضاً أنها ابنة أحد ملوك المغرب.
    ولقد وصف القرآن الكريم حكام مصر في عصر سيدنا يوسف عليه السلام بالملوك، وفي عصر سيدنا موسى عليه السلام بالفراعنة مفرقاً بين الحكم في العهدين حكم الملوك الرعاة الأجانب ،وحكم فراعين مصر.
    ووردت في تفسير قصة يوسف (ع ) إسرائيليات و مرويات مختلقة وأكثرها مكذوبة هذا لا ينفي إن القصة حدثت بالفعل والأسماء وردت في عشرات المصادر يمكن الأخذ بها.والله اعلم


    حسين خلف موسى
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:45

    للأهمية موضوع ذات صلة

    نساء تحدث عنهن القرآن الكريم زليخا امرأة العزيز‏[1](‏ ج‏)‏


    بقلم : فضيلة الإمام الأكبر د‏.‏ محمد سيد طنطاوي / شيخ الأزهر الشريف
    المعركة العنيفة بين نداء الشهوات والنزوات وخطوات الشيطان التي قادتها امرأة العزيز‏,‏ وبين نداء العفاف والطهر والخوف من الله الذي عاشه يوسف ـ عليه السلام ـ لم تنته عند حد ما‏,‏ بل انتقلت إلي معركة أعنف وصلت إلي مرحلة المهاجمة التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله ـ تعالي ـ‏:‏ ولقد همت به‏,‏وهم بها لولا أن رأي برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء‏,‏ إنه من عبادنا المخلصين‏][‏ الآية‏24]‏ ولفظ الهم معناه المقاربة من الفعل من غير دخول فيه‏.‏ تقول‏:‏ هممت بفعل هذا الشيء‏,‏ إذا اتجهت نفسك نحوه دون أن تفعله‏.‏
    ولذا قال العلماء‏:‏ الهم نوعان‏:‏ هم ثابت معه العزم وعقد النية علي التنفيذ‏,‏ وهو مذموم ومؤاخذ عليه صاحبه‏.‏ وهم بمعني الخاطر وحديث النفس دون عزم أو تصميم أو عقد نية علي التنفيذ‏,‏ وهذا لا يؤاخذ عليه صاحبه‏.‏ وذلك لأن ورود النواهي في الصدور‏,‏ وتصورها في الأذهان‏,‏ لا مؤاخذة عليها مادامت لا وجود لها في الأعيان‏.‏ وفي الحديث الصحيح أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها‏,‏ ما لم تتكلم به‏,‏ أو تعمل به‏.‏
    وقد أجمع العلماء علي أن هم امرأة العزيز بيوسف كان هما بمعصية‏,‏ وكان مقرونا بالعزم والجزم والقصد‏,‏ بدليل المراودة‏,‏ وتغليق الأبواب‏,‏ وقولها له‏:‏ هيت لك‏.‏
    كما أجمعوا علي أن هم يوسف ـ عليه السلام ـ كان مجرد خاطرة قلب خطرت له بمقتضي طبيعته البشرية‏,‏ دون جزم أو عزم أو عقد نية‏.‏
    وهذا اللون من الهم لا يدخل تحت التكليف‏,‏ ولا يخل بمقام النبوة‏,‏ ومثل ذلك كمثل الصائم يري الماء البارد في اليوم الشديد الحرارة‏,‏ فتميل نفسه إليه‏,‏ إلا أن خوفه من الله‏,‏ ومحافظته علي صيامه‏,‏ وقوة إيمانه‏,‏ كل ذلك يمنعه من الشرب من هذا الماء النافع‏.‏
    والمقصود ببرهان ربه في قوله ـ تعالي‏:‏ لولا أن رأي برهان ربه‏:‏ ما غرسه الله ـ تعالي ـ في قلب يوسف ـ عليه السلام ـ من الخوف من خالقه‏,‏ ومن اعتصامه بالعفاف والفضائل‏,‏ ومن نهي لنفسه عن الهوى‏,‏ ومن العلم المصحوب بالعمل بأن هذا الفعل الذي دعت إليه امرأة العزيز فعل قبيح لا يليق بالمؤمن الصادق‏.‏
    والمعني‏:‏ ولقد قصدت امرأة العزيز من يوسف ـ عليه السلام ـ بعد أن غلقت الأبواب وقالت له أنا مهيأة لك‏,‏ قصدت منه الاستجابة لشهواتها‏,‏ ووصل بها الحال أن حاولت الاقتراب منه ومخالطته‏.
    وأمام هذه المغريات‏,‏ وبمقتضي ما وهب الله ـ تعالي ـ ليوسف من رجولة ومن شباب وفتوة‏,‏ حدثته نفسه حديث خطرات أن يستجيب لها‏,‏ ولكن خوفه من الله ـ تعالي ـ جعله في أسرع وقت يقطع هذه الخطرات‏,‏ وينصرف بعيدا عن هذه المرأة التي تغلب عليها هواها‏,‏ ويفر من أمام وجهها طالبا النجاة مما تريده منه‏..‏ وقوله ـ عز وجل ـ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين بيان لمظهر من مظاهر رحمة الله ـ تعالي ـ به ورعايته له‏.‏
    والصرف‏:‏ نقل الشيء من مكانه إلي مكان والمراد به هنا‏:‏ الحفظ من الوقوع فيما نهي الله عنه‏.‏
    والمعنى‏:‏ أرينا مثل هذه الإرادة‏,‏ أو ثبتناه تثبيتا مثل هذا التثبيت لنعصمه ولنحفظه ولنصونه عن الوقوع في السوء والفحشاء‏,‏ لأن يوسف ـ عليه السلام ـ من عبادنا الذين أخلصناهم لطاعتنا‏,‏ وعصمناهم من كل مالايليق بأمثاله المصطفين الأخيار‏.‏
    وهذا التفسير الذي اخترناه لهذه الآية الكريمة‏,‏ قد استخلصناه من أقوال بعض المفسرين السابقين والمحدثين‏.‏ فمن المفسرين القدامي الذين جنحوا إلي هذا الرأي الإمام الزمخشري ـ رحمه الله ـ فقد قال ما ملخصه‏:‏ قوله ـ تعالي ـ‏:‏ ولقد همت به معناه‏:‏ ولقد همت بمخالطة يوسف ـ عليه السلام ـ وهم بها أي‏:‏ وهم بمخالطتها‏.‏ وقوله ـ تعالي ـ لولا أن رأي برهان ربه جوابه محذوف والتقدير‏:‏ لولا أن رأي برهان ربه لخالطها‏.‏ فحذف هذا الجواب‏,‏ لأنه قوله ـ سبحانه ـ وهم بها يدل عليه‏.‏
    وذلك كقولك‏:‏ هممت بقتله لولا أني خفت الله‏.‏ أي‏:‏ لولا أني خفت الله لقتلته‏.‏
    ثم قال ـ رحمه الله ـ‏:‏ فإن قلت‏:‏ كيف جاز علي نبي الله أن يكون منه هم بالمعصية؟
    قلت‏:‏ المراد أن نفس يوسف ـ عليه السلام ـ مالت إلي المخالطة‏,‏ ونازعت إليها عن شهوة الشباب‏,‏ ميلا يشبه الهم به‏,‏ وكما تقتضيه تلك الحال التي تكاد تذهب بالعقول والعزائم وهو يكسر ما به‏,‏ ويرده بالنظر في برهان الله المأخوذ علي المكلفين بوجوب اجتناب المحارم ولو لم يكن ذلك الميل الشديد المسمي هما لشدته‏,‏ لما كان صاحبه ممدوحا عند الله بالامتناع‏,‏ لأن استعظام الصبر علي الابتلاء‏,‏ علي حسب عظم الابتلاء وشدته‏,‏ ولو كان همه كهمها عن عزيمة لما مدحه بأنه من عباده المخلصين‏.‏
    ومن المفسرين المحدثين الذين مالوا ـ أيضا ـ إلي هذا التفسير الإمام الآلوسي ـ رحمه الله ـ فقد قال ما ملخصه‏:‏ قوله ـ تعالي ـ‏:‏ ولقد همت به أي‏:‏ بمخالطته‏..‏ والمعنى‏:‏ أنها قصدت المخالطة وعزمت عليها عزما جازما‏,‏ لا يصرفها عنها صارف بعد أن باشرت مبادئها‏.‏
    والتأكيد باللام وقد ـ لدفع ما قد يتوهم من احتمال إقلاعها عما كانت عليه‏.‏
    وقوله ـ تعالي ـ‏:‏ وهم بها أي‏:‏ مال إلي مخالطتها بمقتضي الطبيعة البشرية‏..‏ ومثل ذلك لا يكاد يدخل تحت التكليف‏,‏ وليس المراد أنه قصدها قصدا اختياريا‏,‏ لأن ذلك أمر مذموم تنادي الآيات بعدم اتصافه به‏.‏
    وقوله ـ سبحانه ـ‏:‏ لولا أن رأي برهان ربه أي‏:‏ محبته الباهرة الدالة علي كمال قبح الزنا‏,‏ وسوء سبيله‏.‏ والمراد برؤيته له‏:‏ كمال إيقانه به‏,‏ ومشاهدته له مشاهدة وصلت إلي مرتبة عين اليقين‏.


    حسين خلف موسى
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:47

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي حسين خلف موسى

    (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) من هم المحسنون؟
    الرسول عليه الصلاة والسلام قالها لنا "أن تخشى الله كأنك تراه"
    هذا هو الإحسان والقرآن الكريم قال
    (آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) الذاريات)
    هذه تصرفات المحسنين والقرآن يقول (وكذلك نجزي المحسنين)
    أي أن كل من أحسن يأخذ جزاء يوسف لما أحسن. الحكم والعلم ليس هناك أهم من هاتين يحتاجهما المسلم.
    توقيع الحكم والعلم (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ)
    كأن الحكم والعلم لا يكونوا في أيّ سن أو لأي أحد، (آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا)
    قالها بتجريد من غير تعريف بـ (أل).

    عندما نقرأ قوله تعالى (وراودته) نحن قبل أن نُكمِل الآية مطمئنين على يوسف عليه السلام لأن الله تعالى آتاه حكماً وعلماً وهو محسن لذا كان سهلاً توقيع القرآن مع من يفهم كلام الله تعالى.
    الاختلاف الذي حصل في موضوع الهمّ رحم الله الشيخ عبد الجليل عيسى ومحمد رشيد رضا الذين فسروا القرآن بحب وبتعمق قالوا لا نرى محلاً للخلاف في قصة الهم، وذكرنا سابقاً من هم الذين برّأوا يوسف عليه السلام الله تعالى والعزيز وامرأة العزيز والنسوة والشاهد حتى إبليس برّأه إذن يوسف لا يقع في معصية والله تعالى إعتبره من المحسنين (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ثم قال بعدها (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ) نحن مطمئنين على يوسف عليه السلام.

    يجب أن نفهم استخدام ألفاظ القرآن لِمَ قال راودته؟ لأن المراودة لا تتم إلا بخداع والخداع لا يكون إلا مع شخص أنت تتوقع أنه يرفض كما جاء في قوله تعالى على لسان إخوة يوسف
    (قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ (61)) سيعلمون حيلاً قد تطول حتى يأخذوه، هذه شرحت (وراودته) وشرحت ما فعله إخوة يوسف (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ)
    أي هم لهم حيل في هذه المواضيع. طالما قال سنراود أي أن أباهم سيرفض عندما يطلبوا منه ذلك.

    المسوغات هي التي جعلت البعض يفهمون الهمّ خطأ لكن الأمر واضح عندما نفهم القرآن.
    القرآن يقول (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ) يبين أن موقف يوسف ضعيف لكن علينا أن نتذكر الحُكم والعلم وأن يوسف من إصطفاء الله وأنه من المحسنين.
    (عَن نَّفْسِهِ) أي أن نفسه رافضة وقلنا أنه إذا رأت المرأة مَنْ أمامها أنه موافق فلم تراوده؟ هي تحتاج أن تلمح له فقط وسيأتي إليها.
    إمرأة العزيز خرجت عن إلف المعتاد ولذا همّت به والهمّ هنا كان للقتل. وعلينا أن نفرق بين السوء والفحشاء البعض قال هما للزنا وبعض أهل اللغة قالوا أن السوء يختلف عن الفحشاء فقالوا الزنا والقتل وواقعة الزنا في رأيهم أنها انتهت عند قول تعالى على لسان يوسف (معاذ الله) حسمت القضية هنا.
    (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) عندما نقرأها بهذه الطريقة نفهم منها أن امرأة العزيز عملت ما هو غير معتاد لأن العادة أن يطلب الرجل المرأة لكن أن تطلب المرأة الرجل هذا أمر غير إلف العادة وهذه المرأة امرأة العزيز وقالت لزوجها الحكم وهذا يظهر سطوتها وهي تكلمت مع النسوة
    (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ) هي التي تحكم وهذا الأمر يبين سطوتها وسلطانها وإضافة إلى ذلك جرح الأنوثة في رفض يوسف لها لما قال (معاذ الله).
    لو الرجل طلب من المرأة ورفضت لا يحصل شيئاً لأن هذا هو المعتاد لكن أن تطلب امرأة العزيز وهي جبارة ومتسلطة ويرفض يوسف لها الطلب، نسأل هنا هي طلبت الزنا ويوسف رفض فهل تهم بالزنا ثانية؟ كلا أن مسألة الزنا انتهت إنما الهمّ هنا هو البطش والقتل
    (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) وبعدها قال (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ) والمراودة عكس هذا فالمراودة أمر واستبقا الباب أمر آخر ويبدو أنه مشاحنة أما المراودة فكانت تدلل وإغراء وغيره. (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ) مع أنها غلّقت الأبواب.
    (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
    غلّقت ولم تقل أغلقت وقالت الأبواب ولم تقل الباب حصل انتقال من المراودة إلى القول المباشر (وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) لم تكتفِ بالإشارة وإنما قالتها ولهذا همت به. المراودة أخذت وقتاً وقامت بأمور تظهر ليوسف أنه آمن (وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) لو قالت أغلقت يكون الباب له قفل واحد لكن قالت غلّقت والأبواب وليس الباب وقصور الملوك لا يكون الباب قريب من الباب الآخر وإنما هناك فواصل بين الأبواب فهناك على الأقل ثلاثة أبواب أو أكثر.

    المراودة لم تنفع فغلّقت الأبواب فلم يستجب يوسف لها ثم قالت صريحة (وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) والبديع هنا الذي يجب على شبابنا وفتياتنا على حد سواء أن يوقِّعوا قوله تعالى (معاذ الله) الذي يطلب يرفضه الآخر ويعيده إلى الصواب.
    امرأة العزيز الواضح من مجرى القصة في القرآن أنها لم تعد إلى الصواب مع أن يوسف قال لها (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) هو يعطيها درساً في الأخلاق لكن هذا الدرس كان له رد فعل عكسي مع امرأة العزيز.

    في عصرنا يحاول البعض أن يطبق منهج الله تعالى ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيجد استهزاء من الناس لأنه يقول الحق. هنا السؤال هل سيصمد ويتحمل؟ يجب على الإنسان أن يصمد ويتحمل مهما كانت الظروف ومهما حاول الناس إحباطه.
    امرأة العزيز حاولت أن تبطش بيوسف عليه السلام لذا صاغها القرآن بطريقة (ولقد همت به/ وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه) بعض شيوخنا الأفاضل ممن فهم القرآن قرأ الآيات: ولقد همت به/ وهم بها لولا أن رأى برهان ربه.
    لا نقول لماذا قال تعالى هكذا وإنما نقول ما الحكمة في قوله تعالى؟ تخيل لو القرآن قال ولقد همت به ولم يهم يوسف بها قد تدل على أن يوسف كان عاجزاً ضعيفاً لذا لم يهم لكن القرآن صاغ صياغة (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) هذه الصياغة تدل على أن يوسف عليه السلام كان قادراً على امرأة العزيز، ونتذكر ابني آدم أحدهما أراد قتل الآخر والثاني لم يدافع وإلا كان قتله وإنما قال (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) المائدة) إبن آدم الثاني لم يدافع عن نفسه لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لنا قاعدة:
    ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))
    فسأل الناس عن الثاني قال عليه الصلاة والسلام
    ((لأن الآخر كان حريصاً على قتل أخيه)).

    لذا يوسف لم يهم ولذا صيغت الآية بهذه الصياغة ويوسف عليه السلام لم يهم ليس عن عجز أو عن ضعف وإنما عن حكمة وعلم الذي أعطاه إياه الله تعالى، ونحن نقول الرسول عليه الصلاة والسلام علّم المتعلمين لأنه عليه الصلاة والسلام أول ما تعلم علمه شديد القوى وكذلك يوسف قال لما فسر لصاحبيه في السجن قال (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) أرجع الفضل إلى الله تعالى.
    ولهذا صيغت الآية بهذه الصياغة ولِو قال القرآن لم يهمّ يوسف بها قد نظن أنه كان ضعيفاً عاجزاً لكن القرآن أراد أن يقول أن يوسف لو أراد لهمّ بها لكن الصياغة الصحيحة لفهمكم: ولولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها معنى الكلام أو لولا حرف امتناع لوجود مثل: شربت الماء لولا أن الإناء كُسِر أنا أريد أن أشرب لكن حصل ما منعني من الشرب.
    لولا امتناع لوجود فلوجود البرهان امتنع الهمّ، إمتنع وجود الهمّ لوجود برهان ربه وبرهان الله تعالى للأولياء والصالحين والأنبياء سابق.

    الإسرائيليات قالوا أنه رأى صورة يعقوب على الحائط أو رأى العزيز وهذا كلام فارغ فهل يوسف يخاف من أبيه أكثر مما يخاف من الله تعالى لكن في القرآن قال تعالى
    (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) والآية تعطينا حيثيات الحكم (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) المخلَصين من قبل آدم ومن ساعة ما قال الشيطان (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) الحجر) وقوله تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) الحجر)
    هؤلاء العباد العاديين فما بالنا بالأنبياء؟.

    على من يعود الضمير في (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ)؟ هل يعود على الله تعالى أم على العزيز الذي ربّى يوسف؟ اختلف المفسرون وأهل اللغة في هذا الأمر وأنا شخصياً أرى أن قوله (إنه ربي) يعود على الله تعالى لأن الضمير في اللغة يعود على أقرب عائد، قال (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) الله، إنه ربي.
    ثم في ذلك الزمن كان يطلق لفظ الرب على الملك وهو قالها (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ) لكن يوسف لم يقل ربي إلا على رب العالمين (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ)
    يوسف نبي ولا يطلق اللفظ إلا على من يستحقه لأنه نبي فاهم والرجل معه في السجن يقول على الملك ربي لكن يوسف لا يقوله إلا على الله تعالى.
    وهو الله تعالى (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ). هناك فرق بين إكرام المثوى وإحسان المثوى، أن تكرم مثواه في يديك أن تعمل له لكن الإحسان نتيجة وهي ليست للبشر لذلك (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) الذي يحسن لما يؤدي نعمة لأحد يؤديها لله تعالى وليس لأحد فهذا هو الإحسان يكون لله وليس لأحد لكن الإكرام يكون من أحد لأحد إنما الإحسان أساساً من عند الله تبارك وتعالى ولهذا قال (أَحْسَنَ مَثْوَايَ) لم يقل أكرم مثواي. ثم قال (إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
    الظالمون تختلف باختلاف الفاعل: امرأة العزيز ظلمت نفسها وظلمت زوجها أما يوسف عليه السلام لو فعل هذه الفعلة هو ليس في باله إلا الله تعالى.
    امرأة العزيز تخاف من زوجها بدليل أنها عندما التقت زوجها لدى الباب قالت (قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) لذا بنى الفعل لما لم يسمى فاعله (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) حتى يكون الفعل على حسب الفاعل، يوسف لا يخاف إلا من الله رب العالمين.
    (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) هم لم يهم وليس عن عجز أو ضعف وإنما خوفاً من الله تبارك وتعالى.

    (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) كذلك علمناه الحكم والعلم فرفض لنصرف عنه السوء حتى يبين أن البرهان سابق ولذلك قال
    (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24))
    ما معنى رأى هنا؟ تيقن وليس رأى بعينه لأن هذا أقل درجات الإيمان وسبق أن شرحنا الفرق بين علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين.
    إذا كان هناك شخص أخبرناه أن الرسولعليه الصلاة والسلام قال أن في كوب ما عسلاً فالرجل قال طالما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قالها فأنا أصدقه كما فعل أبو بكر الصديق فهذا وثّق الكلام هذا إيمان بعلم اليقين (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) التكاثر) الرؤيا هنا من الفعل رأى بمعنى رؤية علِم من كثرة العلم كأنهم يرونها، هناك شخص يقول أنا أصدق الرسول لكني أريد أن أرى ما بداخل الكوب فنظر فقال نعم فيها عسل (ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) وثالث قال أريد أن أذوقها (إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) الواقعة) لم يصدق حتى يذوق، وهذا لم يؤمن حتى دخل النار، هذا في النار.
    هذه الثلاثة أول واحد هذه أقل درجات الإدراك وأعلى درجات اليقين والإيمان (علم اليقين) والثالث أعلى درجات الإدراك وأقل درجات اليقين والإيمان (حق اليقين) والثاني وسط بين الإثنين (عين اليقين).

    (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) لذا رفض الزنا ورفض أن يهم بها كما همت به.
    التوقيع في الآية (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ) (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) أي قبل وقوع الواقعة ونصرف هنا بمعنى صرفنا، الفعل المضارع هنا بوقع الماضي (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) بمعنى كان من عبادنا المخلصين هو مخلَص من قبل الواقعة لذا جرى يوسف وجاء قوله تعالى واستبقا الباب، نسأل أي باب؟ الباب هنا جنس وليس باباً بعينه. هو جرى من امرأة العزيز (واستبقا الباب) أي تسابقا والذي سبق ظهر من القميص الذي قُدّ من دبر إذن يوسف هو الذي سبق والشاهد أوضح هذه المسالة ولفت نظرهم إلى من قطع قميصه من دبر.
    إستبق يعني تسابقا والذي سبق عرفناه من القميص إذن يوسف هو الذي سبق إذن يوسف فرّ هارباً منها وبدأ يفتح الأبواب حتى وصل إلى آخر باب " باب السكة أو باب الطريق" ووجد العزيز عنده.
    الباب الأولى لجنس الباب والثانية لآخر باب وأنت خارج والذي يعتبر بالنسبة للداخل أول باب.
    (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) حددت له نوع العقوبة ولم تحدد نوع السوء لكن صِدْق يوسف قلب الموازين هي لم تقل من أراد بأهلك زنى وإنما قالت سوءاً.

    الابتلاءات جاءت متتالية على يوسف عليه السلام ولم يكن لديه وقت ليستريح ومع هذا قال (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) لم يقل أهون.


    الدكتور محمد هداية
    عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والمستشار برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرّمة
    نقلته للفائدة ولأنه أوضح وأعم وأشمل..

    وكما قلت أخي حسين.. الاسرائيليات دخلت في كثير من أمورنا.. حتى باتت لدينا الأصح..
    جزانا الله وإياك خيرا

    سلام


    سلمية امين
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:48

    موضوع ذات صلة

    للفائدة

    الإسرائيليات في قصة يوسف (ع )
    و قـد وردت في قصة يوسف (ع ) إسرائيليات و مرويات مختلقة مكذوبة , فمن ذلك ما اخرجه ابن جرير في تفسيره ,و السيوطي في ((الدر المنثور)) وغيرهما, في قوله تعالى : (اذ قال يوسف لا بيه يا أبت إني رأيت احد عشر كوكبا, و الشمس و القمر رايتهم لى ساجدين ) .
    قال السيوطى : و اخرج سعيد بن منصور, و البزار, و ابويعلى , و ابن جرير, و ابن المنذر, و ابن ابي حاتم , و العقيلي و ابن حبان في ((الضعفا)), و ابوالشيخ , و الحاكم و صححه , و ابن مردويه , و ابونعيم , و البيهقي معا في ((الدلائل )), عن جابر بن عبد الله (رض ) قال :
    ((جـا بـسـتانة يهودي الى النبي (ص ) فقال : يا محمد اخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف (ع ) سـاجـدة لـه , ما اسماؤها؟فسكت النبي (ص ) فلم يجبه بشي , فنزل جبريل (ع ) و اخبره باسمائها, فبعث رسول اللّه (ص ) الى البستاني اليهودي , فقال :((هل انت مؤمن ان اخبرتك باسمائها؟ قال : نعم , قـال : جربان , و الطارق , و الذيال , و ذوالكفتان , و قابس , و وثاب ,و عمودان , و الفليق , و المصبح , و الـضـروح , و ذوالـفـرغ , و الـضـيـا, و النور , رآها في افق السما ساجدة له فلما قـص يـوسف على يعقوب , قال : هذا أمر مشتت يجمعه اللّه من بعد)), فقال اليهودي : أي واللّه إنها لاسماؤها
    والـذي يـظـهـر لي انه من الإسرائيليات , و الصقت بالنبي زورا, ثم ان سيدنا يوسف راى كواكب بصورها لا باسمائها, ثم مادخل الاسم فيما ترمز اليه الرؤيا؟ و مـدار هـذه الـروايـة عـلـى الـحـكم بن ظهير, و قد ضعفه الائمة , و تركه الاكثرون , و قال الجوزجاني : ساقط .
    و قال الامام الذهبي في ((ميزان الاعتدال )) : قال ابن معين : ليس بثقة , و قال مرة : ليس بـشـي , و قـال الـبخاري : منكر الحديث , و قال مرة : تركوه , و لعله لروايته حديث : ((إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه )) .


    حسين خلف موسى
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:49

    الإسرائيليات في قوله تعالى

    (و لقد همت به و هم بها لولا ان راى برهان ربه ) .


    و من الإسرائيليات المكذوبة التي لا توافق عقلا و لا نقلا ما ذكر ابن جرير في تفسيره , و صاحب ((الـدر المنثور)) و غيرهما من المفسرين , في قوله تعالى : (و لقد همت به و هم بها لولا ان راى برهان ربه ) فقد ذكروا في هم يوسف (ع ) ما ينافي عصمة الأنبياء و ما يخجل القلم من تسطيره , لولا ان الـمـقام مقام بيان و تحذير من الكذب على اللّه و على رسله , و هو من اوجب الواجبات على أهل العلم .
    فقد رووا عن ابن عباس ـ رضوان اللّه عليه ـ انه سئل عن هم يوسف (ع ) ما بلغ ؟ قال : حل الهميان ـ يعنى السراويل ـ و جلس منها مجلس الخائن , فصيح به , يا يوسف لا تكن كالطير له ريش , فاذا زنى قعد ليس له ريش و رووا مثل هذا عن علي (رض ) و عن مجاهد, و عن سعيد بن جبير.
    و رووا ايضا في البرهان الذي رآه , و لولاه لوقع في الفاحشة بانه نودي : انت مكتوب في الانبيا, و تعمل عمل السفها, وقيل : رأى صورة ابيه يعقوب في الحائط, و قيل : في سقف الحجرة , و انه رآه عـاضـا عـلـى ابـهـامـه , و انـه لم يتعظ بالندا, حتى راى اباه على هذه الحال بل اسرف واضعو هذه الاسرائيليات الباطلة , فزعموا انه لما لم يرعو من رؤية صورة ابيه عاضا على اصابعه , ضربه ابوه يـعقوب , فخرجت شهوته من انامله الافـتـرا,يزعمون ايضا : ان كل ابنا يعقوب قد ولد له اثناعشر ولدا ماعدا يوسف , فانه نقص بتلك الـشـهـوة الـتـي خرجت من انامله ولدا,فلم يولد له غير احدعشر ولدا بل زعموا ايضا في تفسير الـبـرهان , فيما روي عن ابن عباس : انه راى ثلاث آيات من كتاب اللّه :قوله تعالى : (و ان عليكم لـحافظين كراما كاتبين ), و قوله تعالى : (و ما تكون في شان و ماتتلو منه من قرآن و لا تـعـملون من عمل الاكنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه ), و قوله تعالى : (افمن هو قئم عـلـى كـل نـفـس بـمـاكسبت ) , و قيل : راى (و لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و س , و مـن البديهي ان هذه الآيات بهذا اللفظ العربي لم تنزل على احد قبل نبينا مـحـمـد(ص ) و ان كان الذين افتروا هذا لايعدمون جوابا, بان يقولوا : راى ما يدل على معاني هذه الايـات بـلـغـتهم التي يعرفونها, بل قيل في البرهان : انه اري تمثال الملك , و هو العزيز, و قيل : خـياله و كل ذلك مرجعه الى أخبار بني إسرائيل و اكاذيبهم التي افتجروها على اللّه , و على رسله , و حمله الى بعض الصحابة و التابعين : كعب الاحبار, و وهب بن منبه , و امثالهما.
    و لـيس ادل على هذا, مما روي عن وهب بن منبه قال : ((لما خلا يوسف و امراة العزيز, خرجت كف بلا جسد بينهما,مكتوب عليها بالعبرانية : (افمن هو قئم على كل نفس بما كسبت ), ثم انصرفت الـكـف , و قـامـا مقامهما, ثم رجعت الكف بينهما, مكتوب عليها بالعبرانية (ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ), ثم انصرفت الكف , و قاما مقامهما,فعادت الكف الثالثة مكتوب عليها : (و لا تـقـربـوا الـزنـا انه كان فاحشة و س سبيلا) و انصرفت الكف , و قاما مقامهما فعادت الكف الرابعة مـكـتوب عليها بالعبرانية : (و اتقوا يوما ترجعون فيه الى اللّه ثم توف ى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون ) , فولى يوسف (ع ) هاربا . وقـد كان وهب أو من نقل عنه وهب ذكيا بارعا, حينما زعم ان ذلك كان مكتوبا بالعبرانية , و بذلك اجاب عما استشكلناه ,و لكن مع هذا لن يجوز هذا الكذب الا على الاغرار و السذج من اهل الحديث و لاندري اي معنى يبقى للعصمة بعد ان جلس بين فخذيها, و خلع سرواله ؟ على مروياتهم المفتراة الا و هو مقهور مغلوب ؟ و لو ان عربيدا راى صورة ابيه بعد مماته تحذره من معصية لكف عنها, و انزجر, فاى فضل ليوسف اذا, و هو نبي من سلالة انبيا؟ بل اى فضل له فى عدم مقارفته الفاحشة , بعد ما خرجت شهوته من انامل قدميه ؟ الا قسرى جبرى ثـم ما هذا الاضطراب الفاحش في الروايات ؟ من العلل التي ردالمحدثون بسببها الكثير من المرويات ؟ ثـم كيف يتفق ما حيك حول نبي اللّه يوسف (ع ) و قول الحق تبارك و تعالى عقب ذكر الهم : (كذلك لـنـصـرف عـنه السوو الفحش انه من عبادنا المخلصين ) , فهل يستحق هذا الثنا من حل الـتكة , و خلع السروال , و جلس بين رجليها؟ بني اسرائيل و مخرفيهم ؟ بـل كـيـف يتفق ما روى هو و ما حكاه اللّه عن زليخا بطلة المراودة , حيث قالت : (انا راودته عن نفسه , و انه لمن الصادقين ) و هو اعتراف صريح من البطلة التي اعيتها الحيل عن طريق الـتـزيـن حينا, و التودد اليه بمعسول القول حينا آخر, و الإرهاب و التخويف حينا ثالثا, فلم تفلح : (لئن لم يفعل ما آمره ليسجنن و ليكونا من الصاغرين ) .
    و انـظـر مـاذا كـان جـواب السيد العفيف , الكريم ابن الكريم , ابن الكريم , ابن الكريم : يوسف بن يعقوب , بن اسحاق , بن ابراهيم (ع ) : (قال رب السجن احب الى مما يدعونني اليه و الا تصرف عني كـيـدهـن اصـب الـيـهـن و اكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم ) و قصده (ع ) بقوله : (و الا تصرف عني كيدهن ) :تبرؤ من الحول و الطول , و ان الـحـول و القوة انما هما من اللّه , و سؤال منه لربه , و استعانة به على ان يصرف عنه كيدهن ,و هكذا شان الانبيا.
    بـل قـد شـهـد الشيطان نفسه ليوسف (ع ) في ضمن قوله , كما حكاه اللّه سبحانه عنه بقوله : (قال فبعزتك لا غوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ) , و يوسف بشهادة الحق السالفة من المخلصين .
    و كذلك شهد ليوسف شاهد من اهلها , فقال : (ان كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين و ان كان قميصه قد من دبر فكذبت و هو من الصادقين فلما راى قميصه قد من دبر قال انه مـن كيدكن ان كيدكن عظيم ) , و قداسفر التحقيق عن براة يوسف و ادانة زليخا, امراة العزيز.
    فـكيف تتفق كل هذه الشهادات الناصعة الصادقة , و تلك الروايات المزورة ؟ هذه الروايات ابن جريرالطبري , و الثعلبي , و البغوي , و ابن كثير, و السيوطي , و قد مر بها ابن كثير بعد ان نقلها حاكيا من غير ان ينبه الى زيفها, و هذاغريب و من العجيب حقا ان ابن جرير يحاول ان يضعف في تفسيره مذهب الخلف الذين ينفون هذا الزور و البهتان , و يفسرون الايات على حسب ما تقتضيه اللغة و قواعد الشرع , و ما جا في القرآن و السنة الـصـحـيـحة الثابتة , و يعتبر هذه المرويات التي سقنا لك زورا منها آنفا, هى قول جميع اهل العلم بـتـاويـل الـقرآن الذين يؤخذ عنهم, و كذلك تابعه على مقالته تلك الثعلبي و البغوي في . و هـذه الـمـرويات الغثة المكذوبة التي ياباها النظم الكريم , و يجزم العقل و النقل باستحالتها على الانبيا(ع ) هي التي اعتبرها الطبري و من تبعه ((اقوال السلف )) بـل يـسير في خط اعتبار هذه المرويات , فيورد على نفسه سؤالا, فيقول : فان قال قائل : و كيف يـجـوز ان يـوصـف يـوسـف بمثل هذا و هو للّه نبي ؟ الأنبياء قاله الواحدي في تفسيره ((البسيط)).
    و اعـجـب مـن ذلـك ما ذهب اليه الواحدي في ((البسيط)) قال : قال المفسرون الموثوق بعلمهم , الـمـرجـوع الى روايتهم ,الاخذون للتاويل , عمن شاهدوا التنزيل :هم يوسف (ع ) بهذه المراة هما صحيحا, و جلس منها مجلس الرجل من المراة , فلما راى البرهان من ربه زالت كل شهوة منه .
    و هي غفلة شديدة من هؤلاء الائمة لا نرضاها, و لولا اننا ننزه لساننا و قلمنا عن الهجر من القول , و انهم خلطوا في مؤلفاتهم عملا صالحا و آخر سيئا لقسونا عليهم , و حق لنا هذا, و العصمة للّه .
    و هذه الأقوال التي اسرف في ذكرها هؤلاء المفسرون : اما إسرائيليات و خرافات , وضعها زنادقة اهـل الـكـتاب القدما,الذي أرادوا بها النيل من الانبياء و المرسلين , ثم حملها معهم اهل الكتاب الذين اسلموا, و تلقاها عنهم بعض الصحابة ,و التابعين .
    و امـا ان تكون مدسوسة على هؤلاء الائمة , دسها عليهم اعداء الاديان , كي تروج تحت هذا الستار, و بذلك يصلون الى ما يريدون من افساد العقائد, و تعكير صفو الثقافة الإسلامية الأصيلة الصحيحة .
    الفرية على المعصوم (ص ) في قول اللّه تعالى : (ذلك ليعلم انى لم اخنه بالغيب ) .
    و لـكـي يـؤيـدوا باطلهم الذي ذكرناه آنفا, رووا عن الصحابة و التابعين ما لايليق بمقام الانبيا, و اختلقوا على النبي (ص )زورا, و قولوه ما لم يقله , قال صاحب ((الدر)) :
    و اخـرج الفريابي , و ابن جرير, و ابن المنذر, و ابن ابي حاتم , و ابوالشيخ , و البيهقي في ((شعب الايـمـان )) عن ابن عباس ـ رضوان اللّه عليه ـ قال : لما جمع الملك النسوة قال لهن : انتن راودتن يـوسف عن نفسه ؟ قلن : (حاش للّه ما علمنا عليه من سو قالت امراة العزيز الا ن حصحص الحق انا راودتـه عـن نـفسه و انه لمن الصادقين ), قال يوسف : (ذلك ليعلم انى لم اخنه بالغيب ), فـغـمـزه جـبـريـل (ع ) فـقـال : و لا حـيـن هـمـمت بها؟ فقال : (و ما ابرئ نفسي ان النفس لا مارة بالسوء) .
    قـال : و اخـرج ابـن جـرير عن مجاهد, و قتادة , و الضحاك , و ابن زيد, و السدي مثله , و اخرج الحاكم في تاريخه , و ابن مردويه و الديلمي عن انس (رض ) : ان رسول اللّه (ص ) قرا هذه الاية : (ذلـك لـيـعـلم انى لم اخنه بالغيب )قال : لما قال يوسف ذلك قال له جبريل (ع ) : و لا يوم هممت بما هممت به ؟ فقال : (و ما ابرئ نفسي ان النفس لا مارة بالسوء), قال : و اخرج ابن جرير عن عكرمة مثله .
    و اخـرج سـعـيـد بن منصور, و ابن ابي حاتم عن حكيم بن جابر في قوله : (ذلك ليعلم انى لم اخنه بـالـغـيـب ) قـال جـبـريـل :و لا حين حللت السراويل ؟ الى غير ذلك من المرويات المكذوبة , و الاسرائيليات الباطلة , التي خرجها بعض المفسرين الذين كان منهجهم ذكر المرويات , و جمع اكبر قـدر مـنها, سوا منها ما صح و ما لم يصح و الاخباريون الذين لا تحقيق عندهم للمرويات , وليس ادل عـلـى ذلـك مـن انـها لم يخرجها احد من اهل الكتب الصحيحة , و لا أصحاب الكتب المعتمدة الذين يرجع اليهم في مثل هذا.


    حسين
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:50

    الإسرائيليات في سبب لبث يوسف في السجن


    و مـن الاسرائيليات ما يذكره بعض المفسرين في مدة سجن يوسف (ع ) و في سبب لبثه في السجن بـضع سنين , و ذلك عند تفسير قوله تعالى : (و قال للذي ظن ان ه ناج منهما اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ) فقد ذكر ابن جرير, و الثعلبي , و البغوي , و غيرهم اقوالا كثيرة في هذا, فقد قال وهب بن منبه : اصـاب ايـوب الـبـلاء سبع سنين , و ترك يوسف في السجن سبع سنين , و عذب بختنصر يجول في السباع سبع سنين وقـال مالك بن دينار : لما قال يوسف للساقي : اذكرني عند ربك قيل له : يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا, لاطيلن حبسك , فبكى يوسف , و قال : يا رب انسى قلبي كثرة البلوى , فقلت كلمة , و لن اعود.
    و قال الحسن البصري : دخل جبريل (ع ) على يوسف في السجن , فلم ا رآه يوسف عرفه , فقال له : يـا اخـا الـمـنذرين , اني اراك بين الخاطئين الـسـلام رب الـعـالمين , و يقول لك : اما استحيت مني ان استشفعت بالادميين ؟ لالبثنك في السجن بضع سنين , فقال يوسف : و هو في ذلك عني راض , قال : نعم ,قال : اذا لاابالي .
    و قال كعب الاحبار : قال جبريل ليوسف : ان اللّه تعالى يقول : من خلقك ؟ قال : اللّه قال : فمن حببك الـى ابيك ؟ قال :اللّه , قال : فمن نجاك من كرب البئر؟ قال : اللّه , قال فمن علمك تاويل الرؤيا؟ قال اللّه , قـال : فـمـن صـرف عـنـك الـسـؤ,و الـفـحـشـا؟ قـال : اللّه , قال : فكيف استشفعت بدمي مثلك ؟ فلما انقضت سبع سنين ـ قال الكلبي : و هذه السبع سوى الخمسة التي قـبل ذلك ـ جاه الفرج من اللّه , فراى الملك ما راى من الرؤيا العجيبة , و عجز الملا عن تفسيرها, تـذكـر الساقي يوسف , و صدق تعبيره للرؤى , فذهب الى يوسف , فعبرها له خير تعبير, فكان ذلك سـبب نجاته من السجن , و قول امراة العزيز : (الئن حصحص الحق انا راودته عن نفسه و انه لمن الصادقين ).
    و اغلب الظن عندنا ان هذا من الإسرائيليات , فقد صورت سجن يوسف على انه عقوبة من اللّه لأجل الكلمة التي قالها, مع انه (ع ) لم يقل هجرا, و لا منكرا, فالاخذ في اسباب النجاة العادية , و في اسباب اظهار البراة و الحق , لا ينافي قط التوكل على اللّه تعالى و البلا للانبياء ليس عقوبة , و انما هو لرفع درجاتهم , و ليكونوا اسوة و قدوة لغيرهم , في باب الابتلاء و في الحديث الصحيح عن النبي (ص ) : ((اشد الناس بلا الأنبياء, ثم الامثل فالامثل )).
    و قد روى ابن جرير هاهنا حديثا مرفوعا, فقال : حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عمرو بن محمد, عن ابـراهيم بن يزيد, عن عمرو بن دينار, عن عكرمة , عن ابن عباس مرفوعا, قال : قال النبي (ص ) : ((لو لم يقل ـ يعني يوسف ـ الكلمة التي قالها, مالبث في السجن طول مالبث , حيث يبتغي الفرج من عند غير اللّه )).
    و لـو ان هذا الحديث كان صحيحا او حسنا, لكان للمتمسكين بمثل هذه الاسرائيليات التي اظهرت سـيدنا يوسف بمظهر الرجل المذنب المدان وجهة , و لكن الحديث شديد الضعف , لايجوز الاحتجاج به ابدا.
    قال الحافظ ابن كثير : ((و هذا الحديث ضعيف جدا , لان سفيان بن وكيع ـ الراوي عنه ابـن جريرـ ضعيف ,و ابراهيم بن يزيد اضعف منه ايضا, و قد روى عن الحسن و قتادة مرسلا عن كـل منهما, و هذه المرسلات هاهنا لا تقبل ,و لو قبل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن , و اللّه اعلم )) و قد تكلف بعض المفسرين للإجابة عما يدل عليه هذا الحديث و حـالـه كما سمعت بل تكلف بعضهم , فجعل الضمير في ((فانساه )) ليوسف , و هو غير صحيح , لان الـضـمير يعود الى الذي نجا منهما, بدليل قوله تعالى بعد ذلك : (و ادكر بعد امة ) فالذي تذكر هو الـذي انـسـاه الشيطان , و الذي يجب ان نعتقده ان يوسف (ع ) مكث في السجن ـ كما قال اللّه تعالى ـ بضع سنين .
    و البضع : من الثلاث الى التسع , او الى العشر, من غير تحديد للمدة , فجائز ان تكون سبعا, و جائز ان تكون تسعا, و جائزان تكون خمسا, مادام ليس هناك نقل صحيح عن المعصوم (ص ), وكذلك نعتقد انه لم يكن عقوبة على كلمة , وانما هو بلاو رفعة درجة .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مريم
    مشارك



    المشاركات : 47
    . : ملتقى نور المصباح الثقافي

    زليخا امرأة العزيز Empty
    مُساهمةموضوع: رد: زليخا امرأة العزيز   زليخا امرأة العزيز Icon_minitime06.10.10 23:51

    القرآن يرد هذه الأكاذيب


    و قـد فـات هـؤلاء الـدسـاسـيـن الـكـذابـيـن ان قـولـه تعالى : (ذلك ليعلم انى لم اخنه بالغيب ) الايتين , ليس من مقالة سيدنا يوسف (ع ) و انما هو من مقالة امراة العزيز, و هو ما يتفق و سـيـاق الاية , ذلك : ان العزيز لما ارسل رسوله الى يوسف لإحضاره من السجن , قال له : ارجع الى ربـك , فـاساله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ؟ فاحضر النسوة , و سالهن , و شهدن ببراة يوسف , فـلـم تـجـد امراة العزيز بدا من الاعتراف , فقالت : (الان حصحص الحق ) الى قوله : (و ما ابرئ نـفـسي ان النفس لأمارة بالسوء) فكل ذلك من قولها, و لم يكن يوسف حاضرا ثم , بل كان في السجن , فكيف يعقل ان يصدر منه ذلك في مجلس التحقيق الذي عقده العزيز؟.
    و قـد انـتـصـر لـهـذا الـراي الـذي يوائم السياق و السباق الإمام الشيخ محمد عبده , في تفسير ((المنار)) و هو آخر ما رقمه في تفسير القرآن .
    و هكذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (ذلك ليعلم انى لم اخنه بالغيب ) :
    تـقـول : انـمـا اعترفت بهذا على نفسي , ليعلم زوجي اني لم اخنه بالغيب في نفس الامر, و لا وقع الـمحذور الاكبر و انماراودت هذا الشاب مراودة , فامتنع , فلهذا اعترفت ليعلم اني بريئة , (و ان اللّه لا يهدي كيد الخئنين و ما ابرئ نفسي ) تقول المراة : و لست ابرئ نفسي , فان النفس تتحدث , و تتمنى , و لهذا راودته , لان (النفس لا مارة بالسو الا ما رحم ربي ) اي الا من عصمه اللّه تعالى (ان ربي غفور رحيم ).
    قال : و هذا القول هو الاشهر و الاليق و الانسب بسياق القصة و معاني الكلام , و قد حكاه الماوردي في تفسيره , و جعله اول الوجهين في تفسير الاية .
    و بعد ان ذكر بعض ما ذكره ابن جرير الذي ذكرناه آنفا عن ابن عباس , و تلاميذه , و غيره قال : و الـقـول الاول اقـوى و اظهر,لان سياق الكلام كله من كلام امراة العزيز بحضرة الملك , و لم يكن يوسف (ع ) عندهم , بل بعد ذلك احضره الملك .
    التفسير الصحيح لقوله تعالى : (و لقد همت به و هم بها).
    قال أبو شهبة : و الصحيح في تفسير قوله تعالى : (و لقد همت به و هم بها لولا ان راى برهان ربه ) ان الـكـلام تم عند قوله تعالى : (و لقد همت به ) و ليس من شك في ان همها كان بقصد الفاحشة , (و هم بها لولا ان راى برهان ربه ).
    الـكلام من قبيل التقديم و التاخير, و التقدير : و لولا ان راى برهان ربه لهم بها, فقوله تعالى : (و هـم بها), جواب ((لولا))مقدم عليها, و معروف في العربية ان ((لولا)) حرف امتناع لوجود, اي امتناع الجواب لوجود الشرط, فيكون ((الهم )) ممتنعا,لوجود البرهان الذي ركزه اللّه في فطرته و الـمـقدم اما الجواب , او دليله , على الخلاف في هذا بين النحويين , و المراد بالبرهان :هو حجة اللّه الـباهرة الدالة على قبح الزنى , و هو شي مركوز في فطر الانبيا و معرفة ذلك عندهم وصل الـى عـيـن الـيـقـين , و هوما نعبر عنه بالعصمة , و هي التي تحول بين الانبيا و المرسلين , و بين وقوعهم في المعصية .
    و يـرحـم اللّه الامـام جعفر بن محمد الصادق (ع ) حيث قال : البرهان : النبوة التي اودعها اللّه في صدره , حالت بينه و بين مايسخط اللّه .
    و هـذا هـو الـقـول الـجزل الذي يوافق ما دل عليه العقل من عصمة الانبيا, و يدعو اليه السابق و الـلاحق و اما كون جواب ((لولا)) لايجوز ان يتقدم عليها, فهذا امر ليس ذا خطر, حتى نعدل عن هـذا الـراي الـصـواب , الى التفسيرات الاخرى الباطلة , لهم يوسف (ع ), و القرآن هو اصل اللغة , فـورود اى اسـلـوب فـي الـقرآن يكفي في كونه اسلوبا عربيا فصيحا, و في تأصيل اى قاعدة من الـقـواعد النحوية , فلا يجوز لاجل الاخذ بقاعدة نحوية , ان نقع في محظور لا يليق بالانبياء كهذاو الـصحيح ان الجواب محذوف بقرينة المذكور, و هو ما تقدم على ((لولا)), ليكون ذلك قرينة على الجواب المحذوف .
    و قـيـل : ان مـا حصل من ((هم يوسف )) كان خطرة , و حديث نفس بمقتضى الفطرة البشرية , و لـم يـسـتقر, و لم يظهر له اثره قال البغوي في تفسيره : ((قال بعض اهل الحقائق : الهم همان : هم ثابت , و هو اذا كان معه عزم , و عقد, و رضا, مثل هم امراة العزيز, و العبد مأخوذ به و هم عارض , و هـو الـخطرة , و حديث النفس من غير اختيار و لا عزم , مثل هم يوسف (ع ) و العبد غير مأخوذ بـه , مـا لـم يـتكلم به او يعمل )) , و قيل : همت به هم شهوة و قصد للفاحشة , و هم هو بضربها ولا ادري كيف يتفق هذا القول , و قوله تعالى : (لولا ان راى برهان ربه ).
    و الـقـول الجزل الفحل هو ما ذكرناه اولا, و صرحت به الرواية الصحيحة عن الإمام ابي عبد الله جعفر بن محمدالصادق (ع ) و السر في اظهاره في هذا الاسلوب ـ و اللّه اعلم ـ : تصوير المشهد الـمـثـيـر الـمغري العرم , الذي هياته امراة العزيز لنبي اللّه يوسف , و انه لولا عصمة اللّه له , و فطرته النبوية الزكية , لكانت الاستجابة لها, و الهم بها امرا محققا و في هذا تكريم ليوسف , و شهادة له بالعفة البالغة , و الطهارة الفائقة .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    زليخا امرأة العزيز
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    للنشر....ملتقى المصباح الثقافي :: فضاءات عامة ومنوعة :: حياتنا .. دين ودنيا-
    انتقل الى: