التربية الدينية للاطفال
لقد أثبتت التجارب التربوية أن خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة على عقيدة دينية ولقد تعهد السلف الصالح النشء بالتربية الإسلامية منذ نعومة أظفارهم وأوصوا بذلك المربين والآباء لأنها هي التي تقوم الأحداث وتعودهم الأفعال الحميدة ومن هذا المنطلق نسعى جميعا لنعلم أطفالنا دين الله كما انزله الله تعالى بعيدا عن الغلو مستفيدين بقدر الإمكان من معطيات الحضارة التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف .
وحيث أن التوجيه السليم يساعد الطفل على تكوين مفاهيمه تكوينا واضحا منتظما لذا فالواجب إتباع أفضل السبل وانجاحها للوصول للغاية المنشودة .
1- توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته .
2- اخذ الطفل بآداب السلوك وتعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث والاستماع وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة .
3- عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم ولهذا اثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل .
4- الممارسة العملية لتعويد الطفل على الالتزام بخلق الإسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وتنمي عنده حب الأمانة والصدق والإخلاص والنظافة...فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه فيصبح الخير أصيلا في نفسه.
5- تشجيع الطفل وهذا التشجيع يؤثر في نفسه تأثيرا طيبا ويحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه فقد أثبتت الدراسات انه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائما على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل.. ولا بد من مساعدة الطفل في تعلم ما يصح عمله وما لا يصح وما له وما عليه وذلك بصبر ودأب مع إشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم مقرونا بحسن الضبط والبعد عن التدليل .
6- غرس احترام القران الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره بأسلوب سهل جذاب فيعرف الطفل انه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار.. مع تعويده الحرص على الالتزام بأدب تلاوة القران من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع .
إن تنشئة الطفل بالتعليم والتربية الإيمانية والعبادية تعده ليكون إنسانا صالحا يقوم بحق الله وحق نفسه وحقوق أسرته وحقوق المجتمع كله وبذلك يأمنه الناس على أنفسهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم لان نشأته على طاعة الله وطاعة رسوله وقيامه بالعبادات التي يقدر على أدائها من صغره تورثه التقوى ولو أن الأسر اهتمت بتربية أبنائها وتعليمهم وتنشئتهم على طاعة الله وطاعة رسوله مع الإخلاص والتجرد لله لكان لأولاد المسلمين شأن في نشر الخير والطماننينة بين البشر في مشارق الأرض ومغاربها كما كان لأسلافهم في العصور السالفة .