كاترين دونوفبعد 13 عاماً على آخر زيارة لها إلى سورية عادت النجمة الفرنسية كاترين دونوف في زيارة قصيرة لتكرّم في مهرجان دمشق السينمائي ، وبدا واضحاً خلال تنظيم المؤتمر الصحفي أننا سنكون أمام حالة مختلفة عما قدمه المهرجان من نجوم السينما ، لكن الغريب أن المنظمين حرصوا على دونوف أكثر من اللازم فلم يكن كافياً تهيئة ظروف طبيعية ارتبطت بالزمن المحدد وكيفية التصوير بل ذهبوا بعيداً في محاولة تفصيل أسئلة الصحفيين على قياس المؤسسة العامة للسينما ، وكان أن نال بعض التساؤلات ثناءاً فيما تعرض بعضها الآخر "للسلق" والتوبيخ والمحاولات اليائسة لفرملة غير المرغوب . وكعادتها جاءت كلمات دونوف وإجاباتها واضحة وصريحة وإشكالية في بعض الأحيان ، فهي صاحبة التجربة السينمائية التي شهدت عملها تحت إدارة العديد من المخرجين مثل رومان بولانسكي ومانويل دي اوليفيرا ولويس بونويل وفرنسوا تروفو وأندريه تيشيني وجاك ديمي وكلود لولوش، وغيرهم من كبار السينمائيين،إلى جانب نيلها لجوائز عدة . وحول تجربتها مع المخرج لويس بونويل قالت دونوف أن أفلام بونويل قبل كل شيء من الأفلام الحديثة وهي ذات قصص استثنائية كما هو الحال في فيلم( جميلة النهار) الذي كُتب بطريقة استثنائية من قبل كلود كاريير ، وهذا الفيلم قصة واقعية لأنها تمس الأحلام الأنثوية ، وهي من المحرمات بحسب تعبيرها . وأكدت دونوف أنها لا تهتم للأدوار التي تعرض عليها بقدر اهتمامها بالمخرجين الذين ستقابلهم ، وقالت :" أبقى مفتوحة على كل الاحتمالات وعلى أدوار لم أكن أتخيلها ". أما عن الفيلم اللبناني ( بدي شوف ) الذي أخرجته جوانا حجي توما وخليل جريج ومشاركتها فيه قالت:"إن هذا الفيلم كان نتيجة للقائي بفنانين لبنانيين كتبوا ملخص مبسط لقصة ممثلة فرنسية جاءت تشارك بحفل خيري في بيروت ، وأعطاها صحفي لبناني فرصة لترى الجنوب ، وما حل به ، والفيلم يتحدث عن هذه الرحلة ، وفي البداية كان يتوقع أن يكون الفيلم قصير حيث كان ملخصاً بدون حوار ". وعلقت دونوف في معرض ردها على وصفها بالأيقونة التي خاضت تجربة هذا الفيلم وقالت :"لم أكن أيقونة كنت إنسانة عادية أحبت أن ترى و أن تشعر بضغط النتائج المباشرة للحرب ، وما رأيته لم أره في حياتي فلقد ولدتُ في نهاية الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الوقت لم أرَ هكذا دمار ، شاهدتُ بقايا بشر في قرى أبيدت ، وشعرت بعاطفة قوية ". وأضافت أنه من المفيد أن نشاهد بعيداً عما تنقله الصحف والتلفزيون من أخبار . وأوضحت كاترين دونوف أن أفلامها في هوليوود كانت قليلة بسبب عدم ملاءمة الشخصيات التي طُلب منها تأديتها ، مشيرةً إلى أنها لم ترغب بتمثيل فيلم متوسط ، وقالت :" من الصعب إيجاد أدوار مثيرة للاهتمام ، لكن في أوربا عرض عليّ أدوار أفضل ". وعن النصيحة التي تعطيها لشركات الإنتاج السينمائي أجابت بأنها لاتعطي نصائح إذا لم يطلب منها ذلك ، وفي ذات السياق نصحت دونوف الممثلين والممثلات بالتعامل مع التقنيات الحديثة رغم أن التمثيل يبقى حرفة لا علاقة للتكنولوجيا بها ، وأن يجدوا الطريقة للتعبير عن مشاعرهم والقدرة على مجابهة الكاميرا . وحول انطباعاتها عن سورية قالت أن عودتها لزيارة سوريا للمرة الثانية دليل على محبتها ، وأضافت:" للأسف كل مرة تكون زيارتي قصيرة ،أحب سورية كثيراً فهي بلد رائع لم يعطِ أسراره بشكل كامل ، أحلم بأن آتي إلى سوريا لمدة شهر ". ولفتت إلى أن الأفلام السورية قليلة في الوقت الحالي وأضافت :"بالكاد أعرفها ، وأخاف أن يكون السوريون أيضاً يجهلونها "، ورداً على سؤال لـ شام برس قالت كاترين دونوف :" مهرجان دمشق السينمائي مناسبة لمشاهدة أفلام عديدة وهذا غير موجود في سوريا ". موضحةً أنه يهدف لإظهار الأفلام غير الأمريكية . وفيما إذا كانت تتوقع أن يصبح مهرجان دمشق كمهرجان (كان )السينمائي علقت دونوف :" يجب أن نترك الأمور تأخذ مجراها طالما ليس هناك جمهور سينمائي كبير ، فالمهرجان الدولي هدفه أن تباع الأفلام وتشاهد في الصالة الكرة الآن في ملعب السوريين ". ورأت دونوف بأن السينما يمكن أن تنشر ثقافة الحب بين الشعوب ، فمعرفة الآخرين عبر السينما قد تساعد على فتح الآفاق وهي الطريقة المثلى لمعرفة الآخر وتقبل الاختلاف.
شام برس - عدنان نعوف