ديانا جبور /مؤسسة الإنتاج الدرامي ليست منافساً بل شريكا لدعم الدراما التلفزيونية السورية

تؤكد مديرة مؤسسة الإنتاج الدرامي ديانا جبور أن المؤسسة التي أنشئت بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد «وُجدت لدعم الدراما التلفزيونية السورية وتطويرها من خلال التعاون مع القطاع الخاص فالمؤسسة ستكون سنداً وداعماً وحامياً لهذا القطاع في الغُرم والغُنم ما دامت أن هناك أعمال درامية تحمل رسائل تخدم سورية» وأشارت في حوار مع «الوطن» إلى أن المؤسسة سوف تتبع آلية الشراكة مع شركات الإنتاج الخاصة «وهي لن تكون طرفاً منافساً لهذه الشركات بقدر ما هي شريكة والغاية كما أسلفت خدمة هذه الصناعة والخطاب الثقافي والسياسي والاجتماعي المتميز لها، ولفتت إلى أن خيار المنتج المنفذ سوف يُطرح في الأعوام القادمة عندها يتوسع نشاط المؤسسة ويتشعب. وتم إنشاء هذه المؤسسة منذ عدة أشهر لتكون إحدى مؤسسات وزارة الإعلام ولكنها تتمتع بآليات إدارية مرنة وحيوية لتكون فاعلة وناشطة «لتحمي الدراما السورية من التقلبات التي تطرأ أحياناً على المشهد الإعلامي العربي ومن الممكن أن تشكل إعاقات أمام مسيرة هذه الدراما».

ديانا جبور /مؤسسة الإنتاج الدرامي ليست منافساً بل شريكا لدعم الدراما التلفزيونية السورية Ma_280128898

وسوف تدخل المؤسسة سوق الإنتاج الدرامي ابتداء من الموسم القادم حيث بدأت الاستعدادات بالفعل للشروع في تصوير أكثر من مسلسل لمصلحة هذه المؤسسة الوليدة التي يرى مراقبون أنها ستكون رديفاً مهماً لشركات القطاع الخاص.
وقد ورثت هذه المؤسسة مديرية الإنتاج الدرامي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي ظلت فترة طويلة الجهة الرسمية المنوط بها إنتاج عدة أعمال في العام ولكن هذه المديرية عانت خلال العقد الأخير من الترهل الإداري وأصبحت عبئاً ثقيلاً ومثالاً لا يحتذى به للتخبط وغياب الرؤية وقد تكدست لديها عشرات النصوص الدرامية على مدى أعوام طويلة لم تسمح الظروف في إنجازها لأسباب متعددة.
وعن مصير هذه النصوص تؤكد جبور أن هناك نية لإعادة النظر فيها جميعاً وما كان منها جيد فمن الممكن أن تقوم المؤسسة بإنتاجه «وسوف نفتح المجال أمام الكتّاب لاسترداد نصوصهم في حال رغبوا في ذلك مقابل إعادة 70% من المبلغ الذي تقاضوه من المديرية».
وعن الآلية الجديدة التي ستتبع في المؤسسة لجهة اختيار النصوص قالت: هناك مواضيع كثيرة لم تتطرق إليها الدراما السورية لأسباب متعددة وخاصة تلك المتعلقة بالقضايا الوطنية وأنا أتفهم إحجام الشركات الخاصة عنها وسوف نهتم بهذه القضايا من خلال تكليف من هو أهل من الكتّاب لتأليف نصوص متقنة عنها وهناك الآلية القديمة المتبعة وهي أن يقدم الكتّاب مشروعاتهم للمؤسسة حيث تتم عملية تقييم له وإنجاز المناسب منها.
وترى جبور أن هناك إرادة حقيقية لدى الحكومة لتكون صناعة الدراما التلفزيونية ضمن الصناعات الاستراتيجية في سورية «ومن ثم فإنه يقع على المؤسسة مسؤولية الترويج والتسويق لهذه الصناعة وسوف ينعكس هذا الأمر إيجاباً على الإنتاج الدرامي السوري الخاص».
وقد رُصدت لهذه المؤسسة ميزانية معقولة (نحو 600 مليون ليرة سورية) تسمح لها بحرية التحرك لإنتاج عدة أعمال في العام الواحد ومن ثم سيكون للمؤسسة دور في تعزيز الصناعة فضلاً عن جودة وأهمية هذا الإنتاج. وترى جبور أن من الخطأ أن تقع المؤسسة أسيرة لما هو سائد «حيث نرى أن عدداً كثيراً من أعمال القطاع الخاص لا تكاد تفارق منطقة موضوعات بعينها لا بد أن يكون هناك عمل كوميدي واجتماعي وتاريخي ولكن لا بد أيضاً من فتح المجال للاقتراحات الجديدة والدماء الشابة التي تضمن لنا الاستمرار والتجديد».
وقد تراجع أداء مديرية الإنتاج السابقة بسبب عدم مواكبتها للتطورات الكبيرة التي حدثت على مستوى الأجور سواء على صعيد النصوص والإخراج والأداء الأمر الذي أدى إلى فقر كبير بما تقدمه من أعمال على هذه الصعد وفي هذا الصدد تؤكد جبور أن المؤسسة ليست في وارد «المضاربة بالأسعار سلباً ولا إيجاباً ولكن لن تكون الأجور التي تعطيها وراء أجور القطاع الخاص» وتلفت إلى أن الغاية الأساسية من إنشاء المؤسسة هي «حماية الصناعة الدرامية السورية من مزاجية رأس المال الوافد بالمعنى الموضوعي وبالمعنى المادي، إن المؤسسة سوف تحاول تحرير الممثلين السوريين من استفراد المال الوافد بهم من خلال التمكين للصناعة وتعزيزها وكلما تعززت هذه الصناعة فإن هذا الأمر يرفع من قيمة الأسعار التي تشتري بها المحطات العربية الأعمال الدرامية السورية».
ورداً على سؤال يتعلق بقدرة هذه المؤسسة على حماية الصناعة وخاصة أن الأمر يحتاج إلى ميزانية أكبر وقنوات فضائية سورية خاصة تساعد في التخفيف من اعتمادنا على المحطات العربية قالت جبور: أنا أرى أن بداية المؤسسة من حيث الميزانية لائقة بانتظار أن تثبت هذه المؤسسة تعاونها وكفاءتها وجدوى وجودها ليتم بعد ذلك رفع هذه الميزانية ولا ننسى أن هذه المؤسسة ليست وحدها إنما ستكون رديفاً للقطاع الخاص. لدينا ضمانات رسمية أن المال أمر مقدور عليه كما أننا سوف نحاول تحقيق أرباح تعزز هذه الميزانية وتزيدها.
وترى جبور أن هناك مؤشرات «لزيادة عدد القنوات الخاصة السورية في المستقبل».
الصناعة الدرامية السورية كانت ولا تزال تعاني من التسويق الذي يشكل عائقاً أمام ازدهارها أكثر ولا يكاد يمر موسم درامي دون أن يرتفع صوت بعض المنتجين السوريين في هذا الاتجاه وعن الدور الذي من الممكن أن تلعبه المؤسسة في تسويق إنتاجها وإنتاج القطاع الخاص قالت جبور: سنكون حاضرين في الوفود الرسمية التي تقوم بزيارة دول عربية وأجنبية لكي نكون قادرين على توزيع وتسويق إنتاجنا الدرامي أي إن المؤسسة سوف تسهم في تسويق إنتاج القطاع الخاص عندما يكون التعاطي رسمياً.
كما من الممكن أن تعتمد المؤسسة على القطاع الخاص في تسويق أعمالها عندما يكون التعاطي مع القنوات العربية. لا أحد يستطيع أن يقوم بكل المهام بمفرده لابد من تكامل الجهود.
ورداً على سؤال تؤكد ديانا جبور أن أمراض القطاع العام المستعصية لن تنتقل إلى الهيكل الإداري وآلية العمل في المؤسسة «ما دام موظفوها بالحد الأدنى وهم شركاء ومعنيون لتحقيق النجاح وخاصة أن عائداً من الأرباح سوف يوزع عليهم. أنا متفائلة بمستقبل هذه المؤسسة ولا أعتقد أنها سوف تعاني من أمراض القطاع العام الإدارية».
وتشدد على أن أهم كتّاب ومخرجي ونجوم الدراما السورية ونجوم الدراما السورية سيكونون حاضرين في الأعمال التي ستجنيها المؤسسة «لدينا الآن اتفاق مع الكاتب حسن. م. يوسف على مشروع ما زال في طور الكتابة وهناك مشروع فيلم تلفزيوني مع الكاتب فؤاد حميرة وهناك أسماء كثيرة سوف نتعامل معها. ليس هناك (فيتو) على أحد وأبواب المؤسسة مفتوحة للجميع».
ديانا جبور التي تسلمت مهمة أول مدير لمؤسسة الإنتاج الدرامي بعد سنوات من إدارتها للتلفزيون السوري إعلامية وكاتبة درامية معروفة وهي ترى أن العمل الإداري في حال إتقانه «يحقق حالة الرضا التي تتأتى من العمل الإبداعي».
وعن قراءتها لمستقبل الدراما السورية تؤكد أنها متفائلة «وخاصة بعد لقائنا مع السيد الرئيس بشار الأسد فقد لمسنا أن لديه خططاً إستراتيجية تجاه الصناعة تجعلنا نتفاءل بالمستقبل. هناك إدراك أن الدراما أداة من أدوات التأثير المهمة» ورداً على سؤال يتعلق بالدور الذي من الممكن أن تلعبه المؤسسة في عملية توجيه الدراما السورية من حيث الخطاب كما يفعل قطاع الإنتاج المشترك في مصر قالت جبور: فيما يخص القطاع الخاص ما زال الأمر موضع بحث وأرى أن من المناسب أن تكون هناك جهة تفك التشابكات في حال حدوثها وتوجه باتجاهات ما ونحن حريصون على الوصول إلى أفضل الصيغ لخدمة الدراما السورية صناعة وخطاباً».

الوطن السورية
محمد امين

ديانا جبور /مؤسسة الإنتاج الدرامي ليست منافساً بل شريكا لدعم الدراما التلفزيونية السورية

ديانا جبور /مؤسسة الإنتاج الدرامي ليست منافساً بل شريكا لدعم الدراما التلفزيونية السورية :: تعاليق

ديانا جبور /مؤسسة الإنتاج الدرامي ليست منافساً بل شريكا لدعم الدراما التلفزيونية السورية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة