السينما تُحتضر.. فهل تنقذها...المؤسسة العامة لمهرجان دمشق السينمائي؟

في طرطوس ليس لدينا صالة للسينما لذلك فنحن مرتاحون من هذا الهم أقله حتى الآن مع أن الجميع يتذكرون أن طرطوس التي كانت قرية صغيرة في سبعينيات القرن الماضي تابع جمهورها آنذاك أفلام عبد الحليم وفريد الأطرش وغيرهما من الأفلام السينمائية العربية والعالمية في ثلاث صالات للسينما موزعة على أحياء المدينة الصغيرة.. أما الآن وفي الألفية الثالثة فطرطوس بلا سينما؟..

السينما تُحتضر.. فهل تنقذها...المؤسسة العامة لمهرجان دمشق السينمائي؟ Ma_301215101

الكندي مغلقة ومنذ فترة لإصلاحها ومع كل عيوبها الإنشائية إلا أنها كانت تسد رمق المتعطشين لهذا الفن.. فمن يصدق أن (تواليتاتها) بالقرب من الشاشة يميناً ويساراً «منشان ما حدا يزعل» ولا نعرف إن كان الترميم يتضمن إصلاح هذا الخطأ الكبير.. سينما العباسية وهي صالة قديمة لم يتم ترميمها منذ فترة طويلة جداً جداً ولا تفتح إلا أيام الأعياد.. ويشاهد فيها أطفالنا كشكولاً من الأفلام العربية والأجنبية التراجيكوميدية في خلطة لا تسيء للذوق والذائقة فقط بل للتربية العامة أيضاً..
وصالة «السبع» مغلق بابها بالبلوك درءاً لسيول المتفرجين التي كانت تغمر الصالة في سالف العصر وعلى هذه الحالة الفريدة يستمر وضعها منذ سنوات وقد يمتد لسنوات..
صالة النجمة الشهيرة.. تم هدمها بالكامل وشيد بناء جديد مكانها في أي مكان مخصص لصالة سينما جديدة.. أمام هذا الواقع العجيب وبنظرة مستقبلية لن يكون في طرطوس إلا صالة سينما واحدة هي الكندي وبالتالي ستكون السينما حكراً على القطاع العام.. وهنا يحق لنا التساؤل.. لماذا تدهورت هذه المنشآت إلى هذا الوضع؟ وإذا كان الجواب لأنها خاسرة فهل يتحمل القطاع العام هذه الخسارة؟
وقد تكون الخسارة في صالة الكندي تفصيل صغير في خسارات كبرى في المؤسسة العامة للسينما التي لا تزال تنتج فيلماً يتيماً سنوياً يصر الجميع على نوعيته غير الشعبية بحجة أنها أفلام مهرجانات وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا تكتفي المؤسسة بإقامة مهرجان دمشق السينمائي سنوياً.. وتحويل اسمها إلى المؤسسة العامة لمهرجان دمشق السينمائي؟ لأن الجهد الكبير المطلوب إنجازه يبدو أنه لا يترك مجالاً لأي نشاط آخر.. أما إذا كان ذلك صعباً فلماذا لا يتم تلزيمه لأي شركة مختصة بالمهرجانات مع إشراف مباشر من المؤسسة عليها.. والتفرغ للإنتاج السينمائي ويمكن استثمار الأرباح في إنتاج فيلم آخر لها.. ألا يكون ذلك مجدياً أكثر؟!!
لذلك من الأفضل إقامة المهرجان بالتناوب في جميع المحافظات السورية على أن نبدأ بالمدن التي فيها أكثر من صالة راقية تشجيعاً للاستثمار في هذا المجال وحفاظاً على هذا النوع من الفنون من الانقراض..
وكي لا يتم تغيير اسمه لا بأس من احتكار دمشق لأفلام المسابقة للأفلام الروائية فقط وبقية المسابقات والفعاليات الموازية في المدينة المختارة سنوياً..

أخيراً
حتى لا تأخذنا إنجازاتنا الدرامية.. من المؤكد أن السينما تتراجع عالمياً وقد تكون طرطوس أولى المدن على كوكبنا التي ينقرض فيها هذا الفن.. وهذا ما لا نحبه أو نريده.. ولأن هذا الوضع مشابه لأغلب المحافظات وجب التفكير في طريقة ما إنقاذية قد لا تكون مشابهة لما اقترحته ولكن التفكير بذلك خطوة في الاتجاه الصحيح.

الوطن السورية
محمد حسين

السينما تُحتضر.. فهل تنقذها...المؤسسة العامة لمهرجان دمشق السينمائي؟

السينما تُحتضر.. فهل تنقذها...المؤسسة العامة لمهرجان دمشق السينمائي؟ :: تعاليق

السينما تُحتضر.. فهل تنقذها...المؤسسة العامة لمهرجان دمشق السينمائي؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة