السعادة الزوجية اختيار
بقلم امل صبري
تستطيع كل زوجة مهما كانت امكانيتها المادية أو المعنوية أن تمنح حياتها الزوجية السعادة و ذلك من خلال نظرة منصفة لزوجها فالزوج مهما كان هو بشر تنطبق عليه كل الصفات البشرية و اهمها النقص و الملل من الروتين و حب التغيير
عندما نحكم على زوج انه ذو خلق فاضل فهذا لا يعني انه كامل الاوصاف و لكنه تغلب عليه الصفات الفاضلة عن غيرها من الصفات الآخرى و العكس صحيح و لكن في النهاية لا يمكن ان تخلوشخصية اى انسان من جانب فاضل يميزها نتفق او نختلف في حجمه و لكن التباين يظل في مساحتها مقابل الاخلاق التى يتبناها عامة
عندما تريد الزوجة ان تحيا حياة هنيئة مستقرة لابد و ان تنظر الى الجانب المشرق في شخصية زوجها و تسلط عليه الاضواء و تحاول دائما ان تضبطه و هو يقدم لها من اخلاقه الفاضلة و تمتدحها و تبدي سعادتها بها كما نصح احدهم قائلا "شجع ما تحب ان ترى منه المزيد"
ربما تتسأل احداهن قائلة "هل اكذب عليه ام اضحك على نفسي ؟" اقول لها ان خوفك من الوقوع في الكذب هو نتيجة لخوفك من الله جزاك الله خيرا و لكن ليس هذا كذب في هذا الموقف قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "لا يصلح الكذب إلا في ثلاث : يحدث الرجل امرأته والكذب في الحرب والكذب ليصلح بين الناس" رواه الترمذي وحسنه الألباني .و اوصيك ان لا تضحكين على نفسك بل اوصيك بإن تواجهين العادات الغير حميدة في زوجك و لكن بالحب!!!
ربما تقول احداهن "بحب كيف؟ و انا اكون غاضبة و لا استطيع حتى تحمل نفسي من العادات السيئة التى تعبت من لفت انتباهه اليها" و ربما كذلك تتهمني احداهن انني اقول كلام غير واقعي و لكنني اكرر
ما ذكرت سابقا نعم بحب بل خليط بين الحب والشعور بالفضل و ليس بالحب فقط
اما الشعور بالفضل المتبادل بينكما لقوله تعالى :" وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"و تذكرين نفسك انه زوجك و من تقبلتيه زوجا من بين كل الرجال و هو كذلك اختارك و فضلك على كل النساء لتشاركينه رحلة الحياة الدنيا و ان شاء الله تكونين سيدة الحور العين في الاخرة
اما الحب فهو حب من نوع خاص حب غض الطرف عن المساوئ و الذي تتميز به الام عن غيرها من علاقات الحب الاخرى التى تربط بين البشر بعضهم بعضا و لذا نسب اليها تحت مسمى حب الامومة عاطفة تتحول بها الزوجة مع زوجها الى ام حنون تريد منه أداء الواجب الذي عليه نحوها بدافع الحب و الحرص و الخوف فالحب يتجلى في انها تريد ان تراه في احسن صورة من خلال احسن الفعل و القول والحرص عليه من اقتراف الذنوب في حقها و السؤال عنها امام الله و الخوف عليه من العقاب يوم الحساب و خير مثال على ذلك موقف السيدة زينب ابنة سيدنا الرسول صلى الله عليه و سلم
و قد أسلمت زينب رضى الله عنها مع أمها و أخواتها و حاولت أن تدعو زوجها إلى الاسلام كذلك حاول معه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكنه رفض أن يترك دين آباؤه و كان مما قال لها :
" والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "وبانتصار المسلمين ببدر وقع أبو العاص أسيرًا عندهم ، فأرسلت زينب أخى زوجها عمرو بن الربيع وأعطته قلادة زفافها، فلما وصل عمرو ومعه تلك القلادة ، ورآها الصحابة رق قلبهم، وساد الصمت الحزين برهة، فقطعه النبي (صلى الله عليه وسلم) و الدموع نازلة من عينيه، وقال لهم : (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا). قالوا: نعم يارسول اللّه. فردّوا عليها الذي لها ولقبت (صاحبة القلادة).
هاجم المسلمون قافلة أبي العاص العائدة من الشام، فوقع مرة أخرى في الأسر ، فدخلت زينب إلى أبيها، ترجوه أن يجير أبا العاص ، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) على المسلمين قائلا: (أيها الناس هل سمعتم ما سمعتُ؟" قالوا: نعم. قال: "فوالذى نفسى بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم، المؤمنون يد على من سواهم، يجير عليُّهم أدناهم، وقد أجرنا من أجارت").
ورحل أبو العاص بتجارته عائدًا إلى مكة وأعاد لكل ذى حق حقه، ثم أعلن إسلامه على الملأ ثم هاجر في سبيل اللّه إلى المدينة سنة سبعة للهجرة . فاجتمعت زينب بزوجها مرة أخرى.انها زوجة من طراز فريد زوجة ساعدة زوجها على الفرار من النار الى رضا الله و الجنة ما اجمله من حب في الله و لله فهى لم تيأس منه رغم تمسكه بكفره و لكنها لم تنسى رفقه بها و معاشرته لها بالمعروف قبل ان يفرق الاسلام بينهما
همسة في اذن كل زوجة
حاولي ان تفهمي زوجك ...ان تتعرفي عليه من جديد ..هل هو منغلق ام منفتح ..عقلاني ام وجداني..عاداته الروتينية ...حال غضبه ..حركاته التى تنم عن حالته النفسية ..نبرة صوته حال الفرح و الغضب و الحزن وتعاملي مع كل حالة بما يناسبها في ضوء معرفتك لرغباته الخاصة و ما يسعده كى تسعدي به و يسعد بك
بعض الهدايا لمن اختارت السعادة الزوجية
1- ان لا تضع الزوجة اخطاء الزوج تحت الميكروسكوب و الا فإن المسافة بينهما ستزداد
2- عدم وضع الزناد على القضايا التي يكون فيها الرفض هو الرد المتوقع
3- البعد عن سوء الظن
4- كشف المشاعر الداخلية للزوجة في جو من الصراحة و الصدق الممزوجين بالاحترام
5- حل المشاكل في بدايتها يعطي الفرصة لحلها بسرعة قبل حدوث تراكمات في نفس كل منكما
6- تقبلي كل ما لا تستطيعين تغييره بالود و الرحمة
7- التغافل ثم التغافل ثم التغافل....قال الامام ابن حنبل "تسعة اعشار حسن الخلق في التغافل"
يقول الشاعر:
و إني لاعفو عن ذنوب كثيرة *** و في دونها قطع الحبيب المواصل
و اعرض عن ذي الذنب حتى كأنني *** جهلت الذي يأتي و لست بجاهل
8- الاستعانه بالله في كل الامور من قبل و من بعد
9- تخصيص سجدة في الصلاة للدعاء للزوج و الاولاد