للنشر الإدارة
المشاركات : 3446 . :
| | د. عزمي بشارة في ضيافة أبيض وأسود | |
د. عزمي بشارة في ضيافة أبيض وأسود |
بدعوة من مجلة (أبيض وأسود) زار الدكتور عزمي بشارة مدينة حلب الشهباء حيث أقامت
|
| |
بدعوة من مجلة (أبيض وأسود) زار الدكتور عزمي بشارة مدينة حلب الشهباء حيث أقامت المجلة ندوة خاصة تحدث فيها عن المستجدات السياسية الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية حضرها عدد من كبار مثقفي وكتاب وصحفيي وسياسيي مدينة حلب. والدكتور عزمي بشارة أحد رموز عرب 48 الذين يعلنون جهرا أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وقد أظهر تحركه وتحرك غيره من النخبة السياسية لعرب 48 أنه لا مكان في البرلمان الإسرائيلي للصوت العربي الفلسطيني. ولد عزمي بشارة عام (1956) بالناصرة ونشأ في أسرة عربية. درس في مدارس الناصرة حيث أسس عام (1974) وترأس (اللجنة القطرية للثانويين العرب) ثم أسس عام (1976) لجنة الدفاع عن الأراضي العربية بـ (إسرائيل) وهي التي أعلنت يوم الأرض يوم (30) آذار. - درس في جامعة (هومبلدت) بـ (ألمانيا) حيث نال شهادة الدكتوراه في الفلسفة. - من (1986) حتى (1996): أستاذ في جامعة (بيرزيت) ومدير قطاعات الفلسفة والعلوم السياسية بنفس الجامعة. - من (1990) إلى (1996): مدير البحث في معهد فان لير بالقدس ومنسق مشاريع الأبحاث فيه. النشاط السياسي: - في العام (1977) انتمى للتيار الشيوعي مؤسساً اتحاد الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية. - في العام (1996) انقطع عن التوجه الشيوعي وأسس حزب التجمع لوطني الديمقراطي المشهور في (إسرائيل) باسم (بلد). - في العام (1996) أصبح نائباً في الكنيست ممثلاً لحزبه وأعيد انتخابه عام (1999). رفع الحصانة البرلمانية: أعلن د. عزمي بشارة في أيار (2001) أن حزب الله حركة تحرر شرعية وأن كفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان كفاح تحرري. وفي تموز (2001) طلبت الشرطة الإسرائيلية اتهامه بخيانة (إسرائيل) وإعانة العدو. وفي (7) تشرين الثاني (2001) صوت الكنيست بالأغلبية لرفع الحصانة عن عزمي بشارة. كتب عزمي بشارة في موضوعات متعددة، منها الدين والديمقراطية، الإسلام والديمقراطية، القضية الفلسطينية، المجتمع المدني والديمقراطية، قضية الأقلية العربية في (إسرائيل) والأقليات بشكل عام، العرب والهولوكوست وغيرها وأهم كتبه ومنشوراته باللغة العربية: - مساهمة في نقد المجتمع المدني. - الخطاب السياسي المبتور. - الأقلية العربية في (إسرائيل) رؤية من الداخل. - الانتفاضة والمجتمع الإسرائيلي. - لئلا يفقد المعنى. كما صدر له بالعبرية كتابان: - التنوير مشروع لم يكتمل بعد. - الهوية وصناعة الهوية في المجتمع الإسرائيلي. وصدر له بالألمانية كتاب حول القدس. أشرف على تحرير سلسلة تدريس حول الديمقراطية مؤلفة من (14) كتيباً وكراساً باللغة العربية تستخدم للتدريس في المدارس والجامعات. وقد منحته مؤسسة ابن رشد للفكر الحر ببرلين جائزتها لعام (2002) لإسهامه في تشجيع حرية الرأي والديمقراطية في العالم العربي. تعرض عزمي بشارة وخاصة في ظل حكومة (أرييل شارون) لرفع الحصانة البرلمانية والمضايقات الأمنية والحملات الإعلامية، ويبدو أن سبب ذلك أنه يملك لغة واضحة في التعبير عن انتمائه. نص الحوار: في البداية نود أن نرحب بك في ربوع حلب الشهباء، واسمح لنا أن نستهل الحوار بسؤال حول رؤيتك لمسار المفاوضات القائم الآن بين سوريا و(إسرائيل) بوساطة من الجانب التركي، وهل ترى أفقاًَ جديداًَ في هذه المفاوضات تنسينا مرحلة المفاوضات الأولى التي تمت أيام براك؟ فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة فقد كانت قراراًَ صائباًَ لأنها بدأت بشكل غير مباشر لكي لا يتم هنالك تراجع سوري مجاني عن المبدأ الذي وضع منذ أن أفشل (باراك) المفاوضات (السورية - الإسرائيلية) في (شيبردز تاون) عندما تراجع عن الموقف الذي على أساسه فاوضت سوريا، وهو الانسحاب لحدود الـ (رابع) من حزيران، وهو رفض عملياًَ أن تجتمع لجنة ترسيم الحدود، وفي النهاية تبين في اجتماع (جنيف) الذي قام بين الرئيس الراحل حافظ الأسد و(كلينتون) تبين أنه يضمر الاحتفاظ بمحيط بحيرة طبرية تحت السيادة الإسرائيلية، وأن يسمى هذا حدود الـ (رابع) من حزيران (67) ما يعني أن اللعبة الإسرائيلية انكشفت بالموافقة المبدئية على الـ (رابع) من حزيران ثم ترسيم الحدود على غير الـ (رابع) من حزيران لكي لا تقع سوريا في مثل هذه اللعبة فقد قامت سوريا بالموافقة على مفاوضات غير مباشرة بحيث تتضح هذه الأمور قبل الدخول في المفاوضات، وبرأيي كانت هناك مصلحة إسرائيلية في تلك المرحلة بعد فشل حرب لبنان وبعد ما تعرض له حزب (كاديما) داخلياً في (إسرائيل) وكانت هناك مصلحة سورية إبان الحصار الجائر الذي كانت تتعرض له سوريا، لذلك التقت المصالح الذاتية لكل بلد في مفاوضات غير مباشرة وهو القرار السوري، التوجه كان إسرائيلياً عبر (تركيا) والموافقة السورية بأن هناك مصلحة سورية دون كسر كلمة سوريا بأن المفاوضات تعود إلى النقطة التي انتهت منها. لذلك أعتقد أن غالبية الجلسات في (تركيا) استيضاحية حول المواقف وما نوقش, الفرق بين تعريف الحدود وترسيم الحدود ومعنى علاقات السلام والقضايا الأمنية التي كانت (إسرائيل) تضعها طيلة الوقت في الصدارة, والموقف السوري معروف أن القضايا الأمنية يجب أن تكون متبادلة متكافئة وأن لا تدخل في إطار التدخل في السيادة السورية والعلاقات السورية الخارجية تلك القضايا التي نوقشت, ولدي ثقة من الصعب أن تعود سوريا لمفاوضات مباشرة قبل أن تتضح تماماً مسألة الحدود مع (إسرائيل) كي لا تصبح مسألة حدود الـ (رابع) من حزيران مسألة تفاوض يجب أن تكون مسألة مفروغاً منها، وأن يتم التفاوض على قضايا السلام والأمن والمياه، قضية الحدود يجب أن يكون مفروغاً منها، القضايا الأخرى هي التي تخضع للتفاوض لأنه لا يوجد دولة تفاوض على أرضها بأرضها هذا ما أتوقعه طبعاً يتوقف على الأجندات الأمريكية بالفترة المقبلة، ولكن بالتلخيص أقول الخطوة التي تمت لم تضر بسوريا من حيث مواقفها، ولكنها من حيث العلاقات الدولية وكسر الحصار كان فيها بعض الفائدة لأنه بحجتها أعادت بعض الدول الأوروبية الاتصال مع سوريا، وبدأت عملية كسر الحصار طبعاً الحسم الذي تم في لبنان في أيار واتفاق الدوحة فيما بعد ساعد, ولكن هذه النقطة أيضاًَ ساعدت لأن كثيراً من الدول الأوروبية تتلخص سياستها الخارجية بالانتهازية فليست لديها سياسة خارجية حقيقية إلا وتتبع (الولايات المتحدة) و(إسرائيل) بشكل من الأشكال. من الملاحظ أن بعض الأطراف العربية التي تروج أنها معتدلة، وهي تحاول الاتصال مع (إسرائيل) من باب الحديقة الخلفي بأشكال بدأت تعيد في إعلامها في الآونة الأخيرة عن هذه الاتصالات غير المباشرة وتروج أن سوريا تريد التنازل وأن سوريا هي التي تجري خلف المفاوضات مع (إسرائيل) والسيد الرئيس بشار الأسد حسم هذا الأمر في التصريح الأخير قال: (نحن لا نفاوض على الأرض وإنما التفاوض حول السلام) فعاد إلى المربع الأول الذي انتهت إليه المفاوضات أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد. وهنا أود أن أنتقل في حواري لأمر آخر، وهو أن سوريا كما أشرتم في لقاءاتكم الأخيرة استطاعت رغم كل التحديات أن تكون لاعباًَ ماهراًَ، بقدرة فائقة على إدارة الأزمات فاجأت جميع من حولها ما هي توقعاتكم بعد هذا الانفتاح الأوروبي على سوريا، وحتى (الولايات المتحدة الأمريكية) تحاول تلطيف الأجواء بشكل أو بآخر مع سوريا ما توقعاتكم بالمرحلة القادمة بعد رحيل حكومة الرئيس الأمريكي (جورج بوش) وهذا التطلع الأوروبي بالإضافة لذلك فإن بعض الدول الأوروبية لتاريخ اليوم التي تطلق على نفسها الاعتدال كأنما هي تريد أن تبقي سوريا بحالة من الحصار ما هي قراءتكم المستقبلية لاستعادة دورها المفتاحي والمفصلي في منطقة الشرق الأوسط. باعتقادي مرت مرحلة الخطر بمعنى ما، ولكن سوريا مازالت مستهدفة بدليل أن الدول التي تخلت عن ثوابت قومية وطنية لا تستطيع أن تقول نحن غير مبدئيين في حين سوريا مبدئية بل تحاول أن تشكك بمبدئية سوريا هذه أسهل طريقة، وكل مرة يثبت أن سوريا لم تتراجع عن الثوابت وتحملت الحصار من أجل ذلك، الاستهداف مازال قائماً، ولكن تم تجاوز مرحلة الخطر الرهان على الناس التي تعيش على الأرض يعني على الشعب في لبنان والشعب في العراق والشعب الفلسطيني وعلى الشعب السوري هذا الرهان أثبت جدواه من الناحية العملية، ولم يكن خيالاًَ ثم البراغماتية في التعامل مع (تركيا) في فترة الحصار الذي رأيناه بشكل ساخر في (القمة العربية الأخيرة) ومحاولة حتى إفشال القمة يحاولون محاصرة سوريا ثم يعاتبونها على أنها تبحث عن ظهير غير عربي لها، هي أصلاً سياستها القومية وتعير بسياستها القومية والعرب الذين يشكلون الخيار الأول لسوريا في حالة الأنظمة الرسمية تحاول أن تحاصر سوريا بالتساوي مع الموقف الأمريكي وفي بعض الأحيان حتى مع الموقف الإسرائيلي، كيف يتم العتب على سوريا أنه في هذه الحالة هي تبحث عن ظهير إقليمي حتى لو كان غير عربي إذا توافقت المصالح في رفض الإملاءات الأمريكية، أولاًَ، في حالة (إيران) ثم في حالة (تركيا) أعتقد أن هذا الخيار كان صحيحاً والمراهنة على الشعوب العربية من ناحية وعلى دول غير عربية، من ناحية أخرى، إن توافق المصالح في رفض الإملاء الأمريكي أثبت نفسه، باعتقادي في انحسار بالمد الأمريكي لن يكون هنالك تغيير جدي في الموضوع الفلسطيني، في لبنان لدينا (أربعة) أو (خمسة) أشهر لكي ندرك كيف ستحسم الأمور في الانتخابات وهذا طبعاًَ عامل رئيسي، نتائج الانتخابات الأمريكية الآن نستطيع أن نقول إنها شبه محسومة، وسيجري هناك تغيير في السياسات الأمريكية يعني يرتبط الكثير بكيفية التعامل الأمريكي مع (إيران) في فترة (باراك اوباما) والحقيقة أنا لست شديد التفاؤل طبعاًَ هناك تغيير لكن هذا لا يعني أن نتخلى عن الهدف الرئيسي في مسألة (إيران) وهو منعها من الحصول على الطاقة النووية أعتقد سيمر وقت ثمين جداًَ لـ (إيران) وسوريا ولكافة الدول استغلاله في كسر الحصار طبعاًَ هناك حكومة إسرائيلية قادمة، والكثير فيما يتعلق باستكمال المفاوضات مرتبط بها وأقول لك رأيي إن سوريا غير مستعجلة في النهاية ستحصل على أرضها في حدود الـ (رابع) من حزيران, وهي لا تريد أن ترتمي في أحضان عدوها لتظهر أنها مستميتة على التفاوض, بالعكس بالنهاية مسألة السيادة السورية على الجولان محسومة ولا يجوز المخاطرة بتنازلات في هذا الموضوع تطيح بالأيديولوجية السائدة في سوريا بوحدة الشعب السوري بمكانة سوريا في الشعوب العربية من أجل لا شيء، وهذا ما حصل مع منظمة (التحرير الفلسطينية) ويمنع تماماًَ أن تتكرر هذه التجربة وأن تتحول سوريا أيضاًَ إلى رهينة إثارة إعجاب (إسرائيل) كما جرى مع منظمة (التحرير الفلسطينية) وأنا أعرف عواقب ذلك على وحدة الشعب الفلسطيني وعلى كافة منظمات (التحرير العربي) فالأوضاع الآن أفضل وأنا أقترح كصديق لهذا البلد أن يلتفت أكثر للوضع الاقتصادي الاجتماعي الداخلي والتأكيد والتشديد على الهوية العربية لشعب سوريا في مواجهة تيارات طائفية تقوم حولها في كل مكان وتوجه أبواق دعايتها إلى فلسطين وسوريا وكل مكان في الوطن العربي، ويجب ألا نقلل من أهمية تأثير الحالة المعنوية التي نشأت بعد العراق والحالة الطائفية هناك بعد عقود من الإيديولوجية القومية وبعد الحالة الطائفية السافرة بشكل غير مسبوق في لبنان وأثرها على معنويات وثقافة الشعوب العربية من حولها، ولذلك هناك مهام لا تحتمل التأجيل متعلقة بالوضع الاجتماعي الاقتصادي ووحدة الشعب السوري وقضية الثقافة القومية والثقافة العروبية والتأكيد عليها في هذا البلد وهي لا تصلح فقط معنوياًَ بل يجب تأسيسها على مؤسسات إن كان ذلك في التربية والتعليم وإن كان ذلك في قضايا الرفاه الاجتماعي التي تكرس الوحدة ليس فقط كشعار وإنما كممارسة اجتماعية في الحقوق للناس أن تكون الحقوق موحدة أنا أعتقد أن هذه الأمور في منتهى الأهمية في المرحلة الراهنة البلد مليء بالطاقات والإمكانيات والمواهب والسؤال كيفية استثمارها وتوجيهها في المرحلة القادمة إعادة بناء جهاز الإدارة بشكل أفضل، وأعتقد أن هنالك وقتاً للتركيز على هذه القضايا إذا سمح لي على أن أؤكد على الشعار الذي جاءت به الإدارة الجديدة لسوريا في عصر الرئيس بشار وهو مكافحة الفساد برأيي هناك ارتخاء في هذه القضية في السنوات الأخيرة ويجب العودة إلى هذا الموضوع، وهنالك وقت لكل هذه الأمور، ولكن خلافاًَ لكل التطلعات والمراهنات الواقعية وحسن الإدارة للسياسة الخارجية الرهانات الجريئة أثبتت نفسها في سوريا لذلك فإن السنوات القادمة سوف تشهد انفراجاًَ وأتمنى أن تستغل بشكل جيد لتقوية مواقع هذا البلد. شكراًَ على حرصك على تفعيل مكانة الدور السوري في هذه المرحلة وأعتقد أنها دعوة صادقة لأن نقف اليوم في سوريا على أرض التوقر أن نشم رائحة المطر قبل سقوطه وهذا الأمر سوف يكون إن شاء الله. وكما ذكرتم المفارقة الكبيرة في الموقف العربي ولا سيما المصري والسعودي حول هذه المفاوضات وكأنهم يقولون: (ألقاه في اليم مكتوفاًَ وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء) وهو بنفس الوقت واقع في المستنقع الأمريكي إلى أخمص قدميه، أريد في النهاية أن أتوجه إليكم بسؤال بعد قراءتك لمجلة (أبيض وأسود) كمجلة مستقلة ما هو الدور الجديد الذي تقوم به كصوت اجتماعي ثقافي فاعل في إطار تفعيل هذا المرجل السوري الذي نطمح أن يأخذ أبعاده الكبيرة ومن خلال هذه النشاطات الثقافية التي بادرت إليها في هذا الأمر؟ أولاًَ: أنا أشكر مبادرة المجلة بإجراء هذا الحوار مع مثقفي حلب ومع الجمهور وهذه الاستضافة, وكان لي شخصياًَ إغناء كبير في هذا الحوار وفي التعرف على البلد، الأمر الثاني: مجلة (أبيض وأسود) صوت جديد وصوت شاب في ظروف طرأ فيها بعض الترهل والتعب على الإعلام السوري على لغته ووضعه ويوجد إجماع على ذلك حتى من قبل العاملين فيه وأحد وسائل تحفيزه هي نشوء إعلام خاص، ولكن إعلام خاص ضمن الثوابت الوطنية ضمن الإجماع الوطني بحيث يكون متحرراً من كوابح اللغة القديمة وأكثر تفاعلاًَ مع متطلبات المجتمع السوري وأكثر قرباًَ منه أنا أعتقد أن هذا جيد، وهذا ما تقوم به المجلة الآن ومن هذه الناحية أتمنى لها النجاح، إنجازها الكبير يكون ليس فقط في عكس قضايا المجتمع السوري بتفاصيلها وما يدور في المجتمع السوري من نقاشات بشكل حيوي وبشكل أقل حذراًَ من الإعلام الرسمي إنجازها الكبير يكون عندما تحفز هي الإعلام الرسمي على التطور، ونحن نتمنى أن تكون هذه المحاولات في الإعلام الخاص في سوريا تقوم بدورين، أولاًَ، تقوم بدورها وثانياًَ، أن تحفز الإعلام الرسمي للتقدم والتطور لأن الحقيقة في النهاية هذا ما يجب أن يكون فسوريا بلد مظلوم إعلامياً من ناحيتين، أولاً، إعلام خصومه وثانياًَ، إعلامها نفسه فإعلام الخصوم يظلم سوريا بشكل موجه وبشكل مشوه وإعلام سوريا الموجود رغم المواهب الكثيرة الإعلامية السورية التي تعمل في وسائل إعلامية في الخارج من مخرجين ومصورين ومذيعين ومذيعات وغيرهم إلا أن الإعلام السوري عندما يتعلق الأمر بسوريا يصبح فجأة قاصراً غير قادر على الدفاع عن البلد وعرضها كما هي, أنا لا أريد أن يقوم الإعلام السوري بالمبالغة أو تجميل سوريا أو بإخفاء سلبيات الوضع الاجتماعي الاقتصادي بسوريا وإنما فقط إذا كان صادقاًَ ويعكس أوضاع البلد بشكل فيه مصداقية هذا وحده كاف لتحسينه، وهذا يجب أن يتم بحيث ليس فقط المواطن السوري يقتنع بإعلامه ويصدقه وإنما أيضاًَ المواطن العربي وأقول ذلك لأنه إذا كان هناك بلد مؤهل لأن يصل لقلوب المواطنين العرب فهو البلد الذي لديه سياسة (عروبية وإيديولوجية عروبية وثقافة عروبية) فالسوق الإعلامي ممهد ومعرض لقبول (الخط العروبي) إذا عرضت بشكل جيد أكثر من الإعلام المنتشر حاليا والمعادي للعروبة لهذا فهناك أهمية كبرى لنشوء الإعلام الخاص في سوريا ولكن الإعلام الخاص المسؤول في ضمن الإجماع الوطني والقضايا التي تهم البلد من ناحية الثوابت القومية وتطوير الإعلام العام وأنا أتمنى لكم النجاح في هذا الجهد إن شاء الله. أهلاًَ وسهلاًَ بك دكتور في ربوع حلب الشهباء وخير ما نختم به ما قاله المتنبي عندما قصد قصر الحلب في حلب لسيف الدولة الحمداني: كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل وإن شاء الله يكون لنا موقع في داخل قلبك الكريم، وأن تكون حلب دائماًَ قصدكم وأهلاًَ وسهلاًَ بكم في ربوع الشهباء
|
| |
|