ليلى منير اورفه لي
رسائل شعرية
. كان لقاؤنا الأول ، حينما تجاوزتِ الحجّاب والحرس ووقفتِ أمام السلطان تحملين قلبك بين كفيك وتقدمينه قرباناً وعربون محبة إيذاناً ببدء شراكة أبدية لا تمحوها السنون ، ولا يأكل منها طاغوت الفراق . وكان الميلاد … هذا الذي يتجدد مع كل نبضة ويعطينا الأمل بالحياة ، الذي يسمو مع كل طرفة عين وتنهيدة اشتياق ، ويترنم على قصيدة عشق أزلي ، حروفها طيور مهاجرة تحمل ذاتها وتشق طريقها عبر السحب الخضراء ……. "
****
للدمع رسائل … أوراقها لحظات الألم التي تتوهج بكلمات لا تستطيع إيضاح طعم الملوحة فيه … هذه همسات الدمع في لحظات بوح مفعمة بالحزن والأمل … خبأتها زمناً ما خبأت فيه الزمن ، رسائل تصل متأخرة بعدما جف الدمع …. تفوح بعبق الحنين ….
ليلى
من أنا
ينساب اللحن حزيناً يخترق مسامي يحمل الحلم ويمضي بعيداً … بعيدا إلى الأعماق يهزني من أنا ؟ !
عن أي " أنا " يبحث لحنك في دماء روحي ؟! عن أي " أنا " تسأل ؟! أنا بحة ناي … وصخب موج … أنا تغريدة بلبل … وزئير لبوة … مجموعة أنا مختلفة التناقضات
أنا العاصفة الآتية لا من دوامات الرياح لكن من ثورة الأعماق أنا الرافضة لكل حلم لا يشبع جوع الفقراء أنا القادمة من حارات القهر التي ملّت ألحان التخدير وكرهت أحلام المتخمين
في عينيك أخترتُ ميلادي والدرب القادم عبر الجرح دربي … الصوت الصارخ عبر طلقات الكلمات صوتي … القلب الوليد من اعتصار الألم والحزن قلبي … الروح العاشقة للجمال في عيون الحب روحي … فهل عرفت ياحبيبي من أنا ……. ؟؟؟ 24/11/1980
رسالة الأمنيات
وإني أؤمن أن العاصفة لا بد آتية لتقتلع كل الجذور اليابسة ويصبح المستقبل أحلى كل أملي أن يكون في صدر كل منا غداً مكان للأحلى ….
وإني أؤمن أنه لا بد أن يأتي يوم تلتقي فيه يدانا … وبقوة كل أملي أن لا يكون اللقاء موجعاً …
وإني أؤمن أن شمسنا لا بدأن تسطع يوماً كل أملي أن نرى إشراقتها قبل أن نحترق ……. 21/12/ 1980
بعد الفراق
مرة أخرى يكتب لميلاد النور عمر جديد … مرة أخرى ينزرع في الصدى بيادر خضراء وتنمو في الروابي زهور أقحوان
تسافر المراكب في المدى ولا يبقى سوى الضياء مسافراً في رحلة الذكرى …
يعبق في طرقات الخريف عطر الحنان ولا يبقى من الجرح إلاّ سكّينه وشكل مداه …
ومرة أخرى أسكن شمس عينيك ويسكن قلبي الدفء والأمان …
29/11/ 1981
رسالة الغربة يا غريباً أحببتك أكثر من نفسي يا غريباً منحتك غربة صمتي ومنحتني اغترابك فصرتُ .. ملكة الضياع ملكة الرياح … وأصبحتَ .. إله حب دون معبد وطقوس عبادة دون شموع … يا وليداً … سقيتك حناني فكبرتَ
ورويتني بعطر غربة عينيك فصرتُ طفلة تهذي بحب كبير …كبير … يا أماناً عشتك غربة لمّا كبرتَ وارتويتَ بغربتي تمزقتْ كلّ أوراقي وعرفت كلماتي الاغتراب وتبعثرتْ على أية صفحة كانت ما دام عنوانها عينيك …
أيا بعضاً من نفسي … وكلاً مني لن يُكتبَ لميلاد النور عمر جديد
فقد رأيت حبي قتيلاً في غابة عينيك … 7/12/1981
سؤال
كيف تلوم حبي وترى كل أشواقي " أحلام مراهقة " ؟؟ وأنا التي منحتك ما بعد حواسي الخمس لعل هذا صحيح يبدو أني لم أحبك لأني عشتك صدقاً مطلقاً وجئتك … نقية بريئة جريمتي كلها أني أكلت من تفاحة الصدق وجئتك عارية من كل الأقنعة ومنحتك كل اسماء الشمس حقاً … يبدو أني لم أحبك … لأن كل هذا يبدو لديك شيئاً ما ليس الحب
15/5/1982
أنا والمطر إنها تمطر تمطر … عطاءً … خصباً شتاءً ربيعياً تطرق نافذتي قطرات الماء تناديني للحياة لكني وحدي هنا والأيام تمر توشك أن تنتهي أحلم باللقاء … ولا نلتقي وتصبح أيامنا بسمة تتلاشى في عمر الزمن وحدي هنا ارقب حبات المطر تطرق نافذتي أسمع أنينها لحظة الاصطدام فيختلط بأنيني ويمتزج بدموعي
وحدي هنا ارقب المطر وأستعيد صورك المبللة بالدمع والحنين فأنا كما تعلم … أحب المطر وأحبك
لماذا ياحبيبي يأتي المطر هذا العام وأنت عني بعيد ؟! لماذا أعشق الحلم في المطر وأعشق المطر فيك ؟؟؟
أحلم ياحبيبي بلقاء يعيدنا من جديد إلى زمن الحنين نسير تحت القطرات نعتمد بماء المطر ولكني لا أمللك سوى أن أحلم وأحب المطر وأحبك بشكل أكبر
4/11/1982