إهداء إلى الذي اتهمته بالنسيان … ووجدت نفسي أغفو في عينيه كما يغفو الجنين في رحم أمه …
ليلى أورفه ليكاتبة وشاعرة سوريةمقدمةبقلم الدكتور عبد الرحمن دركزللي
إذا صح ما قيل من أن الشعر مشتق من الشعور فإن هذه الباقة من القصائد تحتل مكتنها في هيكل الشعر الخالد . ذلك أنها ضرب من البوح العاطفي الجميل ، أرادت الشاعرة الآنسة ليلى من خلاله أن تفصح لنا عن رؤيتها الخاصة ، وهي رؤية مثالية للحب ، لم يعد لها في حياتنا المعاصرة أثر، خصوصاً بعد أن غلب تيار المادة على الانسان حتى سحق روحه وخنق ضميره وتركه هائماً تائهاً لا يلوي على شيء . وإذاً فالشاعرة لا تتوخّى إصلاحاً اجتماعياً ولا تبغي هدفاً سياسياً ، وإنما تحاول أن تعبّر عما يختلج في صدرها وأن تبوح بمكنونات نفسها ، واثقة أن هذه المشاعر جديرة بالبوح ، حرية بالنشر برغم القيود والسدود .
وقيمة هذه القصائد ترجع عندي إلى أنها تصوير لتجربة الحب من نظر الأنثى ( حارسة الحياة ) وكم تعرضت في مجتمعنا – وفي سائر المجتمعات – للاضطهاد والقمع حتى غدا تعبيرها عن مشاعرها ضرباً من الوقاحة أو نوعاً من الصفاقة . على أن شعلة الحياة لا يمكن أن تخمد ، وليس لأحد أن يطفئها مادامت إنسانية وصادقة ونبيلة .
فإذا ضربنا صفحاً عن مسألة الغاية من قرض الشعر ، ويممنا وجهنا شطر الفن وجدنا لدى صاحبة القصائد – وإن كانت متأثرة بشعر نزار قباني – كثيراً من الجوانب والخصائص الفنية التي تؤهلها بحق للفوز بلقب شاعرة ، وهو لقب أصبح – مع الأسف – يخلع اليوم مجّاناً على من لا يستحقه أو يستأهله .
وأبرز هذه الجوانب تلك الوحدة العضوية التي تشد القصائد إلى بعضها لتجعل منها سمفونية متكاملة ، تتناثر أنغامها وتتباعد ، ثم لا تلبث أن تتآلف وتتآزر ، حتى تخلّف لدى سامعها لحناً موحداً لا نشوز فيه . فضلاً عن هذا هنالك اللغة العفوية البسيطة تنساب من ينبوع العاطفة الدفاق لتترجم عن صفاء النفس ورهافة المشاعر ونبل الأحاسيس . وهي لغة أنيقة رصينة لا تحوجك إلى معجم ، ولا تستوقفك للتساؤل عن معنى لفظة ، أي أنها من السهل الممتنع :
أبحث عن لغة حب
لم يعرفها العالم
لأجل حبك
أبحث عن كلمات حب
لم تعرفها سوى المراعي
وأشجار الليمون
كلمات خضراء بلون الزيتون
بلون عينيك
ومما هو جدير بالتنويه تلك الصور الفنية البديعة التي تناثرت في القصائد واختبأت في ظلالها وبين فروعها ، بل تناثرت تناثر النجوم على صفحة السماء ، فيها ذوق رفيع وحسّ مرهف وشفافية بالغة . فأنت لا ترى فيها نتوءاً أو تكلفاً ، وإنما هي صور عفوية تنساب برقة ووداعة ، لا لترصع القصيدة ، وتبرهن على اقتدار الشاعرة ، وإنما لتحمل إليك شعراً وتعمّق في نفسك انطباعاً كانت اللغة قد عجزت عن حمله :
كقرع الطبول الأفريقية
في عمق الغابات
تصبح دقات قلبي عند رؤيتك
فأحلم حينها
باقتطاف غيمة برتقالية
لأقدمها إليك
ولو أنك حاولت الوقوف على الحقول الدلالية التي تنتسب إليهاألفاظ الشاعرة لوجدت أنها ألفاظ تؤول إلى الطبيعة ، فهي دائماً تمتح من معانيها وتنهل من سحرها فإذا بك في غابة أو شاطئ أو بحر أو كهف وربما يمعت عصف الريح وانهمار المطر :
أخاف من يوم
تعبث فيه الريح بأضواء القنديل
وتطفئ السراج المغسول بالمطر
فيجف ّ نهر حياتي
وربما عمدت إلى جمع المتناقضات لكي تفجّر طاقات اللغة الكامنة وتسخّرها للتعبير عن المشاعر المعقدة :
ويوم عرفتك
عرفت شقاء السعادة
بجنوني وتعقلي
بغروري وتواضعي
بضعفي وثقتي
أحببتك
وللآنسة ليلى كلف شديد بالعيون ( ولا سيما الخضر ) ولكن لا عجب فالعيون قمة الإعجاز الإلهي فيها يكمن السحر والتأثير ، ولها تخفق القلوب ، وعنها تصدر المشاعر ، وهي ترجمان أمين يعبّر عن المشاعر المستترة في أعماق النفس :
لم أكن يوماً آبه للعيون
سوداء كانت أم خضراء
لكنّ عينا هذا الأسمر
أدهشتاني
ففي عمقهما ألم جرح
ينزف أبداً
في لونهما .. رحيل عمر
بين المروج والسهول
فيهما شيء رائع
أشبه باتصال البحر
بحقل من السنابل الخضر
وللشاعرة فلسفة خاصة في الحب ، فهي ترى أن الحب معبد ، بل مذبح عليه تراق دماء العشاق بل تسفك . الحب إذاً ليس نزوة عابرة أو رغبة عارضة أو شهوة جارفة ، إنه شيء لا يعرف الفناء ولا يدركه الموت ولا يعتريه الزوال . هو مفتاح باب الخلود . هو الذي يغدق على الانسان أسمى معاني الشرف وهو الذي يسمو به إلى مراقي السعادة . هو قدر لا مهرب منه :
وتسألني لماذا أحبك ؟
ولكن هل يسأل نفسه الشجر :
لماذا تعشق أوراقه المطر ؟!
وهل تسأل نفسها الشواطئ :
لماذا تعشق الأسماك البحر ؟!
إنه الوجود والقدر
فليس للحب قانون يشمل كل البشر
تلك هي الشاعرة الآنسة ليلى أورفه لي في ديوانها الأول فراشة ترفّ ، وعطر يسفح ، وشذى يتضوع … عاطفة سناها لا يخمد ، وأشواق إلى الحب المثالي لا حدود لها . د. عبد الرحم دركزللي
اللقاء الأوللا أدري ما كان لون عينيه …
لكنهما سحرتاني
لم أكن يوماً .. آبه للعيون
سوداء كانت أم خضراء
أم أي لون آخر
لكن عيني هذا الأسمر
أدهشتاني
ففي عمقهما .. ألم جرح
ينزف أبداً
في لونهما … رحيل عمر
بين المروج والسهول
فيهما شيء رائع
أشبه باتصال البحر
بحقل من السنابل الخضر
فيهما شيء أحسه
كاتصال ألم الجرح بالجرح
أزهر بنفسجاً في قلبي
لم أكن يوماً أهوى في العيون شيئاً
ولكن يا أسمر ـ التقيته صدفة ـ
من أجل عينيك
أحببت المروج والسهول
بشكل أكبر
ومن أجل عينيك – ولأول مرة –
عشقت في العيون
اللون الأخضر
4/11/ 1980
لست أدريبي رغية بالبكاء
كطفل صغير
والتحليق عالياً
كعصفور يطير
أعاشقة أنا ؟؟
لست أدري
أريد الجري كالأطفال
عبر الشوارع والطرقات
في الحدائق
أحلم بمطاردة العصافير
ومحاكاة الزهور
وقطف الفل والياسمين
أعاشقة أنا ؟؟؟
لست أدري ؟
كقرع الطبول الأفريقية
في عمق الغابات
تصبح دقات قلبي عند رؤيتك
فأحلم حينها
باقتطاف غيمة برتقالية
لأقدمها إليك
أو أن أصبح شفافة كالنسيم
لأداعب وجهك
أو أن أتقمص زهرة عنبر
لأغمرك بشذاها
فلم أعد أدري
إن كنت عاشقة أنا
أو طفلة صغيرة
تعشق الحلم بك
لست أدري ؟
لست أدري ؟
لست أدري؟
1981
أحبـكيا أنت
يامن تغرق هادئاً في سلطنة النوم
على عرش الأحلام
قبل أن أعرفك
كنت رفيقة دائمة
للوحدة … والشقاء … والألم …
ويوم عرفتك
عرفت شقاء السعادة
والآمها ,,, وبكائها …
يا أنتَ
بصحوي … وإرادتي
اخترتك
بجنوني … وتعقّلي
بغروري … وتواضعي
بضعفي … وثقتي
أحببتـــــــكَ
أحببتكَ .. وأريدكَ
أريدكَ
بكل ما تبقى من عقلي
وصحوي
بعد حبــــــكَ!!
1981
همسات لعينيك1سأجمع كلماتك في كتبي
وأنثر أيامنا في دفاتري
سأزرع وجودك كله في سطوري
لأعيشك باستمرار
لأني لا أريد أن أشعر
بالوحدة والغربة وأنا أحبك …
2أنا والليل والشموع
وكأس ملأى بالدموع
أبتهل لعينيك صلاة
أرنمها آيات
أنتَ
يا منْ نبعتَ من ذكرى صحوي
وذهبتَ إلى صحو ذاكرتي
بي شوق غريب لعينيك
بي حنين دفين لهما
حنين عميق … عميق
بي لعينيك إحساس غريب
إحساس هزّ أعماقي
أيقظني على ذاتي
فبات حبكَ نزفي
وأصبحت عيناك وجعي الدائم …
لم تُجدني نفعاَ
كل شرابات أمي المهدئة
ولا الحبوب المنومة
فإما عينيك وكل أشجاني
وإما جروح تئن بقاع وجداني
وأنا أصبحت كذوب شمعة
بين عينيك وأشجاني
1981
3وتسألني
لماذا أحبك ؟!
ولكن .. هل يسأل نفسه الشجر :
لماذا تعشق أوراقه المطر؟!
وهل تسأل نفسها الشواطئ :
لماذا تعشق الأسماك البحر ؟!
إنــه ..
إنه الوجود والقدر
فليس للحب قانون
يشمل كلّ البشر
1981
4إليكَ ياحبيبي .. كل الزهور
إليك الأوراق … إليك الغصون …
إليك الياسمين والورود
وعطر الزيزفون
إليك كل النجوم
إليك تغريد البلابل
وهمس الحسّون
لك قلبي … وحبي
ونغمي الحنون
ولي منك …
قصيدة عذاب عنوانها :
" الحب والجنون "
5شموع الليل تبكي الآمي
ورقة وقلم وحروف ببالي
أرسمها على السطور لتناجي عينيك
وما بغير خضرة غاباتها إيماني
الحب قدري
وما بغير الحب أماني
عيناك قدري
وما بغير عينيك
أشجانـــــي
وألوانــــي
وبيانــــــي
1981
6حين أكون معك
تكفّ الكرة الأرضية عن الدوران
وتصبح عيناكَ
مداراً للكواكب جميعها
حين أكون معك
يعشقني الصمت
وتسكن الكلمات عيوني
يكفّ الزمن عن دورته الرملية
وتشرق الشمس من عينيك
حين أكون معك
تنفتح لرؤياي أبواب السماء
فأرانا نسامر الرب
يسقينا قهوته
ويطعمنا تيناً
ولوزاً أخضر …
حين أكون معك
أحب التوه في غابات عينيك
ولا أجد أحلى
من رسمك بالشِعر
1981
7حبي الكبير
لن تستطيع عصور البرد والأعاصير
لن تستطيع سنوات الوحشة والظلام والفراق
أن تمحو من مخيلتي
عينين أخترقتا حواجز صمتي
فزرعتا في أيامي الإيمان
لن تستطيع كل السنوات
لو اجتمعت في لحظة واحدة
أن تستوعب
مدى صورتكَ المحفورة في قلبي
وعينيك اللتين
تهزمان الأيام …
1981
8أنتظر الغد الذي يأتي
ويحمل لي وعداً بلقاء
وهمسة
وزهرة
وكأساً من القهوة
انتظر الغد ياحبيبي
الذي يمسح من قلبي
دمع العيون
1981
صدىفاض بي الشوق
وفي قلبي شدا الأنين
على شفتي نمت همسة
وفي روحي نبعاً جرى الحنين
لحبكَ أزرع حقلاً
ومدى صفائك نغمي الحزين
في قلبي أبني لكَ معبداً
وعيناك مرفأي الأمين
لغيرك باقات الورد
ولكَ … حبة رمل
قشة بيدر
نجم أفق " ليل " حزين
أحبكَ
أحب رقصات قلبينا
على إيقاع المطر
أحبكَ
أحب نجوى روحينا
في همسات المطر
خلقنا نحن للعطاء
للخصب
للمطر
أحب المطر .. وأحبكَ
أنتَ المطر
الذي حوّل صحراء حياتي
إلى فردوس نعيم
أنتَ القطرات التي غسلت روحي
وحوّلتها إلى حقل عطاء
ماذا أقول فيكَ أنتَ
أنتَ
يا منْ مدى شفتيكَ … تتجدل الكلمات
شعـــرا
يامَنْ مدى عينيك … يتحول الليل
فجرا
يا مَنْ مدى همساتك
ينزرع الصدى
حقولاً خضرا
اجعلني
على شفتيك …
قبلة
مدى عينيك …
نجمة
في صداك …
سنبلة خضراء
26/1/1981
مطر الحبياحبيبي …
يا مطر الحب
أحبكَ
أحبك على ضوء القناديل
المغسولة بالمطر
أحبك على ضوء السراج العتيق
أحبكَ على أرصفة أيلول
على تلال تشرين
أياحبيباً
أقدّم لمروج عينيه كل يوم
طقوس عشقي
وترانيم أبياتي
هل يمكن للعشق أن يفنى ؟
هل يمكن للشوق أن يزول ؟
لا أدري ؟؟؟؟؟؟؟
ولكني
أخاف من يوم
يجفّ فيه الغمام
ويشحّ المطر
أخاف من يوم
تعبث فيه الريح بأضواء القنديل
وتطفئ السراج المغسول بالمطر
فيجفّ نهر حياتي
وتبقى الطرق إليك
غارقة بالعتمة
بلا ضوء سراج
أو قنديل
أخاف
أن تحملك الريح بعيداً
ولا يبقى من الحب
لا يبقى من الحياة
سوى قصص قصيرة
تلعب بها الريح
أخاف
رغم أنك علّمتني ياحبيبي
أن الخوف ضعف
11/3/ 1981
عيناك لغتيكل فجر أصحو على ترانيم
صوتك
تغمر عينيّ بالدفء والحنان
تحكي لروحي .. حكاية أول لقاء
حكاية أول حب
عرفته البشرية
وعرفه قلبي
صوتكَ الذي يترنم أبداً
مدى عمري
أحببتـــــه …
وأحببتكَ … حتى جفّ صوتي
وسكنت الكلمات عينيّ
والشفاه أهدابي
لأجلك …
أبحث عن لغة حب
لم يعرفها العالم
لأجل حبك
أبحث عن كلمات حب
لم تعرفها سوى المراعي
وأشجار الليمون
كلمات خضراء
بلون الزيتون
بلون عينيك …
أحببتك …
وضاعت مني لغة الحرف
لغة الكلام والسؤال
فدعني ياحبيبي
أستعر لصوتي
نبضاً من ربيع عينيك
22/3/1981
حبيبة في حالة انتظارأنتَ
يامن انساب صوتكَ إليّ
عبر الأسلاك والخطوط
بكل شراسة الحنان
بكل عواصف الشوق
بكل دهشة المفاجأة
أسمع صوتك في أحشائي
بفرح طفولي
وتغمرني نبراتك .. بحنان دافئ
بحب أزلي
أنتَ يا منْ أحبكَ بكل مسامي
بكل شراستي ونعومتي
بكلّ جنوني وهدوئي
أعيش حبكَ انتظاراَ أبدياَ
أنتَ
يا من أعيش حبك حالة انتظار
حبي لكَ
جنون أبديّ .. إعصار
يا حبي
كلما ابتعدنا .. عشقتك أكثر
وعشتك شوقاً أكبر
كلما ابتعدنا
تعمقتُ في تضاريسكَ
وانغمسْتَ بجراحي
أكثر … وأكثر
وأكثر …
يا حبي يا من غرست حبك في أعماقي
وجريتَ في كياني شوقاً وانتحارا
أحبكَ …
أحبكَ بعفوية الصغار
بجنون الكبار …
أينما كنتَ يا حبي ستراني
وكيفما رحلتُ سيجدني الناس
ستجدوني في ظلال الزيزفون
في حقول الزيتون والصفصاف
فأنا ابنة الشمس المسافرة
في كل الدروب
تعرفني الحقول تعرفني السهول والوديان
يعرفني الليل .. والنجوم … والقمر
يعرفني الصغار .. يعرفني الكبار ..
ويعرف الجميع أني أحبك دائماً
فأنتَ في كل مكان
وطني المهاجر
وأنا … حبيبة في حالة انتظار …
20/4/1981
كلمات من زمن صمتيحبيبيأكتب إليكفي ساعة الصمتمن زمن الغربةأنقل اليكالبرق واللحظات المضيئةمن ذاتيحبيبيفي غربتي … في وحدتي …في زمني … في صمتي …لم أستطع نسيانك مطلقاًولم أستطع تفاديكلحظة هروب واحدة ..فأنت تستحم في صوتيبشكل مستمروتسبح في كرات دمي بتتابعولا شيء أفعلهإلا تكرارك دائماً في ذاتيهذا التكرار الذي أعطىلأعصابي شكلهاولشرايين وجودي حجمها …أختلس لحظاتيوأدخل مدن عينيكأسدل ستائر أهدابك على نفسيلأتجوّل في مروجهماوأتوه في سهولهماتعتقلني لحظاتيوتشدني لحلم شفتيكالعائدتين لتوهمامن بحار المرجان الإلهيةلتزينا عنقيبلآلئ من الشهدوتزينا شفتيّبفيروز من العسلأسرق اللحظات والأحلاموأركض مهرولةلتحميني أكتافكمن الريح والعاصفةلتضمني بين ذراعيكَكزهرة منتوفةترتجف من البرد والأعاصيرفأدفن رأسي بصدركوأختبئ خلف سنابلهمن حزني وشقائيأزرع حناياه قبلاً متناثرةفأشعر بالدفء والحنانوأتحد بدقات قلبكَويتحد عمري بالفرح الطفوليوالسعادة الإلهيةوأعود إلى نفسيلأجدني أذرف دموعيلأنني حاولت نسيانكوحاولت الهرب إلى بلاد أخرىفتعتقلني لحظاتكوأعود لدخول مدن عينيكوتكرارك … هذا التكرار المستمركجريان نهر لا يتوقفكأنه وجد في داخليليعذبني باستمرارليذكّرني .. كيف كناوكيف سنصبححين أهرب لبلاد أخرىكأن صورنا وجدت … لتعذبنيفي لحظات صمتيوزمن غربتيوكأن لقاءاتنا أحييناها لتشقينيوكأن الزمنصار جبالاً من الثوانيفتراني أهرب من درب هروبيوأغتال البلاد البعيدةولا أنسى حبكفأنا لا أستطيع بكل بساطة –الانفلات من فلك عينيك23/4/1981