بلاد الشام عبر التاريخ سورية، الأردن، فلسطين، لبنان،

الإدارة المشاركات : 3446 . :

تعرف سورية الطبيعية أو بلاد الشام عبر التاريخ في القديم والحديث بالمنطقة الجغرافية التي تشمل الأقطار الأربعة حالياً، سورية، الأردن، فلسطين، لبنان، وتتبوأ هذه المنطقة التي تقع في غرب آسيا على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، موقع الصدارة بين الحضارات القديمة، حيث اختزلت التاريخ البشري واحتفظت بشواهده كعلامات لزمن يمتد لأكثر من 9000 عام قبل الميلاد، ويمكن التعرف على المفاصل البارزة لتاريخ سورية أو الشام من خلال ما يلي:

أولاً: العصر الحجري (القديم والوسط والحديث) .يبدأ العصر الحجري القديم في سورية "الباليوليت" منذ مليون عام، وينتهي عند الألف الثاني عشر ق.م، وتضم هذه المنطقة ما يقارب ثلاثة آلاف وخمسمائة موقع أثري منتشر في أرجائها كافة، ولا يزال هذا العدد بتزايد مستمر مع توالي الاكتشافات، وأقدم موقع يشهد على هذا العصر هو موقع النهر الكبير الشمالي في غرب سورية، وقد عثر على مغارات قرب العاصمة دمشق (في بلدة يبرود) واكتشفت قرب حلب من ناحية الغرب في وادي عفرين هياكل عظمية لإنسان النياندرتال الذي ينتمي لسلالة تسبق سلالة الإنسان الحالي بسلالتين، أما العصر الحجري الوسيط الميزوليت يبدأ من عام (12) ألف ق.م حتى عام (8) آلاف ق.م، ويبدأ العصر الحجري الحديث النيوليت قبل الفخار منذ ذلك التاريخ وحتى الألف السادسة ق.م، ويمتد عصر الفخار حتى الألف الرابعة ق.م. وقد عثر على آثار من العصر الحجري الحديث في بعض مناطق من سورية مثل تل أسود وتل الرماد والغريفه وتل الخزامي قرب دمشق، كما يدل استعمال الأسوار في العصر الحجري الحديث على الاستقرار السياسي وظهور النظام الإداري والعسكري.

ثانياً: العصور التاريخية ما قبل الإسلام .عرفت سورية في هذه العصور الحضارة، وكان أعظم إنجاز قدمته سورية للإنسانية جمعاء هو اختراع أول أبجدية في التاريخ، أبجدية رأس شمرا التي وجدت في مملكة أوغاريت قرب اللاذقية المدينة الساحلية الجميلة، وترجع هذه الأبجدية إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، وتعتبر الأبجدية الأم لجميع الأبجديات الموجودة حالياً، وتحتضن الأراضي السورية مئات الشواهد التي تنتشر على امتداد الساحل السوري من اوغاريت "اللاذقية" في شمال غرب البلاد، إلى البادية شرقاً، فالحدود التركية شمالاً والأردنية جنوباً، وكلها تحكي تاريخ ثلاثين حضارة عريقة تعاقبت على سورية، وهي منوعة بشكل فريد،

الإدارة المشاركات : 3446 . :

إذ تشمل قلاعاً وقصوراً و أسواراً ومعابد وكنائس ومساجد لها أهميتها في العالم على المستوى الإسلامي والمسيحي، وقد حفظ التاريخ أسماء مواقع ومدن تروي حكايتها للزائرين وللأجيال المتعاقبة، مثل تدمر التي يفد السياح إليها من شتى الدول، والتي تعد في العصر الحاضر عروس الصحراء السورية، وكانت في سالف عهدها أهم سوق تجارية عدا عن كونها حاضرة العرب قبل الإسلام في بلاد الشام، وملتقى للقوافل التجارية على طريق الحرير القادم من الصين. وتقف مملكة أيبلا التي ازدهرت في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد، شامخة تتحدى بشموخها عاديات الأيام، وتنطلق عن التاريخ المجيد الذي حملته إلينا وهي تتحدث من خلاله عن حضارتها، فمنها تم اكتشاف مكتبة ضخمة هزت العالم بمقتنياتها المتنوعة من وثائق وسجلات وأوراق إدارية وتجارية ودبلوماسية توثق لعلاقات الحرب والسلم مع المماليك المجاورة، كما تتحدث مملكة أوغاريت (اللاذقية) عن أقدم نوتة موسيقية في العالم اكتشفت ضمن مقتنياتها وتراثها، وإضافة لذلك تشهد مملكة ماري في الشمال الشرقي لسورية على عظمة الحضارات السورية في التاريخ الغابر، وهذه الحضارات تظهر روعتها وعراقتها المتاحف المنتشرة حالياً في جميع المحافظات السورية، وهي تتنوع في عراقتها وتتعدد لتشمل حضارة الفينيقيين والرومان واليونان، وكان العرب التدمريون والغساسنة، في القرون التي سبقت الميلاد والتي أعقبته حتى القرن السادس الميلادي، من القبائل التي استوطنت البلاد السورية في المناطق الداخلية التي تحف بالصحراء كبني نحم وجذام وكلب وغسان، وتتجول في هذه البلاد متحدثة بلسان عربي مزيج بجمع العربية والآرامية إلى حيث فتح الإسلام هذه البلاد.