حينما يعاني الرجل من إجهاد غير عادي يؤدي إلى تقليل الليبيدو “الشهوة الجنسية” ويبدأ وزنه في الزيادة في منطقة الوسط فإن السبب غالبا يعود إلى نقص في الهرمون الجنسي الذكري التستوستيرون
رغم أن المعتاد أن تظهر هذه المشكلة بين كبار السن من الرجال فإنها بدأت تتزايد بين من هم أصغر سنا. ومع ذلك فأحيانا يكون السبب غير واضح والعلاج غير ضروري.
وتؤثر هذه المشكلة على كثير من الرجال. ويشير الممارسون العموميون إلى أن مستوى التستوستيرون فيما يقدر بنحو عشرين في المائة من الرجال الألمان منخفض للغاية.
يقول هارالد يويرن شنايدر وهو متخصص في الغدد الصماء في جامعة ميونيخ “خلصنا إلى أن الرجال في سن ما بين الثلاثين والأربعين يمكن أن ينخفض لديهم مستوى التستوستيرون حينما تتجمع عوامل معينة”. وهي تشمل الزيادة في الوزن لاسيما في منطقة الوسط والأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم وزيادة الدهون في الدم السكر والبدانة.
ويقول يينس ياكوبيت وهو طبيب في مستشفى بهامبورج متخصص في الغدد الصماء إن السبب في أن زيادة الوزن تلعب دورا هو أن الأنسجة الدهنية تحتوي على إنزيم يحول التستوستيرون إلى الهرمون الأنثوي الإستروجين.
ويدخل الإجهاد في الصورة أيضا كسبب ممكن للمرض. فهرمون الإجهاد الكورتيزون يقمع إنتاج التستوستيرون حسبما يقول ياكوبيت. ومع ذلك فإن النقص في التستوستيرون يمكن أن تكون له أسباب أشد وضوحا مثل ضعف الغدة النخامية أو الخصيتين.
لكن هذا التشخيص قد يثير تساؤلات لأن الأعراض تتباين وليس هناك عرض يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى نقص في التستوستيرون حسبما يقول شنايدر. وتثار تساؤلات بشأن مجموعة من الأشياء منها مثلا النقص في الرغبة الجنسية والصعوبة في الوصول إلى وضع الانتصاب والإجهاد والتناقص في الكتلة العضلية والزيادة في شحوم الجسم. ومع ذلك فإن هناك أشخاصا يوجد لديهم انخفاض في قيم التستوستيرون ويعيشون حياتهم دون مشكلات بالمرة.
يقول هارالد كلاين الأستاذ في علوم الغدد الصماء في جامعة رور في بوخوم بألمانيا “حينما يريد رجل وصفة لمكمل تستوستيرون بسبب نقص الشهوة الجنسية أو ضعف الانتصاب فإنها تأتي بنتائج عكسية لأن هذه الأعراض قد تكون لها أسباب مختلفة تماما”.
فالزيادة المفرطة في التستوستيرون قد تتسبب في تلف الكبد ولم تعرف بعد أي مخاطر أخرى لتناوله.
أما الرجل الذي يعاني من نقص واضح فإن عليه أن يتناول بديلا للتستوستيرون . وإلا فإن كثافة عظامه قد تتضرر مما يتسبب في تلف لا علاج له. ومن النقاط المهمة أنه يجب على المريض زيارة خبير مثل طبيب متخصص في الغدد الصماء أو طبيب متخصص في أمراض الذكورة أو طبيب متخصص في صحة الرجال.
يقول ياكوبيت إن “التشخيص ليس من اختصاص طبيب أمراض باطنة أو ممارس عام”. ويجب على المتخصص أن يقدر بدقة مزايا وأخطار أي علاج يوصي به. وفي الغالب يمكن حل المشكلة دون دواء.
يقول شنايدر “حينما يقل وزن المريض تتوفر له فرصة قوية في عودة التستوستيرون إلى مستواه الطبيعي.”. كما أن زيادة النشاط البدني يمكن أن تفيد أيضا في زيادة مستوى التستوستيرون¡ على أن تكون زيادة المجهود بالقدر المناسب. ويضيف شنايدر أن ممارسة الرياضات الشاقة مثل العدو الطويل قد تتسبب في هبوط مستوى التستوستيرون.